• ان المتأمل في واقع ممارسة النظام التعليمي الرسمي وغير الرسمي على حد سواء ، يلمس وبمجرد المشاهدة غلبة آلية ونمطية واحده وهى تقديس الدرجة والبحث عن الشهادة ولو على حساب تربية الإنسان السوي الذي يمتلك من المهارات الحياتية ما يؤهله لكي يكون فاعلا في مجتمعه حريصا على خدمة نفسه ومتفانيا فى خدمة أمته ودينه .
• اننا وببساطة شديدة أمام نظام أصابه الخلل فى بنيته التحتية وانعكس الخلل على أرجاء المنظومة ونتج عنه كل ما نحن فيه من مشكلات على مستوى الجامعة وما بعد الجامعة . اننا نعرض فى تلك الورقة لمحور هام لو تم الاهتمام به بشكل فاعل وبشكل متوازى مع أصلاح بقية المحاور فى منظومة التعليم لكانت النهضة الحقيقية ولكانت متعة التعلم هى الغالبة والسائدة فى مجتمعاتنا التعليمية والتعلمية على المستوى العربي .
• ان وجود شعار يتمثل فى ( التربية والتعليم ) لدى معظم الدول العربية ويتضمن فى ما يصاغ ويعلن عنه فى المنتديات الرسمية وغير الرسمية ، إضافة الى كون المقررات الدراسية تزدحم بكل المفردات التى تعبر صراحة عن رغبة صريحة فى تنمية الوجدان والانتماء والمواطنة وغيرها من المفردات ذات الطابع الوجداني . وعند التطبيق على أرض الواقع نجد ان تلك المنظومة الوجدانية الورقية باتت فى طى النسيان فى ظل ممارسات إدارية وتدريسية ومعاملات غلب عليها طابع المصلحة ، وبمجرد المشاهدة لما يدور داخل المؤسسة التعليمية تجد الجميع يلهث وراء حفظ نص أو حل مسألة بشكل نمطى أو حل اختبار قبل موعد الامتحان ، والكل يراهن على كم من الدرجات سيحصل عليها التلميذ وان قل عمره وكان فى مرحلة الروضة . اننا امام مشكلة حقيقية وداء استشرى فى أوصال مجتمعاتنا العربية وبخاصة فى ساحاتها التعليمية ، نراه كضوء الشمس فيما يحدث فى مدارسنا بالتعليم العام وبخاصة مرحلة الثانوية العامة والتى يعلن ولى الأمر الحداد على المؤسسة التعليمية ( المدرسة ) مع نهاية شهر يناير من كل عام وتبحث عن الطلاب فى رواق الصفوف فلا تجد من مجيب سوى صدى صوتك ولا حول ولا قوة إلا بالله ضاعت المدرسة ولم يعد لها حضور ، واذا اردت الطالب عليك أن تبحث عنه فى حجرة مغلقة داخل منزله وقد انكب على الملخصات والكتب الخارجية ومراجعات آخر العام لكى لا يفوته سؤالا لم يحفظه وهكذا تقول التوقعات .
• اين المعلم فى تلك المرحلة وما دوره ؟ انه يراجع هو الآخر ويبحث عن لقمة العيش والتنافس مع الزملاء لمن ستكون له الغلبة فى عدد رواد سنتر المراجعات ، أو نسبة الدروس على المستوى الفردى والجماعى .
• لنعود إلى موضوعنا الأساسي وهو التربية الوجدانية البعد الغائب فى نظامنا التعليمي تدريسا وتقويما وممارسة ، وتعالوا معي نشير الى حقيقة هامة تتمثل فى غياب الخطاب النفسي العلمي التربوي السليم والذي يشير اليه الدكتور عبد الحميد أبو سليمان في كتابه ( أزمة الإرادة والوجدان ) حيث يقول ( ص 18) إن غياب الخطاب النفسي العلمي التربوي الذى لابد منه لبناء نفسية الطفل قد أدى إلى خلل فى تكوين البعد النفسي الوجداني لدى الطفل المسلم ، مما جعله ينموا إنسانا بالغا مفتقدا لدفع البعد الوجداني الفعال اللازم لتحريك الطاقة ، وبذل الجهد ، وتوفير الأداء الايجابي ( الارداة ) الذي يعد شرطا ضروريا لتملك القدرة على التصدي للتحديات التي تواجه الأمة والمجتمع بشكل فعال .
• ويشير الدكتور عبد الحميد فى موضع آخر ( ص 204) الى ان مجتمع القهر والإرهاب والاستبداد هو مجتمع التفرد والتسلط الذي ينتفي فيه دور الآخر ومشاركته ، ويستبد فيه كل فرد بمن هو دونه ويستعبده ، فكل فرد له نفسية العبد ، وهو مصاب بداء الخنوع لمن هو أقوى منه ، وفى الوقت نفسه بما يعانيه من المهانة والخسف ، إذا اقتدر كان بحكم ما ألف نخاساً وطاغية على كل من هو دونه وأضعف منه ، ولا يربط على وجه الحقيقة بين أبناء مجتمع العبيد تكافل ولا تعاون ، ولكنها فردية وأنانية وتلهف على المنافع ، وتفان فى التبعية ، والخضوع والاستبداد ، فى سلسلة لا تنتهى إلا عند السيد الأكبر والطاغية الأعلى الذى يعبد ذاته ، ويخضع بدوره للسيد القوى الأجنبي، ويستسلم بدوره لإرادته ولقهره والتسليم لأطماعه ، وحرصا منه على ذاته ومصالحه وملذاته لا يبالى بأن يفرط فى سبيلها بمقدساته وحقوق أمته .
• ومن الطبيعي فى مجتمع نفسية العبيد ، وهرمية الاستبداد ، وفكر الوصاية ، والتفرد أن يأتى ترتيب الطفل بضعفه فى أسفل سلم الأولويات كماً ضئيل الحجم والقدر مهمل القيمة والكرامة ، وليس عدة المستقبل وبذرة التطور ومحط الأمل وقبلة الرجاء ، فهذا الكائن الذى لا يفهم ولا يعى ولا يدرك ، والذى هو فى اسفل هرم الاستعباد يجب أن يؤمر وينهى ويسير وفق رغبات الأكبر سناً والأعلى قدرا من الاخوة والأقرباء والمعلمين ، وعليه دائما أن يلبى ويخضع ، وليس لمثله أن يسأل أو لا يسأل ، ولا أن يناقش ، ولا أن يناقش ، وعليه التزام الصمت والطاعة ، لا تحترم أراؤه الطفولية ، ولا يؤبه لرغباته الصبيانية ، وعليه دون مساءلة أو اعتراض أن يقوم بالحفظ والاستظهار ، والتقليد والمتابعة فتلك فى مجتمع العبيد مناهج التربية ومفاهيمها ، وأما الإرهاب والعقاب فهما وسائلها وأدواتها الأساسية المعلن منا والمستتر .
• - التربية الوجدانية
• تتعلق التربية الوجدانية بالجانب العاطفي والشعوري عند الإنسان، الذي يشكل سائر جوانب الشخصية الإنسانية المتكاملة.
• والوجدان _ كما ورد في المعجم الوسيط يطلق على كل إحساس أولى باللذة والألم ويطلق كذلك على أنواع من الحالات النفسية من حيث تأثرها باللذة أو الألم في مقابل حالات أخرى تمتاز بالإدراك والمعرفة.
• وعلى هذا فان الأحاسيس والمشاعر الكامنة في أعماق الإنسان, وما ينتج عنها من مشاعر سعادة وألم ومشاعر ايجابية أو سلبية كل ذلك يشكل الوجدان عند الإنسان.
• والتربية الوجدانية- في نظري- هي التي تعمل على تنمية هذه المشاعر والأحاسيس
• بالصورة الايجابية التي تؤدى في النهاية إلى علاقة ايجابية مع البشر والكون والحياة.
وتعتمد التربية الوجدانية- كغيرها من صور التربية على مجموعة من المحاور:
1- الأسرة: تعد الأسرة المحضن الأساس الذي يبدأ فيه تشكل الفرد وتكون اتجاهاته وسلوكه بشكل عام، فالأسرة تعد أهم مؤسسة اجتماعية تؤثر في شخصية الكائن الانسانى، وذلك لأنها تستقبل الوليد الانسانى أولا, ثم تحافظ عليه خلال أهم فترة من فترات حياته وهى فترة الطفولة, وهى "الفترة الحرجة في بناء تكوين شخصية الإنسان كما يقرر علماء النفس، وذلك لأنها فترة بناء وتأسيس".
• والى هذا أشار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"ففي البيئة الأسرية يشكل الأبوان الطفل، ويحددان اتجاهاته الرئيسية وهى الاتجاهات العقدية، فالأسرة تلعب دورا رئيسيا ومهما في رسم شخصية الفرد وسلوكه وعقائده الباعثة على جميع السلوكيات المتنوعة. وفى الأسرة يتعلم الأطفال " التحكم في رغباتهم، بل وكبت الميول التي لا توافق المجتمع..ومن هنا فان أسس الضبط الاجتماعي تغرس بواسطة الوظيفة التربوية في محيط الأسرة".
• لذا لا غرابة أن نلحظ اهتمام الباحثين في مجال انحراف الأحداث بالأسرة، وجعلها من المحاور الرئيسية التي تدور عليها أبحاثهم، في محاولة اكتشاف أسباب الانحراف والعوامل المؤدية إليه. ومما لاشك فيه أن الأسرة المفككة عامل رئيسي في انحراف الأحداث وسلوكهم طريق الجنوح، ومحضن مناسب لتخريج أحداث منحرفين.
2- المدرسة: تأتى المدرسة في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في تنشئة الطفل، خاصة بعد أن عمم التعليم وأصبح إجباريا في سنواته الأولى في أغلب الدول، وتحملت المدرسة تعليم الصغار بالتعاون مع الأسرة من أجل توسيع مدارك الطفل وجعله يحب المعرفة والتعليم، مما أدى إلى بروز المدرسة كمؤسسة اجتماعية مهمة، لها أثرها الفعال في مختلف جوانب الطفل النفسية، الاجتماعية، والأخلاقية، والسلوكية، خاصة وان الطفل في السنوات الأولى من عمره يكون مطبوعا على التقليد والتطبع بالقيم التي تسود مجتمعه الذي يعيشه في المدرسة، لذا فان المدرسة تعد عاملا عظيم الأثر في تكوين شخصية الفرد التكوين العلمي والتربوي السليم, وفى تقرير اتجاهاته في حياته المقبلة وعلاقته في المجتمع. ومن هنا فان المدرسة ليست محضنا لبث العلم المادي فحسب، بل هي نسيج معقد من العلاقات خاصة للطفل الصغير، ففيها تتوسع الدائرة الاجتماعية للطفل بأطفال جدد وجماعات جديدة، فيتعلم الطفل من جوها " المزيد من المعايير الاجتماعية في شكل نظم، كما يتعلم أدوارا اجتماعية جديدة، فهو يتعلم الحقوق والواجبات، وضبط الانفعالات، والتوفيق بين حاجته وحاجات الغير، ويتعلم التعاون، ويتعلم الانضباط السلوكي".
• فالطفل يتعلم كل ذلك من خلال ما يتلقاه من علوم معرفية وما يكتسبه من مخالطة رفاقه في المدرسة، فالمدرسة بالجملة لها أثرها الفعال في سلوك الأطفال وتوجيهاتهم في المستقبل..كما أننا ومن خلال المدرسة نستطيع أن نكتشف عوارض الانحراف مبكرا لدى الأطفال، مما يهىء الفرصة المبكرة لعلاجها قبل استفحالها، مثل الاعتداء على الزملاء، أو السرقة من حاجياتهم، أو محاولة الهرب من المدرسة، أو إتلاف أثاث المدرسة، مما يعطى مؤشرا أوليا لوجود خلل في سلوكيات الأطفال.
3-البيئة المحيطة:
• وهى تعنى الحي السكنى أو المنطقة الجغرافية التي تقطنها الأسرة بجوار العديد من الأسر، وتتشابك فيها العلاقات الاجتماعية بين تلك الأسر وأفرادها تأثرا وتأثيرا.
• لذا " فان الحي يسهم في تزويد الفرد ببعض القيم، والمواقف، والاتجاهات، والمعايير السلوكية، التي يتضمنها الإطار الحضاري العام الذي يميز المنطقة الاجتماعية.
4- الأصدقاء:
• تتكون عناصر شخصية الطفل وسلوكياته بواسطة العديد من المؤثرات، وان كانت الأسرة والمدرسة من أبرز تلك المؤثرات، فجماعة رفاق الطفل وأصدقاؤه لا تقل في الأهمية عما ذكر، بل قد تفوق تأثيرات الأصدقاء تأثير العوامل السابقة، ذلك أن جماعة الرفاق تتيح للحدث فرصة تحدى الوالدين من خلال قوة الجماعة الجديدة التي صار جزءا منها، التي تسانده في إظهار هذا التحدي، إضافة إلى شعوره أنهم يمدونه بزاد نفسي لا يقدمه له الكبار أو الأطفال... وبهذا تعد طبقة الأقران احد المصادر المهمة والمفضلة عند المراهقين للإقتداء واستقاء الآراء والأفكار، ولقد أشار الإسلام لأهمية الرفقة والصداقة وأثرها في حياة الفرد في اكتساب القيم والسلوكيات والأفكار. فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" والخليل هو الصديق أو الرفيق، فإذا كان اثر الصديق يمتد إلى الدين فلا شك أن أثره في سلوكه واتجاهاته سيكون واضحا وبينا، هذا إذا كان واحدا، فكيف إذا كانت جماعة ؟ فلا شك أن أثرها على الطفل أو على الحدث سيكون أكبر.
• ولا غرابة أن يكون لجماعة للأصدقاء كل ذلك الأثر، "فالانتماء هو أساس العيش في جماعة اللعب، وهو يتمثل بالقبول المطلق والولاء المطلق...فالطفل يتعلم في جماعة اللعب كيف يعيش في جو جماعي من نوع جديد، وفى إطار قواعد اجتماعية جديدة لا سبيل لمخالفتها" والا نبذته الجماعة.
• وتشير كلا من ابتسام محمد وليلى محمد فى ورقة العمل المقدمة لمؤتمر التربية الوجدانية للطفل المسلم والمعنونه ب ( أثر الثقافة الدينية فى التربية الوجدانية للطفل ) إلى ما يلي :
1- أساسيات الشعور الديني لطفل مرحلة ما قبل المدرسة
2- التدين ظاهرة فطرية لدى الطفل , ومن خلال هذه الخاصية , وبالإضافة إلى خاصية سهولة تقبلهم أقل شيء في هذه المرحلة , فإن تنمية مجموعة من المفاهيم الدينية المناسبة أمر سهل , وبخاصة أنهم يملكون الاستعداد لتقبل تلك العناصر الدينية .
3- إذا كان التدريب , والتعويد , والتكرار : له دور فعال في تكوين وتنمية مفاهيم الدين لدى الطفل ، فإنه ينبغي على المربين أن يقوموا (وبخاصة المعلمات) بتكرار السلوكيات المرغوبة أمام الأطفال ويطلبوا من الأطفال ذلك حتى تثبت , وتصير لديه عادة.
4- بوصول الطفل إلى سن الرابعة يبدأ في توجيه مجموعة من الأسئلة ذات المضمون الديني , وينبغي استغلال حاجة الطفل لاستطلاع هذه الإجابة في تقديم إجابات شافية من خلال المفاهيم الدينية المناسبة له , والتي ترد على أسئلته .
5- إذا كان خيال الطفل خصباً وينزع إلى التعددية في تصور المفاهيم الدينية في هذه المرحلة فمن المطلوب تقديم مجموعة من الحكايات , أو القصص التي تقابل هذه الخاصية في شخصية الطفل , وتشبع رغبته في التخيل , ولكنها في نفس الوقت تربطه بالواقع الذي يعيشه من خلال القيام بأدوار تجسد هذه الحكايات بمواقفها المتعددة.
6- لا يدرك الطفل المعاني المجردة للمفاهيم الدينية وبخاصة في مجال العقيدة الدينية (الغيبيات) وتعتمد تفسيراته لها على المشاهدات الحسية والواقعية , ومن ثم ينبغي استخدام حواس الطفل عند تقديم المفاهيم الدينية المناسبة , والابتعاد عن المعاني المجردة , واستخدام الاسلوب البسيط , السهل , وغير المعقد بالنسبة لتفكير الطفل .
7- يتميز النمو الديني للطفل بالواقعية والشكلية والنوعية , ولهذا ينبغي تقديم الأمثلة الحسية الواقعية البعيدة عن تشبيه الله عزوجل وبخاصة المتصلة بحياة الطفل ذاته , أو علاقاته مع الآخرين , وأن يقوم المربون بتقليدها , وبمحاكاتها أمامه ليسهل عليه محاكاتها واستغلال خاصة النفعية في تعزيز النجاح في تحقيق أهداف المناشط الدينية.
مقترحات لتفعيل التربية الوجدانية من خلال اليوم الدراسي في رياض الأطفال تنبع أهمية الناحية الوجدانية لطفل الروضة من ديننا الإسلامي الحنيف لما له من أثر في نفس الطفل وسلوكه.لذلك يمكن للروضة ان تحقق الأهداف العامة التالية : مساعدة الأطفال على غرس العقيدة الإسلامية في نفوسهم ،وترسيخ الإيمان بالله في قلوبهم ،وتنمية اتجاهات ايجابية نحو الدين والقيم الإسلامية . ويتم ترجمة تلك الأهداف الى واقع من خلال ممارسة الآتى :
النشاط الفردي:-
* التعود على ترديد دعاء الشكر لله كل صباح.
* تعزيز بعض الأدعية المرتبطة بالسلوكيات الهادفة مثل (دخول الحمام).
* تطبيق بعض آداب السلوك في المعاملة.
* تشجيع الأطفال على التعامل الصحيح وإكسابهم عادة البدء بالبسملة والاستعاذة.
* ممارسة النظام في العمل.
النشاط الصباحي :-
* قراءة بعض السور القرآنية التابعة للخبرات التربوية .
* قراءة بعض الأدعية المناسبة للخبرات .
* إنشاد بعض الأناشيد الدينية.
* الاستماع إلى بعض القصص الدينية المرتبطة بالخبرات والمناسبات التربوية والدينية .
* قراءة بعض الأحاديث النبوية الشريفة .
* الاحتفال ببعض المناسبات الدينية للأطفال.
الحلقة النقاشية :-
* استخدام الصور والقصص عن الأنبياء وردت بالقرآن الكريم لإعطاء معلومات للأطفال وربطها بالخبرات التربوية.
* التعبير عن جمال الطبيعة وهي مظاهر قدرة الله تعالى.
* التعريف بمفهوم أركان الإسلام الخمسة .
* إعطاء وتعريف الأطفال من خلال الأنشطة بعض الكلمات المرتبطة بالنواحي الوجدانية ( كعبة / حج / مسجد ) .
* مساعدة الأطفال على معرفة أماكن العبادة في مناطقهم.
* تعويد الطفل على الهدوء أثناء الاستماع لآيات من القرآن الكريم المسجلة على الشريط .
* ترديد بعض الآيات القرآنية المرتبطة بالخبرات التربوية .
العمل بالأركان :
* توفير خامات من البيئة لمساعدة الأطفال على عمل نماذج ومجسمات وأشغال فنية للمناسبات الدينية .
* توفير قصص تهذيبية متنوعة .
* مساعدة الأطفال من خلال ألعاب الدراما في ركن البيت .
* مساعدة الأطفال على سماع آيات من القرآن الكريم في ركن المكتبة .
* استخدام ركن البيت للعب الإيهامي في المناسبات الدينية .
* ملاحظة المعلمة للطفل من خلال تعبيراته عن مشاعره باللغة والحركة والعين.
الأنشطة اللاصفية –
* تربية الحيوانات الأليفة والدواجن والتعرف على خلق الله من خلال تربية الحيوانات الأليفة .
* مساعدة الأطفال على معرفة أماكن العبادة من خلال استخدام الوسائل المختلفة.
* الاستماع للقصص الدينية المختلفة .
* مشاركات الطفل في سرد قصص من السيرة النبوية التي وردت في القرآن الكريم .
* التعرف على بعض قصار السور القرآنية وحفظها.
* التعرف على بعض الأحاديث النبوية الشريفة .
تطبيقات تربوية لتنمية الشعور الديني عند الأطفال تفيد معرفة مراحل النمو وخصائص الشعور الديني عند الأطفال في تقديم بعض الأمور التربوية التي من المهم مراعاتها وهي :
1- البدء بتعليم الدين للطفل منذ الطفولة المبكرة وذلك عن طريق تنمية المفاهيم الدينية العقائدية لديه . وهذا الأمر من السهل إنجازه لأن التدين ظاهرة فطرية لدى الإنسان . ولديه الاستعداد لتقبل بعض المفاهيم الدينية في هذه المرحلة .
2- الإجابة السليمة الواعية عن الأسئلة الدينية للطفل بما يتناسب مع عمره ومستوى فهمه وإدراكه ويشبع حاجته للمعرفة والاستطلاع .
3- تعليم الطفل القيم والمبادئ الخلقية في الإسلام بأساليب غير مباشرة مثل: العدل ، المساواة ، الحرية ، الحق ، الإخاء . وتعليمه قيمة التسامح والانتماء الوطني ليشمل حبه واهتمامه أبناء وطنه كافة على اختلاف أديانهم , وتعليمه الانتماء الإنساني ليشعر بالأخوة الإنسانية تجاه أبناء آدم .
4- حكاية القصص الخيالية لطفل ما قبل المدرسة حتى يشبع رغبته في التخيل . مع ربط هذه القصص بالواقع الذي يعيشه من خلال الدراما الخلاقة والاجتماعية .
5- تقديم القدوة الحسنة للطفل ليقوم بملاحظتها وتقليدها . واستخدام أساليب التكرار والممارسة والترغيب لتنمية المفاهيم الدينية لدى الطفل بشكل ملائم حتى لا يحدث لديه تثبيت عند مرحلة معينة من مراحل النمو الديني . لأن التثبيت يعني تنشئة فرد منافق . متمركز حول ذاته ويتسم بالنفعية , ومثل هذا الفرد لا يقوى على التفكير المنطقي الواعي السليم وتحقيق النضج العاطفي والنمو الإيماني الصحيح .
6- إشعار الطفل بالأمان والحب والجمال . وربطه بالعقيدة عن طريق حب الله وشعوره بجمال الخلق في الطبيعة وفي الإنسان . إن تنمية انفعالات الطفل في الطفولة تتكامل مع نمو عقله وتفكيره المنطقي بعد ذلك ويجعل حب الله قوياً وإيمانه ثابتاً .
إرشادات تعين المعلمة لتحقيق أساسيات التربية الوجدانية لطفل الروضة
• يراعى أن يذكر اسم الله للطفل من خلال مواقف محببة وسارة , والتركيز على معاني الحب والرجاء "إن الله سيحبه من أجل عمله ويدخله الجنة " ولا يحسن أن يقرن ذكره تعالى بالقسوة والتعذيب في سن الطفولة , فلا يكثر من الحديث عن غضب الله وعذابه وناره , وإن ذكر فهو للكافرين الذين يعصون الله .
• توجيه الأطفال إلى الجمال في الخلق , فيشعرون بمدى عظمة الخالق وقدرته.
• جعل الطفل يشعر بالحب "لمحبة من حوله له" فيحب الآخرين , ويحب الله تعالى و لأنه يحبه وسخر له الكائنات.
• إتاحة الفرصة للنمو الطبيعي بعيداً عن القيود والكوابح التي لا فائدة فيها..
• أخذ الطفل بآداب السلوك , تعويده الرحمة والتعاون وآداب الحديث والاستماع, وغرس المثل الإسلامية عن طريق القدوة الحسنة , الأمر الذي يجعله يعيش في جو تسوده الفضيلة , فيقتبس من المربية كل خير.
• الاستفادة من الفرص السانحة لتوجيه الطفل من خلال الأحداث الجارية بطريقة حكيمة تحبب الخير وتنفر من الشر.
وكذا عدم الاستهانة بخواطر الأطفال وتساؤلاتهم مهما كانت , والإجابة الصحيحة الواعية عن استفساراتهم بصدر رحب وبما يتناسب مع سنهم ومستوى إدراكهم , ولهذا أثر كبير في إكساب الطفل القيم والأخلاق الحميدة وتغيير سلوكه نحو الأفضل.
• لا بد من الممارسة العملية لتعويد الأطفال العادات الإسلامية التي نسعى إليها، لذا يجدر بالمربية الالتزام بها "كآداب الطعام والشراب وركوب السيارة .." وكذا ترسم بسلوكها نموذجاً إسلامياً صالحاً لتقليده وتشجع الطفل على الالتزام بخلق الإسلام ومبادئه التي بها صلاح المجتمع وبها يتمتع بأفضل ثمرات التقدم والحضارة , وتنمي عنده حب النظافة والأمانة والصدق والحب المستمد من أوامر الإسلام .. فيعتاد أن لا يفكر إلا فيما هو نافع له ولمجتمعه فيصبح الخير أصيلاً في نفسه .
• تستفيد المربية من القصص الهادفة سواء كانت دينية , واقعية , خيالية لتزويد أطفالها بما هو مرغوب فيه من السلوك , وتحفزهم على الالتزام به والبعد عما سواه .
وتعرض القصة بطريقة تمثيلية مؤثرة , مع إبراز الاتجاهات والقيم التي تتضمنها القصة , إذ إن الغاية منها الفائدة لا التسلية فحسب .
وعن طريق القصة والأنشودة أيضاً تغرس حب المثل العليا , والأخلاق الكريمة , التي يدعو لها الإسلام .
• يجب أن تكون توجيهاتنا لأطفالنا مستمدة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , ونشعر الطفل بذلك , فيعتاد طاعة الله تعالى والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم وينشأ على ذلك.
• الاعتدال في التربية الدينية للأطفال , وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به , والإسلام دين التوسط والاعتدال , فخير الأمور أوسطها , وما خير الرسول صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً .
ولا ننسى أن اللهو والمرح هما عالم الطفل الأصيل , فلا ترهقه بما يعاكس نموه الطبيعي والجسمي , بأن نثقل عليه التبعات , ونكثر من الكوابح التي تحرمه من حاجات الطفولة الأساسية , علماً بأن المغالاة في المستويات الخلقية المطلوبة , كثرة النقد تؤدي إلى الجمود والسلبية , بل والإحساس بالإثم .
• ترك الطفل دون التدخل المستمر من قبل الكبار , على أن تهيأ له الأنشطة التي تتيح له الاستكشافات بنفسه حسب قدراته وإدراكه للبيئة المحيطة به وتحرص المربية أن تجيبه إجابة ميسرة عن استفساراته , تطرح عليه أسئلة مثيرة ليجيب عنها , وفي كل ذلك تنمية لحب الاستطلاع عنده ونهوض بملكاته , وخلال ذلك يتعود الأدب والنظام والنظافة , وأداء الواجب , وتحمل المسئولية بالقدوة الحسنة والتوجيه الرقيق الذي يكون في المجال المناسب .
• إن تشجيع الطفل يؤثر في نفسه تأثيراً طيباً , يحثه على بذل قصارى جهده لعمل التصرف المرغوب فيه , وتدل الدراسات أنه كلما كان ضبط سلوك الطفل وتوجيهه قائماً على أساس الحب والثواب أدى ذلك إلى اكتساب السلوك السوي بطريقة أفضل , ولا بد من مساعدة الطفل في تعلم حقه , ماله وما عليه , ما يصح علمه وما لا يصح , وذلك بصبر ودأب مع إشعار الأطفال بكرامتهم ومكانتهم , مقروناً بحسن الضبط والبعد عن التدليل .
• غرس احترام القرآن الكريم وتوقيره في قلوب الأطفال , فيشعرون بقدسيته والالتزام بأوامره . بأسلوب سهل جذاب , فيعرف الطفل أنه إذا أتقن التلاوة نال درجة الملائكة الأبرار.. وتعويده الحرص على الالتزام بأدب التلاوة من الاستعاذة والبسملة واحترام المصحف مع حسن الاستماع , وذلك بالعيش في جو الإسلام ومفاهيمه ومبادئه , وأخيراً فالمربية تسير بهمة ووعي , بخطى ثابتة لإعداد المسلم الواعي.
نصائح لتربية وتنمية الوجدان للطفل ( يقدمها الأستاذ الدكتور محمد منسى فى بحثة المعنون ب ( أثر ثقافة المجتمع في التربية الوجدانية للطفل)
1-علموا أولادكم القيم
جاءت الشريعة الإسلامية لتوجيه الناس إلى أقوم السبل، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم الذي يوصلهم إلى سعادتي الدنيا والآخرة، والأخلاق التي ذكرها القران و أشار إليها أكثر من أن تحصى، وقد وصف الله محمدا عبده ورسوله بقوله: "وانك لعلى خلق عظيم "
ومن بديهيات الحكمة أن يجعل الله محمد صلى الله عليه وسلم خاتم أنبيائه في هذه المرتبة العليا من العظمة الأخلاقية، لأن مكارم الأخلاق الإنسانية هي ثمرة الأيمان بالله والإيمان بالبعث واليوم الآخر، وهذا ما يفسره قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
وإذا كانت هذه الصفة العظمى التي خص الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم فان علينا كآباء أن نزرع في أبنائنا مكارم الأخلاق، وننشئهم عليها، نعلمهم في كل حين، ونكون لهم القدوة الحسنة، ولا سبيل إلى غرس تلك الفضائل في سلوك أبنائنا مالم تترجم تلك الفضائل إلى واقع عملي.
• اننا وببساطة شديدة أمام نظام أصابه الخلل فى بنيته التحتية وانعكس الخلل على أرجاء المنظومة ونتج عنه كل ما نحن فيه من مشكلات على مستوى الجامعة وما بعد الجامعة . اننا نعرض فى تلك الورقة لمحور هام لو تم الاهتمام به بشكل فاعل وبشكل متوازى مع أصلاح بقية المحاور فى منظومة التعليم لكانت النهضة الحقيقية ولكانت متعة التعلم هى الغالبة والسائدة فى مجتمعاتنا التعليمية والتعلمية على المستوى العربي .
• ان وجود شعار يتمثل فى ( التربية والتعليم ) لدى معظم الدول العربية ويتضمن فى ما يصاغ ويعلن عنه فى المنتديات الرسمية وغير الرسمية ، إضافة الى كون المقررات الدراسية تزدحم بكل المفردات التى تعبر صراحة عن رغبة صريحة فى تنمية الوجدان والانتماء والمواطنة وغيرها من المفردات ذات الطابع الوجداني . وعند التطبيق على أرض الواقع نجد ان تلك المنظومة الوجدانية الورقية باتت فى طى النسيان فى ظل ممارسات إدارية وتدريسية ومعاملات غلب عليها طابع المصلحة ، وبمجرد المشاهدة لما يدور داخل المؤسسة التعليمية تجد الجميع يلهث وراء حفظ نص أو حل مسألة بشكل نمطى أو حل اختبار قبل موعد الامتحان ، والكل يراهن على كم من الدرجات سيحصل عليها التلميذ وان قل عمره وكان فى مرحلة الروضة . اننا امام مشكلة حقيقية وداء استشرى فى أوصال مجتمعاتنا العربية وبخاصة فى ساحاتها التعليمية ، نراه كضوء الشمس فيما يحدث فى مدارسنا بالتعليم العام وبخاصة مرحلة الثانوية العامة والتى يعلن ولى الأمر الحداد على المؤسسة التعليمية ( المدرسة ) مع نهاية شهر يناير من كل عام وتبحث عن الطلاب فى رواق الصفوف فلا تجد من مجيب سوى صدى صوتك ولا حول ولا قوة إلا بالله ضاعت المدرسة ولم يعد لها حضور ، واذا اردت الطالب عليك أن تبحث عنه فى حجرة مغلقة داخل منزله وقد انكب على الملخصات والكتب الخارجية ومراجعات آخر العام لكى لا يفوته سؤالا لم يحفظه وهكذا تقول التوقعات .
• اين المعلم فى تلك المرحلة وما دوره ؟ انه يراجع هو الآخر ويبحث عن لقمة العيش والتنافس مع الزملاء لمن ستكون له الغلبة فى عدد رواد سنتر المراجعات ، أو نسبة الدروس على المستوى الفردى والجماعى .
• لنعود إلى موضوعنا الأساسي وهو التربية الوجدانية البعد الغائب فى نظامنا التعليمي تدريسا وتقويما وممارسة ، وتعالوا معي نشير الى حقيقة هامة تتمثل فى غياب الخطاب النفسي العلمي التربوي السليم والذي يشير اليه الدكتور عبد الحميد أبو سليمان في كتابه ( أزمة الإرادة والوجدان ) حيث يقول ( ص 18) إن غياب الخطاب النفسي العلمي التربوي الذى لابد منه لبناء نفسية الطفل قد أدى إلى خلل فى تكوين البعد النفسي الوجداني لدى الطفل المسلم ، مما جعله ينموا إنسانا بالغا مفتقدا لدفع البعد الوجداني الفعال اللازم لتحريك الطاقة ، وبذل الجهد ، وتوفير الأداء الايجابي ( الارداة ) الذي يعد شرطا ضروريا لتملك القدرة على التصدي للتحديات التي تواجه الأمة والمجتمع بشكل فعال .
• ويشير الدكتور عبد الحميد فى موضع آخر ( ص 204) الى ان مجتمع القهر والإرهاب والاستبداد هو مجتمع التفرد والتسلط الذي ينتفي فيه دور الآخر ومشاركته ، ويستبد فيه كل فرد بمن هو دونه ويستعبده ، فكل فرد له نفسية العبد ، وهو مصاب بداء الخنوع لمن هو أقوى منه ، وفى الوقت نفسه بما يعانيه من المهانة والخسف ، إذا اقتدر كان بحكم ما ألف نخاساً وطاغية على كل من هو دونه وأضعف منه ، ولا يربط على وجه الحقيقة بين أبناء مجتمع العبيد تكافل ولا تعاون ، ولكنها فردية وأنانية وتلهف على المنافع ، وتفان فى التبعية ، والخضوع والاستبداد ، فى سلسلة لا تنتهى إلا عند السيد الأكبر والطاغية الأعلى الذى يعبد ذاته ، ويخضع بدوره للسيد القوى الأجنبي، ويستسلم بدوره لإرادته ولقهره والتسليم لأطماعه ، وحرصا منه على ذاته ومصالحه وملذاته لا يبالى بأن يفرط فى سبيلها بمقدساته وحقوق أمته .
• ومن الطبيعي فى مجتمع نفسية العبيد ، وهرمية الاستبداد ، وفكر الوصاية ، والتفرد أن يأتى ترتيب الطفل بضعفه فى أسفل سلم الأولويات كماً ضئيل الحجم والقدر مهمل القيمة والكرامة ، وليس عدة المستقبل وبذرة التطور ومحط الأمل وقبلة الرجاء ، فهذا الكائن الذى لا يفهم ولا يعى ولا يدرك ، والذى هو فى اسفل هرم الاستعباد يجب أن يؤمر وينهى ويسير وفق رغبات الأكبر سناً والأعلى قدرا من الاخوة والأقرباء والمعلمين ، وعليه دائما أن يلبى ويخضع ، وليس لمثله أن يسأل أو لا يسأل ، ولا أن يناقش ، ولا أن يناقش ، وعليه التزام الصمت والطاعة ، لا تحترم أراؤه الطفولية ، ولا يؤبه لرغباته الصبيانية ، وعليه دون مساءلة أو اعتراض أن يقوم بالحفظ والاستظهار ، والتقليد والمتابعة فتلك فى مجتمع العبيد مناهج التربية ومفاهيمها ، وأما الإرهاب والعقاب فهما وسائلها وأدواتها الأساسية المعلن منا والمستتر .
• - التربية الوجدانية
• تتعلق التربية الوجدانية بالجانب العاطفي والشعوري عند الإنسان، الذي يشكل سائر جوانب الشخصية الإنسانية المتكاملة.
• والوجدان _ كما ورد في المعجم الوسيط يطلق على كل إحساس أولى باللذة والألم ويطلق كذلك على أنواع من الحالات النفسية من حيث تأثرها باللذة أو الألم في مقابل حالات أخرى تمتاز بالإدراك والمعرفة.
• وعلى هذا فان الأحاسيس والمشاعر الكامنة في أعماق الإنسان, وما ينتج عنها من مشاعر سعادة وألم ومشاعر ايجابية أو سلبية كل ذلك يشكل الوجدان عند الإنسان.
• والتربية الوجدانية- في نظري- هي التي تعمل على تنمية هذه المشاعر والأحاسيس
• بالصورة الايجابية التي تؤدى في النهاية إلى علاقة ايجابية مع البشر والكون والحياة.
وتعتمد التربية الوجدانية- كغيرها من صور التربية على مجموعة من المحاور:
1- الأسرة: تعد الأسرة المحضن الأساس الذي يبدأ فيه تشكل الفرد وتكون اتجاهاته وسلوكه بشكل عام، فالأسرة تعد أهم مؤسسة اجتماعية تؤثر في شخصية الكائن الانسانى، وذلك لأنها تستقبل الوليد الانسانى أولا, ثم تحافظ عليه خلال أهم فترة من فترات حياته وهى فترة الطفولة, وهى "الفترة الحرجة في بناء تكوين شخصية الإنسان كما يقرر علماء النفس، وذلك لأنها فترة بناء وتأسيس".
• والى هذا أشار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"ففي البيئة الأسرية يشكل الأبوان الطفل، ويحددان اتجاهاته الرئيسية وهى الاتجاهات العقدية، فالأسرة تلعب دورا رئيسيا ومهما في رسم شخصية الفرد وسلوكه وعقائده الباعثة على جميع السلوكيات المتنوعة. وفى الأسرة يتعلم الأطفال " التحكم في رغباتهم، بل وكبت الميول التي لا توافق المجتمع..ومن هنا فان أسس الضبط الاجتماعي تغرس بواسطة الوظيفة التربوية في محيط الأسرة".
• لذا لا غرابة أن نلحظ اهتمام الباحثين في مجال انحراف الأحداث بالأسرة، وجعلها من المحاور الرئيسية التي تدور عليها أبحاثهم، في محاولة اكتشاف أسباب الانحراف والعوامل المؤدية إليه. ومما لاشك فيه أن الأسرة المفككة عامل رئيسي في انحراف الأحداث وسلوكهم طريق الجنوح، ومحضن مناسب لتخريج أحداث منحرفين.
2- المدرسة: تأتى المدرسة في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في تنشئة الطفل، خاصة بعد أن عمم التعليم وأصبح إجباريا في سنواته الأولى في أغلب الدول، وتحملت المدرسة تعليم الصغار بالتعاون مع الأسرة من أجل توسيع مدارك الطفل وجعله يحب المعرفة والتعليم، مما أدى إلى بروز المدرسة كمؤسسة اجتماعية مهمة، لها أثرها الفعال في مختلف جوانب الطفل النفسية، الاجتماعية، والأخلاقية، والسلوكية، خاصة وان الطفل في السنوات الأولى من عمره يكون مطبوعا على التقليد والتطبع بالقيم التي تسود مجتمعه الذي يعيشه في المدرسة، لذا فان المدرسة تعد عاملا عظيم الأثر في تكوين شخصية الفرد التكوين العلمي والتربوي السليم, وفى تقرير اتجاهاته في حياته المقبلة وعلاقته في المجتمع. ومن هنا فان المدرسة ليست محضنا لبث العلم المادي فحسب، بل هي نسيج معقد من العلاقات خاصة للطفل الصغير، ففيها تتوسع الدائرة الاجتماعية للطفل بأطفال جدد وجماعات جديدة، فيتعلم الطفل من جوها " المزيد من المعايير الاجتماعية في شكل نظم، كما يتعلم أدوارا اجتماعية جديدة، فهو يتعلم الحقوق والواجبات، وضبط الانفعالات، والتوفيق بين حاجته وحاجات الغير، ويتعلم التعاون، ويتعلم الانضباط السلوكي".
• فالطفل يتعلم كل ذلك من خلال ما يتلقاه من علوم معرفية وما يكتسبه من مخالطة رفاقه في المدرسة، فالمدرسة بالجملة لها أثرها الفعال في سلوك الأطفال وتوجيهاتهم في المستقبل..كما أننا ومن خلال المدرسة نستطيع أن نكتشف عوارض الانحراف مبكرا لدى الأطفال، مما يهىء الفرصة المبكرة لعلاجها قبل استفحالها، مثل الاعتداء على الزملاء، أو السرقة من حاجياتهم، أو محاولة الهرب من المدرسة، أو إتلاف أثاث المدرسة، مما يعطى مؤشرا أوليا لوجود خلل في سلوكيات الأطفال.
3-البيئة المحيطة:
• وهى تعنى الحي السكنى أو المنطقة الجغرافية التي تقطنها الأسرة بجوار العديد من الأسر، وتتشابك فيها العلاقات الاجتماعية بين تلك الأسر وأفرادها تأثرا وتأثيرا.
• لذا " فان الحي يسهم في تزويد الفرد ببعض القيم، والمواقف، والاتجاهات، والمعايير السلوكية، التي يتضمنها الإطار الحضاري العام الذي يميز المنطقة الاجتماعية.
4- الأصدقاء:
• تتكون عناصر شخصية الطفل وسلوكياته بواسطة العديد من المؤثرات، وان كانت الأسرة والمدرسة من أبرز تلك المؤثرات، فجماعة رفاق الطفل وأصدقاؤه لا تقل في الأهمية عما ذكر، بل قد تفوق تأثيرات الأصدقاء تأثير العوامل السابقة، ذلك أن جماعة الرفاق تتيح للحدث فرصة تحدى الوالدين من خلال قوة الجماعة الجديدة التي صار جزءا منها، التي تسانده في إظهار هذا التحدي، إضافة إلى شعوره أنهم يمدونه بزاد نفسي لا يقدمه له الكبار أو الأطفال... وبهذا تعد طبقة الأقران احد المصادر المهمة والمفضلة عند المراهقين للإقتداء واستقاء الآراء والأفكار، ولقد أشار الإسلام لأهمية الرفقة والصداقة وأثرها في حياة الفرد في اكتساب القيم والسلوكيات والأفكار. فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" والخليل هو الصديق أو الرفيق، فإذا كان اثر الصديق يمتد إلى الدين فلا شك أن أثره في سلوكه واتجاهاته سيكون واضحا وبينا، هذا إذا كان واحدا، فكيف إذا كانت جماعة ؟ فلا شك أن أثرها على الطفل أو على الحدث سيكون أكبر.
• ولا غرابة أن يكون لجماعة للأصدقاء كل ذلك الأثر، "فالانتماء هو أساس العيش في جماعة اللعب، وهو يتمثل بالقبول المطلق والولاء المطلق...فالطفل يتعلم في جماعة اللعب كيف يعيش في جو جماعي من نوع جديد، وفى إطار قواعد اجتماعية جديدة لا سبيل لمخالفتها" والا نبذته الجماعة.
• وتشير كلا من ابتسام محمد وليلى محمد فى ورقة العمل المقدمة لمؤتمر التربية الوجدانية للطفل المسلم والمعنونه ب ( أثر الثقافة الدينية فى التربية الوجدانية للطفل ) إلى ما يلي :
1- أساسيات الشعور الديني لطفل مرحلة ما قبل المدرسة
2- التدين ظاهرة فطرية لدى الطفل , ومن خلال هذه الخاصية , وبالإضافة إلى خاصية سهولة تقبلهم أقل شيء في هذه المرحلة , فإن تنمية مجموعة من المفاهيم الدينية المناسبة أمر سهل , وبخاصة أنهم يملكون الاستعداد لتقبل تلك العناصر الدينية .
3- إذا كان التدريب , والتعويد , والتكرار : له دور فعال في تكوين وتنمية مفاهيم الدين لدى الطفل ، فإنه ينبغي على المربين أن يقوموا (وبخاصة المعلمات) بتكرار السلوكيات المرغوبة أمام الأطفال ويطلبوا من الأطفال ذلك حتى تثبت , وتصير لديه عادة.
4- بوصول الطفل إلى سن الرابعة يبدأ في توجيه مجموعة من الأسئلة ذات المضمون الديني , وينبغي استغلال حاجة الطفل لاستطلاع هذه الإجابة في تقديم إجابات شافية من خلال المفاهيم الدينية المناسبة له , والتي ترد على أسئلته .
5- إذا كان خيال الطفل خصباً وينزع إلى التعددية في تصور المفاهيم الدينية في هذه المرحلة فمن المطلوب تقديم مجموعة من الحكايات , أو القصص التي تقابل هذه الخاصية في شخصية الطفل , وتشبع رغبته في التخيل , ولكنها في نفس الوقت تربطه بالواقع الذي يعيشه من خلال القيام بأدوار تجسد هذه الحكايات بمواقفها المتعددة.
6- لا يدرك الطفل المعاني المجردة للمفاهيم الدينية وبخاصة في مجال العقيدة الدينية (الغيبيات) وتعتمد تفسيراته لها على المشاهدات الحسية والواقعية , ومن ثم ينبغي استخدام حواس الطفل عند تقديم المفاهيم الدينية المناسبة , والابتعاد عن المعاني المجردة , واستخدام الاسلوب البسيط , السهل , وغير المعقد بالنسبة لتفكير الطفل .
7- يتميز النمو الديني للطفل بالواقعية والشكلية والنوعية , ولهذا ينبغي تقديم الأمثلة الحسية الواقعية البعيدة عن تشبيه الله عزوجل وبخاصة المتصلة بحياة الطفل ذاته , أو علاقاته مع الآخرين , وأن يقوم المربون بتقليدها , وبمحاكاتها أمامه ليسهل عليه محاكاتها واستغلال خاصة النفعية في تعزيز النجاح في تحقيق أهداف المناشط الدينية.
مقترحات لتفعيل التربية الوجدانية من خلال اليوم الدراسي في رياض الأطفال تنبع أهمية الناحية الوجدانية لطفل الروضة من ديننا الإسلامي الحنيف لما له من أثر في نفس الطفل وسلوكه.لذلك يمكن للروضة ان تحقق الأهداف العامة التالية : مساعدة الأطفال على غرس العقيدة الإسلامية في نفوسهم ،وترسيخ الإيمان بالله في قلوبهم ،وتنمية اتجاهات ايجابية نحو الدين والقيم الإسلامية . ويتم ترجمة تلك الأهداف الى واقع من خلال ممارسة الآتى :
النشاط الفردي:-
* التعود على ترديد دعاء الشكر لله كل صباح.
* تعزيز بعض الأدعية المرتبطة بالسلوكيات الهادفة مثل (دخول الحمام).
* تطبيق بعض آداب السلوك في المعاملة.
* تشجيع الأطفال على التعامل الصحيح وإكسابهم عادة البدء بالبسملة والاستعاذة.
* ممارسة النظام في العمل.
النشاط الصباحي :-
* قراءة بعض السور القرآنية التابعة للخبرات التربوية .
* قراءة بعض الأدعية المناسبة للخبرات .
* إنشاد بعض الأناشيد الدينية.
* الاستماع إلى بعض القصص الدينية المرتبطة بالخبرات والمناسبات التربوية والدينية .
* قراءة بعض الأحاديث النبوية الشريفة .
* الاحتفال ببعض المناسبات الدينية للأطفال.
الحلقة النقاشية :-
* استخدام الصور والقصص عن الأنبياء وردت بالقرآن الكريم لإعطاء معلومات للأطفال وربطها بالخبرات التربوية.
* التعبير عن جمال الطبيعة وهي مظاهر قدرة الله تعالى.
* التعريف بمفهوم أركان الإسلام الخمسة .
* إعطاء وتعريف الأطفال من خلال الأنشطة بعض الكلمات المرتبطة بالنواحي الوجدانية ( كعبة / حج / مسجد ) .
* مساعدة الأطفال على معرفة أماكن العبادة في مناطقهم.
* تعويد الطفل على الهدوء أثناء الاستماع لآيات من القرآن الكريم المسجلة على الشريط .
* ترديد بعض الآيات القرآنية المرتبطة بالخبرات التربوية .
العمل بالأركان :
* توفير خامات من البيئة لمساعدة الأطفال على عمل نماذج ومجسمات وأشغال فنية للمناسبات الدينية .
* توفير قصص تهذيبية متنوعة .
* مساعدة الأطفال من خلال ألعاب الدراما في ركن البيت .
* مساعدة الأطفال على سماع آيات من القرآن الكريم في ركن المكتبة .
* استخدام ركن البيت للعب الإيهامي في المناسبات الدينية .
* ملاحظة المعلمة للطفل من خلال تعبيراته عن مشاعره باللغة والحركة والعين.
الأنشطة اللاصفية –
* تربية الحيوانات الأليفة والدواجن والتعرف على خلق الله من خلال تربية الحيوانات الأليفة .
* مساعدة الأطفال على معرفة أماكن العبادة من خلال استخدام الوسائل المختلفة.
* الاستماع للقصص الدينية المختلفة .
* مشاركات الطفل في سرد قصص من السيرة النبوية التي وردت في القرآن الكريم .
* التعرف على بعض قصار السور القرآنية وحفظها.
* التعرف على بعض الأحاديث النبوية الشريفة .
تطبيقات تربوية لتنمية الشعور الديني عند الأطفال تفيد معرفة مراحل النمو وخصائص الشعور الديني عند الأطفال في تقديم بعض الأمور التربوية التي من المهم مراعاتها وهي :
1- البدء بتعليم الدين للطفل منذ الطفولة المبكرة وذلك عن طريق تنمية المفاهيم الدينية العقائدية لديه . وهذا الأمر من السهل إنجازه لأن التدين ظاهرة فطرية لدى الإنسان . ولديه الاستعداد لتقبل بعض المفاهيم الدينية في هذه المرحلة .
2- الإجابة السليمة الواعية عن الأسئلة الدينية للطفل بما يتناسب مع عمره ومستوى فهمه وإدراكه ويشبع حاجته للمعرفة والاستطلاع .
3- تعليم الطفل القيم والمبادئ الخلقية في الإسلام بأساليب غير مباشرة مثل: العدل ، المساواة ، الحرية ، الحق ، الإخاء . وتعليمه قيمة التسامح والانتماء الوطني ليشمل حبه واهتمامه أبناء وطنه كافة على اختلاف أديانهم , وتعليمه الانتماء الإنساني ليشعر بالأخوة الإنسانية تجاه أبناء آدم .
4- حكاية القصص الخيالية لطفل ما قبل المدرسة حتى يشبع رغبته في التخيل . مع ربط هذه القصص بالواقع الذي يعيشه من خلال الدراما الخلاقة والاجتماعية .
5- تقديم القدوة الحسنة للطفل ليقوم بملاحظتها وتقليدها . واستخدام أساليب التكرار والممارسة والترغيب لتنمية المفاهيم الدينية لدى الطفل بشكل ملائم حتى لا يحدث لديه تثبيت عند مرحلة معينة من مراحل النمو الديني . لأن التثبيت يعني تنشئة فرد منافق . متمركز حول ذاته ويتسم بالنفعية , ومثل هذا الفرد لا يقوى على التفكير المنطقي الواعي السليم وتحقيق النضج العاطفي والنمو الإيماني الصحيح .
6- إشعار الطفل بالأمان والحب والجمال . وربطه بالعقيدة عن طريق حب الله وشعوره بجمال الخلق في الطبيعة وفي الإنسان . إن تنمية انفعالات الطفل في الطفولة تتكامل مع نمو عقله وتفكيره المنطقي بعد ذلك ويجعل حب الله قوياً وإيمانه ثابتاً .
إرشادات تعين المعلمة لتحقيق أساسيات التربية الوجدانية لطفل الروضة
• يراعى أن يذكر اسم الله للطفل من خلال مواقف محببة وسارة , والتركيز على معاني الحب والرجاء "إن الله سيحبه من أجل عمله ويدخله الجنة " ولا يحسن أن يقرن ذكره تعالى بالقسوة والتعذيب في سن الطفولة , فلا يكثر من الحديث عن غضب الله وعذابه وناره , وإن ذكر فهو للكافرين الذين يعصون الله .
• توجيه الأطفال إلى الجمال في الخلق , فيشعرون بمدى عظمة الخالق وقدرته.
• جعل الطفل يشعر بالحب "لمحبة من حوله له" فيحب الآخرين , ويحب الله تعالى و لأنه يحبه وسخر له الكائنات.
• إتاحة الفرصة للنمو الطبيعي بعيداً عن القيود والكوابح التي لا فائدة فيها..
• أخذ الطفل بآداب السلوك , تعويده الرحمة والتعاون وآداب الحديث والاستماع, وغرس المثل الإسلامية عن طريق القدوة الحسنة , الأمر الذي يجعله يعيش في جو تسوده الفضيلة , فيقتبس من المربية كل خير.
• الاستفادة من الفرص السانحة لتوجيه الطفل من خلال الأحداث الجارية بطريقة حكيمة تحبب الخير وتنفر من الشر.
وكذا عدم الاستهانة بخواطر الأطفال وتساؤلاتهم مهما كانت , والإجابة الصحيحة الواعية عن استفساراتهم بصدر رحب وبما يتناسب مع سنهم ومستوى إدراكهم , ولهذا أثر كبير في إكساب الطفل القيم والأخلاق الحميدة وتغيير سلوكه نحو الأفضل.
• لا بد من الممارسة العملية لتعويد الأطفال العادات الإسلامية التي نسعى إليها، لذا يجدر بالمربية الالتزام بها "كآداب الطعام والشراب وركوب السيارة .." وكذا ترسم بسلوكها نموذجاً إسلامياً صالحاً لتقليده وتشجع الطفل على الالتزام بخلق الإسلام ومبادئه التي بها صلاح المجتمع وبها يتمتع بأفضل ثمرات التقدم والحضارة , وتنمي عنده حب النظافة والأمانة والصدق والحب المستمد من أوامر الإسلام .. فيعتاد أن لا يفكر إلا فيما هو نافع له ولمجتمعه فيصبح الخير أصيلاً في نفسه .
• تستفيد المربية من القصص الهادفة سواء كانت دينية , واقعية , خيالية لتزويد أطفالها بما هو مرغوب فيه من السلوك , وتحفزهم على الالتزام به والبعد عما سواه .
وتعرض القصة بطريقة تمثيلية مؤثرة , مع إبراز الاتجاهات والقيم التي تتضمنها القصة , إذ إن الغاية منها الفائدة لا التسلية فحسب .
وعن طريق القصة والأنشودة أيضاً تغرس حب المثل العليا , والأخلاق الكريمة , التي يدعو لها الإسلام .
• يجب أن تكون توجيهاتنا لأطفالنا مستمدة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , ونشعر الطفل بذلك , فيعتاد طاعة الله تعالى والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم وينشأ على ذلك.
• الاعتدال في التربية الدينية للأطفال , وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به , والإسلام دين التوسط والاعتدال , فخير الأمور أوسطها , وما خير الرسول صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً .
ولا ننسى أن اللهو والمرح هما عالم الطفل الأصيل , فلا ترهقه بما يعاكس نموه الطبيعي والجسمي , بأن نثقل عليه التبعات , ونكثر من الكوابح التي تحرمه من حاجات الطفولة الأساسية , علماً بأن المغالاة في المستويات الخلقية المطلوبة , كثرة النقد تؤدي إلى الجمود والسلبية , بل والإحساس بالإثم .
• ترك الطفل دون التدخل المستمر من قبل الكبار , على أن تهيأ له الأنشطة التي تتيح له الاستكشافات بنفسه حسب قدراته وإدراكه للبيئة المحيطة به وتحرص المربية أن تجيبه إجابة ميسرة عن استفساراته , تطرح عليه أسئلة مثيرة ليجيب عنها , وفي كل ذلك تنمية لحب الاستطلاع عنده ونهوض بملكاته , وخلال ذلك يتعود الأدب والنظام والنظافة , وأداء الواجب , وتحمل المسئولية بالقدوة الحسنة والتوجيه الرقيق الذي يكون في المجال المناسب .
• إن تشجيع الطفل يؤثر في نفسه تأثيراً طيباً , يحثه على بذل قصارى جهده لعمل التصرف المرغوب فيه , وتدل الدراسات أنه كلما كان ضبط سلوك الطفل وتوجيهه قائماً على أساس الحب والثواب أدى ذلك إلى اكتساب السلوك السوي بطريقة أفضل , ولا بد من مساعدة الطفل في تعلم حقه , ماله وما عليه , ما يصح علمه وما لا يصح , وذلك بصبر ودأب مع إشعار الأطفال بكرامتهم ومكانتهم , مقروناً بحسن الضبط والبعد عن التدليل .
• غرس احترام القرآن الكريم وتوقيره في قلوب الأطفال , فيشعرون بقدسيته والالتزام بأوامره . بأسلوب سهل جذاب , فيعرف الطفل أنه إذا أتقن التلاوة نال درجة الملائكة الأبرار.. وتعويده الحرص على الالتزام بأدب التلاوة من الاستعاذة والبسملة واحترام المصحف مع حسن الاستماع , وذلك بالعيش في جو الإسلام ومفاهيمه ومبادئه , وأخيراً فالمربية تسير بهمة ووعي , بخطى ثابتة لإعداد المسلم الواعي.
نصائح لتربية وتنمية الوجدان للطفل ( يقدمها الأستاذ الدكتور محمد منسى فى بحثة المعنون ب ( أثر ثقافة المجتمع في التربية الوجدانية للطفل)
1-علموا أولادكم القيم
جاءت الشريعة الإسلامية لتوجيه الناس إلى أقوم السبل، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم الذي يوصلهم إلى سعادتي الدنيا والآخرة، والأخلاق التي ذكرها القران و أشار إليها أكثر من أن تحصى، وقد وصف الله محمدا عبده ورسوله بقوله: "وانك لعلى خلق عظيم "
ومن بديهيات الحكمة أن يجعل الله محمد صلى الله عليه وسلم خاتم أنبيائه في هذه المرتبة العليا من العظمة الأخلاقية، لأن مكارم الأخلاق الإنسانية هي ثمرة الأيمان بالله والإيمان بالبعث واليوم الآخر، وهذا ما يفسره قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
وإذا كانت هذه الصفة العظمى التي خص الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم فان علينا كآباء أن نزرع في أبنائنا مكارم الأخلاق، وننشئهم عليها، نعلمهم في كل حين، ونكون لهم القدوة الحسنة، ولا سبيل إلى غرس تلك الفضائل في سلوك أبنائنا مالم تترجم تلك الفضائل إلى واقع عملي.