الإثنين سبتمبر 13, 2021 3:53 pm الأحد سبتمبر 12, 2021 3:56 pm الجمعة سبتمبر 10, 2021 6:10 pm الجمعة سبتمبر 03, 2021 10:03 pm الخميس سبتمبر 02, 2021 5:56 pm الخميس سبتمبر 02, 2021 8:23 am السبت يونيو 05, 2021 4:05 pm الثلاثاء يونيو 01, 2021 4:46 pm الثلاثاء يونيو 01, 2021 4:26 pm الثلاثاء مايو 11, 2021 6:20 pm
مشتــــــــــاقه لكـــــم حيــــــــل , حيــــــــــــل عــدت لكم بعد غيــــــاب طــويل وحامله معي روايه طبعا مو من تاليفي بس عجبتني ونزلتها لكم الروايه للكاتبة : black widow واتمنى ان تنال إعاجبكم ان شاء الله اليوم بنزل البارت الاول ولكن بعد ما اشوف ردودكم الي تفتح النفس لا تحرموني من تعليقاتكم وتشجيعـــكم
كانت سرحــانه بكوب الشاي ..لما أدخلت ميري , وبيدها الفستان الأبيـض .. " مــــــــــــاما ...زيـنه قــول هذا ما يبيــه ,وديـه كبت في مخزن " انقـــلت منيره نظرها للفستان , كان المفروض تتوقع هالشي بعد ما شافت الفستان مهمل بأخر الخزانه بكيس أسود . " لا ..ألحين حطيه على القنفـه اللي اهناك وبعدين وديـه " وأشرت بكسل على احدى القنفات الموجودين بالصاله . كان سرحانه باللي صار اليوم وأمس مع شيـخه .. اهي دفعت دفعة بلا بالطريق إلى البيـــــت , الصدقه تقي مصارع السوء , الله يخلي لها ولدها . اهي و ولدها مروا بتجارب كثيره , وعلى الرغم من صغـر سنـه إلا إنه وقف معاها بهالتجارب , أما اهي تحس إنها بوايد لحظات خيبة أمله فيها . بعـدت أفكارها من هالمنحنى , وراحــت للسبب اللي خلاها تفكر بهالشي . شيخــه , الله يصبر قلبها , ويغسله بالماي والثلج والبـرد ..ويريحها . زينه أنزلــت من الدرج بعد ما غيرت اهدومها . ادخـلت للصاله , وطاحت عينها على طول على الفستان الأبيض , و وخـــرت عينها على طول . وشافت منيـره اللي قاعده تشوفها . اقعدت بطريقه ما تطيح عينها على الفستان , وتكون مواجهه لمرة ابوها المرحوم . منيـره تأملتها وفكــرت الله يعيـــن هالبنت على كلام الناس ..كلام الناس يــذبح على بطيء ..اسأل مجـــرب خافت على البقيـه الباقيـه من طيبـة وحلاوة زيـنه الداخليه إنها تروح إن أعرفت بهالشي , الله يعيـنها , ويعيــنهم , كلما تتذكر ردة فعل صقـر تحاتي داخلياً . معقول الماضي يكرر نفســه !! حاولت تتناسى الموضوع , وبدت تصب الشاي بأستكانه , وحطت قفشتين سكر , بعد ما عطته لزيــنه , وقالت " ميري تقول إنج ما تبين فستان عرسج ؟ " كملت زينه تخلط السكر . خذت نفس عميق وبعدين قالت بتوتر " أنا ما قلت لها ما أبيه ..هالنصابــــه " ابتسمت منيره بهدوء وقالت " يعني أقولها ترده لغرفتج ؟ " هــزت راسها بالنفي , بعد نزلت راسها وكملت تخلط السكــر .. وقالت بتعب " لأ ...لأ ..لا تقولين لها " أشفيها من ردت بهالبيت واهي متوتره ..اشفيها !! وين البرود اللي اهي مفتخره فيـه ؟ وين راح ؟ رفعت راسها بتعب , وحطت الأستكانه على الطاوله " أنا ما قلت لها ما أبيه , لكـن ..امممم " اضحكت بتـوتر بعدما أعجـزت عن إنها تلقى كلمه مناسبه " أنا ما ابيــــه " بدت تشرب منيره شايها , وقالت " خلاص أنطلع الفستان من البيت , ليش نحطه بالمخزن..بالكثير باجـر راح أطلعه " زينه انطرت الأسئله اللي تلحق هالكلام ..لكن ما في شي صدر من منيره وهالشي ريحها .. مرة أبوها فجأه تكلمت بموضوع مختلف كليا عن اللي توقعته زيــنه . " صقــر " كانت بهاللحظه قاعده تشــرب شاي ..لما انطق الأسم , حست كأنه في صخره بحنجرتها خلتها تشرق .. وتبدي تكــح وتنحنح !! " أحمممممم ...احمممم" وبعديــن قالت بصـوت مبـحوح " سوري ..أحممم ..سوري بس الشاي كان شيـــره , وايد شاير أحمم ..أحمم " وكمــلت " المهم ...اشفيـــه صقــر " كملت منيــره كلامها " راحت الشرقه ؟! " هــزت راسها بطريقه عاديه " إيـه ..إيه راحت " كمـلت منيـره " أنتي تدرين إنه صقر أيام أبوج...ما كان يدخـل البيت " ألتقت عيونهم .. وردت زينه بهدوء " إيه ادري " صقـر لما بلغ سن معيـــن كان ممنوع من دخـول البيت " بس بالوقت الحالي قام يدخـل , بس للطابق الأرضي , ما يصعد فوق ..واهو غالبا يتريق ويتغدى معاي , أنا قاعده اقولج هالكلام عشان يكون عندج خبـر وتديرين بالج لما تنزلين لهالطابق " كملت زينه تشرب استكانتها .. ما توقعت أن الوضع معقول يسوء ! لكن أنها تشوفه كل يوم ..الوضع بالنسبه لها صار أسوأ من السيئ . خاصه بعد اللي صار اليوم . ما تبي تشوفه على الغدا كلما شافته ألحيـن تحس بأنكسارها وذلها , وإنها تحت سيطرته .. ما حســت إنه منيــره تكلمها لما سمعت صوت منيره تكلمها بصوت عالي " زيــنه !! " رفعت راسها وقالت " نعـــم .." قالت منيره بهدوء " قاعده أقولج تبين شاي ؟! " نزلت راسها وشافت استكانتها الفاضيـه , ما كانت منتبه إنها خلصتها .. وقالت " لأ مشكــوره " حطت استكانتها على الطاوله , واقعـــدت . رفعت راسها لمنيـره مره ثانيه , وشافتها سرحانه .. وتوها تنتبه أنه وجه مرة أبوها متغيـر و واضح عليه الضيق والشحـوب ! على خلاف حالها هالصبح . بهاللحظه حست بأنانيتها كانت غرقانه بأحوالها ومشاكلها لدرجه إنها ما سألت منيره عن رحلتها لبيت عمها عبدالعـزير , إن كانت ضايقتها خالتها شيخه ولا لأ ! بس خافت تسأل . ما تبي تسأل وتكتشف أنها سبب حـزن منيـره , ولو بطريقه غير مباشره . ما تبي تسأل.. إهي ما لها شغل بأحد . قطع افكارها والصمت , صوت التليفون الخاص بمنيـره , واللي شالته بحركه هاديه وأنيقه . وقالت منيره " هلا ..هلا والله " زيـنه ما اهتمت وايد , وبعد ما شافت استكانة منيره فاضيه قالت بهمس " منيـره ..شاي " هـزت منيـره راسها بالرفض . " إي يا صقـر معاك " .... عقـدت منيـره حاجبها " ليش عاد ؟ " ... ارتخت ملامحها " أه ه ه أوكي عيــل " ... غمر وجه منيره ابتسامه رقيقه وقالت " ما راح اكون بروحي ..معاي زينه " .... صدرت ضحكه من منيره وقالت " ما أسرع ما راحت عن بالك ...توك اليوم شايفها " زينه لما اسمعت هالجمله حســـت بغيــــــــــظ , إهي طول اليوم تفكر بموقف الصبح , واهو ناسي حتى إنها في بيته , شي متـوقع من صقــر هالشي , يجي ويفسد يوم الشخص بعدة جمل وكلمات منتقاة , وبعدين ينسى أنه موجود بهالدنيا . أفففف شكثر تكرهه ! لما أنهت منيره الأتصال رفعت راسها لزينه وقالت " صقر ما راح يتغدى اليوم معانا " كان على طرف لسان زينه إنها تقـول ( أحســـــن ) لكن اقضبت روحها . منيره لاحظت البرود اللي اكتسى ملامح زينه , وقبل لا تستفسر عن هالشي .. زينه قامت من كرسيها وقالت " أنا استأذن يا منيره , ودي أريـح قبل الغدا ...إن حطيتوه قعدوني " منيـره كانت تتابعها بعينها بأستغراب . زينه وقفت فجأه عند الباب بتردد , وبعدين لفت ويهها لمنيــره وقالت بتوتر " منيــره أممم مشكـــوره على كل شي سويتيه عشاني ..أممم اليوم و .. و أمس " ابتسمت لها منيره وقالت " حياج الله " طلعت زينه من الغرفه بسرعه . منيره كانت عارفه إن إعلان المشاعر المتوتر هذا جاء بعد فتره طويله من الكبت , زينه من زمان ما قامت تعبر بالكلام عن المشاعر الحلوه من حب .. والأمتنان ..ما تعبر إلا عن الحـزن ..أو الكـــره واللي ما يكون موجه إلا لإنسان واحد واهو صقر. لكن الأكيد إنه من وفاة زوجها ..في تغيير بسيط ..يمكن حصل ذوبان للجليد اللي غلفها لفتره طويله من قبل زواجها .
وقـت المغرب :
صقــر :
وقـــف إقبال البيـــــت القديـــــــــم للحظات ونــزل .. لا إله إلا الله . طلع مفتاح البيت , دخـله .. قال بهمس " بسم الله , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " عمــلاً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . أول ما دخـل شاف أبوه اللي كان قاعد على كرسـي ويلعــب شطرنج ..أبوه ينافـس نفسـه بالشطرنج ..ويعيش فيها عالم خاص دايما ً . ناصر ما انتبـه لدخـول ولده .. اللي وقــف يتأمل أبوه للحظات . وبعديـن قال بصوت عالي " السلام عليكم يبـــا " أبوه ما رفع راسه عن الطاوله ..اللي قبــاله . وبعديـــن حرك قطعه على لوحـة الشطرنج . ورفع عيـونه لولده .. ناصر كان على شفير الإبتسام لكن منع نفسـه , وكتــم هالأحساس . وكانت عيـونه جامده , وقال بصـوت جامد " ليــــش تأخـرت ؟, ما وصلك أسامه إني أبيــك ؟ " صقـر تعود على هالأسلوب الجامد .. فقال بهـدوء " ييت أول ما افتجت الصلاة " وقــرب من أبوه , باس راسـه . وقال " الحمدلله على سلامتك " وما عاتبـه على السفـر من غير لا يعطيه خبـر على الأقل . أبوه ما ترك الموضوع وقال " إفتجــت الصلاة من زمان ..أنا كنت مصلي بالمسيد " " كنت قاعد أصلي بمسيد منطقتنا , ومريت البنك " قعـــد على الكرسي اللي قبــال أبوه , وشاف لوحة الشطرنج , اهو دايماً يلعب مع أبوه هاللعبـه , وغالبـا ما يتنافسون .. وما أنتبه لنظرة الأحباط بعيـون أبوه . اللي كان يبي صقـر ينفعــل ويرد عليه بقلة أدب عشان يكـون عنده عذر يعصـب ! كان ولهان على صقـر , لكن جانب منه رافض يبيـن هالشي ..مو قادر يتقبـله ؟! ناصر كان غاضب من نفسـه , من مشاعره تجاه صقـر , فقـــــــــــال بتساؤل غاضب " ليـش ما سددت إيجار بيـــتي ؟! " رفع عيـونه عن اللوحـه وقال واهو عاقد حاجبه " أنا عطيتك مبلغ الإيجار" قام أبوه من مكانه , وبغضب قال " أنا أستعملت هالمبــلغ حق سفرتي ..بتحاسبني ؟! " لا حول ولا قـوة إلا بالله يا رب ! ليش عصب ألحيـن ؟ حاول يتمالك أعصابه على عدم منطقيـة أبوه "انا ومالي وكل شي حلالك يبــه .. بس أنا ما كنت أدري إنك استعملته حق سفره " وبنــفس الغضب قال أبوه " بعد هذا اللي ناقص , تبيني أعطيـك كشف أحساب عن تصرفاتي " حط إيده بتعب على رقبتــه . لكن قال بقـوه " لأ لا تعطيني كشف إحساب عن تصرفاتك , بس بعد لا تحاسبني " نــاصر حس بتأنيــب الضميــر البسيـط من هالحركـه , لكن هالأحساس نرفـزه ..لكن كمـــل " صاحــب البيـــت ذبحني حنـــــه , روح أدفــع له ألحيــن , وزين إنه عندك فلوس عشان تقدر تدفع" يحـس بعض المرات أبوه يخلي عملية بر الوالديــن صعبــه .. بس الحمدلله كله أجــر . صقـر قال بهـدوء " شرايك أشتري لك بيــت صغيــر .." قبل لا يكمــل قاطعه ناصر وقال بطريقة من يصرف النظر على هالنقطه " هذا بيتي وانا متعـود عليه , ما أبي أتــركه " وكمـــل " ما أدري متى بتفهــــــــم هالشي ..وألحيــــــن كله منــك إحتمال يطلعني ..روح راضه وأعتذر منه عن التأخيــر " مزاجه تعكـــــــر بصـوره أهو ما كان متصورها ..لو أبوه كان معلمه من البدايه جان عطاه فلوس السفره من غير هالحوسـه كلها ! ابـوه تكـلم بصرامه " اليوم حل لي هالمسأله ..عندي سهـره الليـله ! " شالمشكــله اللي مو راضيـه تخلص .. سهرات أبوه المعروفـه .. كل يــوم .. كل يوم ما يمـــل .. والجــيران دايمـاً مشتكيــن , من المصبنه , والرياييل , والأغاني تالي الليــل .. ولمنــو يشتكون له اهو ! على أساس إنه ولده وله كلمه على أبوه , قال بطريقه جديه " يبـــا ما يصير تسوي سهره كل يوم .." نــاصر تضايق من هالموضوع .. فقاطع ولده بعصبيه " هذا اللي ناقص ..إنت اللي بتفهمني اللي يصير واللي ما يصير " كمـل صقـر بنفـس المنطقيه "مو قصدي ..بس يبا كل يوم أغاني ..وسهــر بهالمكان ." رد أبوه " مو شغـــلك " شلون مو شغـــله , واهو اللي تعبان من حنــة هالجيران .. اللي يتصــلون عليـه , وكلما شافوه يبدون بهالموال . حاول بطريقه ثانيـه " يبا الجيران .." رد أبوه بعصبيه " صقــــر إنت مو أبوي " حس بالعجــز والغضـــب .. اللي دايماً يحسـه مع أبوه . أبــوه لو شنو ما راح يتقبـل منه شي غيـر الفلوس ! ودخــلت عليهم شغاله , مبتســمه وتتضحـك واهي تقـول " ناصــر ..ناصر أكــو ..." وقطعت كلامها لما شافت صقـر ..وعضت شفايفها صقر شافها , ما كانت لابسه الملابس المعتاده للخـدم ..وكانت حاطه مكياج . أكتفى بهالشي ولف على أبوه ..وقال بغضـب مكبـوت " منـو هذي ؟ " رد أبوه بنـرفـزه " مو شغلك " الشغاله قالت بدلـع " ناصر ..ما يصيـر جدي ! نو صـرخ إنته ! " ردت صقـر نظرته لها بتعجــب من جرائتها , ووقاحتها . وعــرف بالضبـط شنو صفتها بهالبيـــت ؟ صقــر بغى يفقد أعصابه " زوجتــك عــدل ؟ مو أنت قايل لي إنك خلاص ما راح تتزوج بهالطريقـه " ناصـر بغضـب " تبي تحــرم الحلال إنت ؟ " ابوه إوعـده ..إنه ما راح يتزوج وحده بهالطريقه مره ثانيه .. لكن الواضح إنه ردت حليمه لعادتها القديـمه . ما يبي يحرم حلال , بس وده لو أبوه يتـزوج وحده , ويستقـر معاها وخلاص . صقــر ما لقى الكلمات اللي يقـدر يرد فيها على أبوه ..رفع إيده بعجــز كل يوم في سالفه مع أبوه ..كل يوم . وتحــرك للبــاب ..واهو يقـول " أنا رايح أدفع ....ســلام " من جم شهر كان متزوج فلبيــنيه !! وألحيـن هنــديه ! راح ناصر للدريشــه ..يتأكد من سلامة خروج صقـر ! كان على طرف لسانه يقـوله دير بالك على نفسـك , لكن شي قيده عن النطق . دعا بقلبه (الله يحفـظك) مشاعره متضاده تجاه هالأنسان ..
زيــــــــنه :
كانت قاعده تبدل اهدومها بطريقه سريعه , خاصه إنها لابسه بيجاما . استغربت بعد ما تصل البواب (قاسم) على التليفون الداخلي طالب الحديث معاها شخصياً و تفاجأت أكثر أنه متصل فيها لِوجود زائر لها ..وريال ! أول من خطر في بالها أنه عمها عبدالعزيز , أبو فواز الله يرحمه , لكنها تذكرت أنه مسافر للخارج . بس لما أعرفت ان الزائر زياد , أستغربت أنها ما فكرت فيه . علاقتها مع زياد عاديه وسطحيه جداً , لكن لما كان فواز يروح لزياد بأمريكا كان دايماً ياخذها معاه ! كان دايم مجابلهم ,و يتجول معاهم بأمريكا متى ما كان عنده وقت فراغ أو كان عندهم أهم وقت فراغ . بس ليش ياي ؟ وألحيـــن ؟ شنو يبي ؟ ألبست بنطلون جيـنز ازرق غامق , مع بلوزه حمره واسعه لنص ذراعها و واصله لأعلى فخها , مشطت شعرها ورفعته بأهمال وبسرعه , كان شكلها مقبول وبسيط , يناسب من وجهة نظرها مقابله مع حمها. (ما كانت حاسه بالصوره الجميله اللي تمثلها ) واهي قاعد تنـزل من الدرج ..درجتين ..درجتيـن كانت قاعده تفكــر ..شنــو يبي زياد ؟ معقوله خالتها شيخه مطرشته عشان تعتذر ! وهل اعتذار خالتها بيخليها تقدر ترد لشقتها وتتخلص من الموقف اللي اهي فيه ؟ بس لأ حتى لو أعتذرت خالتها ما راح تقدر ترجع للشقه كرامتها ما تسمح . منيـره مو موجوده بالبيـت , وصقـر ما تعتقد موجود ..هل سوت الشي الصحيح بأنها أقبلت تقابله بالحديقه ؟ أوقفت عند باب البيت اللي يؤدي للحديقـه الأماميه الموجوده . بدت تحاتي هل تسرعت ؟! إنزين إن درت منيـره بتعصب .. وبدى قلبها يرقــع بقـوه ..إن درى صقــر . حطت إيدها على قلبها ..ما حبت تعترف لنفسها إن هالرقعـه من الخوف . أصلاً ما عندها شي تخاف منه , إهي مرأه ناضجه , رفعت راسها بتكبـر . وافتحت الباب , ومشــت للحديقه. اهي ما تخاف من صقــر . وما سـوت شي غلط , وأصلاً شنو المهم إن عصب , رأيه ما يهمها , يمكن هذي إهي الفرصه اللي تسمح لها إنها تثبت قوتها له واستقلاليتها. حماها ياي يزورها واهو بحسبة أخوها.. دخلته الحديقه , ما دخلته البيت . وألحيــن بدى يشغـل عقلها فكرة ..ليش زيــاد ياي ؟ شنو يبي منها ..معقـول عرف باللي سوته أمه . أو يبي يزيد على كلام أمه .
زيــــــــــــاد :
كان قاعد بكرسي الحديقه , بأنتظار زوجة اخــوه ..وكاس العصير على الطاوله اللي قباله ما شرب منه شي . أول ما عرف باللي سـوته أمه قرر يجي , ويتكــلم معاها . حس إنه هذا واجب عليه . مهما كان فإهي زوجة الغالي , وما يصير يعاملونها بهالطريقه . شلون راح تستقبله يا ترى ! العقبه الأولي وتخطاها على الأقل قبلت إنها تشوفه . لما طلب يقابلها ما كان عقله معاه ..يدري إنه تسرع بطلب أسمها , بس ألحين ما يقدر يتراجع . رفع راســــه بعد ما حــس بدخـول احد .
صقــــــر :
دخــل سيارته بغضــب , ورقع الباب وراه بقوه بعد ما أنتهى لقاءه مع أبوه . ما يفيــد أي نقاش مع أبوه ! , ما يدري شنو يســـوي . كان عاقد حواجبــه بتعكــر مزاج واضح . دخل المفتاح بتنرفـز وشغل السياره , ألقى نظره سريعه على الطريق خلفه , بعد ما تأكد من خلوه , رجع بصوره سريعه . حس بغليان الغضب داخله ..يحس بقلة حيــله فظيعه كلما ألتقى بهالأنسان . عيـنه انتقلت للبيـوت , شاف بيت مالك البيت اللي يعيش فيه أبوه . وسفط على جانب الطريق . ونزل ..لازم يخلص هالسالفه , ما أرتاح من ردته أمس من السفر , ما نام الظهر , وحضر زاميـن الصبح والعصر بالكراجات , وألحيـن سالفة الإيجار. وصل لباب البيت وطق الجرس . أبوه يسوي اللي يبي ..ومنو اللي لازم يعتذر ويعـوض !! ..اكيــــــد أهو صقـر . انفــتح الباب . الشخص الواقف عند الباب رفع راسه وشاف صقــر وعلى طول كشــر , عصـب . أصلا هالجار بالذات ,أخو مالك بيت أبوه ..كان يكـره صقــر من كان ساكن في هالمنطقه , ومن الناس اللي يعايرونـه , ومخليـن طفولته جحيـم ..فعشان جذي ما كان له نفـس يتعامل معاه أصلا ! وصقر كان متعود على ردة الفعل هذي , ما عبـر وجهه عن أفكاره , كان تعبيـر عن الجديه , والجمود . وقال " السلام عليكم بومحمد " بومحمد ما كلف روحـه يرد السلام وقال بهجــوم " إنت ما تقــول لي ..متى بتلم أبــوك ؟ إزعاج بالليــل , ورياييل طالعين ورادين بمنطقتنا..متى بيفكــنا أبوك من شــــره " صقــر ما اهتم بهالكلام ! وقال " ويـن عمي بو سعود ؟ " "يعني ما راح تسـوي شي , بس أنا أحذرك إن ما أرتدع أبــوك بينــا وبينه المخفـر " الظاهر اليوم ما راح يخــلص .. يدري إنه أبوه غلطان .. الله يهداه تصرفاته تخليــه عرضه لكلام اللي يسـوى واللي ما يسوى . ما يبي يتكلم أو يدافع عنه , مو ناوي يطول هالمقابله , وما راح يدافع عن نفسه لأنه أهو مو غلطان , واهو كبـر من زمـان عن محاولته كسـب رضى الناس , وبكــل صراحه وده يرد للبيــت وينام .. فرد تكلم بجمود كامل وبرود تام , وعيــونه تزداد سوادها " يا بومحمد , أنا ياي عشان الإيجار , فلو سمحت ناد بو سعود " وطلع محفظته من مخباته , وبدى يشوف بومحمد بزهــق وإنتظار .. وبومحمد ما أعجبـه برود صقـر ..وعدم اهتمامه بالكلام ..وتصرفاته بكبرها ..فصقـر مو باين عليه الأسف , فرد يهجــم " أبــــوك.. " صقــر اللي طفــح فيـه الكيــل قاطعه , وقال بصوره قـويه وبجمود جليدي " بومحمد " لما وقف الريال عن الكلام من قـوة شخصيـة صقـر . كمــل صقـر " أنا ياي إهني أدفع إيجار , وأظن اللي قاعد تشتكي منه جارك , إن كان عندك كلمه قولها له " وقرر إنه يستعمــل الحيله اللي بتحــرك بومحمد .. أغلق بوكــه وقال " ولا تدري شلون ..أنا ماني دافع الإيجار.. تفاهموا مع أبوي .." وكان على وشـك إنــه يدخــل المحفظه بمخباته . بغيـــظ قال بومحمد " طبـعاً نبي الفلوس .., وإنت ابوك ينوخــذ منه حق أو باطل , عطني إياها .. " رد فتـح بـوكه وقال ببرود " جان قلت جذي من الأول وريحتني وريحت روحـك " مد بومحمد إيده بمعنى عطني ! قال صقـر بهدوء " وين بوسعود ؟" رد بومحمد بتأفف " طالع مو موجود " شد صقـر على أسنانه بضيق كان متأمل إنه يخلص سالفة الإيجار اليوم " متى بيــرد ؟ " رد بومحمد بجمود "ما أدري ! " ..وكمــل " إنت عطني الفلوس وأنا بعطيها له " عنده خيارين , يا إنه يخـلص من هالموضوع ألحيــن وبسهـوله . أو خيار ثاني إنه يرد بيوم ثاني . لما فكـر بالموضوع , قرر إنه ما له خلق إيي باجــر بهالمكان . طلع موبايله , ودور بين الأسماء على رقم بوسعـود . وأتصــل عليه ..بعد السلام قال " بوسعود أنا عند بيتك ..وبغيت أسلم لك مبلغ الإيجار " رد عليه بو سعود بلطف " والله يا أبوك أنا مو موجود بالبيــت ألحيــن " قال صقـر بإحترام " انا عند بومحمد , بأسلمــه الفلوس , لأن المبلغ موجود عندي كامل " بوسعود قال بإرتياح " أي خلاص توكل على الله , سلمه , وأنا إن شاء الله بأخذه منــه " ودع بوسعود , الريال الطيــب . تحت أنظار بومحمد الأنتقاديه ! صقر ما يهتم بهالنظرات ,بأشغاله اهو تعود إنه يغلق كافة الأبواب , واكتسب هالعاده من دخوله لعالم الأعمال . تعود إنه ما يثق بأحد . فتــح بـوكه , وطلـع المبلغ وحمد ربه إنه مـر البنك قبل ما يجي لزيـارة أبـوه . يمكن من كثر ما تعود إنه إبوه ما يطلبه إلا بموضوع متعلق بالفلوس وقبل لا يسلم المبلغ ..دور بمخابيه ولقى ورقـه مكتـوب عليها رقم , شــق الرقــم , وطلع قلم . وتحت نظرات بومحمد المتعجبـه .. بدى يتلفت , وشاف أثنيــنه يمشـون بالممشى ..سلــم عليهم واهو بهالشي قطع كلام بومحمد بصوره رسميه ..كان السلام بطريقه سريعــه " السلام عليكم يا الطيبيــــن " ورد واحد من الرجـال " وعليكم السلام " قرب منهم صقـر واهو تارك بومحمد يشـوف الموقف بأستغراب .. وصافحــهم " ولا هنتـوا نبي شهــود .." وشــرح لهم القضيــه بسرعـــه وببساطه , خلتهم يروحــون معاه , الناس كلها تكون رهن إشارة صقر إذا كان له مزاج إنه يسحرهم بأسلوبه . رد لبو محمد وقال " اكتــب بالورقه إني سلمتك المبلغ وإنكم ما راح تطالبون أبوي ناصر بأي شي .." رد عليه بومحمد بسخريه " لهدرجه ما عندك ثقـه بأحد ! ترى مو كل الرياييل ..أبوك " الشهــود الأثنيـن , وقفوا بتوتر .. ما اهتم صقر بهالكلام يعرف إنه لازم ياخذ دليل على دفعه للإيجار , ما أحد مضمون بهالدنيا . أبتسم بطريقه عاديه " عشان ما تغبني ولا أغبنك " وكمل " تبي تكتب ولا أنا اكتب " " لا أنا أكـــتب " بدى صقر يملي الكلام بومحمد ..ببرود ( أنا بومحمد : سلطان عبدالمحسن , أقر وأشهــد إني تسلمت من صقـر ناصر الـ.., مبـلغ الإيجار وقـدره ()ك.د ..عن البيـت الكائن في منطقة () بالنيابه عن أخوي محمد عبدالمحسن , لشهر () , كامل غير منقوص ) صقـر بعدها سلم المبلغ , و وقع أهو , و وقع بومحمد , و انذكر اسماء الشهود وتواقيعم , وارقام تليفوناتهم وبطاقاتهم المدنيه. وخذا صقـر الورقه وتوجه لسيارته لما سمع صـرخه من بومحمد " قــول لأبوك إنه بسهراته اليايه ما يردنا عن المخفر شي " ما ألتفت , ولا شرف هالكلام برد , ودخـل سيارته , شغل المحرك ...وطلع من هالمنطقـــه . هالسوالف تتكرر كثير مع أبوه ..المفروض ألحيــن يتعود ..كل مره يحس بنفس الغضب وبنفس الغيظ إنه بموقف يكون فيه الطرف الأضعف لأنه مو صاحب الحق . ضرب السكان بقسـوه بأيده اليمين . مو عارف شلون ينفس عن غضبـه ..متى بيكبـر أبوه ناصر ويحس بمسؤولية تصرفاته . أبوه صار أقل مشاكله , انضمت زيــن للقائمه .. العضو اليديد ..ويعتقد إنها بتكون اسوأ عضو . ما يدري شاللي طرى على باله وخلاه يصمم ترد البيت عنده واهو يدري ومتأكد إن هالشي بيسبب له مشاكل أكثر وبتاخذ من تفكيره مده أطول . ليش ردها لحياتهم ؟! . مكالمته اليوم مع أمه وإنكاره لتذكره لوجودها مع إنه سمع صوتها وعرف بوجودها بقرب أمه أثناء المكالمه و مع إنها ما غادرت أفكاره تخليه مستغرب من نفسه ومن سبب الإنكار ! نقل عيــنه للإشاره الحمره , وبدى يطق بأصابعه على السكان كل ما يتذكر ملابسها اللي طلعت فيها اليوم يحس بيشيـب راســه , اشلون مسك روحــه وما منعها من الطلعه ما يدري . بس الأهم إنها بعيـده عن زيــاد ..سخـــر من نفســـه ..الشائعه اللي أمس صارت حقيقه بعقله من كثر ما تكررت براسه ..ما كأنها شائعه تحتمل الصدق أو الكذب . يحس بالأرهاق الفظيع يمكن إن ارتاح راح يعرف يفكر عدل , متى يوصل للبيت بس ؟ طاحت عينه على ساعة السياره ..الساعه سبع إلا عشر ..بقى ساعه تقريبا على أذان العشا وعلى جمعة الرياييل عنده بالدوانيه . ما له نفس يقابل احد اليوم .. خذا موبايله من المقعد اللي جمبـه ..واتصل على عبدالله اللي جاوبه على طول وبعد السلام قال صقر بصوت متعـب : " عبدالله أنا اليوم ماني قاعد بالدوانيـه " " ليش عسى ما شر ؟ " " ما شر ..أمس من رديـت من السفر بلويــه ما نمــت عـدل , واليــوم بعد ما لقيت لي وقت أنام ...إذا تقـدر تيي اليوم للدوانيه امبجــر وتباشر الرياييل أنت وعلي راح اكون ممنون " ولأن عبدالله ما كان عنده شغل بهاليوم , رد ببساطه " أبشــر خلاص ان شاء الله " بعد أنتهاء المكالمه رمى الموبايل على المقعد المجاور , وسند ايده على الدريشه وسند راسه على ايده .. زحـــــمه . هذا اللي ناقصـــــني ! لما وصــل البيـــــت , كان الضغـــط مرتفــع عنده . وأعصـــابه واصله للمليــــــــــون ..من الشارع والزحمه وسواقة بعض الناس مع إنه هالأشياء تتكرر كل يوم إلا إنها هاليوم مزعجه لأنه تعبان . نـزل من السياره , ورقـع الباب وراه , وراح للباب الخلفي من السياره , وافتحه واهو يبحث بين مجموعة المظاريف الذي خذاها من المحامي , عن المظروف المتعلق بتجديد عقود الصيانة وتصليح السيارات اللي تجمع كراجاته و بعض الشركات واللي تحتاج حق تدقيق شديد منه , لأن هذي العقود هي اللي تدخل عليهم مبالغ هائله كل سنه تقريبا , يبي يدخلها معاه البيت عشان يدرسها لما يقوم لصلاة الفجر. حس بأحد وراه , وألقى نظره جانبيه و شاف البواب ..ورد نظره للأوراق . وقال " شنـو يا قاسم ؟ " وأهو مكمل يدور على أوراقه .. قال البواب " بابا هذا في ريال في حديقه داخل بيت " اعتدل بوقفـته بعد ما لقى الأوراق اللي يبيها..وبدى يعددها , ويشوفها , ولف على البواب وقال " الحديقــه !! وده للدوانيــه ..ألحين بيي عبدالله " وكمل يراجع الأوراق , وبعد ما لاحظ غياب وحده من الأوراق رجع للسياره .. رد سمع صـوت البواب يقول بتردد كأنه ما يدري يقول لمعزبه ولا لأ " بابا هذا قـول يبي ماما زيــنه ما يبي رجال ..دوانيـه ما يبي " أعتدل بهدوء بوقفــته وبطــوله المهيــب اللي خرع الريال اللي واقف قباله , وألتفت ببرود لقاسم و عيــــــــنه تخــــرع من سوادها .. وقال ببرود " ريال يبي ماما زيــنه ؟! " رجع قاسم خطـوه لورى وقال بصوت منخفض " إي بابا , ماما زيـنه قول ما في مشكله , وديـه حديقه برا " بدى يحس بشرار مشتعل بصدره ..لأنه عارف إنه مافي ريال له حق يسأل عنها . لكنه أستهدى بالله , خاصه لوجود احتمالية أنه فاهم غلط . تكلم صقــر ببرود " الريال قال يبي زيـنه يا قاسم ؟ " اهو لما رد قال هالسؤال كان عشان يتأكد إنه اللي افهمه صح ! رد قاسم بثقـه " إيه بابا " خذا صقــر نفــس عميــق . وكمــل يقــول لقاسم " أنزيـــن ما قال يبيــني ؟ ..ما سأل عني ؟ " هـــز قاسم راسه بالرفض . ريال ياي بيته وما حشمـــه وسأل عن وحده موجوده عنده وتحت سقــف بيته .. هذا أي ريال هذا . لف للسياره مره ثانيه , واهو ماسك اعصابه بالقــوه , كان يحـاول بهالوقت يخفف من حدة غضـبه عشان ما يروح للحديقه وينفجـر بالريال . طــلع ملف فاضـي من السياره , وحط الأوراق فيـــه , شكله على الرغم من هدوءه الظاهري .. مفــزع . قاسم ما كان يدري شنو يسوي ألحيـن يروح لغرفته , ولا يظل واقف . لما جاه صـوت معـزبه اللي ألتفت له واهو يقـول ببرود " شأسم الريال ؟ " رد قاسم بهدوء " ج ياد " للحظه صقــر جمد بمكانه أكثــر من جموده السابق .. وظن إنه سمع الأسم غلط ! فقال مره ثانيـه ببرود " منـو ؟ " رد قاسم " ج ياد " زياد .. زيـــاد .. الغضــب غمــــره لدرجة إنه ما قـــدر يتحـــرك للحظات . وتحــــرك فجأه بحــركه مفاجئــــه , إن وقف لوقت أطول من جذي بيذبح أحد . الحقيــــــــر وصلت فيه الجراءه إنه يجي لها عندي وفي بيتي ..ويطلب يكلمها بالأسم . من غيــر أي اعتبار له أهو كريال للبيت. وقادته ريوله للحديقه الأماميـه اللي احتلت مكان الدوانيه القديمه .
الكاتبه
black widow
اتمنى لكم قراءه ممتعه , بأنتظار تعليقاتكم على أحر من الجمر
البارت الرابع *** جمال وود وعيون ودلال وكبرياء شعور ... وفتنة تخذل عيون النهار وينطفي نوره ***
زياد :
سولف معاها عن احوالها واهي اسألت عن المستشفى و وظيفته أما ألحين فكان قاعد يشوف مرة اخوه المرحوم واهي تصب له الشاي بهدوء . (سبحان اللي صورها .) لما خطرت في باله هالفكره , نـزل راسه بإحراج , خاطب ومعجب بخطيبته ويقول جذي !! بس اهو ريال بعـد , وجمال زينه واضح مو مستور يخلي الواحد غصب يعجـب بشكلها . تعوذ من أبليس , ورد يركز على الموضوع اللي اهو ياي عشانه . لما شافته ما كان ويهها ينقل احاسيسها , رحبت فيه بهدوء وسولفت معاه , اما ألحيــن فقاعده تصب له شاي . ما عرف شلون يبدي بالموضوع .. بدى يحس أنه ما كان له داعي يجي لها . قامت وحطت الأستكانه قدامه وقالت " تفضل " صبت لنفسها لكنها ما اشربت , أقعــدت تشـوفه .. أما اهو فشرب اشوي من استكانته وقال بتوتر " سمعت عن اللي صار........ عن اللي سوته أمي " ارفعت ايدها لخصلة شعرها اللي طاحت على وجهها . وشالت اسكانتها وبدت تشرب الشاي , أما أهو فكمل " أمي قالت لي " استجمعت قوتها و واجهته وقالت بكل هدوء "أدامها قالت لك ..اكيد اتعرف اشلون الموقف كان محرج " وكملت واهي تحمد ربها على الكذبه اللي وفرتها لها منيره " الحمدلله أني كنت متفقه مع منيره " هـــز زياد راسه برفض ..وقال بكل جديه " حتى لو ما كنتي متفقه مع منيره , ما كنت راح أخليــج تنجرحين يا زيــنه , مهما كان " كلام زياد كان طالع من القلب , ودخــل للقلب على طول . فأبتسمت بدفىء على جديته .وغمرهم جو من التفاهم المشترك والأمتنان , ما طلعهم منه إلا صـوت بارد جداً يقــول " يا أخي راح تحرجها بشهامتك ! " حست كانه ماي بارد انرمى عليها فجأه , شدت ظهرها بعزة نفس , ومن غيـر شعور اكتسى وجهها تعبيـر بارد , واختفــت الإبتسامه , وألتفتت على المتكلم , لكن المتكلم ما كان يشوفها , كانت عيـونه على الريال اللي قاعد معاها . صقـر كان واقف للحظات طويله على طرف الحديقه القريب نسبياً وبيده لازال مظروف العقود , ما كان يبي يقرب أكثر قبل لا يتمالك نفســه , وعشان ما يفضح مشاعره الغاضبه لما شافهم مع بعض يسولفون ويبتسمون , كان قاعد يتحرك بعصبيه من غير لا يشوفونه عشان يحرق الغضب , اللي ملابسها الوقحه زادته , ولما حس إنه قادر على المواجهه من غير لا يصرخ أو يضرب أحد تعمق بالحديقه وتجنب النظر لزينه عشان ما يشوفها ويشوف ملابسها للمره الثانيه ويخسر كل الجهد اللي بذله للتماسك بأعصابه ..وسمع جملة زياد الأستفزازيه والوقحه وكأنه صب بنـزين على النار اللي حاول يطفيها داخل صدره. زيـاد اللي قام من مكانه وصافح صقر , وقال بإحراج إنه صقر سمع الكلام "لا زيــنه ما راح تنحرج مني , ما في بيني وبينها احراج " إلتفت لزيـنه وابتسم لها بتوتر من وجود شاهد على كلامهم , زينــه ردت الإبتسامه , لكن بإبتسامه مصطنعه هذا اللي قدرت عليه بوجود (صقر) صقر شاف شلون زياد ابتسم للطرف الثالث الموجود معاهم وحس بالوريد اللي على رقبته ينبض بغضب.. "هه " هذا الصوت الساخر جذب نظرات زياد وزينه له , لكن اهو ما انتبه إلا لنظرات زياد وقال بطريقه غريبه وبارده جدا جدا " إلا ما قلتي لي يا زياد ...انت متى رديت من امريكا ؟ " زينه عقدت حواجبها , ما تدري ليش حاسه إنه السؤال جا بطريقه مفاجئه وان وراه شي . كان صقر بعده واقف ..وطوله وجسمه القوي مخليه مشرف على زياد بطريقه بايخه ! كانت قاعده تنطر صقر يلقي عليها نظره من أول ما دخل عشان تبين له ضيقها من وجوده من غير كلام وعشان تطلب منه بصمت إنه يتركها و زياد بروحهم ! لكن صقر ما ألقى عليها أي نظره ..من أول ما دخل ولا حتى كلمها أو حياها أو اعترف بوجوها بأي طريقه كانت ! اما زياد كان بعده واقف فأخذ السؤال بحسن نيــه وقال ببساطه " من 6 أشهر انتهت دراستي بالـ u.s" رد صقر بأسلوب اعتبرته زينه استفزازي وقال " أهااا ....بالعذر " زياد اهني حس بتوتر الجو ! قال بأستفسار " بالعــذر ؟!" قرب صقر خطوه بحيث صار بقرب الطاوله , وصارت زينه تشوف بروفايله الجانبي وقال بجمود " بالعذر نسيانك الأصول اللي يتبعها مجتمعنا..واللي تخلي الرياييل ما يدخلون بيت ...راعيه مو موجود " اهني زيــنه تصلبت من كلمته اللي مالها معنى من وجهة نظرها وقالت ببرود غاضب " زياد ياي عشاني وانا سمحت له يدخـل " صقر سمع صوتها ونرفزه لكن ما بين هالشي . وما ألتفت لها أصلاً , وهذا خلاها تعصــب , ما كأنها موجوده , وهذا قلة احترام واضحه .. زياد لما شاف عدم تجاوب صقر مع هالجمله , قال بنبرة مستغربه " بس زينه كانت مرة أخوي" صقر اللي كان واقف بقرب الطاوله بدى يطقها بالمظروف بتأكيد لكل كلمه بدون احساس وقال بجديه وصرامه "انت ..قلتها ..كانت " اثنينهم واقفيـن وقاعدين يتكلمون عنها واهي قاعده . أول مره تمر بموقف كريه مثل هذا .. قالت ببرود غاضب " مو من حقـ.." اسكتت بعد ما قطع كلامها من زياد نفسه صقر وزياد كانوا مواجهيـــن بعض , بس اخيراً زياد هـز راسه بضيق وقال " معاك حــق " زيـــنه افتحت عينها بصدمه !!! اما زياد فكمل " انا كنت متضايق ومافكرت بالموضوع من هالناحيـه , اعذرني " زيـــنه اغتاظت ! كانت تبي زياد يوقــف بويه صقــر , كانت تبي احد يفحم صقـر ويسكته ! اما صقـر فتصلب للحظه , كان يبي زياد يتحداه عشان يكون عنده عذر إنه يطقه ! تعوذ من الشيطان و هدى شوي ..بس الجمله ما ريحته ..شنو يعني انا كنت متضايق وما فكرت بالموضوع !! يعني إذا تضايق يلجأ لها ؟!..لزين !!! صقـر حط ايده بمخباة جيـنزه وأشر بأيده الثانيه على جهة البيت الخلفيه وقال بصرامه " حياك الدوانيه , الشباب كلهم اهناك " زينه وقفت وتدخـــلت بالموضوع واهي تتجاهل صقر مثل ما كان متجاهلها , قالت ببرود " ما خلصنا كلامنا لما ألحين يا زياد " صقر تصلب جسمه ..تتعمد تتحداه ! ما علق و نطــر ردة فعل زياد على كلمتها عشان يحدد شنو بتكون ردة فعله . لكن زياد خذا موبايله من على الطاوله وقال " ما عليه يا زينه مره ثانيه " وألتفت على صقر وكمل " ومره ثانيه بيكون برضى صقر وبعلمه " زينه حست بروحها تغلي ..رضى صقـــر ! واهي !!!! زياد جاي عشانها , يبي يتكلم عن موضوعها , اهي ما تبي أحد يعرف الموقف اللي صار لها مع خالتها شيخه . تبي تعرف زياد شيقصد بأخر جمله , معقوله كان راح يعرض عليها مكان تعيش فيه ! لكن ما راح تعرف الإجابه كله بسبب تدخـل صقـر . شافت توجه زياد لصقر والمصافحه بينهم وسمعت كلمة صقر " تفضل الدوانيه " تحركت خطوه لجدام ..بأتجاه الطرفيــن ! لكن بعدين وقفت بغضــب , فقدت سيطرتها على الموقف من زمان , وما تقدر تفرض روحها ألحيــن . ابتسم زياد وقال " مو اليوم , ان شاء الله يوم ثاني " زياد تحرك لسيارته وصقر يتابعه بأنظاره . كان مخلي المظروف على صوره اسطوانيه , ويضرب فيه راحة ايده الثانيه , لما تحركت السياره رفع ايده بتحيه للي يقود السياره . كان قاعد يغلي من الغضــــــــــــــب ..وكمـــل يضرب المظروف بيده بتواتر.. كان عارف إنه المرأه اللي وراه تحتاج للتعليم بقواعد الأصول الأساسيه , مو بس تذكير .. قال بصـــوت هادي مخـــيف " أخــــر مره تقاطعيني وتتحديني جـــدام الناس ..أخـــر مــــــره " خــافت .. اهي تعــرفه لدرجة إنها تخاف منـــــه لما يكون بهالمــزاج ! بالسنين اللي طافت إن علمتها شي فعلمتها التماسك بوقت الخـوف , وقالت ببــرود " راح اقاطعك إن شفت إنه حقي راح يضيع " صقـر تحركت شفايفه ببسمه جانبيه ساخره..هذي اهي نفسها , دايماً لازم ترادد ما تغيرت عن الطفله اللي كانت ترادده بكل لحظه..المفروض يتوقع هالشي منها . صــدر منه صـوت ســاخر " هه " وكمــــل واهو يشــوف قباله , لأنه مو متأكد إنه يقدر يواجهها واهو غاضب بهالطريقه " ما راح تتغيرين أبد , لازم تراددين حتى لو كنتي غلطانه " تجمــــدت بمكانها ! حســـت عمرها ردت الطفله , اللي كان متـروك أمر تربيتها لمراهق ! ..هالجمله اللي دايماً يقـولها لما ترتكب غلط وتحاول اتدافع عن عمرها ! أما اهو فلف ببطئ لها و واجهها .. نقل نظره على ملابسها ..بإحتقار واستهزاء سبحان الله جمال وود وعيون ودلال وكبرياء شعور ... وفتنة تخذل عيون النهار وينطفي نوره... أكيد زياد فكر بنفس الشي ! ضغط على اسنانه عشان يمنع نفسه من فكرته إنه ينزرها بغضـــب واستنكار , كان الغضب ينبع منه ومن عيـونه بصوره كبيره ورد عينه لوجهها ,إن لم تستحي فأفعل ما شئت , بس حرص إنه وجهه ما ينقل هالشي ,مو وقــته يتناقش بأي شي معاها .. وقال بعدم اهتمام " دخـــــلي داخــل " انتـــفضت شخصيتها المتــمرده بهاللحظــــه ..الشخصيه اللي دايماً تعيش بـــوجود هالأنسان . تركيز عيونه شديدة السواد عليها وانتباهه لها عبر المسافه القصيره , بعد ما كان متجاهلها , خلاها تتوتر وخلا قلبها يرقع بقـوه . كل انتباهه عليها ألحين ,يعني كان اشكرا قاعد يتجاهلها لما زياد كان موجود , ولما راح زياد قرر إنه يكلمها ويأمرها واهي المفروض تستمع لأوامره بهدوء.. هذا غير إنها كانت تتكلم وما كان حتى يلتفت عليها لما كان زياد موجود , قلل من احترامها , وخلاها تحس كأنها طفله صغيره . رفعت راسها بتحدي وغرور . عينها كساها غضب كبير , ألحين انتبه لها ! ألحيــن بدى يشوفها وشنو يتـوقع تكون ردة فعلها ؟؟..تخاف مثلاً , اهي مو خايفه ! مو خايفه منه . وألحيـــن راح تثبت له هالشي . ألحين راح تثبت له إنه ما له حق يتدخل بحياتها . ما تدري ليش داخلها يقـولها إنها لازم اتدافع ..بس عزة نفسها تقـول لها هاجمي ..هاجمي . أما صقـر فتحرك اتجاه الطاوله اللي وراها , ومر بقربها على طريقه , وعطره دغدغ أنفها . واهو متــوقع إنها بتنـــفذ الأمـــر من غير كلام ..مــزاجــه ما راح يسمح له بالكلام معاها بعقــــل بهالوقت , ما يبي يبيــن لها إنه وجودها مع زياد مخليه معصب لدرجة إنه معقــول يفقد السيطره على نفسه , ما يبي يبين لها أو لأي أحد إنه مهتم بتصــرفاتها الغبيــــــه مع زياد .. لما سمــع صوتها المستفـــز , كانت تتكلم بقمة الببرود " أعتقد إنك تجاوزت حدودك " حط المظروف على الطاوله , وصـب لنفـــسه الشاي بهدوء ظاهري , يشغل ايده بشي مفيد , احسن من انه يمدها على احد !!
بدريه :
كانت جالسه بالصحــن , قبال الحـــــرم , صار لها يوميـن بأشرف وأطهر بقاع الأرض. ولهانه على بناتها وعلى شقاوتهم .. لكن الوقت حان انها تجابل روحها , صار لها اربع سنين ما عندها شغل أو اهتمام بحياتها إلا بناتها , وهالشي ما يصير . نفسها لها عليها حق . ودها لو تتصل عليهم ألحيـن , لكن خايفه إنه ابوهم يرد عليها , ويطالب بمعرفة مكانها , او يتسائل عن تأخيرها بأخذهم , واهي مو حمل هواش ونزاع مع طليقها . و ولد عمها . تذكرت كلمته الأستهزائيه اللي قالها قبــل شهـر تقريبـاً ( " شدعوه عاد يوميـن بتفرق؟! , وانت شبتسوين فيهم ..بس عشان بسافر تغييـر جو سويتي لي محاضر , أنا مو مثـلج قاعد أربع وعشـرين ساعه في البيت ما عندي وظيـفه غير أني أجابل بناتي الصغــار " ) هالكلمه كانت عامل ضغــط كبيـــر عليــها , أقهرتها وبجــتها , يظن إنه الأهتمام ببنات بهالعمـر الصغيــر شي سهـــــل !! وما فيــه أي جهــد , يظن إنها قاعده طول اليوم مسترخيـه , ومستانسـه ..ما يدري إنه الأمومه من أصعب الوظائف , ومن أكثرهم تسبيباً للضغط . تعبــــــــت منه , لا كزوج مريحها , ولا كطليق مريحها .. وبغيــظ قالت في نفسها ( بشــوف أشلون الأهتمام بالأطفال راح يكون سهل عليك ) صـج قلبها يعــورها على بناتها , لكن لازم يتعلم إنه يحــترمها , ويحـترم قرارها بالبقاء بالمنـزل للأعتناء ببناتها ,الحمدلله إنه أهلها مو مقصرين معاها بشي . إهي أسمعت من برنامج بالتلفزيـون , أنه أغلى شخص للأنسان بعد الرسول صلى الله عليه وسلم , يجب أنه تكون نفسـه . لأنه إن حــب نفسـه فأهو بيـريحها , وإن ريحها فراح يقـدر بهالحاله يحــب غيـره , ويعطيـهم مثل ما أهم يستحقـون .. هذا اللي راح تعمــل عليه ؟ يمــكن بهالحاله راح تقـدر تكون سعيـده . هب نسناس من الهوا الحلو , اليوم أول يوم دراسي ما تكون فيه مع بناتها , دلال وداليا . امها نوت العمره , واخوها أصر إنها تروح معاهم , لأنه لاحظ شحوبها , وشرودها , وذبولها اللي كل يوم عن يوم يبان . ما تدري شلون مرت السنين , و نفسها خذت المرتبه الأخيره في ترتيب أولوياتها . لازم تنسى الماضي , والضربه الموجعه لكبريائها , وتبلش تنـظر للمستقبل .. حســت بشخص يحط ايده على كتفها ,لفت وجهها على قعدة أمها بقربها . ابتسمت بحــب شديد لهالأنسانه العظيمه , وقالت " هلا بالغاليــه " ردت امها الأبتسامه . وردوا طالعوا الكعــبه براحـــه , منظــر الكعبه مريح لقلب وعقل كل شخص , وتنهدوا بحــب . قالت لها امها فجأه " ولد عمج دق على طلال " ضحكة بدريه بخفـه , كانت متوقعه هالأتصالات على أهلها وأخوانها ..وأكيد أخوها طلال رد عليه بنفسيه ..صار طلال وإبراهيم كأنهم أعداء مو أهل .. وقالت بإبتسامه " اشيبي ؟ " مثل ما كانت تتصـور إبراهيم راح وقلب الدنيا فوق حدر بعد ما تموا بناته عنده أكثر من الوقت اللي أهو متوقعه " يبي يعرف وين أم أعياله , وليش ما خذتهم ؟ " ليش ..مو الأعتناء بالأطفال سهــل ؟! , خل يكونون عنده كم يوم , المفروض هالشي ما يشكل عليه ضغط . تنهـدت بسخريه " إبراهيم ما يقدر يتخلى عن أنانيته , يعني إشفيها إن دار باله على دلال وداليا" أمها ما تحب المشاكل ..فلما سمعت جملتها القادمه , ما أستغربت وايد . قالت أمها " تهقين راح يكون عنده مانع لو قلتي له وسافرتي ؟ " قالت بدريه بملل " يما ما راح نفتح هالموضوع مره ثانيه , مــانع ولا ما مانع مو مهــم " ردت عليها أمها " مو مهم رضاه , بس الأصول تقــول إنج تبلغيـــنه , وتعطيــنه خبـر إنه البنات بيكونون عنده لوقت أطول " بدفاعيه ردت بدريه " هذا اللي صار يا يمــه " ابتسمت وكملت " شنو قال له طلال ؟ " ردت أمها " قال له إنج مسافره " ضحكــت بدريه وقالت " الله يعيني عليه لما أرد !!" حطت راسها على كتف امها وقالت " واي يمـــه صج مشتاقه لبناتي , يا حـــلوهـــم " حطت الأم ايدها على راس بنتها , وقالت " أكيــد بتشتاقيــن لهم , المال والبنون زينة الحياة الدنيـا "
صقــر و زينه :
زينه ما راح تقبل من صقـر هالسيطره ! قالت ببرود واهي تتجاهل أمره وأدخلت بالموضوع على طول " شلون اتكلم ضيف بهالأسلوب ,أهو ضيفي كان ياي عشاني... انا ما راح أمر بهالموقف مره ثانيه .... إن كان في ناس ودهم يشوفوني فأنا راح أتواعد معاهم برا هالبيت ..ولا مِنة واحد مثلك " صقر كان قاعد يضغط على مطارة الشاي , خلاها تقــول كل اللي عندها على ما يتمالك نفســه , وما يصرخ عليها , غضبه رد مثل ما كان وأكثر .. أستغفر الله . استغفرالله . أستغفرالله . ركـز أكثر على كلامها المستفز , لف وتسند على الطاوله , ومنزل راسه يشوف محتويات استكانته. بعد ما خلصت كلامها , كان قادر إنه يشوف الجانب الساخر من الموضوع , رفع عينه ببساطه , وعينه جامده , وتلمع بطريقه مفزعه , لكن ابتسم بسخريه " يعني تقصدين إن كان زياد ..الريال الغريب ..وده يشوفج بتواعدينه برا ؟! " رمشت بعينها للحظه , طبعا لأ .. اهي ما قصدت هالكلام , مو بهالطريقه .. صار ويهها احمر , وقالت بصـوت فيه شوية توتر " لا طبعاً انا بس قاعده اقــول ....." رفع حاجب وقاطعها " أدامج ما تقصدين كلامج اللي تقولينه , ليش قلتيه ؟! " حســـــــت بغضـــب خلاها تفقد هدوءها للحظه "انا اقصد الناس الثانيين , وادام إنك تدري إني ما اقدر أقابل زياد برا هالبيت ,ليش حسسته بعدم ترحيبك فيــــه " تغيــرت ملامحه للجديه المطلقه وقال بصرامه وقسوه "مصيبه إذا ما كنتي تعرفين إنج غلطانه..الريال مو محرم لج , ولا له حق يقابلج ,و اهو عارف إنه غلطان , وإن كنتي مستنكره مجرد كلامي بحده معاه , فحمدي ربج إني ما ذبحته بمكانه , وجوده واهو الريال الغريب في بيتي من غير إذني أو وجودي خلاه عرضه لأي تصرف أنا معقول اسويه " يذبحـــه !! معقول إنه تصرفها كان راح يؤدي لردة فعل عنيفه مثل هذي ؟ كانت تدري إنه جانب من كلام صقــر صحيح , يمكن هذا اللي أثار غيضها .. بس اهي كانت تبي تسمع شنو قصد زياد .. تبي تشوف إذا عمها , أو زياد عندهم حل غير وجودها بهالمكان , وتحت سيطرة هالشخص . حتى لو ما كان الموضوع جذي , كانت تبي تسمع الإعتذار , تبي ترد جزء من كرامتها , واهو خلاها تخسر هالفرصه , انقهرت .. وكمــلت تكابــر بالغلط بطريقه مستفـزه وقالت ببرود " انا ما غلطت لما قابلته لأنه ما عندي مكان ثاني اقابله فيـه , وما اقدر أقـوله بعد ما تعنى وجا : سوري الـ ..." وكملـت ببرود مستهزأ " السيد صاحب البيت صقر مو موجود , وانا لازم أخذ إذنه " لما ألحين مو راضيه تعترف بغلطها , لكن بكل جمود قال " عدل هذا اللي المفروض يصير " المشكله إنها عارفه إنها قاعده تنازع على الباطل , تدري إنه ما يصير إتدخــل ريال غريـــب بدون وجود طرف ثالث , مثـل مرأة أبوها ..وإنه لا الديـن ولا الأصول تسمح بهالشي , لكن بداخلها شي يقـول لها تكلمي , ردي , تحدي .. بقـــوه قالت " زياد كان ياي لي أنا ..بموضوع مهــــم بالنسبـــه لي " موضوع مهم !! جا في باله اللي قالوه الرجال عنها وعن زياد وحس كأنه قاعد يشوف بس لون احمر من الغضـــب. بكل غضــــــــب مكبـــوت ترك أو رمى استكانة الشاي رمي على الطاوله , غير مهتم إذا محتوياتها تفرغت على الطاوله أم لا . صوت اصطدام استكانة الشاي بالطاوله ..أفزعها ..وخلاها ترجع خطوه لورى . وبعــدين مسكت أرضها على الرغم من خوفها وصدمتها من تصرفه إلا إنها ارفعت راسها بكبــر وغرور . بطريقه هجوميه ..قال ببـرود غاضــب "انتي شعلاقتج فيـــــه ؟! " تغيــرت ملامحها للصدمه .. شعلاقتي فيه ؟؟؟ شنو يعني ..شعلاقتي فيه ..زياد حماي ..حمـ.. بس اهو ما كان يقصد جذي ..لأ ما كان هذا قصده وردت تحولت للغضـــب لما استوعبت قصده , ما احد يفكر بهالقذاره إلا اهو ...اهو الوحيد اللي المعقول يقـــول أو يفكر بجذي , وقالت بعصبيه "انت ..انت.. انت شلون تسمح حق نفســـك تقــــول هالكلام لي , ما أحد راح يفكــر بهالتفكيـر المنحط إلا إنت " ارتاح نسبياً لما شاف صدمتها , لكن الصدمه معقـوله تفسـر بأشياء عده . وقال بكل استهزاء " أسف إني اخيب أملج , مو انا اللي مفكـر بهالطريقه " كمل وعيـــنه زادت قسوتها ولمعانها الأسود أكبر دليل على ان الذكرى أغضبته " رياييل أمس يابوا طاريــــــج وطاريه" تخلت عن قـوتها وبرودها , هالموضوع ما يصير فيه برود ...لكن حاولت قد ما تقدر انها تبين واثقه من نفسها.." جذااااااااااب , هالكلام مستحــــيل يصير , جذاااااب , ما أحد راح يقول عني أنا جذي " كان يتمنى لو الموضوع اللي اسمعه امس كان كذب .. كان يتمنى لو ..قال بغـــضب وما بيــــن أسنانه , والذكرى تحرقه " تبين تعرفيـــــن شقالوا ؟ " وأرتفع صــوته درجه أو ردجتيــن بقســـوه " تبيــــن تعرفيـــن اشقالوا بالضبــــط يا الزين عنج؟ " قال بطريقه تلقائيه الأسم اللي اهو متعــود عليه من طفولتها .. وما انتبه لهالشي لا اهو ....ولا اهي . عينها ألمعــــت بصدمه , ليش يقــول جذي ..مستحيـــــل احد راح يجيـــب طاريها قالت بجمود من الصدمــه وبطريقه هامسه " مافي شي بيني وبينه والناس كلها تدري...أنا مو مسويه شي غلط " وده بهاللحظه لو كانت حلاله , عشان يهــزها , يذبحـــــها ..يحبسها لما تقــــول له كل الحقيقه .. بغضــــب بارد قال " الغريب إنج الوحيده اللي ما تشوفيـــن أغلاطج , أما الناس كلها تشــوف انج غلطانه ..الله أعلم انتي شمسويه واللي تعتبرينه صح واهو بنظر الناس غلط " شرفها ..اهو قاعد يتكلم عن شرفها ويطعن فيه ببساطه ..كأنه اللي جدامه مو وحدهه راح تموت لأنه أغلى ما عندها مطعون فيـــه . حســت بغصة ببلاعيمها , مؤلمه ! واستوعبت للحظه إنها راح تبجي ! ارفعت صبعها على شفايفها , بأشاره تطلب فيها منه السكوت ..لأنها حاسه بإنها على طرف إنها تنهار من البجي , ومن الصدمه . وبعديــن كأنها خايفه إنه ما يستجيـب لها قالت بهمس " اسكـــــــت ..اسكت هالكلام جذب " ابتسم ابتسامه جانبيه وقال " قالوا انج قاعده في بيت ريلج لهدف !! ..وإنه احتمال هالهدف اهو زيـــاد " بدت ترمش بعينها بقـــوه عشان تمنع الدموع من النـــزول . ركــزت بعيـــونه , تبي تشـــوف إن كان يكذب ! بس صقـر مو كذاب .. وعيــونه تنطق بالغضب اللي اهو اكبر دليل على صدقه . صدمة الخبــر ضيـــع منها سيطرتها على نفســـها . مو قادره ترد برودها وترتيب افكارها . لكن قالت برجفـــه "ما بيني وبينه شي ........ زياد أصلا خاطب " صقــر كان غاضب لدرجة انه مو مستوعب قسوة كلماته , من امس والسالفه تروح وترد على باله , وألحيــن يبي يعرف الموضوع الصحيح . فعشان جذي كان قاعد يضغط ..اكثر واكثر وهالمره اهو اللي تفاجأ لما عرف انه زياد خاطب .. لكن تمالك نفســه وقال بجمود " عمره زواج الريال أو خطبته تعتبر مانع لبعض الحريم , لو كان مانع جان ما شفنا ريايل متزوجيـن ثانيه , وثالثه ورابعه , تبين تقنعيني إن فيه دخان من غيـر نار ؟ " بدت ترجــــف .. شقاعد يقـــــول .. إنه الناس متكلمه واهو مصدقهـــم .. مصدق هالكلام عنها . إذا اهو اللي يعرفها من صغرها يصدق , عيــل الناس الثانيه شنو بتقـــول . الناس الثانيه ما تقدر تقنعهم , ما تقدر تجيبهم واحد واحد .. أما اهو فتقدر تقنعه... هـــــــــزت نفسها بقوه ..اهو مو مهــــــم , مو مهــــــــــــــــــــم .. فجأه اصرخت بغضب من افكارها ومن الموقف ككل وقالت " انت مو مهـــــــــــــم , مو مهــــــــــــــــــــــم ..صدق اللي تصــــدقه , أنا مو مضطره اقنـــــــــــعك , انت مو ابوي ... مو اخوي .. مو عمي .. ولا حتى ولد عمي " وقــربت خطــوه منه , هالخطوه اللي ادفعتها ترفــع راسها بصوره كبيره عشان تلتقي بعيـــنه وقالت بحقــــد " ولا انت خطيــــبي ..أو زوجــــــــي حتى " لأ اهو مو زوجــها أو خطيبــها ..أهو ولا شي بالنسبـــه لها , إهي اختارت فـواز ..النار اللي طفـــت بهالسنين كلها , ردت اشتعلت ..شافها تعطيـه ظهرها وتكـمـل تمشي , تكلم بصــوت ينطق بالتصميم والجديه المخيفه " لو طلع الموضوع صح , ما كان راح يهمني اني مو ابوج ولا اخوج أو إني مو واحد من أهلج , لأني وقتها ما راح يردني عن تأديــبج وعن ذبح الشخص الثاني شي " اهني لفت تواجهه , ورفعت راسها عشان تشــوف عينه , كانت الجديه بكل ملامح ويهه , وبعيـــنه . كان قايل كلمته واهو قاصد كل حرف فيها . وهذ الشي خلاها تقـــول بأستنكــــار شديد من لهجته " تأدبـــــني !!!!!؟؟؟؟؟ " قال بلهجــه واضحه فيها الجديـــه " إيـــه أأدبــج مثــل ما أدبتــج وإنت صغيـره " سنين صغرتها تبي تنســاها , ما تبي تــذكر شي منها ..ما تبي . قالت بنبـره حاولت تكون بارده " قاعد تهددني ؟ " لكن ما انجحت لأنه بان فيها رجفة الخوف .. رد ببساطه لكن بقوه "أي قاعد أهددج " للحظه سكـــتت من الخوف , لكن حاولت تقول بتصميم " انت اصلا ما لك حق تهددني " قال بكل جديه " بالعكس يا الزيــــن انا لي كل الحق , دامي انا ريال البيت اهني , ما راح انطرج انتي أو غيـرج يشوه سمعة بيت انا فيــه " قالت بعصبيه " هذا كله من تفـكيـــرك الوصـخ , ولا إنت عارف اني مو معقــول اسوي جذي " ردت تهاجم ..لو كانت مو مهتمه مثل ما أدعت كان ما ردت للهجوم عليه بهالطريقه , واهي كانت مدركه لهالشي وهذا اللي خلاها على اعصابها . ابتسم بطريقه قبيحــه وقال ببرود " انا ما اعرف شي عنج " توسعـــت عينها للحــظه , وحست كأنها انعطت كف على وجهها .. اهو ما يعرف عنها شي ....!!! إذا اهو ما يعرف ...منو اللي يعرف عيل ؟! صح هالكلام ..اهم ما يعرفون عن بعـــض شي . صار لها سنين ما شافته , ما كلمته ! وين بيعرف عنها أو بتعرف عنه . اليوم بموقفيــن طاحت الحواجـز , ولا كأنهم من سنين ما تكلموا مع بعــض . أما اهو فكمـــل بكل برود وجديه " سمعي يا بنت الناس , هالبيت بيتج , طلبي اللي تبين راح يوصــل لج طلبج ..وما راح ينرد عنج شي , فلوس ..ملابس ..اللي تبين .." ما كانت حاسه بأفكارها مرتبه من الخبـر اللي قاله لها عن سمعتها و فجأه ينتقل من الموضوع السابق لهالموضوع , لكن مع هذا قاطعته وقالت بنبره حاقده " انا ما ابي منـك شـي" تعابير وجهها ونبرة صوتها واهي تقول الجمله السابقه خلته يعصب! لكن وجهه كان جامد وبارد واهو يقــول "اعتبري هالأشياء رد ديــن لأبوج " دورت عيونها عن عيونه عشان تتأكد من جديته ..وتأكدت من جديته ,ما كان يتطنز عليها أو على أبوها بس اهي تعــرف انه ابوها ما له فضل عليه إلا قليل . هالريال اللي قبالها وابوها علاقتهم كانت كريهه ,كان كل واحد فيهم يقلل من قيمة الثاني , كانوا دايماً يخلون اللي مجتمعيــن على حبهم متوترين . لأن اللي يرضي هذا , يزعل ذاك .. اقطعـــت افكارها بكره لنفسها .. ما تقدر تقـول له أبوي ما له فضل عليك , لأنها بهالطريقه راح تقلل من قيمة ابوها الله يرحمه . أما اهو فكمــل بنــفس الجمود " انا ما ابي منج غيــر ثلاث.." ردت لها روح التمرد عليه وعلى سلطته .. وقالت ببرود " انا ماني مضطره انفــذ لك طلباتك " زادت عيـــونه برود وجمــود وقال بأسلوب قـوي " عشان راحة منيـره , وعشان تصيــر قعدتنا بهالبيت بلا مشاكل " منيـــره ..! جابها على الجـرح ..منيره تستاهل الراحـه ..لازم تقبل بطلباته إذا كانت مقبوله . ولما شاف سكوتها , هـز راسه برضـى وقال " أولها انج تلتزميـــن بالأصول اللي انتي متعلمتها من طفولتج , ما ابي اضطر اني اذكرج بكل لحظه باللي المفروض يصير واللي مو مفروض يصير " قاطعته وقالت "شتقصد , شنو يعني ألتزم بالأصول ؟ " قال بكل جمود " يعني الأشياء اللي تدرين إنج المفروض ما اتسوينها ..مثل استقبال ريال بهالبيت , أو الطلعه من البيت بروحج مع السايق , أو غيرها من الإشياء اللي تدرين إنها غلط ..فلا تسوينها عشان تتحديني أو عشان تستفزيني ؟ " أنصدمت من اللي قاله , وعقلها بدى يشتغل بسرعه قياسيه عشان ترد رد ممتاز على هذا الإتهام ..لكن ما طلع معاها شيء اهي كانت حاسه بويهها ينقلب للون الأحمر واحمدت ربها انه الإضاءه مو بذيك القوه , لكن قالت بغرور " ومنو إنت ..عشان أنا ..اتصرف تصرفات معينه عشان استفزك أو اتحداك ؟" رد عليها ببرود " يعني تبين تقنعيني إنج ما تدرين إني بعصب إن شفت زياد بهالبيت ؟!" لأ كانت تدري كانت تدري بس ..بس ما كان قصدها استفزازه !! معقول هذا يكون قصدها ! على الرغم من توترها إلا إنها قالت بنفس الغرور " ما احتاج أقنعـك ! " لأنه أصلا ما كان عندها رد ثاني , إذا اهي مو متأكده من نيتها , كيف تبي تقنعه أهو .. ما تبي تعلق على الموضوع عشان ما تبين إنه احرجها .. ما اهتم وايد بردها كأنه الفكره راسخه بمخه ومو محتاج لكلامها وهذا الشي خلاها تعصب و تتوتر أما اهو فكمــل "ما أبيج تقنعيني , ألتزمي بالأصول وبس... ثانيها ابي منج ...انج تحاولين تمسكيــن أعصابج جدام الناس , التقليل من احترامي أو تحديج لي جدام الأوادم ما راح اسكت عنه مره ثانيه , فلا تخليني افشلج " سكت ونطــر تعليق منها , بس ما جا التعليق فكمل " ثالثها انج لما تطلعيـن من البيت تستأذنين مني أو من منيــره , ما ابي منيـره تحاتيج لأنها ما تدري إنتي وينــج " وكمل بأستفسار "خلاص؟ " ألتقـــت العيــون وقالت اهي بتمرد " فرضا انت قللت من احترامي جدام الناس شنو المفروض أسوي ؟ أو إن تدخــلت بحياتي شنو المفروض اسوي ؟ " قال ببساطه " ما راح تشوفيــن هالشي مني , دامج ملتـزمــه بالنقاط اللي قلتها " وكمــل " مره ثانيـه ما راح اتساهل ان تكررت هالأشياء اللي صارت اليوم ..مفهــوم ؟" ارفعت حاجب وقالت " يعني اشراح تســـوي ؟" دق تليفـونه .. رفعه وشاف المتصل أسامه , وليــــــــــن هذا شكله بيصــك راسي بإزعاجه .. المشكـله إنه نسى يكـلم أبوه عن الموضوع . عقد حواجبه ,ورد التليفون لمخباته . رد رفع عيونه لها " كل شي بوقته حلــو " خذا المظروف من الطاوله .. مشى خطــوتيــن لحدود الحديقه , وسمسعوا صوت البوابه تنفتح فألتفـتوا اثنينهم وأدخــلت سياره ..
يتبــــــــــــــــــــع ...
عدل سابقا من قبل بسمة الروح في الأحد نوفمبر 04, 2012 12:46 pm عدل 1 مرات
مشى خطــوتيــن لحدود الحديقه , وسمسعوا صوت البوابه تنفتح فألتفـتوا اثنينهم وأدخــلت سياره .. زينه كانت ردة فعلها إنه ..منــال يـــــت , كان ودهــا تركض وترمي حالها بحضن صاحبتها وتبجي . قربت زينه من حدود الحديقــه وصارت بهالحاله بقــرب صقــر . صقر شاف دخلت السياره وحس كأنه الزمن رجع فيــه !! من سنين كانت دخـــلت منال يوميــه لبيتهم , كلما دخــل يا أما يشوف منال داخله أو طالعه , أو زيــن رايحه لها أو راده منها. ومن أول ما تزوجـــــت اللي واقفه قربه ألحيــن , ما عادت بنت خالته من الزوار الدائميـن لهالبيت .. برجـوعها للزيــاره حسسته كأن الأيام اللي مضـــــت , رجعـــت من جدّ وجديــد . وكأن احداث الماضي ما صــارت ..لكن للأسف صارت.. سمعــته يقــول بصـوته العميـــق " منـــال , من فتــره ما يت لنا ...." ابتسم بتســـليه . شافت زينه الإبتسامه ..من زمان عن ابتساماته الصادقه ! وقفت للحظه مبهوره إنه مبتسم ..ومبهورة ان في نبرة فرح بصـوته .. ليش قاعد يبتسم لوجود منال !! ليش مستانس من وجودها ! بتوتر رفعت إيدها لشعرها تبعده عن وجهها . ردت عيونها للسياره ! اللي وقفت قربهم , وما كملت طريقها لقبال البيت. ونــزلت منال الدريشه وبان شكلها النعوم , والأنثوي البحت . وقالت "السلام عليكم " بطريقه عاديه جداً لكن عيـونها انتقلــت لزيــنه تساؤلها من وجود صقـر بهالمكان مع زيــنه ؟ لكن شافت شحوب ويه صاحبتها الغريب وهذا خلاها ترد تشوف صقر بعقدة حاجب بسيطه ابتسم لها صقر ابتسامه طبيعيه " وعليكم السلام والرحمه ....شلونج منال ؟....و شخبار خالتي وعمي بوجراح ؟ " ابتسمت له منال وقالت " الحمدلله بخيــر , كلهـــــــم بخيــر ..وأبوي موصل معاي رساله لك ..ويقـولك مــر عليه ادناة يـوم ويقول بعد تعال الشاليه , عندك شاليه وما تروح له " ابتســـم "قولي له ابشـــر " وكمل بأبتسامة تسليـه ورفعة حاجب " اشــوف ردت الزيارات اليــوميــه " زينه ما كان عاجبها الوضع , وجهها من غير شعور غمره البرود . ليش جذي قاعدين يتكلمون مع بعض . منال صديقتها المفروض ما تتكلم معاه , المفروض تعامله بطريقه شينه ..على كل اللي سواه فيني . هذا اللي مضايقها ؟! إنه منال قاعده تكلمه ؟!..ولا إنه صقـر ..! لأ ..لأ اهي ما راح تفكر جذي , هالشي غلط . ضحكت منال ضحكتها الناعمـــه وقالت " أدام صديقتي يت , أكيــد بزوركم كل يوم فعودوا روحكــم على وجودي , انت وخالتي " وضحـــك صقــر , زيــنه شافته بأستغراب وغضب , توهـــا منال بتكمـــل بتقــول شي... لما تدخــلت زيــنه وقالت " يلا منال خل نـــروح , وصليني لي باب البيت بسيارتج " طبعا المسافه كانت ما تسوى ما بين البيت , و المكان اللي كانت واقفه فيه زيـنه , لكن حتى لو ..احسن من إنها تمشـــي . وقربت من الباب الجانبي للسياره , اللي كان واقف قربه صقــر , وقالت ببرود " لوسمحــــت " بمعنى آخـــــر وخــر عن الطريج . طــلب استجاب له صقــر وابتعد وعلى شفايفه أبتسامه جانبيه , ورفعة حاجب ساخره ! لما اقعدت زيـنه بالسياره , قال صقـــر بهدوء لمنال " حياج الله كل يوم يا بنت الخال " و لف على زيــنه وقال بعد ما اختفت الإبتسامه والتسليه من وجهه, وصار الوجه معبــر واضح عن معنى الجمود وقال " تذكري اللي تكلمنا عنه " , وابتسم لمنال " يلا سلام وسلمي على الوالد والوالده " وردت عليه منال "يوصل " وراح ومثل ما صار الصــبح تابعته بعيـــونها ! وجودها بهالمكان مو زيـــن لها ..مو زين , ما تدري ليش قلبها قاعد ينبض بهالطريقه ..أكيد قاعد ينبض من الغيض والكره. وعقلها قاعد تخطر له افكار غريبه عجيــبه ....يــــــــــــا الله هذا بس أول يوم ...بس أول يوم . نست صاحبتها اللي موجوده معاها. منال ما حركــت السياره . وظلوا بمكـــانهم لما قالت منال لزينه بهدوء " غريبه ما توقعت اشوفج معاه , وتتكلمين بعد " وانا مستغربه إنه قاعده يتكلم معاج , ومتبسط بالحديث !! كملت تشــوفه يتوجــه للجهه الخلفيه للبيت .. منال بنت خالته يا زيـــنه , بنت خالته . وأصلا اهو يقدر يتبسط مع اللي يبي , اهي اشعليها !؟ بعدين منال اشقالت , ما قالت شي غير طبيعي أو وقح , يعني مو معقــول تتوقع من منال تجافي ولد خالتها عشانها اهي صديقتها , إذا اهي نفسها المتضرره منه تسلم عليه وتكلمه ألحين ! هالشي مو مهم ..المفروض تفكر باللي قاله صقر ..المهم انها تعرف شلون تتعامل مع واقع إنه في ناس يقولون عنها كلام مو زيـــن ..احمدت ربها إنها ما بجـــت وبينت ضعفها جدامه .. فجأه انتبهت لنظرات منال , تذكرت إن منال قاعده تنتظر إجابه على سؤالها فردت زينه بضحكه ساخره وقالت " على قولتهم ..ما غريب إلا الشيطان " ردت عيونها للدريشه وشافته يغيــب ورى البيت جهة الملحق والدوانيــه .. ولفت على صاحبتها لما سمعتها تقــول " بس انتوا مع بعض !! " وكمــلت " ما ادري صدمــه " زيـنه ردت بغضــب أوضح إنه المرأه الجليديه على وشك الإنصهار للأبد " لا تقــولين (انتوا )..لا تجمعيـــني معاه بكلمه وحده...ما كو (انتو ) بيني وبينه ...في انا ..واهو " سكتت وحســت بغصـه ببلاعيمها , وخلت صوتها يختلف واهي تقــول بما تقــدر عليه من برود وحـــقد " أصلا لو علي ما اشوفه ولا اتكلم معاه , بس حكم القدر !! اللي خلاني في بيته , وتحت امره " ردت منال " زيــنه , خلاص حاولي تنسيــن ..إنسي اللي صار ..مرت سنين وايد عليه " عضت زينه على شفايفها بتوتر وقالت " انا أصلاً ناسيــه , مو مهتمه باللي صار من فتره .....أنا بس قاعده أفكر باللي قاله تـــوه " عقــدت منال حواجبها " اشقال ؟ " شقال !! هه قولي شنو ما قال .. تقــول حق منال ولا تسكت , اهي بالسنين الأخيـره يا ما خشت اشياء عن صاحبتها , بس ما تقدر تسكــت هالمره , راح تنفجـــر إن قالت لأحد !! رجفت شفايفها وقالت بهدوء كأنها ما تتكلم عن نفسها " قال انه سمع رياييل ياييبــن طاريي , وكلامه يدل على إنه مصدقــهم " شهــــقت منال بصـــدمه . أما زيـــنه فكملت بمشاعر فياضه "تخيلي ...أنا ...أنا ..يقول إنه ما يعرف عني شي , فما يدري إذا كان الكلام صـــح أو لأ ... اكــــرهه , اكـــــرهه " لفت عليها منـــال وشافتها صاده وجهها للدريشه ..ومخبيــه ملامحـها قالت منال بصوت واضحه عليه الصدمه " بس شنو يقولون عنـــج ؟ ..يعني انتي بعد وفاة فواز الله يرحمه ...من شقتج للجامعه ..حتى الطلعات نادر تطلعينها !!! ...يعني شنو يــقولون ؟؟ " لفــــت زيــنه عليها وواضح من لمعان عيـونها إن الدموع قريبه جداً وقالت " يقــولون إنه عيـني على ز ..زياد " رجف صوتها على أسم حماها ! كانت ردة فعــــل منال كلمه وحــده نطقتها بقــــوه وبعدم تصديق " جذاااااااااااااااااااااااابه " وكمـــــلت بقـــوه لما شافت إنه زيــنه ما تكلمت " لأ مستحيـــل , مستحيــل قطيــعه في ناس جذي ..في ناس ما عندها احساس جذي واييبون طاري بنت محصـنه ما سوت شي وجدام شخص اتعـــرفه !!! , انـــــــــزين قالج صقر شنــو دليلهم على هالكلام " غطـــت زيـــنه ويهها بأيدها ونزلـــته وفجــــأه خـــذت نفس عميـــق وردت رفعت راســها واهي تمرر ايدها على شعرها الممسوك بعقده غير محكــمه " ما أدري ..ما أدري , ما قال " كمـــلت منــال واهي معصبه من الناس اللي جابوا طاري صاحبتها وقالت " صقـــر شالطاري اللي خلاه يقولج هالكلام ؟ " توترت تقـــول لمنال ..ولا لأ ؟ حســت بالدموع تتكون على الأطراف وبدت تنــزل على خدها اللي تعود على جريانها اليومي , مسحـــتها بغــــضب . قالت بكل اللي تقدر عليه من هدوء " شاف زياد معاي اهني بهالحديقه " منال وسعـــت عيـونها وقالت " وشنو يسوي زياد اهني !!!!!!!!!! " قالت بتــوتر غاضب " لا تصيــرين مثله " ردة فعل زينه علمتها إنه صاحبتها غلطانه , وإنها تلقت من صقر اللي يكفيها . جد صقر إذا عصب يخوف بلد , ويرمي كلام قاسي ..تراهن إن زينه ما راح تقدر تنام هالليله .. تنــهدت وقالت " قولي السالفه من أول ؟! " ما تبي تنفذ هالطـــلب .. كانت تدري إن قالت لمنال راح تصير ردة فعلها مثل اللي ما يتسمى ! فقالت " ما أبي أقول اللي صار عشان ما تقولين كلام مثل كلامه " منال لأول مره من سنين تشــوف زيــنه بهالمزاج ! , غريــــــب هالمزاج , وأصلاً مرت عليها فــتره ظنت إنها ما راح تشــوف صاحبتها طبيعـــيه وتتفاعل مع الأحداث بهالطريقه وبمشاعر , ومن غيــر برود . فأبتســمت بهـدوء عشان تطمــن صاحبتها " زيــنه ما راح احكم عليج ...انا صديقتج , مو عدوتج " ترددت زينه في البدايه , وبعديـــن قررت تقــول لصاحبتها ...وإهي تتمنى إنه منال تقلل من قوة وقع كلمات صقر عليها . تنــــهدت زيــنه "أوكي راح أقولج ..بس لاتقاطعيني .." رفعت عينها وشافت منال اللي ألتزمت بالسكوت من ألحين فكملت "أمممم الله يسلمج الموضــوع وما فيــه , إنه منيره ما كانت موجوده , واهو ما ادري عنه ما اعتقد كان موجود..لأن البواب اتصــل علي وقالي في ريال اسمه زياد يبي يكلمني .....حماي يبي يكلمني , يعني عادي وافقت , ورحت له , واهو كان قاعد يعتـذر , لما دخــل علينا.." منال كانت منصدمــه , بس ما علقت . " وبدى ينغــز على زيـاد اللي ما ارتاح واعتذر وطلع , أما حضرت السي سيد , فبدى يشرب الشاي ولا كأنه عمل شي , ولما دافعت عن زياد اللي احرجـه , فجأه عصــب , وقام يقـول شعلاقتج فيه , وإن كان لج علاقه فيه يا ويلج , وإنه في ناس قالوا عني هالكلام , إنه ما يدري إن كان صــح ولا لأ .....اففففففف ..كلما أفكر بهالكلام احس بقهـــر أفـ افففففف " صوتها رجف, ودموع القهر قعــدت تنـزل .. طبعاً اهي اغفلت الكلمه اللي قالها صقـر من إنها قاعده تسوي هالشي عشان تتحداه وتستفـزه كأنها مهتمه إنه يلتفت لها ولوجودها .. الكلمه كانت مهيــــــــنه لدرجة إنها إهي نفســها ودها لو تمحيـها من ذاكرتها . تخيلت شنو بتكون ردة فعل منال على هالشي , هل كانت بتشك مثله .. هه ليش ما تشــك إذا اهي نفسها للحظه شكت بنفسها .؟! لفت على منال اللي كانت ساكته , ومتسنده على السكان . وقالت بعصبيه " إنتي معاه صـــح , شايفه إنه معاه حق إنه يتصرف هالتصرف مع زيــاد وإني انا غلطانه " هــز منال كتـوفها وما قالت شي .. اما زيــنه فقالت بإصرار " يلااا قـولي , اشرايج ؟ " عدلــت منال قعدتها وقالت " تبيــن الصراحه ولا .." ردت زيــنه بعصبيـه " أكيــد ابي الصراحه " منال قالت بهـدوء " شوفي يا زيـنه , انا ما اقدر احكم على الموقف عدل لأني ما كنت موجوده , بس وجود زياد في بيت صقـر , من غيـر وجود احد معاكم اكيـد بيعصـبه , زياد ريال و غريب و مو محرم لج ,و فجأه صقـر يدخـل ويلقاه في بيته , يسولف مع وحده من أهل البيت.. ما ادري ...فوق إنها مو من الدين ..فيها تقليل إحترام لصقـر " علقت زيـنه بصوت ضعيف " بس ما كنا قاعديـن نسوي شي غلط , بس كنا قاعديـن نشرب شاي , واهو قاعد يعتذر عن تصرفات امه وبس " منال قالت " بغض النظر دخلته للبيت غلط ...دخـلة ريال على البيت من غير إذن صاحبه صعبه شـوي " المشكله إنه زينه تدري ..تدري إنها غلطانه بس في شي يمنعها إنها تعترف . تدري إنه مو من الدين أو من الأصول ..أصـلاً حتى لو كان البيت بيتها ما كان المفروض تستقبل ريال مو محرم لها لكـــن ...ما تدري تحس ..تحس بالعــجـز كلما فكرت إنه مالها كلمه بحياتها , تحس كأنه حقها مسلوب بإنها تقرر شتسوي ! واهني قالت بأستسلام " معاج حــق " وضحكت بسخريه " هه أو بالأصح معاكم حق " قالت منال بصـوت هادي " زيـنه .." لفـت زينه على الدريشـه وقالت " بليــز منال , خلاص أنا عارفه إني غلطانه , ما ابي اتكلم عن الموضوع " تحـركت منال بالسياره , وثواني وأهم قبال البيــت وقبل لا ينـزلون مسكت منال ذراع زيـنه وقالت " لا تفكرين بكلام الناس عنج وعن زياد , انتي ما سويتي شي غلط , هذيل ناس فاضيه " ردت زيـنه ببرود " على قـولتج " واهي قاعده تنـزل من السياره , طرى على بالها كلام الناس مره ثانيه .. إذا الناس قالت جذي عن حياتها في بيت أهل فواز عنها وعن زيــاد ..عيــل نفــس الناس راح يقــولون نفــس الشي عن حياتها بهالمكان مع مرأة أبوها وصقــر . شتســــــــــوي ..؟ والظروف كاسره ظهـــرها ! هل قدرها إنه الناس يتكلــمون عنها طول عمــرها . غمر التصميم عينها , اهي ما راح تعيش اهني طول عمرها إهي راح إتكون مستقبلها وتطــلع من هالبيت.
منيــــره :
كان بجمعة الحــريم . تســولف وتتكلم , أغلب الحريــم يعرفونها , ويحترمونها . لولوه كانت قاعده تشــوف خالتها منيــره .. اهي سمعت من أمها غنيــمه إنه زيــنه أنتقلت لبيــت صقـر ! تحس بالفضــول تجاه اللي راح يصير بينهم . قــربت وقعــدت يم منيــره . وقالت " منيــره غطيتي على كل البنات اللي موجوديــن ..ما شاء الله عليج " إلتفتت لها منيــره بإبتسامه . " يقطع إبليســـــــج يا لولو , والله إنتي اللي كلج زيــن " ضحكـــت لولو , وقالت "على طاري الزيـــن , شلون زيـــنه ألحيــن ؟ " عقدت منيـره حواجبها بأستغراب " شلونها ؟!! بخيــر الحمدلله " كانت لولوه بتعــرف إن كانت متأثره ..ولا تقدر تمضي بحياتها ؟ وبالنهايه تتزوج , اللي إهي ألحيــن في بيته , وكانت تحبــه وتتمناه . يا ترى هل هذا سبب إنتقالها لبيــته ؟! هل في أمل لهم بالأستمــرار ..وبالتالي ينــزرع فيها إهي الأمل . لأنها بدت تفقــده بالأخيـــر . تحس إنه إن استمرت العلاقه وانجحت ..معناته إنه لها أمل بأنها تنال اللي إهي تبيــه بيوم من الأيام ؟! علقت لولو " لا أقصـد عقـب وفاة زوجــها ؟ " بان على منيــره الضيــق من هالطاري . لكن قالت بإبتسامه "مثل أي حرمه فقدت زوجها في بداية حياتهم , لكن الحمدلله ألحيــن أهي بخيـــر " وكمـــــلت " أنشغلت بدراستها " كمــلت لولو بأصرار " يعني أتهقيــن إن تقدم لها أحد بتتزوجــه ؟! " اهني رفعــت منيــره حواجبها بأستغراب " شالسؤال يا لولو ..ما أدري " انحــرجت لولوه , وقالت " أنا بس أسأل لأنه صديقتي عندها أخوها أرمل وعنده بنات , ويبي يتـزوج , فإن كانت إهي مستعــده عشان أطريها لهم " إبتســمت منيـره بدفأ وقالت " ما قصـرتي حبيبتي , بس ما ادري عنها ..أجس نبضها وأقولج " إبتســمت لولو ..لكن ما تحــــس إنه منيـره أشبعت فضولها . شبيصيــر على الأثنيـــن . هل لهم مستقبل ولا لأ .. قالت بعدم تركيـز " الله يقدم كل ما فيـه خيـر وصالح "
صقر :
كان قاعد يشيــل الأثقــال بعد ما خلص من الدراجه الرياضيه , بالغرفة اللي حاطها بالملحـق لإستعماله الشخصي . واللي ما يعرف سبب تقاسيم جسمه الرياضي النحيف , راح يعرفها من مجـرد النظر لهذي الغرفه المتكامله من كل الألات الرياضيه . رفع الثقــل فــوق , وأهو مستلقي على ظهــره .. 50 نــزلها على صدره . ورد رفعــها . 51 نـزلها على صدره . ورد رفعها 52 نزلها على صدره . بعد صلاة العشا بالمسجــد ..حاول ينام , لكن عجــز , كان يتقلب يميـن ويسار على أمل النـوم , لكن على الرغم من تعبـه إلا أنه النوم مو قريـــب منه , وهو عارف السبب ...أفكــــاره اللي مو قادره تستقــر وغضبـــه مو مخليه ينام .. وهذا أضطره بالنهايه للتواجــــد بهذي الغرفــه من المنـــزل , غرفة الرياضه عشان يحــرق الغضـــب , وعشان يتــعب لدرجـة إنه لما يستلقي على فراشه ما يكون جدام جسـمه غيــر إنه ينام من غيـر تفكيـــر . لما ألحيـن حاس بالغليان من اللي صار . نظراتها له اللي كلها إحتقار وتكبــر من أهم أسباب عصبيته . رفع الأثقال 53 ورد نــزلها على صدره .. منظرها مع زيـاد وسوالفها وابتسامتها كان يسبب حقد وغضب داخــله . ملابسها وإهي قاعده قبال زيـــاد ومحاولتها التدخــل بالكلام اللي بين الرياييل , كانت راح تخلي ريال أقل قدره على التحكم بأعصابه يصــرخ بغضــب , ويستعمل إيده عليها وعلى ضيفه . رفع الأثقال 54 ورد نزلها على صدره . تحكمه بأعصابه ومحاولته الكلام بمنطقيه مع زياد ومعاها , ألحيــن قاعد يدفع ثمنـه . ما طلع غضب اللي يغلي بداخله بأي شكل من الأشكال !! رفع الأثقال . 55 ورد الأثقال لمكانها المخصص على الأله . أه أه أه أه غمض عيـنه وحط ذراعه فوق راسه وعلى عيـونه . المفروض ما يكون معصـب , قال لها اللي يبــيه ...فإن خالفت أمره صار له حق يعصــب ويعاملها بالطريقه اللي يبيها . اعتدل بجلسته , خذا بلوزته من الكرسي ومسح وجهــه وجسمه من العرق , ورمى البلوزه بكيس الملابس الوسخه .. واهو متـوجـه للحمام عشان يغتسل قبل النوم , دق تليفونه , شاف الرقم وشاله على طول " هلا إبراهيم " ابراهيــم دخـل بالموضوع اللي مضايقه على طـول " تخيــل يا صقــر , طلعت مسافره وانا أخر من يعلم ! واخوها الزفــــت رقع التليفون بويهي " صقــر أخذ نفس مُتْعَــــبْ من الرياضه المنهكه اللي سواها , وعقد حواجبـــه , كان حاط إيده على خصره بوقفه رجوليه ! , قبال باب الحمام وقال " أه " تنفس بتعب"..إبراهيم عن شنو.. " رد يتنفس مره ثانيه " أه ..قاعد تتكلم ؟! " قعد ابراهيم يتحلطم بصوت منخفــض . أسند صقر ظهره على الطوفه القريبه من الحمام . رد إبراهيم بهدوء أكبر " صقر إنت تدري إن البنات لما ألحيـن عندي , صح ؟ " رجع راسه على الطوفه ورفعه للسقف وأهو مغمض عيـونه بتعــب وقال " إيه , أدري " رد إبراهيم يتكلم وقال " البنات قاعديـن اكثـر من وقتهم المعتاد , كل مره يروحون يوم السبت بالليل لأمهم , خاصه إنه يوم الأحد يوم دراسه , لما اتصلت عليها ما ردت علي , ولا ردت على أمي , ولا في بيتهم يردون , دقيــت على طلال .." صقر اللي يدري إنه إبراهيم أكره ما عليه الإتصال على ولد عمه طلال ابتسم بتعب وقال " دقيــت على طلال !! " رد إبراهيم بعصبيه " الحقيــــر , كلمني من طرف خشمه , وقالي إنها سافرت وسكره بويهي " رد صقـر وقال " هدّ أعصابك .." كان بيكمل لكن إبراهيم قاطعه بغضب وقال " إشلون أهديّ أعصابي ..اليوم الأحد ..مدارس , والبنات لما ألحين عندي , وأمي ما تقدر تجابلهم , وانا أخر من يعلم إنها مسافره , وما أدري متى بترد ؟ " قال صقر " أنا معاك إنها غلطانه لما حطت بناتها عندك وسافرت من غير لا تعطيك خبـر , بس بعد إنت ما تدري شنو عذرها , أبراهيم خلاص لا تفكر بهالموضوع وايد , لما ترد من السفر تفاهم معاها وشوف شنو الموضوع " وسكــت فتره وبعديــن " انزيـن إنت ألحين علمني عندك اغراض البنات الخاصه بالمدرسه ؟! " رد ابراهيم بأقتضاب " إيه عندي " قال صقـر " خلاص الحمدلله إنت ماعليك إلا إنك تستانس بوجودهم معاك , هذي فرصه مو دايماً راح تصـير , ركز بالجانب الإيجابي " رد إبراهيم يقـول بقهــر " بس شلون تسافر وتخلي بناتها ؟ " رد صقـر للغرفه , وفتح خزانة الملابس , عشان يجهز اغراضه قبل الإستحمام , وأثناء ذلك قال لإبراهيم " إنت ياما سافرت أثناء العطل الأسبوعيـه اللي المفروض تكون فيها مع بناتك , ما فيها شي إن سافرت اهي , لكن غلطتها إنها ما عطتك خبـر " رد إبراهيم بعصبيه " إنت رفيجي ولا رفيجها , شكو تدافع عنهــــا ؟؟؟ " ضحــك صقـر بتعــب واعتدل بوقفته بعد ما استخرج الملابس اللي يبيها وقال " أنا قاعد أبين لك الموقف مثل ما اهو , لاني معاك ولاني معاها " ابراهيم كان عارف هالشي , صقـر يقولك الحقيقه مثل ما اهي , وما راح يجاملك لأنك قريب منه , وهالشي يخفف عنهم كلهم , ويخليهم دايماً يلجئون له . بالنهايه قال بغيظ " أنا غلطان لما تزوجـتها ! لو ما تزوجتها جان ما طلقتها وعشت بهالحـوسه " رمى صقر ملابسه النظيفه على الفراش , ورد توجه للحمام .. وقال صقر بجديه " إبراهيم لا تقول هالكلام , الحمدلله إنك تزوجتها , لو إنك مو متزوجها جان ما صار عندك دلال وداليا " وكمل " ديـر بالك تقـول هالكلام مره ثانيـه , ويسمعونك بناتك " حس بتأنيب الضميـر , بناته عزيزات عليه , واغلى ما يملك بهالدنيا , واهو يدري إن أي شخص يسمعه يتكلم مع صقـر ألحيــن راح يشك بهالشي . فتنهــد وقال " انا ألحيـن بالدوام " قال هالكلمه كتبرير لجرأته بالكلام , وعشان صقـر يعرف إنه اهو كأب ما راح يغامر بإنه بناته يسمعونه يتكلم هالكلام عن امهم . اسكتــوا اثنينهم وسرح إبراهيم بحلمه اللي ما قدر يحققه واللي ما فارقه لحظه ..و قال " ما أقدر أمنع قلبي من إنه يتمنى , لما ألحيــن توحشني " عرف صقـر عن منو قاعد يتكلم إبراهيم .. عن الحبيبه الحــلم , اللي إبراهيم يلجأ للتفكير فيها متى ما أشتدت عليه المصايب ! ويحطها شماعه لفشله بالزواج .. بس صديقه صار له فتره ما ذكر هالأنسانه له , واهو توقع إنه عقل عن هالسالفه لكن من الواضح إنه هالشي ما صار .. وقال بأستغراب " لما ألحيــن يا ابراهيم !! بعد كل هالسنين وزواجك وطلاقك و وجود بناتك , لما ألحيـن تفكر فيها " قال إبراهيم بصوت هامس " ولي باجــــر " قال صقـر بهدوء يحاول الوصول إلى صديقه بعقلانيه "إبراهيم أنت مالك علاقه فيها , ولا حتى مكلمها , ولا عارف إهي تبادلك نفس الشعـور ولا لأ " صقر مو قادر يوصل لأبراهيم إنه الحب يجي مع العشره , مو من النظرات الحالمه . المشكله مع إبراهيم إنه يحاول يقارن الواقع (طليقته) مع الحلم (المرأه اللي يحبها) , وبكل تأكيد الحلم الناصع بيتغلب على الواقع اللي يتعامل فيه الإنسان مع إنسان اخر حقيقي له مشاعر وأفكار وعيوب وحسنات ! ..عجــز صقـر يوصل هالفكره لإبراهيم , فتركه مع حلمه .. " بس أدري يا صقـر , أدري إنها تبادلني نفــس شعــوري بالحب " ما يدري ليش صقر حس بغضب يشتعل بصدره.. الحب ..الحب ..هذي الكلمه الفاضيه ..لو ما كانت موجوده بالمعجـم كان بيكون أحسن للبشريه !! وقال بحده بسيطه بصوته " أشدراك يا أبراهيم إنها بنفس شخصيتك , أشدراك إنك بتكون سعيد معاها , وأصلاً إشدراك إنها تبادلك نفس شعور الحب , شنو الدليل على إنها تحبـك ..ماكو دليـــــــــــــل ؟ " ابراهيم غرق بذكرياته أكثر واكثــــــر .. نظراتها له عيـونها .. وكل شي فيها ..و رد " من عيــونها ,من تصرفاتها حـولي " حس صقـر بغيظ من طريقة صاحبه بالتفكير ! بنت علقت إبراهيم سنين بشباكها , أفسدت حياته تقريباً بسبب نظراتها , وتصرفاتها اللي من غيـر كلام . وتعـــذب منها سنين طويله . ولما ألحين يقول يحبها ! قال صقر لإبراهيم بقناعه كليه وإيمان بكل كلمه يقولها " عيـون الحريم تكذب , تصرفاتهم أغلبها كذب , حتى كلامهم أغلبه كذب بكذب " وكمــل بمراره واضحه بصوته "لا تضيع حياتك لأجل وحده , ولا وحده فيهم تستاهل " قال إبراهيم " الكلام أسهـل من الفعـــل بكثير " وبعدها غمرهم الصمت , صقـــر تعبان ومرهق , وإبراهيم مستغرق بأفكاره ! يدري إنه كلام صقر فيه جزء من الصحه , لكن اخر مقطع من كلامه غريب ! , كان فيه كميـه كبيره من المراره بأسلوبه لدرجه خلته متعجــب ! وشك إنه في صقر شي .. لكن بعد دقايق قال إبراهيم " لو ما كنت اعرفــك من سنين , جان قلت انك ملدوغ من مرأه ."
ناصر :
الأغاني العاليــه , والشبــاب الداخليــن والطالعيــن .. والرقــص .. واهو قاعد ..في بدايه هذي المرحله كان مستانس , كان يظن إنه توصل للشي اللي راح يغنيه عن الدنيا وما فيها . لكن ألحيــن طقـــت جبده . الحفـــلات هذي كانت لها تأثير مخـدر عليه , الضحــك , والفــرح , والأغاني ..تنسيــــــــــه ذكريات وافكـار . لكن بالوقت الحالي ما عادت هالحفلات تعطي مفعولها . كان قاعد يشوف اللي يرقصون وقال في باله ..هذيله اللي يعتمدون عليهم عشان يبنون البلد !! وبعـــــدين ضحـك من نفســه. اهو اللي موفر لهم هالجـو والأغاني وقاعد ينتقد إنهم جايين له . إنتبـــه للي قاعده تطـل من الباب بنـظرات إهتمام . عقـــــــــــد حــواجبــه بغضـــب , هالحريم ما في وحده تأمــن لها وتتطمن إنها تسمع الكلام. وقام بعصبيه . وتحـــرك للباب . غابت المرأه عن النــظر لما شافته , أما اهو فدخـــل من الباب وسكــره وراه .. و واجــه المـــرأه . وقال لها بحده شديده "أنا جم مــره أقــولج إذا في ريال إهني لا تطــلعيــن ؟ " وكمــل " اشتبيــــــــن ؟! " كانت الدموع مبلله وجهها ..واضح عليها التوتر , والخـوف . كل هالأشياء ما كانت واضحـه عليها من بعيـد . رقت مشاعره لها , وقلل الحــده , وقال " أشفيــج ؟ " حاولت تتكلم عدة مرات , لكن تسكر حلجها بخوف .. والدموع مغرقه عيونها و وجهها ..وبعدين حطـــت إيدها على بطــنها وبخــوف قالت " أنا pregnant " لف عالمه بكبره , حــــــــس بدوار . هالكلمه اللي طول عمــره ما يبي يسمعها . شاف إيدها اللي على بطــنها ! Pregnant هالكلمه بالأنجليزي تعني حــامل .. الزفت ســـــــــــــــوتها فيـــــــــــــه ! علقـــــــــــــــته ورد رفع نــظره لها وقال بحــــــده شديده " طيــحيه ..طيحـيـــــــه " قالت بخــوف , وصــوت فيه بكى "هذا أنت بيبي " ذكرياته السيــــــــئه غلفتـــــــه , وأصابته بالغثيان .." طيـحيــــه " كمـــلت بخوف وعجله " إنته أنا زوج .. " وبطريقه مفاجئـــه وذكريات الماضي أستغرقتـــــــــه , وقلبت عقله فوق حدر . مـــــــــد إيده بكـــــــف قوي أصاب خدها . أختـــل توازنها لكنها ردت توازنت. وبدت تصرخ من الألم .. خلاص أصابته الهستيريا ..وقال بعصبيــه " طيحيــــــــــه ..أنا ما أبي بيبي .. " للحظــــــه فكــر إنه يكمل يضربها ..ويضــرب بطنها عشان يطـــيح الطفـــــل . الإجرام بيــن في عيـــنه . مــرته شافت الإجرام بعيـــونه , وحطــت إيدها على بطنها بخـــوف ! حركة الحمايه اللي أتخذتها ..نـــرفزته أكثــر . ليش قاعده تحمي هالطفـــل اللي اهو ما يبيـــــــــه . قرب أكثـــر منها !! قال بعــنف " شلـــــــــــــون حامل ؟ شــلووووون " ردت بإنهيار باكي " ما يأرف ..ماكو عرف" رفـــــع إيده للمــره الثانيـــه بيضــربها , وفي باله شي واحد إسقاط الطفــل . دخــل أسامه , اللي كان داخل عامد متعمــد بعد ما سمع الصراخ من الخارج .. الــصوت عالي ..وخاف إنه باقي الناس تسمــع وتصير مشكله عــوده . كان حـــاس إنه في شي مو طبيــعي قاعد يصيـر , ولما دخــــل وشـاف الوضع . حرمه تبجي وخايفه . وريال يصــرخ عرف إنه تصـرفه صحيــح . شافه ناصــر ونــزل إيده وقال بعصبيـــه لزوجــته " روحــي داخــل ألحيــن , بعديــن نتكــلم " زوجتــه راحت للداخــــل ببكاء , وخــــــــــوف ! قال أسامه " تعال..لا تطــوفك السهــــره ". لازم تجهـــــــــــض . ما يقــــــــدر يعيش هالوضع , مستحيــل يعيش جذي ! ورد على أسامه بصــراخ " لا تــدخل هالقسم من البيت من غير إذني ..مره ثانيه ..لا قســــــــــم بالله هالبيت ما راح تعتبــه " أسامه اللي ويهه عريض , أدامه ياكل , ويشرب ما يهمه الكلام , وألحين بس يبي رضى ناصر.. ! " أنا أسف " وبفضـــــــــــول سأل " بس ليـــــش كنت قاعد تطقــــــــــها " ناصر اللي كان قــوي البنــــــــــــيه .. ذز أسامه للطـــــــــــوفه بقســــــــــوه , وحــط إيده على رقــبة ضحيــته بغضـــب , وقال له " لا تتدخــــــــــل باللي ما يخصـــك فاهم , ولا تتكلم عن اللي صار جدامك " رفــع أسامه إيده بأستسلام وقال " أوكي ..أوكي ســــــــــرك في بيــر " أبتعـــــــــــــــد ناصر . رفع أسامه حاجبه وقال بفضول " هذي مرتك اليديده ؟ " هـز ناصر راسه بعدم تصــديق ..ما يفيـــد مع هذا الشخص أي شي !. مــارد على أسامه .. دخــلوا للغــرفه اللي فيها الفــرقه , والشبــــاب .. الشكــــــــــــوك بدت تتعمق مع مرور الدقيقه . وبدت البذور اللي حاول يطمسها من سنين تطلع برؤوسها القبيحــه الشـــــــــــــك بيذبـــحـــــــــــه . هل اهو الأبو ولا هذي قاعده تلزق ياهل فيه ..مو له .
وعشانكم اليوم راح انزل بارتين عشان اعوضكم ع تاخيري لحد يرد لين انزل البارت الخامس
البارت الخامس ***تغيرنا ولا ندري من اللي غير أطباعه... يا قلبي قول من اللي جابنا أغراب ***
لكن بعد دقايق قال إبراهيم " لو ما كنت أعرفك من سنين , جان قلت إنك ملدوغ من مرأه " لثانيه بس حس صقـر بإنه قلبه فقد نبضه وحده .. وبعديـن تمالك نفســه , وابتســم وقال " هه بس إنت تعرفني يا إبراهيم " رد إبراهيم بجديه " بعض المرات أحس إني ما أعرفك " لا تقـول هالكلام يا إبراهيم مو ناقص أنا هالكلام ..مو ناقص مرر صقر إيده على شعــره من فــوق بتعب وقال " إبراهيم شالخرابيـط , إذا إنت ما تعرفني منو بيعـــرفني " قال إبراهيم بشك " يمكـــــن ! " صقر ما كان له خلق يتناقش فسكـــت , وحط في عقله ملاحظه إنه إذا كان تعبان أحسن ما يتكلم مع احد , عشان ما يخــوره بالحجي .. كمــل إبراهيم وقال واهو راد لأفكاره " شفت كل اللي قلته يا صقـر , أنا أدري فيــه , ادري إني قاعد اضيع حياتي , عارف بهالشي , بسس قلبي له حكم ثاني " رد صقـر بهدوء " إن قلبك تحكم بعقلك , قط قلبك بحــــــر " أول ما نطق بهالكلمه , اغتاظ من نفســـه , وتنــــرفز , وبعــد التليفـــون عن فمـــه وتأفف بغضـــب . ورد التليفـون على كلمه ابراهيم اللي قال " ..ـلمني الطريقه اللي المفروض أتبعها عشان احقق هالنتيجه وراح اتبــعها " صقر ما له خلق يفكــــر ..أصلاً عاجـز إنه يفكــــر وأهو بهالوضع من التعب الذهني والجسدي . تنــــهد صقــــر ..وهـــز راسه بقلة حيــله " ما أدري " وسكـــت للحظه وكــــرر " ما ادري " إبراهيم بعد ما أوصــلوا لهالطريق المسدود , قال بهــدوء " اشصار على أرملة فـواز ؟ " أرملة فواز . ضغط صقــر على موبايله بعصبيه . وقال بإقتضاب " الحمدلله بخيـــر " بطريقه ينبأ فيها برغبته بأغلاق الموضوع ! وبعــدين كمل وقال " إبراهيم أنا مضطر أسكر ألحيـــن " قال إبراهيم " وأنا مضطر بعد اسكـــره , لما ألحيــن بالدوام وحــوسه " ودعــوا بعــض . وصقـــر سبــح بســرعه ..والأفكار مو تاركتــــه بحاله , تــوقع إنه ما راح يقــدر ينام واهو مشغـــول الفكـــر جذي . لكن الغريـــب إنه أول ما استلقى على الفــراش جسده المتعب دفعــــه للنوم على الرغم من انشغال عقله بالأفكار.
زيــــــــــــنه :
ودعـــــت منال عند الباب بعد ما قضوا ليله تجنبوا فيها الكلام عن المشاكل والمتاعب , وسلمـــــــت عليها بحـــب , مسكـــــت منال ايد زيــنه وقالت بهــدوء " لا تعبيـــن عقلج بالتفكيـــر بأي شيء غير دراستج " وكمـــلت " أدري إنه صعـــب عليج ترديــن لهالبيت وصاحبـه صقــر , لكن لا تخليــن هالشي يضغط على أعصابج " هــزت زيــنه راسها بالموافقه , من غير القدره على الكلام .. منال إهي الوحيـده اللي ظلت معاها مع كل اللي مـــرت فيه , مع كل برودها , وغضبها الداخلي اللي وجهته للناس , ولمنال في بداية صدمتها من جم سنه . ابتســــــمت لمنال لما شافتها تلوح لها مودعه ولوحـــت بيــدها لصديقة الطفوله . أول ما غابت عن نظرها , سكــرت الباب وتسندت عليه . بيـــته , يابتها منال على الجرح , هالمكان مو مكانها اهي , بيــته اهو . عضت على شفايفها وتخيلت نفســها لو اهي مكــانه , وضيــــف تعامل معاها بالطريقه اللي قاعده اهي تتعامل معاه فيها , شنو راح يكــون موقفــها ؟! هه أغلب الظـــــن راح تطردها .. يعني إهي ألحيــن تستاهل الطرد . هــزت راسها برفض , اللي خلاها تتمادى بالكلام والتصرفات , إنها واثقه إنه صقـر مو معقـول يطردها .. إحساسه بالمســــؤوليه تجاهها راح تشفع لها دايماً. حســــت بالألم من الضغط على شفايفها ..القدر خلاها تحت سيطرته . لازم تتجنب هالمواجهات معاه , أو حتى الكلام , لأنها دايماً بتكون الخاسره بأي معركة قـوه . تحـــركت من مكانها واقعدت على القنـــفه , تذكـــرت ردة فعلها الغاضبه على كل تصــرفاته وأكرهت روحـــــها . حســـت عمرها الغبيـــــه اللي تحاول تفـرض نفسها بمكان مو لها . هه البيت بيته واهي الغريبه تبي تتصرف على كيفـــها ! لازم تتصرف ببرود , بأحترام مثل ما اهو قال , لازم ما تعطيـه الفرصه إنه يقلل من احترامها . صار وجهها أحمـــــر من الإحراج لما تذكــرت كلمته (لا تسـوين شي عشان تتحديني أو تستفزيــني ) شالت الشباصه عن شعرها بغضـــب ..منــــو يظن نفســــــــــه عشان يقــول لها هالكلام . هالمغــــرور ..المغـــرور , يظنها ..يظنها ياهل تبــــــي تســـوي أي شي عشان تلفت نظـــــره ..ياهل غبيـــه ..ما تفهــم شي . انسدحــــت على القنفه , قبال التليفـزيون , لكن عينها مو قاعده تشوف شي من البرامج .. رجعت بذاكرتها لورى , للماضي , لقبـــل 19 سنـــه .. لما كانت ياهـــل , ولأول مره تقابل منيــره وصقـر , هالذكرى مو معقــول تنمحـي من عقلها لأنها غيرت حياتها كلياً .
قبل 19 سنـــــه :
تلعــــب على الأرض مع عرايسها بهذي الصاله بالذات , و معاها خدامتها الفلبيـنيه . كانت دايماً بروحـها , واقع إن أبوها وحيـد أمه وأبوه , وأمها كذلك ..كان مخليها طفله وحيـده . وواقع إن أبوها رجل أعمال مشغول , وأمها متــوفيه من سنـه عمق هذي الوحـده . كانت تلبس العروسه اللي عندها الملابس اليديده اللي شراها لها أبوها أمـــس ..لما سمعـــت صــوته ينادي بأسمها "زيــــــنه ..زيـــــنه " صوته اللي قطــع السكون خلاها تفـــزع وتهــد اللعـــبه اللي بيــدها بوجـــل , ورمـــت روحـها على الخدامه . الخدامه اللي ضمتها ..وبعديـــن تركتها و وقفـــــت لما دخــل أبوها خالد . لما دخــل أبوها قال بإبتسامه " زيــنه تعالي " شـافت أبوها وراحـــت له ركــض وبأبتسامه . لكـــن تباطئت خطواتها , ووقفــت لما انتبهـــت لوجود المــرأه معاه .. كانت مرأه جميـــــــــله جمال خيالي , زيــنه ظنت أول ما شافتها إنها أميــره من القصص اللي كانت تقراها لها خدامتها . كرر أبوها الأمر وقال " زيــنه يلا حبيبتي تعالي " قربت ببطىء وخجــــل . أبتسمــــت منيــره لها , وهالشي شجعها إنها تسـرع من خطوتها . لما وصلت لقـرب أبوها .. حط أبوها أيده على ظهرها وقال " زيــنه هذي منيــره , زوجــتي " أرفعت زيــنه عينها بأستغراب لمنيــره .. ابوها دايماً يكلمها كأنها ناضجه على الرغم من صغر سنها , واهي بهاللحظه ما افهمــت شنو معنى كلمة (زوجتي !؟) ولما شاف الحيــره على وجه بنـته توهــق , وما عرف شنو يقــول واهني تدخــلت منيــره نــزلت منيــره لمســتوى زيــنه وكان على وجهها ابتسامه ومــدت ايدها بالمصافحــه " السلام عليكم زيــنه " لكن زيــنه تشتت أنتباهها الطفـولي من دخــول ولـــد شعـــره كثيـــف أسود , وعيــونه قمه السواد , و وجهــــه عابس . كان الــولد ينــقل نظــره بالبيـــت , وأيـــــدينه بمخبـــاة جاكيــته .. لما طاحـــت عيــونه عليها ..ما أبتســـــم , أو تكـــلم , لكن تابــــع النــظر . وفجــــأة قال بصــوت فج وبطريقه مفاجــئه " شفيـــها هذي قاعده تشــوفني جذي ؟! " وتلقى بهذي اللحظه توبيــخ سريع من أمه " صقـــــــر " أما اهي فوخــرت ويهها عنــــه وعضــت صبعها بتوتر وخوف , وانقلت عيــنها لأبوها اللي كان يشوف صقــر بنظــرات غضــب . أما صقــر بدى يتمتم بكلمات غيـر مفهومه ويشــوف الأرض ويطقطق بريلـه على الأرض . منيـره لفــت ويهها على البنت الصغيره مــره ثانيــــه ورفعت ايــدها ونـزلت صبع زيـنه عن حلجها وقالت بصــوت هادي " أبيــج تناديني منيــره يا زيــنه " رفعـــت زيــنه عيــونها للولـــد اللي ألحيــن قاعد يشــوفها من غير تعليق ! ردت عيـونها بســرعه لمنيــره بس ما قالت شي .. ابتســمت للبنـــت الصغيـره وقالت " انا راح اساعدكم انتي وابـوج بالبيــت وراح أديـر بالي عليكم " نــزلت زيــنه نظرتها للأرض , واهي تسمع تأفف الولد . وقالت بــتوتر " يعني بتصيرين خدامه !؟ " شهقــة أبوها ومنيـــره , نبهــتها وأرفعت نظرتها الحايـره , ولفت وجهها اللي بدى يتعـــبر بخوف للولد بعد ما سمعتــــه يقـول " يمـ ...يمـــــــــــــــه , طاع شتقـــول هذي ؟!" . منيـره شافت الجانب الفكاهي من الموقف وبدت تضحــك بحنان وقالت بأبتسامه لطيفه " لأ حبيبتي مو خدامه , راح اكون زوجــة ابوج " وأشرت على ورى لصقــر وقالت " و هذا ولدي ..صقــر " وكمــلت " يعني بيصيـر مثل أخوج " قالت زينه ببراءه طفوليه " أخوج ؟!" إبتســمت منيــره , وقامت تشـرح بصبــر " إيه أخوج ..أخو ..يعني يلعــــب معاج , ويحــبج " بأستنكــار مراهــق قال صقر " يمـــــــــــه شنــو ألعــب معاها ؟!!!!! " لفت منيــره عليه .. وصــد الولد بنــظره عن أمه . ردت زينه عيــونها للولد اللي بيكون معاها بالبيــــت ..صقــر . وأبتســـــــــمت بفـــــرح بيصيــر عندها اخـــو , وما فكــرت بالموقف اللي صار قبل هالإعلان . لكن الولد ما كان يشـوفها بهاللحظه , كان يشــوف أبوها . وقال بأسلوبه الفج وبقلة أدب " ويـن بأنام ؟ " سمعــت صـوت تنهــد منيـره , ووقفـت وراحـــت لولدها وقالت بجديـه لولدها " احترم عمــك ! " واجه صقر أمه وأشر على أبو زيــنه بأيده وقال " هذا مو عمي , هذا زوجــج " هالمره ابوها قال بجديــه " صقــــر " صد بويهه لأمه ونــزل أيده ووبعــدين طاحـــت عيـنه بعيــن الطفله .. اهي ما كانت عارفه شالسالفه وما اهتمت بهالكلام وقربت من الصبي ومســكت إيده وقالت بصـوت كله براءه " إنت بتصيــر.. أخوج ؟ " إبتســم لكن حاول يخفي إبتسامته ورفع عيـونه للسقــف ..وبعديــن شاف إيدها اللي ماسكه إيده بإستنكار الولد اللي على أعتاب الرجوله .. واهني تكلمت منيـــره بتوجيه لولدها..لما ألحيــن زينه تتذكــر كلمتها اللي قالتها بهمــس غاضــب "ياهل ..ما عنــــدها أم " ..كأنها تذكره بهالنقطه .. الولــد شاف امــــه بتمــــرد , وبعديـــن رد نـظرته للبنت الصغيره اللي ماسكـه ايده . ما تدري شنو شاف بويهها , يمكـــن الخـوف ..الأمل ..الفــــرح ..البراءه . المهم أهو شاف شي بوجهها ..وقعد يشــوفه لفتــــره طويله . واخـــر شي طلع ايده الثانيــه من مخباته ويقــول بصـوت متــوتر وبدفاشه " هـــــــــاج " شافـــــــــــــت إيـــده , شــع ويهها بأبتسامه كبيــــره حلاوه كبيــره كانت بإيده , انتقــلت عينها بتلقائيه لشخص كبيـر لطلب الإذن ..وكان هالشخص منيــره ..اللي هــزت لها راسها بالموافقه . تركـــت ايده وخـــذت الحلاوه بإيديها الثنتيــن ..بشقاوه نادرة الظهـور بذاك الوقـــت . بطفولتها وبراءتها ما لاحظت إنه أبوها كان متــصلب من الموقف ككل . ومن حماسها ضمـــــت الولد حيــــــــــــل , ورفعت راســها واهي ضامتــه وشافته بعيــونها النجلا , وقالت بكل صدق الطفوله " احبـــك " ويه صقــــر صار احمــر ونقل نظره للكل وقال بتـوتر " طاع شتـقول هذي ؟! "
الوقت الحاضـــــــــــر :
احــبك ..خـــذت نفــس برجفــــــه .. ألحيــن تحولت الكلمه لأكرهـــك , أكرهك من كل قلبي . وعت من ذكرياتها على صــوت الباب اللي انفـــــتح .. منيــــره . والذكريات ردت لها , منيره إنسانه حنــونه ..ما كان عندها وايد قوانين ..ما تذكر مره إنه منيره عاقبتها عن شي ..لكن ولدها كان عنده قوانين الدنيـا , وكم مــره يعاقبـها ! فكــرت بشخصية مرة أبوها ..دايماً إن سألت أو طلبت شي من منيره , فمنيـره راح تنفذه بكل طيبة خاطر ياما ساعدتها بأوقات كثيره بحياتها , وعلاقتهم زادت قوة بأخر سنتين بعد ما كبرت زينه وتزوجت ..فمنيره قامت تتعامل مع زينه بطريقه اكثر راحــه . شخصية مرة أبوها.. اجتماعيه , دايماً تقضي حياتها مع خواتها وطلعاتها وروحاتها وسفراتها , ومع أبو زيــنه خالد ..و لما كانت طفله كانت تاخذها معاها للطلعات , تروح لإجتماع الأمهات في المدرسه لكن مع هذا لما كانت زينه طفله كانت تحس بوجود حدود. ما تبي تظلم منيـره لأنها بمواقف الشده دايماً تلقاها بقربها ..مثل ما صار لها بالموقف الأخير اللي تعرضت له في بيت خالتها شيخه . لما دخــلت منيــره للصاله , قامــت زيــنه بســرعه من القنفه و أوقفت على ريولها , وشعرها طايح على كتفها بعدم ترتيب جميــل . نــزلت منيــره عباتها لكتفها ..ودخــلت مفتاحها للجنطــه , كان من الواضح إنه منيـره ما انتبهــت لوجود زيــنه . لما أرفعـــت راسها شافت زيــنه , وحطت إيدها على قلبها , بشهـــقه . رجعت زيـنه شعرها ورى أذونها اليسار وقالت بتوتر " شلونــــج منيـره ؟" ردت منيـره بسرعه بديهه " مختــرعه " ونــزلت ايدها عن صدرها وقالت " خرعتيني ! " ابتســمت زيــنه وقالت " سوري , ما قصدت " وكمــلت " عسى إستانستي بالعــزيمه ؟! " منيــره دخـلت أكثر للصاله وحطت لفتها وعباتها , وجنطتها على القنفــه وقالت بأبتسامه " إي , الحمدلله " . زيــنه بهاللحظه كانت تتساءل إن كان لازم تقـول لمنيــره عن اللي صار في البيـــت , ولا تسكــــت . بس خوفها إنه صقـر يقـول قبلها لمنيـره خلاها متوتره ! عقـدت حواجبها من الفكره اللي خطرت لها ..معقــول منيـره وصلتها الكلمه اللي تنقال عنها, واللي مشوهه سمعتها منيــره اقعــدت وقالت " زيــنه ليش واقفـه ؟! , قعـــدي " بتــوتر أقـــعدت ,وفي بالها تقــول ولا ما تقــول تقــول ولا ما تقــول تسأل ولا ما تسأل تسأل ولا ما تسأل تسـندت منيــره وقالت " اشقاعده تشـوفيـن ؟! " زيــنه تحولت عيـونها للتلفزيـون وردتها لمنيــره وقالت " مو قاعده أشـوف " لفت عليها منيــره , واهي اعقدت حاجبها بأستغراب , وردت للتليفـزيون . لما قالت زيـنه " زيـاد زارني اليوم " منيـره لفت عليها , ويهها ما وضح لزيـنه إن كانت سامعه عن زياد وعنها ولا لأ ؟ ومنيـره ابتســمت وقالت " شنو يبي منج ؟! " تنهــدت زيــنه وقالت " كان يبي يعتذر عن تصرف خالتي شيــخه " ردت منيـره عيـونها للتليفزيـون " يزاه الله خيـــر ...ما كان يبي شي ثاني ؟ " شحـــب لون زيــنه لأنها شكت إنه منيـره تعرف , وقاعده تكلمها بطريقه غيـر مباشـره . وقالت بصـوت مخنــوق " لأ ...بس أشتقصديــن ؟ " سكــرت منيـره التليـفزيـون ولفت على زيـنه بجديـه وقالت " هذا الموضوع اللي كنت راح اتكلم عنه أمـس , لكن اللي صار مع شيخـه نساني الموضوع " قالت زيـنه بصـوت هادي بغرابه " أنا مالي علاقه فيـــه " هذي اهي الكلمه الوحيـده اللي كانت تحتاجها منيـره , عشان تتأكد إنه ما في علاقه بين الأثنيــن , الموضوع خذا اكبــر من حجـمه بسبب غضب صقـر . هـزت منيـره راسها بالموافقه على أفكارها وقالت " يعني سمعتي الكلام اللي إنقال عنـج " وكمــلت " بس راح اقـولج شي واحد , مو مهم كلام الناس..بس أبي منج إنج أتديرين بالج على نفسـج " سكــتوا وكـأن منيــره قررت إنها قالت كل اللي تبي تقــوله , قامــت من مكـانها لأغراضها , زيـنه شافت الأرض ..وقالت بصـوت منخفـض " إنتي مصدقـه الكلام ؟! " منيـره إهني قررت إنها ما تفتح موضوع الرغبه بالزواج على زيـنه بهالوقت يمكــن وقت ثاني !. شالت منيـره أغراضها ولفـت عن زيـنه وقالت ببساطه " لأ مو مصـدقه " وكمــلت " أنا اعــرفج " وكمــلت شالت اغراضها وطــلعت . انا اعرفـــــــــج ..الكل يعــرفني .. إلا اهو والباجـــي ..وأثنينهم مو مهميـــن .
منــــال :
ألحيـــن زيــنه في بيت الريال اللي صارت تكرهه , واللي كانت من قبل تعشق تراب ريــــله . تحــس إنه ولد خالتها ما يشوف بهالدنيا إلا زيـنه . حتى على الرغم من إنها تزوجـــت , اهو ظل مو متزوج , هل لأنه ظل يبيها , ولا لسبب ثاني الله أعلم . لكن عمر 32 كبيـر على عدم الزواج كلياً ..صح ولا لأ ؟ كان فارس أحلام العديد من بنات العايله . غمضــت عينها بألم , واهي من ضمنهم !! مــرت عليها فتــره كانت معجبـه فيه وبقــوه لأنه أغلب كلام زينه عنه ..عن تصرفاته ..عن رجولته ..عن شخصيته المتفرده ..واهي لاحظت هالتصرفات بعيونها .. ياما شـافته يشتري حق زيـنه أشياء بسيطه لكن جمـيله . بعض المرات يشتري لها دببه ..آساور بسيطه . دايماً يدافع عنها قدام أعيال خواله الشباب , وما قط أهتم برايهم فيـــه . وياما شافت زيــنه تلحقــه بكل مكان كأنها ظله , أو كأنه ملقي عليها تعويذه . أما اهو فشخصيته الجامده والكابته ..واللي كانت تصد الكل عنه أيام الطفوله , تصير متسامحه مع زيـنه . رجعت لذاكرتها لأيام الطفوله البعيــده : ( اخــوها جــراح كان قاعد يدز زيـــنه بالديرفـه الموجوده في الحديقه بالبيت العــود (بيت جدتهم) , وكان صــوت ضحكها الطفولي واصل لهم لداخــل البيــت .. المكان اللي كان قاعد فيه صقـر الشباب , واهي وباقي الأطفال !! لما ألحيــن تذكــر اللي صار كأنه الأمس , كيف وخــر صقـر عيـنه عن الأتاري ..لجهــة الصــوت . وفجأه تــرك اللي بيـــــده بعجـــله واهو يقــول " الكلـــب " وطــلع !! أغلب الموجوديـن بالغــرفه من أطفال أتبـعوه واهي من ضمنهم . شـافته يـروح للديرفه , ويــدز جراح عن الديرفه , ويطيــحه على الأرض . جـراح قال برجـوله مجــروحــه " هاااااي إنت , أشفيـــــــــــــك " زيـنه اللي كانت تضحـك , سكتت بخـــــــوف . صقـر بغموض كان يلازمه حتى واهو مراهق ..راح لزيـــنه وشالها من الديرفه , لأنه زيـنه الطفله ذات السبع سنوات كانت قصيره , وحطــها على الأرض . تخــلت زيـنه بهاللحظه عن سكــوتها وقالت ببكاء كاد إنه يفــلت من شفايفها " أبي ألعــــب ! " نــزرها صقــر بغضـب " أنا ألعبــج بعديـــن " اهني خافــت زيـنه وأركضـــت لداخــل البيـــــــــت واهي تبكي , لكن الأطفال ظلوا مكانهم يشوفون بفضــول الهـــوشه . قام جراح بعصبيـــه , ودز صقـر مثل ما دزه ..وقال " شــوف أشلون بجيــتها , احنا كنا قاعديــن نلعــب , شكووو تتدخـــل " صقــر ما طــاح , وقال بصـوت عالي غاضــب " إنت مالك شغـــل فيها , , أنا بس اللي من حقي ألعبــها مو أنت " وأنقلـــبت الهــوشه أهني لضــرب .. ما أنتهى إلا بخــروج واحد من خوالهم من البيت , اللي جاب الخيزرانه , ولشط فيها صقـر وجراح بغضــب . طبــعاً بعدها ظلوا كلهم بغرفة الألعاب داخل البيت , وجراح وصقـر تعاقبوا وأنمنعوا من لعب الأتاري ! زيــنه بعدها أدخــلت للغـــرفه , صقر وجراح كانوا قاعدين قرب بعض , من غير تردد راحت لصقــر . وظلت طول ذاك اليوم قربه ) صقر من طفولته يحـس بالتملك تجاه زيـــنه ! يا ترى شنو كان احساسه لما زيـنه صارت لغيــره . أكيـــــــــــد حاله أقرب للجنون ..إلا إذا تغير أحساسه بالتمـلك لما كبــر .. وفجأه فكــرت بروحــها تحمد ربها إنها تغلبت على إعجابها فيـــه بسـرعه كافيه , لأنها كانت راح تتعذب . ولأنها ما تقدر تخـون صاحبتها ! أفكارها ما كانت ثابته على فكــره وحده .. لأنها أرجعــــت للحب اللي كان من طرف زينه لصقـــر , اللي كأنه تبخــر , أو انكبـــــت .. والغرابـــه مو بحب زينه لصقر , الغرابه إنه زيــنه حاولت تطرد صقر بيوم من الأيام من بيـــت أبوها ..وألحيــن ..ما عندها حــل إلا إنها تلجأ له . وصقــر فتح الباب لها , اللي أهي حاولت تطرده منه ( بعد أنتهاء أيام عزا عمي خالد ..أبو زينه بعشرة أيام تقريباً , كانت إهي وفجر إختها وزينه قاعدين عند منيره اللي كانت بالعده . زينه كانت جايه من بيت زوجهـــا ونايمــه عند منيره . وجهها شاحب ..ومتعب ..وحول عينها أحمر من البكاء . منيـره كانت بهاللحظه فــوق تنام الظهـــر . لما أسمعـوا حس الصقــــــــر يتنحنح ويقول " يا أهـــل البيـــت " زينــــــــه للحظه أنقلبت من الحــــــــــزن الشديد للحقــــــــــــد الشديد ..وجسمها يرجف من شدة الغضب . قامت من مكــانها على طاوله الطعام اللي بالمطبخ وراحــت للصاله . أما منال فأعرفت إنه في مشكله بتصيــر . فقامت إهي بعـــد وما حست بأختها تتبعهـــم , واهي تقول " زيـــنه ...زيــنه تعالي " لكن زينه ما سمعت لها , وأوقفت بالصاله . مواجهه لصقر اللي أكتست ملامحه برود وجمود عجيب ! أما منال فأوقفت إهي بعد ..لكن بخـوف من اللي بيصير .. لأنه زينه قالت " اشقاعد تسوي إهني ؟ " صقـر حط إيده بمخباة دشداشته وقال ببرود " إنتي اللي شقاعده تسوين اهني مو المفروض تكونين في بيت.... زوجج " هالكلمه طلعت من صقـــر بنبره غريبه , ما تظن إنه زينه أنتبهت لها . من فتره منال ما كانت شايفه صقــر عشان جذي أنتبهـــت لضعف بنيته , والخطوط الجديده اللي غمرت وجهه . شكله كأن كبــر سنين بالفتره الأخيــره . ما أهتم بالإجابه , لأنه وجـه كلامه لمنال " وين منيـــره ؟ " ما مداها ترد , لما زينه قالت ببرود حاقد " أطلع برا " صقر رد نظرته لزينه , ببرود وجمود ! لكن عيــنه تحــولت للسواد ! أما زينه فكملت " أطلع من بيت أبوي " منــــــــال اللي أتعرف إنه البيت أنتقلت ملكيته لصقـــر , تفاجأت إنه زينه ما تدري عن هالشي . وخافت أكثر من نظرة صقــر . وقالت لصاحبتها .." زيـــنه .." صقر رد نظرته لمنال , كأنه يطلب منها السكوت ! و رد على زينه بجديه مخيفه " عيـــب هالكلام , إحنا أكبر من هالسوالف " أما زيــنه فردت بغضــب بارد " أنا مو أكبر من إني أطرد من بيت أبوي , شخص حاقد عليه , وأهانه عدة مرات " بهمس قالت فجر أخت منال من غير قصد " بس هذا بيــت صقر " إلتفتت عليها زينه ببرود وقالت " بيته لما كان أبوي عايش ومتحمله أما أنا فألحين ماعندي إستعداد إني أستحمله" صقــر وجهه أصبح شديد السواد من الغضــــب . وقال بصــوت مفــزع " لا تقــولين كلام راح تندميـــن عليه " ردت لفــت على صقــر وقالت " ما راح أندم على شي , أنا ألحيــن صار لي زوج يقدر يحميني منك " للحظـــه منال تصـورت إنه صقـــر بيســوي شي عنيــــف . كلام زيـنه كان فيه ظلم ..ما قط صقـر شكل أي خطــر عليها ! ليش قاعده تقــول هالكلام . ألتفت صقــر لمنــال وكان بعيــونه نظره غريبه وقال لها " قولي لمنيـره إني زرتها , وإني برد بوقت ثاني " " لا تـــرد أحســـــن " عطى صــقر زيـــنه نظــــره ! وحســـــــــت منال إنه صقر بيــــتكلم , لكن في شي قاعد يرده . وبدال لا يقول الكلام اللي كان ناوي يقوله , قال " أنا عاذرج عشان عمي خالد الله يرحمه , بس كل شي له حدود ..." سكــــت وما كمل الكلام .. قربت خطــوه من صقـر وقالت " لا تنطــق أسم أبوي على لسانك " صقــر خذا المفتاح , من الطاوله الجانبيـــه . لما قالت فجـــر بغباء نزل عليها فجأه " بس هالبيت ملك صقـــر , شلون تطــرده ؟! " منــال قالت بعنــف هامس " فجـــــــــــــــر جـــــــب " وبنفـــــــــس الوقت وصــلت النــزره من صقـــــر " فجــــــــــــر " منال تعجـــبت ليش صقــر ما يبي زينه تدري ألحيــن ! معقـــــــول إنه يحس بشي اتجاه زينه , مو مثل ما زينه متصوره .. هل يبي يحميها من المعرفه بهالطريقه . أصلاً اهو يقدر بكل بساطه يفشل زينه ومن زمان , لكنه قاعد يترفع عن هالشي . يمكن لأنه زينه مفجوعه بأبوها ولازال جرح فقدها له طري . زينه قالت بعد معاهم " مو ملك .." لكن كأنها انتبهت لردود الفعل وما كملت جملتها.... صار وجه زيـــــــــنه احمـــــــــــر وبقـــــــــوه كأنها استوعبت الكلام اللي إنقال .. ردت زينه وجهها لصقر وقالت " خذيــــــت البيت , أخذته من أبوي" عدم أنكاره للملكيـــــه كان الرد اللي تحتاجه . قالت ببرود حاقد " حرامـــــــــــــي , ما فاد معاك العيش والملح " صقـــــــــــر ما رد , لكن تعابير وجهه كانت خير معبر عن عدم الأهتمام , والبرود , واللي خلا زينه تبدو كطالبه عنده بالبرود وعدم الأهتمام.. أما زينه فكملت " هه ما كنت تبيها تقـــولي , عشان تجرجرني بالكلام , وتصيـــــــر اهانتي أكبـــر " " لا تعيشين بدراما " كان هذا الرد التحقيري من صقر يذبح .. صار وجه زينه احمـــــر بصوره أكبـــــــر , مشت تجاه الـــــــــدرج بأنفــــــــه وكبرياء ..ومنال قعــدت تناديها .. ردت زينه عليها ببرود قارص " ما راح أقعـــــد اهني لحظه وحده , ما راح انام بهالبيـــت وتحت سقــــــــــف بيت مملوك له " رد صقـــــر من بيــن أسنانه " لا تتكلميـــــــن هالكلام جدام الناس " ردت زيــنه بتكبــر " والله ما راح أنام في بيت مملوك لك , طول عمري " قال صقــر بغموض " ما تدرين شبيصير بهالدنيــا " صعدت زينه على الدرج وقالت "ما راح يصير شي يخليني أدخل بيتــك , و بنشوف من اللي كلمته بتمشي " لما راحت زيــنه فـوق , كان صقـر يتابعها بعيــونه .. بعدها تأفف بصــــــــوت مــرتفع , كان واضح على ملامحه اليأس . اهي متأكده إنه صقر ما كان يبيهم يشوفون اللي اهم شافوه ! فجــر كان واضح عليها الإحراج للمشكله اللي سببتها .. ولفــت على صقــر " سوري صقـــر , مو قصدي أخليها تعصب" إبتســـــــــم صقــر إبتسامه ما أوصلت عيــنه , وطلع لا قابل أمه ولاشي !! منال كانت منصدمه لأول مره تشوف زينه بهالبرود , ومع صقـر بالذات . اهي تدري إنه زينه خلاص كرهت صقـر . لكن لما شافتهم مع بعض تأكدت إنه زينه صادقه بكل اللي قالته عن كرهها له ) سبحان الله ..الدنيا دارت ,و ردت زينه تنام في بيــته .. الله يعيــــــــنهم على بعض ..
إبراهيم :
رد للبيــت وصعــد لغرفته .. بدل ملابسـه , ما يبي يروح لبناته , واهو بهالحاله المتوتره . لكن مع هذا فقلبه ما طاوعه إنه ينام وبناته عنده من غيـر لا يطل عليــهم . راح لغــرفته , شاف الضـوء المطفـي , ترك الباب مفـتوح وتحـرك لداخـل الغـرفه , الإضاءه الخفيـفه المنبعثه من الممر الخارجي دلته من غيـر صعوبه لمكان بناته . باس راس دلال , وهمس بإذنها كلمة " احبـج " وتــوجه بعدها لداليا وباس راسها وهمس بإذنها كلمة " أحبج " , ولما أبتعــد شافها مبطـله عيــنها , أبتســم لها وقال بهمــس " قعــدتج ؟ " هــزت راسها بصمـــت بلأ . مد ايده لشعــرها وأبعــده عن ويهها بحــب وحنــان وقال بهمــس " عيــل ليش قاعده ؟ " قالت بنتــه " ويـــن ماما بدريه ؟ ما اتصــلت علينا " حاول يتكــلم , فتــح حلجــه ورد سكــره , وبعديـن ابتســم وقال " امبـــلا اتصـــلت " بحماس قالت " صج ؟؟ " واستوعـــب إنه كـــذب .. لازم ألحيــن يكمــل الكـــذبه , خاصه إنه بنتــــه بان عليها الحماس .. وكمــل " أأأأأ اتــصلت , قالت إنها مسـافره , عندها شغــل ,و إنها ولهانه عليكــم " قامـــت من سدحــتها , واقعدت على الفراش , وقالت "مسافـــره ويــن راحت وخلتنا ؟ " شاف حاله يدافع عن بدريه بأن قال " ما خلتكـــم ..لكنها مشغـــوله ..وانتوا معاي ..وناســـه صح ؟ " لكن من الواضح إنه هالشي ما فــرح بنتــه اللي كملـــت تسأل " ليش ما كلمتنا ؟ " كــــــذبه قاعده تجـــر كذبه تكــلم بهدوء " لأني قلت لها إنكــم نايميــن " يبي يطلع قبل ما يكذب أكثـر .. سمع بنتــه تقــول " متى مامي بتــــرد ؟ " قام من مكــانه وقال " ما أدري حبوبتي " انحنى على بنتــــه وباس راسها وقال بحـــب " نامي ألحيـــن ..حبيـــبتي , تصبحيــن على خيـــر " بنـــته تعلقـــت برقــبته , وقالت " احبك يبا وايد ..وايد , كثــر السما والأرض " ضمـــها حيـــــــل وقال " وأنا أكثــر ....وأنا أكثـــر " لأ اهو مو ندمان على زواجـــه من بدريــــه . وما راح ينــدم طول حيــاته .
.. قام من فـــراشه على ضجيج .. تلفــــت حـــوله .. لكن فيه سكــون .. وفجــــأه سمع صــوت من خارج المــلحق.. قام من الفـــراش .. كأنه يمشـــي بغيمــــه .. ببطئ شديد.. تحـرك لخارج الملحـــق .. كان الجــو الخــارجي غريـــــب , باهـــــــت , رمادي .. كان المكان كأنه مهجـــور .. نقــل نظــره للبيــت الرئيسي , كان مهــدوم ..مكســـر .. عقـــد حاجبــــه .. ورد سمــع الصــوت .. قاده الصــوت للبوابه الرئيســيه .. مشى ..مشى ...مشى وأخيـــراً وصــل للبـــاب . افتحــــــه وطـــلع للخارج .. الصمـــــــــت محيــط فيـــه . اول ما طلـــع من البيـــــــــت ..تسكـــــــــر الباب خلفـــه . واختفــــى الصـوت ! واجــــــــه الباب المغـــلق وبعديــــــن واجــه الطريق .. اللي تحـــــــــــــــول لصحـــــــــراء كبيـــــــــــره .. والشمـــــــــس صارت ساطعـــــــــه وحــــــــــاره .. بدى يحس بالعطــــــــــش .. ألتفتت للبيــــــــــــت للمره الثانيـــــــــه ..لكن بيـــته بهاللحظه أختفى . بدى الخـــــــوف يملا قلــــــــــبه . العطــــــــش بدى يــزيد .. العـــرق بدى يصــــــــــب منه . ألتفـــــــــــت بكل جسمـــه لجـهة اليميــــــــــن ثم اليســــــــــار ثم الأمام . ثم الخــــــــــلف مو عارف اهو ويــــــــن مو عارف ويـــــــن بيــته والعطــــــــش صار كبيـــــــــر لما شاف من بعيـــد خيــــال .. خيـــال ماي . تجـــــــوه ببطىء للخيـــــال .. والعطـــــــــــش زاد والعــــــرق زاد اكثــــــــــر بدى يســـــــــرع بالمشـــــــــي ثم بعديـــــــــن ركض ..ركض .. وخيــــــال الماي يبتعــــــــــد عنه بدال ما يقــــــــــــرب . بدى يطيـــــــــح ويقـــــــــــوم .. ويكمــــــــــل يركـــــــــــــض ..مو قادر يلحـــــــق على الماي .. مو قادر ..يحــــــس بيمــــــــــــــوت من العطـــــــــش والماي بعيـــــــــد ..بعيـــــــــــد .......... قام من الحــــــــــــلم بشهــــــــــــــــــقه . وإيـــــــــده على رقبــــــــــــــته وبأنفـــــــــاس شخـــص راكض مليـــــــون متــــــــــــر .. حلم ..هذا حلـــــــــم مو حقيــــــــقه . حلـــــــم الحمدلله .. سمـــــــع صوت الأذان الخارجـــــــي المعلـــن عن صلاة الفجـــر والمــؤذن يقـول : أشهـــــــــــد أن لا إله إلا الله الظـــــــاهر هذا اللي قعـــده .. أعوذ بالله من الشيطان , اعــــوذ بالله . مســــــــــــح على ويهــــه وقام يتحــضر لصلاة الفجـــــــــر ! أهو عارف شنـــو هالحــلم يعني .. عارف شنـــــو يمثــــــــــل ؟ أهو اللي جاب البلى لحاله ..أهو الســــبب
نـــــــــاصر :
صار له ساعات واهو مع الناس ومو مع الناس .. اللي يشوفه راح يعرف إنه بعالم ثاني . كان قاعد يناظر إنصراف ضيـوفه ,وما خطـــر في باله غير فكره وحــــده إنه يطــلع , ويتحرر من هالسجــــــــن .. تحـــرك كأنه نايم مغناطيسياً عيونه تشــوفهم لكن عقــله بعيــــد . شيــــــــسوي ألحيـــن ..! شالحـــل .. وقف قبال الباب .. كان تــوه بيــسكــره عقب اخر الضيوف ,و بيــرد يدخـــل بيــته .. لكــــــــــن . ما قدر ! رد شـــرع الباب .. وبخــطوات سريـــعه بدى يمشي .. لويــــــــن ؟! ما يدري ! متى بيــرجع للبيــــــــت ؟! ما يدري ! أبــــــــــــو !!!..ما ألقى أي نــظره على البيـــــــــــت . وعمل بلوك على كل فكره خاصه بهالموضوع .. عقـــــــله بدى يصــور أفكار وسيناريوهات كثيــره , وعديــــده . سمع صـــــــوت الأذان ! أشهـــــــــــد أن لا إله إلا الله . وكمـــــــــــــل طريجه..
زيــــــــــــنه .
انتقــــلت عينها لأنعكاس الساعه بالمرايه . الساعه 8 الصبــــــــح ! ردت شافت شكلها , لابسه بنطلون تريننج سوت اخضـــر , وبلوزه بيضه واسعه , أنزل من الأرداف بشوي . وحاطه باند أبيض بسيط .. كانت متوتره , ما تبي تقعد بنفس المكان اللي فيه صقر . لكن بنفس الوقت ما تبي تبين له إنها قاعده تتجنبه أو إنها خايفه منه . اهو واهي بنفس البيت , ومصيرها بتلقتي معاه , وبتنتهي الأعذار اللي تقدر تقولها عشان تتجنب الريوق أو الغذى فمن الأحسن إنها تتواجه معاه من ألحين وتتعود على وجوده . انطــق بابها وجاها صـوت وحده من الخدم شيلبا "ماما زيـــنه ..ماما قــول يلا فتـــور " لفت للباب وردت شاف شكلها لأخر مره بالمرايه , وبعديـــن قالت " انـــــــزين " نــزلت بلوزتها , وردت شعرها لورى , أفتحــت الباب وتــوجهــت للغـرفة الطعام. شكلها قمـه بالبرود والتماسك . ألتـــقت معاه عند باب غــرفة الطعام بالضـبط , وهذا دفعها إنها توقــف عشان يتحدد منو يدخــل الغرفه قبــل .. وصقــر وقــف بعــــد , المزاج المتــعكر اللي كان فيه عقب الحـلم البايخ , لازال معاه , وما تعـــــــدل لما شاف العقــود , واندمــج بالشغــــل .. و راح للفطـور والنفسيــه عاديه .. قال بهـدوء " صباح الخيــر " ما كلفــت على روحها إنها تلتفت عليه وقالت ببرود " صباح النــور " إظهــرت ابتسامته الجانبيــه ,و بإحترام ساخــر , أشــر لها بإيده إنها تتقدمه للغــــرفه . شافت الحــركه بطرف عينها وتقدمت للغـرفه واهي تقـول بصـوت منخفض بارد " مشكـور " أثنينهم سلمو على منيـره .. واهي قعدت يسار منيره على عكس صقـر اللي قعد براس الطاول . زيـنه حطت لروحها الأكل اللي تبيـه من غيـر لا تتكلم أو حتى تحـرك عيـنها جهة الشخص اللي وجوده معكـر لها مزاجها . منيــره لما شافت ولدها ردت لها الروح .. ابتـــسمت له ..كان لابس دشداشه وغتره وعقــال , هذا مو لبسـه المعتاد إذا كان بيروح الكراجات . فقالت والإبتسامه لما ألحيـن على شفايفها " ها إمّغتـــر اليوم , منت رايح الكراج ؟ " تكــلم بهدوء واهو قاعد يصب حق روحـه الحليب الحار " عندي موعد مع مشاري ..المحامي " بإهتمام ردت منيـره , تحب شغل ولدها , واتحب إنه ولدها بنى نفسه بنفسه " ليـش اشعندك معاه ؟ " بعدم اهتمام قال صقـر " أبد ..بس براجع معاه بعض العقود " زيـنه لاحظت عمرها تسمع الحوار بإهتمام واضح , اهي تدري إنه ناجح بمجال عمله , لكن إنه تكـــون عنده عقــود , ومواعيد مع محاميــن , ما تدري ليش تعجبــت من هالشي ؟! اللي عنده أقصاه كراج !! صح !!!! اهو مجرد كراج , وما يستهال الكراج إنه يصير في لقاءات مع محاميـن وغيـره . لكن هالكراج خلاه قادر إنه يشتري هالبيـــــت !! شلـــــــون ! هــزت راسها بهدوء عشان تطرد الأفكار . اهي ما لها شغل , هالشي ما يعنيها . وحطــت زبــده , وعســـل على التوست المحمش اللي بصحنها.. دخــلت عليهم ميري , كلــهم ألتفــتوا عليها . وزيــنه صار ويهها احمـــــــر لما شافت اللي شايلته ميري .. ميري كانت شايله فستان عرسها , اهي توقعت إنه منيره تخلصت منه . ما تحــب هالفستان و الذكريات اللي مرتبطـه فيه . انقـــلت عيـنها لصقـر بتلقائيه بتشـوف ردة فعله , لكن وجهه نقــل أول شي الأستغراب , بعدين عدم الإهتمام . وأهي ردت لأكلها متعجبـه من حالها , ليش انطلقت عيونها له ما تدري ؟! ميري كانت تتكلم بتحلطم " ماما ..هذا سواق مو زيــــن , أنا قـول حطي فستان داخـل سياره ..هوا قــول ما يبي ..إنتي سوي كلام ..سواق قرقر واجد " منيره ما تحـــب الكلام الكثير من الخدم , وما تحب الأزعاج والمشاكل وقت الطعام فشافت ميري بضيق , وقالت " إنتي روحي ألحيــن , وبعدين أنا أشوف شنو مشكله" قالت ميري بتحلطم " ويــن روح ؟ " شافتها منيـره بغيـظ وتوها بتتكلم , تدخـل صقــر وقال بصرامه " ميري , خلاص " ميري ما تقدر تتناقش مع صقر , تخاف منه ..فتحـــركت بضيق .. أول ما اطلعت الخدامه , أبتســـــــم صقــر بعد ما تســـند و واجهه أمــه وقال " أنا ما ني عارف إنتي ليش مستحملتها ؟! " تنهـــدت منيره بضيق وقالت " بهذي اللحظات ما أدري ليش مستحملتها " وكمـــلت عقب ما حطت لنفسها حليب حار " بس إهي شغلها نظيـف وشاغوله " ابتسـم لأمه , وكمـلوا الريوق .. وفجــأه قال " على فكــره لمنو فستان العرس هذا ؟ " زيــنه تصلبت , وانشدت عضلتها بترقب .. بس كملت تاكل , كأداء لوظيفـه مو استطعام لأكل . ردت منيـره بطريقه عاديه " فستان عرس زينه " نـــزل كوب الحليب بقسـوه على الصحـــن , وطاح الحليب الحار على الأطراف من الكوب وحاش أًصابعه لكنه ما حس فيه . منيــره قامـــت من مكانها وقالت بخوف ومحاتاة " اسم الله عليك " مره ثانيه راح تتزوج ..واهو أخر من يعلم ..وتوه زوجها متوفي , ليش تبي تتزوج ! راح تتزوج واحد ثاني , إذا تزوجـــت واحد ثاني راح يذبحــــــــــها . ما راح تتزوج طول عمرها , خلاص خذت فرصتها بالزواج !!!!!!! بعـــــــد صقــر إيده عن الكـــوب وشاف أمه ..قال بتـوتر " منيـــره قعدي مكانج , مافيني شي " زيــنه كانت تشـــوف المشهد بخــوف , وعينـها تتابع تصرفه , وتشوف ايده احترقت إيده , تعــــور ! لما انتبهت لمجال أفكارها , ردت عيـنها لصحنها بصرامه . كيفــــــه خل يتعـور . بس هذا ما أرخى من توتر اعصابها , من متى ردت تفكر بهالطريقه ؟! صقــر واهو يمســح إيـــده بالكلينكس , كان متـــوتر ..قال بأسلوب مستهـزأ لكن بنفس الوقت ضاغط على أسنانه " ليش واهي بتتزوج واحنا ما ندري ؟ " كانت عينه على زينه , اللي كانت تتجنب النظر لصقـــر وتشوف قبالها . منيــره كانت لما ألحيــن قاعده تشــوف إيده بخــوف عليه . وردت بغياب ذهـن واضح " لأ , هذا فستان عرسها مع فـواز " ضغــط على أصابعه بالكلينكس ...لا يذكـــرونه .., وكمــل عمله بمســح الحليبــه عن إيده من غيـر لا يرفع عيـونه . وقال بهــدوء " الله يرحمه " زيــنه تركــت كل شي كان بيدها , فــــــــــواز ..ما فكــــرت فيـه من أول ما انتقــلت لهالبيت بصوره نهائيه ! حســــــت بتأنيــب الضميــر , شلون ما تفكــر بزوجها المتـوفي طول هالفتـره ! شافت إيدها , وما حبـت تشـوف الجالس على رأس الطاوله . بعد ما مســح إيده قال بنفـــس الهـــدوء " الحمــدلله " وقام من مكانه . منيــره قالت بإستغـــراب " هاااااو صقــر ويــن رايــح ؟ " كان واضح عليه المـزاج المتعكـــر , شاف ساعته وقال " قرب موعدي مع المحامي ؟ " منيــــره قالت " صقــر وريــوقك ؟ " رد واهو متــوجه للباب " شبعت , الحمدلله " وطـــلع .. بعد لحظات رفعت زيــنه عيــنها وشافته أمامهـــا من نافذة غرفة الطعام , كان متــوجـه لسيارته ..فجأه وقــــف ..نـزل راسه بخفـه ..واهو رافع إيده ..وأشتعـــل شي بأيده ..رفع راسه ..وطلع دخان من فمــه .. تجمــــــــــدت من المنـــــــظر . يدخــــــــــن ! يدخــــــــــــن ! بس اهو قطع التدخيــــــن ! ذكرى هاجمتها على غفله ..صورة المراهقـه اللي كانت بنت 15 سنه ( كان صقـر قاعد يشرب شاي بالحديقــه . أما اهي فكانت متسنده على الشجره وحاطه هيد فون . منيــره أوقفت عند الباب , ونــادت على صقـر . اهو أول ما شـاف منيـره حط سيجارته على الطفايه , ونساها . وقام من مكــانه متـوجه لمنيــره , وبعدها لداخـل البيــت . ريحــة أحتراق السيجاره وصـلت لها ...وحركت الفضول فيها . وما كان في أحد بالحديـقه غيرها والسيجاره .. بس اهي ..والسيجـاره . وتعلقت نظرتها على الباب .. ونزلــت الهيدفون من أذونها , وحطت المسجله الصغيره على الأرض وقامت من مكانها . وتـوجهــت للسيجاره . قعـدت تشـوف السيجاره تحترق ببطئ . والدخان يطلع بهدوء ليش صقـر متعلق بهالسيجاره !! يا ما كلمته , توسلت له , ترجته , حتى البكي بكــت ..لكن ما ترك السيجاره , بس كان يبتســم لحماسها ..أو يتجاهلها ..لا غيـــر . كانت خايفه عليه , لأنها سمعــت عن مخاطر السيجاره لكن اهو ما كان مهتم . الفضـول اللي يتميــز فيـه سن المراهقـه تحرك فيــها . تلفتت حــولها ..مدت إيدها للسيجاره ..وقلبها يـدق بقـوه . ما بين الخـوف والأثاره . مسـكت السيجاره بيـن أصابعها . وحطــتها على شفـايفها . وسحــــبت نفــس قـوي . وأول ما قامت بهالشي , حســت بحريقــه بصدرها .. وحريقه بعيــونها , ظنـــت إنها بتمــوت . ولازالت بيدها السيجاره بــدت تكح وبقـــوه . كح كح كح كح . والدموع تنـزل من عيـنها . امســحت ادموعها . وبتركيــز نـزلت راسها وأرفعت السيجاره لفمها للمره الثانيــــه مع نيـة المحاوله للمــره الثانيــه . من غيـر لا تنتبـه إنها صارت مقابله للباب .! وبشكــل مفاجئ لها , انســحبــت السيجاره من فمها , والصدمـه خلتها ترجع للخـلف بحركه تلقائيه, لكن أختل توازنها وطاحت على الأرض " آه ه ه ه " . وقبــل لا يكــون لها أي ردة فعــل غيــر الشهــقه , نـزل صقــر لمستواها , وضــرب فمها وبقــسوة , بأصبعه السبابه اللي أنطلق لفمها من الإبهام . " آآآآآآآآآآآآآآ " أرفعــت إيدها على فمــها , حســت بطعم الـدم من شفتها السفلى على الرغم من إنه الضـربه كانت فقط من صبـع واحد . كانت عيـونها ملتقيـه بعيــونه القاتمة السواد , والمفــزعه . عجــزت تنــطق !! إبتعـــد عنها , وعطاها ظهره ..دعس السيجاره بالطفايه بقـوه , ما تكـــلم . نـزلت إيدها عن شفايفها وشـافت الدم . وقالت بهمــس " دم " لف بطريقه فجائيه عليها ..وتقــدم لها , وصـار مشـرف عليها من طوله الكبيـر . رفع أصبع واحــد في مواجهتها بتهــديد وقال بلهجة منخفضه غاضبـــه " والله إن شفــتج مره ثانيــه تمسكيــن السيجاره .." وبتهديـــــــــد أكثر " بس تمسكينها .. الطقه بتصيــر كف " إرجفـــت شفايفها بتهديد بالبكاء . وغورقــت عيـونها من صدمه الضربه , ومن صدمة إنه صقـر للمره الأولى يكلمها بهالأسلوب . نـــــــزل لمستواها ..وقال بقســوه " فهمتي ؟! " قالت بهمــس " إنت تدخـــــــن " هالكلمــه نقلت له ريحه الدخان وأغضبــته , فبعـــد وجهــه كان واضح عليه إنه يغلي من الغضب , و وقف وسحبها من غير شعور من زندها لأعلى . وبدى يمشــي ويسحبها بقســوه . خطـوه وحـده منه , كانت تساوي عدة خطوات منها . دايمـــــــــاً ترادد على الرغم من خطئها ! الدموع بدت تنـــزل كأنها شلال من غيـر توقـــف ..وبــدت تقول " أسفه ..أسفه ..أسفـه " لكن اهو ما ألتفت لها , ولا قــبل إعـتــذارها لما وصـلوا لمغسلة الماي الموجوده بالحديـقه وبقـرب الدوانيـه , مســك رقبتــها ونـــزل راسها بقســـوه للماي . فتــح الصنـبور , وجمع بإيده الماي ونــزل راسـها أكثـر , وقــرب إيده من فمــها وقال بقســوه " تمضمضي ...يــــــــــــلا " من الخــــــوف شربت من إيده الماي .. كأنه أستوعب أهو شقاعد يسوي ..تــركها بقسوه ..و وقف قربها. لما شافها تبتعــد عن الماي واهي تمســح شفايفها عن الماي .. قال مره ثانيـــه واهو يأشر لها على الصنبور , وبقســــوه شديده " تمضمضي ..بالماي والصابــون " ردت قربــــت بخــوف من الصنبور , وحطت صابون مع الماي , وبدت تتمضمض . وكلما تفت الماي من فمــها ردت نظرتها له . وشــافته واقف بغضـب , ومتكتف و واضح عليــه عدم الرضا وردت تمضمضت ..واهي تشــهـق وتبجي ..وتتمضمض عــدة مرات لما حســت بوقفته تسترخي .. إبتعــدت بعديــن عن الماي ..وإهي تمش فمها بظهر إيدها وتقـــول ببجي " أنا بس كنـ..ـت أبــ..ـي أجــ...ـرب مثلـــك " كلمـــتها من الواضح إنها خلــته يمتــــاز من الغيــظ . لأنه قال بغضب " يعني إن سويت أنا شي غلط إنتي تسويــنه ؟! " وكمــــل " ما تميــزيـــن , ما تعرفيـــن , ما كبـــرتي " وقالت ببجــي " أنـ..ـا ..آآآآآآ..أنـ..ـا كنت أبـ..ـي أشــوف ليــش إنتـــ..ـه تحـ..ـب السيجارررررره آآآآآآآآآآ " ما شــافت عيــونه..ولا شافت وقفــته .. لأنه الدموع مغبشه عليها النـظر . ولا سمعت تنهــيدته الغاضبـه من نفسه .. عطاها ظهره , وجفـــس كمومه اللي أمتلت بالماي ..وقال " أعوذ بالله منك يا إبليس" إهي ظلت واقفه وما تجـرأت تتحـرك ! لف عليها بأسترخاء أكبـــر . وقال بهـدوء " خــلاص سمعي خلينا نتــفق " ما قــدرت ترد من دموعها . واهو كمــل كلامه " أنا راح اقــطع السجاير " اهي كانت مستمره بالبكي , وظلت تبجــــي , لأنها ما قدرت تسيطـر على روحـها .. أول مره صقـر يعصب منها بهالطريقه وهالشي كان حاز بخاطرها. وكمـــل " بس إنتي توعديـــني إنج ما تعيـــدين هالتصــرفات .." كانت عارفه أهميـة هالكلام , فهـزت راسها بالمـوافقه الكليــه .. من غير لا تنطــق , لكن شهقاتها كانت عاليه . قسى صـوته " أي تصـــرف غلــط مو بس هذا " خــفت دموعهــا ..قالت والحـــب والأسف ينطق بعيـونها " وعــــــــــد , ما أسوي أي شي يضايقك " هــز راسه بعصبيه . أما إهي فويهها الممتلئ بالدموع كان ناطق بحب مراهق .. وقالت برومانسيه " إنتــه اهم شخض بحياتي , وصحتك عندي بالدنيـا " تجمـــــــــــــــــد ..وتغيرت ملامح وجهه عقب هالكلمه اللي قالتها , وبدى ينــظر لها بصــــــرامه وجــديه ..اهو ما يتسامح مع هالكلام ! أما اهي فلما شافت هالنظره الغاضبـــه .. تلعثمــــــت بالكـــلام وخافت ..وقالت بعجله وتلعثم " كأخـــو " وبهالجـو المتـوتر شافوا أبوها ..اللي قرب ولما شاف وجه بنته لف على صقر وبغضب قال " شفيكم ؟ " زيــنه اخترعت وخافت إنه أبوها يعرف بسالفه السيجاره . شحـب ويهها .. وتزرزرت عيونها . وبتلقائيه احتمــــت بصقــر .. وما انتبهــت لنظرة أبوها لحركتها اللي عملتها . صقــر قال بهــدوء " ما فيــنا إلا العافـيــه " وإلتفت لوراه شوي قال "خلاص روحـي داخــل " تحــركت مثل السجين اللي عطوه كرت الحريه .. لكن صوت أبوها وقفــها " أنا أبوها ..وانا اللي آذن لها بالإنصراف " هـز صقـر كتفه بعدم أهتمام . وبعديـن قال بهدوء " على راحتك " الثواني بهدوء مــرت ولف أبوها عليها ..وقال بأقتضاب " يلا روحــي " كانت خايفه إنه صقـر يقـول شي عن اللي سـوته ..تمــت بمكانها تشـوفه..ولما ألتقت عينها بعيونه عرفت إنه ما راح يقول شي لأبوها ) اشهـــــــــــقت , صار وجهها أحمـــــر من هالذكرى .. تتمنى لو الأرض تنشـــق بهاللحظه وتبلعها .. تتمنى لو تنسى هالذكرى للأبد , اهي كانت ناسيــــــه هاللحظـه من عمـــــــرها . كانت تظــــن إنها خلاص امسحتها من عقلها للأبد لكن من أول ما ردت اهني وهالذكــــــــــريات قاعده تحاصـــــــــــرها بكل مكان .. تكــــــــره نفســــــــــها ..تكــــــــره زيـــنه السابقه , تكـــره زيـــنه اللي كانت عايشه قبل أربع سنوات تقريباً..كانت غبيه ..ساذجــــه ..وما عندها كرامه . لفت عليها منيــــــــــــره " زيـــــنه اشفيـــج ؟! " نـــزلت زيـــنه عيـــــــنها واهي تحــــــــس بالمعاناة لمجـــــــرد التفكيـــر ..إنه صقر عنده نفس هالذكرى ..وممكن إنه لما ترجع له , يبدي يضحك , ويتطنـز على الغبيه اللي كانت .. ردت منــير بقلق تقــول " زيــــنه " انتبهت إنها ما ردت على منــيره فقالت بهمــس " ما فيني شي " يا رب ساعدني ..ساعدنـــــــــي . ردت عيـنها للدريشــــــــه .
صقـــــــــــر :
حريقــــــــــــه بقلبـــــــــــــه . يحــــــــــــس بغيـــــــــــظ , بقهـــــــــــــر . دخــــل لسيارته ..رقــــــــــع الباب بقســـــــــــوة شديده . كل هالسنيـــــــــــــــــن والإحساس نفـــــس الإحساس ! المفروض ألحيـــن يكون متعــــود ... للحظه ظن إنه راح يجـــــــــن لما قالت أمــــــــه (فستان زواج زيـــــنه ) . ظن للحظــــــه إنها بترد تتزوج . لكن لأ ..ما راح تتزوج كانت أمه من غير لا تدري قاعده تـــذكره , إنه زيــنه صارت لفـــواز . فستان زواجـــــــها من فـــــــــــواز , زوجـــــــــة فــــواز , وألحيـــــن اهي أرملة فـواز , كـــــــون فــواز متوفي ما قلل من إحساسه بالقهـــــــر .. هذا شنــو يخليه ؟! , أسوأ أنواع الأصدقاء !! , ولا يخليه واحد مريض نفسي مقهور من رجل متوفي !!.. خذى نفـــــــس عميق من السيجاره اللعيــــنه اللي وقفها لفتـــــره طويله ورد لها مثل الميـــــنون من أربع سنوات تقريباً . اهي منســـوبه لفــــــواز , صارت لفـــواز قبل ما تصيــــر لأي ريال ثاني . عطــــت فـــواز اللي كان المفروض إنه يكـــون له . يكـــــرهها ..الكذابــــــــــــــه ..المنافقــــــــــــــــه قبل لا يشغـــــــــــــــل السياره , رفع راسه وصارت بــوجهه النافــــذه .. يحــــــــــــتقر كل شي فيها . ما راح ينسى اللي خلته يمــــــــــر فيـــــــه . ما راح ينسى القهـــــــر اللي عاشـــه بسبتها . رفــــــــــع السيجاره لشفايفه , وخـــــــــــــذا نفــــــــــس , ولف وجهه للخـــلف عشان يتأكد من قدرته على الرجوع من غيــر مخاطر , ورجـــــع بسيارته .. وطــــــــــلع من البيــــــــــت .
بااااااااااك . الباارتاات روووعة ما شاء الله بس صقر قهرني إذا كان يعرف مخاطر السيجارة ليش يدخن وفي النفس الوقت اعجبني لما جا بيحط حدود بينه وبينها بس للأسف أخذها فواز بس لييش؟!!! وهذا هو الجزء لي بعده غامض بليييز لا تتأخري ترى تحمست