الإثنين سبتمبر 13, 2021 3:53 pm الأحد سبتمبر 12, 2021 3:56 pm الجمعة سبتمبر 10, 2021 6:10 pm الجمعة سبتمبر 03, 2021 10:03 pm الخميس سبتمبر 02, 2021 5:56 pm الخميس سبتمبر 02, 2021 8:23 am السبت يونيو 05, 2021 4:05 pm الثلاثاء يونيو 01, 2021 4:46 pm الثلاثاء يونيو 01, 2021 4:26 pm الثلاثاء مايو 11, 2021 6:20 pm
مشتــــــــــاقه لكـــــم حيــــــــل , حيــــــــــــل عــدت لكم بعد غيــــــاب طــويل وحامله معي روايه طبعا مو من تاليفي بس عجبتني ونزلتها لكم الروايه للكاتبة : black widow واتمنى ان تنال إعاجبكم ان شاء الله اليوم بنزل البارت الاول ولكن بعد ما اشوف ردودكم الي تفتح النفس لا تحرموني من تعليقاتكم وتشجيعـــكم
(قلوب الناس مو جنه عشان تناضل لأجلها ..أو تيأس لأنك مو فيها) (قلوب الناس مو جنه عشان تناضل لأجلها ..أو تيأس لأنك مو فيها) (قلوب الناس مو جنه عشان تناضل لأجلها ..أو تيأس لأنك مو فيها) أخذ نفـــس عميــق , عل وعسى يخفف اللي بقلبه من قهـر وحــره وغيظ وكره . الكلمه مو راضيـه تغيـب عن عقله , والغريبه انها من ابــوه .. ضحك بسخريه بوقت الشده ما تيي في باله إلا كلمة ابوه ناصر . قطع ضحكته فجأه , واهو يحس انه ما يقدر ...ما يقدر يعيش وهالنار شابه فيه . نقـــل نظره للأفق البعيد , ما كان باين شي .. الرمل ممتد إلى ماله نهايه , والنوير والأعشاب الصحراويه مغطيه أماكن معيــنه بجمال عجيب , لكن هالجمال مو باين ألحين بسبب الظلام . هالجمال والروعه مو قاعد يخفف عليه . رد تنهد مره ثانيه .. رفع راسه بهدوء لما سمع صوت يتردد .. "بـــــــابا...بـــابا " غلف مشاعره كالعاده .. ولف ويهه وناظر لتحت التله اللي اهو قاعد عليها .. شاف (مرتضى) احد الهنود اللي يشتغلون عنده بالمخيــم , وعقد حاجبــه اهو قايلهم لا احد يضايقه ان شافوه قاعد بروحــه . ما رد عليه بس قعد يشوفه واهو يتوقع تبرير مقنع لمقاطعة خلوته .. مرتضى اللي وقف اسفل التله من غير ما يصعدها , قال بهدوء " انت صديق في اكو خيمه " اصدقائي !! غمـض عيــنه ومسـك اعصابه خاصه إنه مرتضى ماله علاقه بالموضوع .. فتح عينه وقال بصوت صارم " عطهم قهـوه وشاي , وشوف إذا يبون عصاير أو اي شي ثاني , انا ألحين ياي " هز مرتضى راسه وتوجه للمخيــم البعيد نسبياً بسرعه . قعد خمس دقايق يحاول فيها انه يتمالك اعصابه , وحط ايده على صدره وحركها فوق تحت ..على امل انه يوقف احاسيس الكره والغضب النابعه من ذكرياته من انها تحرقه ..بعد ما يأس..وقف ايده وتنهد للمره المليون . و وقف بالأخير وخذا شماغه من الأرض وحطه على جتفه , وتوجه للمخيم . بعد عشر دقايق كان واقف يم الخيمه , مو حاس بمزاج يقعد مع احد ,لما ألحين الحريجه شابه بصدره , غيبته عن الناس ما طفتها , ولا خففتها , يحتاج الوحده ألحين اكثر من قبل , اكثــر بكثيـــر .. بالفتره الأخيره الجلوس بروحه ..صاير حلم , ونعمه بعيدة المنال , كانوا الناس محاوطينه بكل الأوقات , خاصه ان المشروع اللي بدى فيه واهو في بداية شبابه كبــر اكثر من النطاق اللي حطه له واهو شاب . لكن احساسه بالكتمه بدى يزيد من سنتين , بعد اللي صار , خاصه بعد ... أه ه ه ه ه ه مو بيده يغير شي , مع كل نجاحاته إلا انه مو فرحان مو مرتاح , كلما حقق شي يظن انه ألحين بيرتاح لكن لأ .. المشكله انه من كان صغير و..استغفر الله ..استغفر الله ..اهو ألحين بيتمالك اعصابه ولا يبي يدمرها قبل لا يدخـل . بس هذا اللي يفكر فيه مؤخرا ..مؤخرا !! من سنتين واهو على هالحال ..لكن من 10 ايام ...طفح فيه الكيل من كل شي , من شغله ..من حياته الخاصه ..من كل شي . وعرف انه ان ما طلع من الكويت و راح للبر أو اي مكان ثاني كان راح يذبح له احد , أول ما فكر باللي صار من عشر ايام يحس بنفـس الغليان اللي كان حاس فيه وقتها , لكن حاول يتمالك نفســــه , اصلا اهو ما نسى اللي صار عشان يذكره , اصابة ريله تذكره بكل ثانيه بأن السبب فيها لازال موجود , وكاتم على صدره مثل الغمام.. كان وده يسافر لدوله اوروبيه , ولفتره طويله يتخلص فيها من مشاعره السلبيه , والكتمه اللي بصدره , لكن هالشي مستحيل مع المشروع اليديد , كل اللي قدر عليه انه ايي للمخيم على امل انه نفسه تصفى .. لكن الظاهر ان اسبوع واحد وايد عليه .. لأن ربعه كلهم ألحين موجودين عنده . اهو متأكد ان عبدالله اهو اللي ورى هالسالفه , ابتسم بسخريه من نفســه , عبدالله بعد اللي صار من عشرايام بدى يحاتيه وهذا اللي خلاه يطلع من الشركه وايي للمخيم عقب ثلاث ايام من نظرات عبدالله المتشككه ! يالله , بعد اللي صار وخروج غضبه عن السيطره , صاير مو طايق نفســــه .. وقف لفتره طويله يم الخيمه يتنعم بلحظات الوحده , بالدقايق والثواني الجميله والهدوء الصافي اللي بعدها بيكون مع ضيوفه اللي يوا له من مدينه الكويت من غير عزيمه , معرفته انهم يايين بس عشانه مخليه مجبــر للترحيــب فيهم حط شماغه على شكل الجريمبه من غير عقال , تسند على عصاه اللي صارت مرافقه له بصوره مؤقته إلى ان يتخلص من كسـر في اصابع قدمه ! زرع على شفايفه ابتسامه مغتصبــه , و دخـل الخيمه , اللي كانت تنعم بالحياة , والحماس والسوالف ..عم الهدوء ..والصمت . وردت الخيمه للحياة والترحيـــب الحار , المخلص .. الترحيبات اللي تعبــر عن حب وتقدير للرجل اللي دخــل . سمعهم يقولون " هلا والله بوناصــر " وبدى اهو يمثل بأنه طبيعي .. وقال , والإبتسامه لازالت موجوده , بصوته الرجولي الرخيـم "هلا بالحبيـــب " و وجـه الكلام للكل بعد ما دخل اكثـر " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " عبدالله بدى يتأمل الداخل عليهم . المبتسم والجالس ألحين بصدر الخيمه ..واهو يقول بصوته الرخيم " حيا الله من يا " وينطق بعبارات الترحيـــب . اللي يشوفه ألحين بهدوئه وروحه الحلوه الإجتماعيه العاديه , ما يصدق انه نفس الشخص اللي كان فاقد أعصابه من عشرة أيام تقريبا . بدى ينقل عيونه بصوره سريعه على ويهه , يحاول يشوف اذا كان اهو نفســه , وهل تغير أم لا من الوحده اللي فرضها على نفسه من اسبوع ؟ . هذي اهي ملامحه ..ما تغيرت ..ما تبدلت .. لكن عيونه زادت غموض .. تنهد بهدوء ..كان يشوف ان صاحبه قاعد يتجنب النظر له , يمكن لأنه الشاهد الوحيد على اللي صار من عشرة ايام . اهو اللي دفع اصدقائهم لزيارته بالمخيم , وشجعهم على هالشي , شافه واهو يقعد بقربه بعد ما رحب فيهم بعبارات الترحيب المعتاده , ولاحظ اشلون بكل مهاره وسلاسة المضيف المتمرس فتح للباجي موضوع , وخلاهم يتناقشون ويندمجون فيه يتبادلون الآراء من غير لا اهو يتدخـل إلا من وقت للثاني بتعقيب يبين فيه اندماجـه معاهم . ولاحظ اشلون لما شاف الباجي يستغرقون بالنقاش بدى يلعب بعصاه , ويطق فيها الأرض واهو يتأمل الأفق الممتد جدامهم إلى ما له نهايه . كان مستغرق بملامح صاحبه , لدرجه انه بالنهايه صاحبه لف عليه وألتقت عيونهم .. للحظه طويله ..ما احد فيهم وخر عينه عن الثاني .. اعيونه اهو فيها تساءل , وعيون صاحبه فيها غموض . عيون الصقر .. من كانوا صغار واهو يتعجـــب من سواد بؤبؤه عيـــــن الصقـر , كان سوادها غريب وشديد .. وهذا الشي كان يعطي نظرته حده , وقســوه , خاصه ان كان معصــب . وخر الصقر عيونه ورد يتأمل الأفق..وقال بصوت منخفض ولكن قوي لإذن عبدالله بس , وبإبتسامه بسيطه " انت اللي قايل لهم اييون صح ؟ " بعد عبدالله نظراته عن ويه صقـــر وقال " اشتقنا لك " وتفاجأ لما سمع صوت ضحكة صقر المنخفضه , والعميــقه ..اللي فيها لمحة سخريه بسيطه ولف ويهه لوجه صاحبه ..بتساءل !! كان صقر يرسم على الأرض بالعصاة ويشوف اللي قاعد يسويه . و قال فجأه بعد ما اختفت البسمه " لا تحاتي يا عبدالله " رفع راسه وألتقت العيــون للمره الثانيه " ما فيني شي برجع بعد جم يوم للديره " شلون ما احاتي يا الصقـــر ؟! كان وده ينطق بهالجمله , لكن اهو أذكي من انه يقولها لأنها ما راح تكون متقبـــله من صاحبه . الصقــــر , إضافة الألف واللام للأسم كان من باب الأحترام اللي يحسون فيه تجاه هالشخص. او الزعيـــــم ..اللقب اللي اهم مطلقينه عليه من غير لا يدري عشان ما يذبحهم اطنازه وتمسخر ..واللي يقولونه عبط بينهم ..لكن بالواقع اهم يحسون فيه داخلهم , بأي مشكله اهو اللي ياخذ القياده عشان يحلها. من ايام المتوسط واهم نفســهم ..نفس الشله ما تغيرت :عبدالله , علي ..والصقـــر اهو الرئيس ..اما ابراهيم فأنضم لهم متأخر , واستمر معاهم , وحتى ابراهيم شخصيته قمه بالغموض , والغرابه , وما احد يفهم له إلا صقـر . بعد تفكيــر لأ الشـله تغيـرت ..راح منها واحد ..ما قام يختلط معاهم ..فـواز التفت على صقــر , شخصيته هاديه و ثقــه , الأسرار عنده في بير , ونصايحه دايما تتسم بالذكاء والمعرفه بشخصية الناس , بس ما يدري اش بينه وبين فواز. الصقر اهو اللي يشكون له عن مشاكلهم , اهو اللي يحلها لهم بفضل الله . واهو الهادي , المتحكم بأعصابه , اهم ما يعرفون عن مشاكله إلا اللي يعرفونه من الناس أو اكثر شويه من المواقف اللي تصير جدامهم , لأن الصقر انسان خاص , وكتوم على العكس منهم , اهم يبلغونه بكل شي عنهم لأنهم ما يستغنون عن استشارته . اهو اللي أسس الشغل من ايام الثانويه ...بعقله اللي يوزن ذهـب , خطط , والدنانير , صارت عشره والعشره صارت اميـه دينار , والأميه صارت ألف وهكذا .. لما ألحين بعمر 31 سنـه صار عندهم شركه أو بالأصح كراج..اهو الرئيس فيه لأن الفلوس كانت منه وبتخطيطه إلا فواز اللي يشتغل مع ابوه , وابراهيم اللي يشتغل بالسلك العسكري. من تدفق مشاعر الأمتنان قال بصوت منخفض " شلونك عقــب ذاك اليوم ؟ " للحظه ظن عبدالله ان الصقر ما اسمعه أو بالأصح راح يتجاهله . صقر اللي سمع السؤال , لف ويهه لصاحبـه , وعيونه اللي قست ألتقت بعيون صاحبه ورفع حاجب , واهو مبتسم بسخريه , وقال بأستغراب " أي يـوم ؟! " عدم اعتراف صقر باليوم اللي يتكلم عنه عبدالله فَهّم الأخير المقصــود عدل .. صقر قاعد يقوله بكلام ثاني ( ما أبي اتكلم عن ذاك اليوم ) طلعوا من عالم النظرات ,على صـــوت ابراهيم الساحر بالألقاء .. دخـــل لهم بعالمهم وطلعهم منه بهدوء خلاهم يلتفتون .. ابراهيم كان يقــول بأسلوبه الحلــو , وبإندماج واضح بصــوته العميـــق ابيات من قصيده ويرددها بطريقه مؤثره لعلي من غير لا ينتبــه انه لفت انظار الجميع , ومن غير لا ينتبـــه انه رمى رميــه اصابت واحد من الموجودين الأربع بغيظ .. يكره الأسم وصاحب هالأسم المذكور بالقصيده .. ما يعتقد ان في احد بيوصل لدرجة الكره اللي اهو حاس فيها , لكن ابراهيم ما كان منتبه ان الإسم المذكور بالقصيده مأثر بواحد من ربعه , لأنه لو درى جان ما نطق هالقصيده :
أهٍ مــــن اللي بلاني أه من اللي بلاني بالهــوى بلــوى عوقي ترى منه ....عوقى ترى منه وأنا في العرب عوقه وأشكيله الحــال لــكن.... ضـــــــــاعت الشكوى واللي بيشكي لظـــالم.... مضيع حقوقــه
زينه زينـه هي الموت والمنعوت والنجوى مــن زينها.... القلب ذاب… وعذبـه ...شوقه سوّت بقلبي الذي ...مــا احد قبل ســوّاه وثياب صبري ...وثياب صبري ...من الهجران مشقوقه
بعد ما انتهى ابراهيم من ترديد الأبيات . كانوا كلهم مبتسميـن له , ما عدا واحد ..كان يتمنى يكون بمكان ثاني غير هالمكان ..بمكان ما يسمع فيه قصيد بأسمها ..ما يسمع فيه طاريها .. لكنه بالأخير ابتسم , عشان ما يحس فيه احد , ما يلاحظ اللي فيه احد . هالأبتسامه كلفته وايد بميزان اعصابه وهدوءه . اهو حاس انه بيموت ..بيموت .. علي اللي اندمج حيـــل مع القصيده قال " صح لسانك بو خليـــــل " ابتسم ابراهيم وقال " صح ابدنك " دخــل الهندي ..وقرب من صقــر اللي كان قاعد يلعب بعصاه على الأرض , وقال بإذنه شي ..وانصرف . بعد خمــس دقايق وقف الصقر وقال " حياكم على العشا "
اتمنى لكم قراءه ممتعــه
إن شاء الله إذا المقدمـه أعجبتكم , راح انـزل البارت الأول اليوم .
البارت الأول *** يا ونتي ونت كسير الجباره ... ليا وقف ما احتال وليا قعد ون ***
طاااااااااااااااااطو طااااااااااااااااااطو طااااااااااااااااااطو صـــوت عالي ينذر بوجود اصابه , ينذر بوجود شخص حياته قد تكون بخــطر .. صــوت اعلن للممرضات , والأطباء اللي داخل المستشفى الأميري ان جرحى الحادث اللي صاير على شارع الخليج اوصلوا . وهذا خلاهم يتحركون بسرعه لبوابة الطوارئ لإستقبالهم .. الحركــه السريعه , ريحه الدم والخوف من اصدقاء واهالي المصابين كانت ماليه الجو .. الأهالي والأصدقاء اللي اتبعوا سيارة الأسعاف اللي انقلت أحبابهم للمستشفى . هذا اول يوم شغل من شهر يكون بهالوضع السئ , ما تدري ان كانت راح تتعود على هالجو ولا لأ .. كانت تتابع النقالات بعيونها . لما حست بشخص يوقف عند راسها , نقلت نظرتها لهالشخص اللي الواضح عليه التعب , والأرهاق ..شرطي ..وصغير بالسن , يمكن بعمرها . الظاهر كان حاضر الحادث . قال لها بهدوء " السلام عليكم اختي " وقفت تأملها له وقالت " وعليكم السلام " رفع كيـس من ايده وحطه على طاولة الأستقبال اللي اهي جالسه وراها ..وقال " هذي الأغراض الشخصيـه لأحد المصابين .." سكت واهي يتنهد بتعب " اصابته خطيـره ..اهو الوحيد اللي غايب عن الوعي ..ما في احد معاه يقدر يفيدكم بأسمه أو غيره من المعلومات..اكيد المعلومات اللي موجوده بالجيس بتساعدكم تتصلون على اهله " شافت الكيس اللي بيده , وخذته , واهي تهز راسها بالموافقه . عطاها ظهره وتوجه للباب .. فقالت بهمس " يعطيكم العافيه " افتحت الكيس وشافت بوك ..وموبايل .. خذت البوك وافتحته وطلعت البطاقه المدنيه , اللي طاحت معاها بطاقه ثانيـه .. نزلت ايدها تلتقط البطاقه اللي طاحت :
في حال اصابتي بأي نوع من انواع الحوادث او غيابي عن الوعي يرجى الإتصال على ابي عبدالعزيز منصور على الأرقام الأتيه : 1-96.... 2-22.. أو على زوجتي زينه خالد على الأرقام الأتيـه : 1-99... 2-22...
قرأت الأرقام بسرعه , واحمدت ربها على وجود البطاقه ..مع استغرابها ..معقول أن في أحد يكتب بطاقه جذي !!
بأحدى السيارات التي تخوض شوارع الكويت :
افففففففف يا ربي تأخرت !! رفعت ايدها للمره المليون بدقايق , عشان تتأكد من الوقت !! الساعه تسع ألحين !! يا ويلي من منيره .. تأخرت على الإستقبال . شافت ساعتها جنها بجذي تقدر توقف الدقايق . يا الله ! ارفعت عينها وشافت روحها بالمنظره الأماميه من مكانها بالمقعد الخلفي , ومثل ما توقعت ويهها مو واضح عليه القلق أو الربكــه , وبالعكس كان ينقل البرود ..والغرور.. نزلت عينها بعجل واهي تبعد نظراتها عن هالصوره اللي صارت تمثلها من صار عمرها 20 سنه ..وألحين اهي تبلغ من العمر 22 واهي على نفس الحال . ردت ارفعت عينها للمنظره الأماميه ..وشافت ويهها للمره الثانيه ..جمالها الكل يتكلم عنه .. ألحين اهي واثقه من هالجمال على عكس لما كان عمرها 20..ألحين اهي واثقه من قوته , واثقه من عيونها المتوسطه الحجم والمدعوجه واللي يميزها ارموشها الطوال , واثقه من خشمها الصغير , من شفايفها المتروسه بجمال واللي تزينها حبة خاله على الجهه اليمين من فوق ,و غمازه على الطرف اليسار من تحت , واثقه من جمال وكثافة ونعومة شعرها القصير الواصل إلى كتفها , واثقه من بشرتها الحليبه الناعمه , واثقه من طولها المتوسط , من جسمها اللي الكل يقول عنه حلو , اللي ساترته بالوقت الحالي بفستان طويـل اوف وايت مطرز على اطرافه بورده ذهبيه , وخيوط ذهبيه بسيطه وراقيه , تدل على ماركه عالميه , مع جاكيت ذهبي قصير لتحت الصدر , كمه طويل , اهي واثقه وما تحتاج حق اي احد عشان يعلمها بهالشي ..ما تحتاج لأحد . ( شالسؤال ..إيه حلوه ) ...(شالسؤال ..إيه حلوه) سكـرت هالصوت الساخر اللي هاجمها من اعماق ذكرياتها وبقوه ..الذكريات اللي تحاول تمحيها خاصه انها على ذمــة ريال ثاني . ريال طيــب وحنون , ريال ما راح تلقى مثله بالدنيا كلها . ابتسمت بحنان غير ملامح ويهها الجميل , البارد عادةً , وزاده جمال لطاري هالأنسان.. فواز فواز ما خلاها بيوم تندم على زواجها منه , ولما توفى ابوها وقف معاها , وكان قمه بالحنان والحب , صحيح انه متغيـر من اول ما ردوا للكويت , لكن يظل حنــون , وما يرضى على زعلها لفتره طويله . موبايلها دق بنغمه هاديــه ..خلتها تنقل نظرها للشاشه ..الرقم غريب . لكن مو رقم موبايل ثاني ..كنه رقم بيت .. تجاهلته لما سكــت . وشافت ساعتها ..ورفعت راسها للدريشه ..بعد ما رجع لتفكيرها تأخيرها على الأستقبال .. رد التليفون يرن ..ولاحظت ان نفس الرقم متكرر . واهني قررت اترد لأن احتمال ان الشخص يكون غلطان بالرقم مرتين صعب ! بس قبل لا ترد على الموبايل , وجهت امر للسايق ببرود " محمد أسرع , ترى وايد تأخرنا , وانت قاعد تمشي حبـه حبـه " تنهد السايق واهو يتلحطم بقلبه وهز راسه بغضب غير واضح وقال " جيـــن مدام " رفعت الموبايل لأذونها , وردت ببرودها المعتاد الذي تقابل فيه الناس كلهم " نعــم " كان الرد على الطرف الثاني صوت انثوي قمـه في الهدوء " السلام عليكم اختي , معاج المستشفى الأميري " عقـدت حواجبها بأستغراب لكن كملت بنفـس البرود " مستشفى الأميري !!! , خــير " " حضرتج الأخت زيــنه خالد , حرم الأخ فواز عبدالعزيز " تعمقت عقدة الحواجب , ويت الإجابه الهاديه من لسانها " اي نعم ..معاج " كان الرد من الصوت الهادي " احنا قاعدين نتصل فيج بخصوص الأخ فواز عبدالعزيز .." وسكت الصوت كنـه صاحبته متردده تنطــق . وهذا خلى قلبها يرجــف . لكن صوتها تكلم ببرود قارص " فــواز ...اشفيه فـــواز " ما تحملت التوتر اللي كلى قلبها , والخوف من ارتباط اسم فواز بالمستشفى خاصه لما تذكر اخر مره شنو صار فيه , ردت تقول ببرود " تكلمي بلا لعب بالأعصاب لو سمحتي" " ممكن تشرفينا بالمستشفى لوسمحتي ؟ " وبعد ثانيـه قالت " الأخ فواز عامل حادث سياره " ردت بعد لحظات بصوت هادي يخفي وراه قلق كبير "حادث ..انزيـن .. شلــونه ؟ " تردد الصــوت ..لكن اجاب " شرفينا المستشفى " هذي شكلها ما راح تعطيني اي معلومات .. حاولت تركـز ..قلبها قاعد يعورها .. قالت بصوت صارم " انزين واللي معاه ..ابي اتكلم مع اللي كان معاه..السايق ..أو ..." انقطع كلامها بصوت المرأه اللي قالت " عفــوا بس مافي احد معاه , الأخ فواز كان بروحه , اهو اللي كان يسوق !! , تفضلي شرفينا المستشفى " وتسكر الخط من غيـر لا تنتبــه . فواز كان يســوق !!!! يســـــوق ! ليـــش ..ليش يا فواز ..ليـــــش ! تذكرت اول حادث , وخافت اكثـــر . بدت ترجـــــف . شرفينا المستشفى !! شنو يعني !! ونزلت التليفون من اذونها وسكــرته . ما تبي تعرف شنو يعني ؟ ما تبي ؟ الصوت ما كان يطمن ..ما تبي تعرف ! عينها بدت ترمــش بسرعه ..وايدها بدت ترجـف .. مخها كان يشتغـــل بإطار ثاني غير عن احساسها ..لأنها سمعت روحها تقــول لمحمد السايق بصوت غريب عنها " محمد روح مستشفى الأميري " عارضها السايق بتذمــر " بس مدام ..." قاطعته بقوه " روووووووح " ( الأخ فواز عمل حادث سياره ..الأخ فواز عمل حادث سياره ) تمثيلها البرود لسنوات ما ساعدها هاللحظات , وطلعت شخصيتها الحقيقيه , طلعت المرأه اللي داخلها , واختفت شخصية الجليد . فواز ..فواز ..لا تتركني انت بعــد ..طلبتك ..طلبتك .. قبل لا تطلع كان موجود , ما كان فيه شي , كان بصحه وعافيه . قبل لا تطلع طبع بوسه سريعه على خدها. ارفعت ايدها لخدها تبي تتأكد من وجود هالقبله ..وتفاجأت بوجود رطوبه . نزلت ايدها بصمت وشافت ايدها ..دموع !! غمضـــت عينها برجفــه ..المرأه ما قالت ان فيه شي ..انا ليش خايفه جذي ..ليش قاعده ابجي .. بس نبره المرأه ..وعدم رغبتها بالكلام عن حالته ..عدم اتصاله بحد ذاته يخرع . قلبها زادت دقاته . يا رب . يا رب . شبت إضاءه تليفونها .. ما كانت سامعه ولا شايفه شي .. "مدام , انتي تليفون .." بعدت عينها عن الدريشــه , وشافت السايق , واهي مو مستوعبه كلامه .. لما دخـل كلامه لعقلها المشوش , نزلت عينها للشاشه . كانت تضوي بأسم منيــره ما تقدر تكلمها واهي بهالضعف ..بس تحتاج حق احد .. خلته صامت . وتشوشت رؤيتها بالدموع , اللي بدت تنزل من الخوف وحاجتها للأخرين . لكن بعد لحظات حاجتها لأحد زادت . حطت التليفون على اذونها وسمعت صوت منيــره الغاضـب والهامس " وينج يا زينه " قالت بهمــس " منيــره ..منيـره .." الصوت الراقي لمرة ابوها هدى وقالت " اشفيج ؟ " حاولت تتمالك نفسها وتطلع قوتها وبرودها جدام مرة ابوها لكن اعجزت وردت تقول بالصوت الهامس نفسه " فــواز ...فواز سوى حادث .. ما اقدر اروح الأستقبال ..حادث سياره .." منيــره اطلعت من الغرفه اللي فيها جمعة الحريم .. وراحت لمكان ثاني , واقعدت على كرسي قريب . ريل بنت زوجها , فواز . قالت لبنت زوجها بصوت حنون وقلق " لا حول ولا قوة إلا بالله , كيف حاله ؟ " حاولت تركـز وتسترجع المكالمه وقالت بتوتر " ما ادري ...اللي اتصلت علي قالت.... صوتها ...ما ادري " خذت نفس عميق وبعدين حاولت تقول بتماسك " انا ألحين بروح لمستشفى الأميري , اهو اهناك " منيـره قالت بكل قــوه , واهي تقوم من مكانها على الكرسي " انا يايتج ألحيــن , وانتي اول ما توصلين طمنيني " زيـنه ما قدرت بعد ما سكرت التليفون إنها تتحرك , كان حايشها جمود من الخوف ..لكن في جانب منها مرتاح ان مرة ابوها يايه .
منيـــــره
راحت للغرفه الجانبيه , وخذت عباتها الأسلاميه (الخاصه بالمناسبات , لكن عادةً تلبس عباة راس ) عشان تسهل عليها المشي وحطتها بسرعه على جتفها , وخذت لفتها وحطتها على راسها . لا ابو ولا ام فواز موجودين بالكويت كلهم مسافرين بالعطله , وزينه بروحها مع زوجها . ما تقدر تترك البنت بروحها , شافت الساعه , ألحين بدا الليل وما عندهم ريال إيسنع امورهم وإيشوف المسأله . الله يستر صـوت زينه ما كان يطمن , أول مره من فتره طويله تحس بأنها بتبجي , زينه تمسك اعصابها بقوه , بس هالمره غير . دورت عينها بطريقه سريعه وما لقت مضيفتهم ( عادي غنيمه تعذر , وما تشره , ترسل لها رساله بالموبايل أو تتصل عليها بعدين.) اتصلت على سايقها وقالت له يوقف قدام البيت بالضبط . وطلعت له . اول ما ادخلت , قالت " فاروق ...مستشفى الأميري " وفكرت بزوج زينه وصديق ولدها ..فواز المسكين ...الله يعينه.. يا رب ما تكون فيه اصابه خطيره , زينه ما راح تستحمل , ولا اهله راح يستحملون . الله يساعده , ويعينه . خذت تليفونها واتصلت على ولدها الوحيـد من زواجها الأولي .. وانطـــرت .. يلا رد . رد .
بالمخيـــــم :
كانوا قاعدين يتسامرون قبال النار , وكل واحد بيده شايه أو قهوته أو بيبسيـه . وقاعدين يسمعون ابراهيم يقول قصـة خوي الذيب . صقركان يشوف النار , واهو يسمع هالقصه العجيبه .. ابراهيم دايما عنده قصص غريبه , ويتحفهم فيها بكل جمعة بر يتوجهون لها . حضورهم له اليوم خيره , انه يسمع قصصهم وسوالفهم احسن مليون مره من انه يقضي ليله بالتفكيـر , والقهر , والهواجيس .. صاير ليله للسهر , الأرق ضيف قديم , يتمنى انه يروح , بدى يطق الأرض بالعصا اللي عنده . وحس بأهتزاز موبايله اللي بمخباته .. وطلعه وشاف رقم امه منيره (غالب رجال الكويت لا يسجلون ارقام اهلهم بالموبايل ويحفظون الرقم غيبيا , أو يسجلونه من غير اسم) . قام من مكانه , والكل شافه , وقال ابراهيم " ها وين ؟ " قال بهدوء " التليفون " راح لمكان بعيد نسبيا عن الشباب ورد وقال بصوته العميق " هلا منيـره " منيره لما اسمعت صوت ولدها غمرها هدوء , ما تدري ليش لما تسمع صوته تدري ان كل شي بيصير بخير ان شاء الله . ردت عليه بتعب " هلا صقر , وينك ؟ " عقد حاجبه اهو امسلم عليها قبل ما يروح للمخيم من اسبوع , وقايل لها عن موعد رجعته , وكل يوم يتصل عليها , لكنه اجابها بطريقه عاديه " بالمخيـم , امري ؟ " هــزت راسها بذهن غايب , نسـت انه ولدها بالمخيم , شلون راح عن بالها . سمعت ولدها يقول " امري يا منيـره , فيج شي ؟ " تنهدت وقالت " متى راح تحدر ؟ " امه مو طبيعيه , بدى يحاتي ان فيها شي لكن اجاب بطريقه صارمه " ألحين إذا تبين " سكوت على الطرف الثاني , وبعدين رد هادي " ايه تعال " عقد حواجبـه بحيره من طلبها , لكن ما علق إلا بكلمه بسيطه " تم " وتحرك من مكانه واهو يتوجـه , للخيمه عشان ياخذ مفتاح سيارته . وامه قالت بنبرة من تذكر شي " ..ايه وصقــر ..تعال لمستشفى الأميري " وقف فجأه بمكانه وقال بصوت حاد من المحاتاة " ليش انتي فيج شي ؟ " انكرت بسرعه لأنها استوعبت الإنطباع اللي عطته لولدها " لأ ..لأ انا ما فيني شي , لا تحاتي بس أول ما توصل اتصـل , ولا تسـرع ,فاهم .." رد تحرك وبأسرع شي قد تسمح له فيه ريله المصابه , ودخل الخيمه وخذ المفتاح " منيــره قولي الصج , اشفيج ؟ " قالت امه بتحلطم " صقـر لو كان فيني شي ما كنت راح اتصل عليك , كان الناس راح يتصلون عليك " ابتسم ابتسامه جانبيه وقال " انزين , انزين " ادام امه ما فيها شي مو مهم عنده ليش لازم يروح المستشفى .. بس طرى في باله شخص ثاني ..معقــوله اهي بالمستشفى ..حس بنفسـه يتوتر .. لا ..لا اكيد امه مو قاعده تتصل فيه عشانها ..ذيـج عندها زوجـها !!..ضحك بسخريه من نفسه ..ما راح تتصل فيه عشان وحده اهي تدري انها ما تواطنه وما تدانيه . وأهو ما يواطنها ولا يدانيها ! غضب من نفســه بكل شي بيدخلها ..بكل شي .. اهو صاير له فتــره ما يفكر فيها ولا اهي على باله , شاللي صار فيه ..هالأيام ..اشفيــه . يكرهها هذا اللي فيه , ومو مواطنها , ولا يشتهي انها بنفس الديره معاه . وبعدين اللي بالمستشفى الأميري يمكن احد خواله , أو خالاته ..أو حتى ابوه ..أو اي احد.. لا ان شاء الله لأ . مر على الشباب , وقال لهم بهدوء يخفي توتر افكاره " انا بحدر الكويت ألحين " قام عبدالله من مكانه وقال " ليش عسى ما شر ؟ " هـز راسه وقال " ما شر ان شاء الله , بس الأهل يحتاجوني , وانا مضطر احدر " التفت عبدالله على الشباب وبعدين لف على صقـر وقال " خلاص عيل , احنا بنحدر وياك " إهني قال صقـر بصرامه " لا , وهذا اللي انا ياي اقوله لكم , ابيكم تقعدون اليوم بالمخيم وتباتون , ولا واحد فيكم يحدر , باجر اليمعه وعطلتنا مثل ما انتوا عارفين , قعدوا على راحتكم , المكان مكانكم " لما شاف علي بيعارض اهو الثاني رفع ايده وقال بنفس الصرامه " انا ابيكم تقعدون ..وتتصرفون جني انا موجود بالضبط ..لا تردوني " كان واضح على وجوهم الإعتراض وعدم الموافقه .. إلا انهم ما يقدرون يردون صقـر بأي شي . وهذا خلا ابراهيم يقول " لا ما راح نردك يا صقــر " ابتسم صقــر لإبراهيم , ابراهيم غيــر تحســه اكبــر من الباقي , يمكن لأنه شاف من الهموم نصيبه , اكثر واحد يحســه مثله ويشبهه ..وتوجه لسيارته . وإلحقــه عبدالله للسياره و قال له " خلني ارافقك يا صقـر , طريج الليل مخطور " لف عليه صـقر وقال " عبدالله ان صار شي فأنا عندي موبايل وراح اتصل عليكم , لا تحاتي , لاتنسى ان هالطريج انا خابره عدل مو يديد علي " ابتسم له وقال " روح استانس مع الشباب , تلقى ابراهيم ألحين قاعد يقول لهم قصه يديده " اول ما دخل السياره , دعى دعاء الركوب ..وقعد لحظات يتأمل البر الهادي , وشغل سيارته وتوكل على الله .
مستشفى الأميري :
كانت قاعده قبال غرفه العمليات , واهي مو مستوعبـه .. فـواز اهني .. فـواز بهالغرفه .. حطت ايدها على شعرها بذهن غايب , اتحس انها متخدره . لما ياها الأتصال على الرغم من انها كانت اتحاتي لكنها ما كانت متصوره انه بهالغرفه اللي قبالها , ما كانت متصوره ان اصابته خطيره .. فــواز . غمضت عينها , وتصورت شكله ..رجفت شفايفها بخــوف ..ورغبه بالبكي .. رجعت تفتح عينها , وردت تشـوف الكتاب اللي بيدها , كتاب الأدعيه اللي عطتها اياه موظفة الأستقبال خاصه لما شافتها متوتره .. حاولت تقرى الأدعيه بس مو قادره تركـز . ركــزي ياالغبيه .. ( الـ ...الـلـهم ..) مسحــت ادموعها اللي شوشت عليها الرؤيه .. وردت تقرى ( اللهم ..) ارفعـــت راسها لما سمعت اسمها " زيــنه " ..وشافت مــرة ابوها ..حســت بالراحه انها شافت احد معاها بهالمحنــه ..كانت بحاجه لأحد ..بحـاجه لمنيــره من غيـــر شعــور قامت من مكانها , ورمت نفسها بحضنها بطريقه صدمت منيره لأن زيــنه امتنعت من زمان عن احتضان احد , أو ابراز مشاعرها بهالطريقه الواضحه .....من زمان .. لكن ألحين مو بس قاعده تحتضن منيــره , قاعده تصيـــح بصوت يقطع القلب .. " أأأأأأأأأأأأأأ منـيـ ..ـره ...عمـلـيـ..ـات ...خايـفـه ....أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ " منيــره خذتها بهدوء وقعدتها بالمقعد , وضمتها لحضنها , وبدت تمسح على شعرها , واهي تقولها من وقت للثاني " بس يا قلبي ....حبيبتي انتي والله ..." وبعدين بدت تقرى عليها لما هدت ..وبقت بس الشهقات المتفرقه من وقت للثاني .
بأحد بيوت الكويت :
كانت تشيل المكياج بعنــف .. وسمعت اختها تقول لها بسخريه " لا تشيلين خشمج مع المكياج !! " شافتها بغيظ ورمت القطنه من ايدها .. وقالت لأختها " شفتي ست الحسن والجمال ..ما يت..لا تعرف اصول ولا اتيكيت " لفت عليها اختها وقالت لها بكل جديه " لولوه انتي اشعليج منها..ماني فاهمه ..حاطه دوبج دوبها " ردت لولوه تاخذ قطنه يديده وتحط عليه محلول ازلالة المكياج . سرحت لولوه .. وبدت تفكـــر ليش اهي حاطه دوبها دوب البنت !! , ليش قاعده تتابع كافة تصرفاتها ..! " مو حاطه دوبي ودوبها , أنا بس قاعده اعلق يا انسـه نور " عطتها نور نظرة تشكيك وقالت " بس انتي كل تعليقاتج عليها , وكل شيء منها ما يعجبج , ما ادري ليش ؟! انتي ليش جذي ما تحبينها " أنا مو ما أحبها ..أنا بس ما أحترمها ! بكل بساطه .. لفت على اختها وقالت " وانتي ليش اتدافعيــن عنها ؟ ولا لأنها كانت صديقتج ؟! " نور اللي طفح عندها الكيل من تصرفات اختها اللي اتحسها تتابع تصرفات زينه خالد بالذات ..دون غيرها من الناس , وقالت بصوت عالي نسبيا " لأ.. انا قاعده ادافع عنها , لأنه تتابعين كل تصرفاتها و ما تشوفين منها إلا كل شي شيـــــن , اشعلينا منها أحنا , إن يت أهلاً وسهلاً وإن ما يت فمع السلامه ! " صار ويه لولوه احمر من الإحراج ..وردت بطريقه دفاعيه .." انا مو مهتمه بكل تصرفاتها ؟ انا بس تبط جبدي تصرفاتها وبرودها وغرورها معانا ومع الكل وخاصه مع خالتي منيره , مع انه خالتي منيره قايمه فيها قومه " ردت نور بصوره سريعه " لا تقولين خالتي منيره ..تدرين ان منيره ما تحب الألقاب اللي تسبق اسمها " وبعدين ردت للموضوع عشان تنقل وجهـة نظرها "وترى كيفها , تعامل الناس مثل ما تبي ..و إذا عن معاملتها لج انتي ..فمن حقها تتعامل معاج ببرود ..لا تنسين انج انتي كنتي اول وحده تتشمت فيها عقب ما صارلها اللي صار من جم سنه ..ومالج حق تتشرهين " وأضافت عشان تسكر الموضوع لولوه تجمدت مكانها , ولأنها تذكرت اللي ذكرته نور ..تركت القطنه على الطاوله , وخذت وحده يديده بحركه بطيئه واضح منها إن صاحبتها شاردة الذهن " أنا ما تشمــــت " قالت نور بعصبيه , لأنها كلما تذكرت هالموقف بالذات تتنرفز من أختها وتتساءل هل معقوله اختها قلبها أسود ؟؟؟ , خاصه إنه لولوه ما بررت تصرفها " إنتي ضحكتي !! " كملت لولو تمسح مكياجها وكان في سكون بحركاتها ..عينها ما كانت مركزه بس قالت بنفس الشرود " اعتقد انها كانت مستعده ترمي فلوس ابوها كلها (على كثرهم ذاك الوقت) وتشتري ماي ويهها " نور عطت اختها ظهرها ..تكره اختها لما تتكلم عن بنت الناس بهالطريقه وبأسلوب الشماته ..وقالت بقهــر " شفتي هذي اسمها شماته ؟ " نور ما تدري ليش لولوه ما تحب زينه !! مع انه زينه كانت طيبه مع الكل .. كانت ..فعل ماضي ..تنهدت حسافه عليها ..تغيرت وايد ..بس منو يلومها بعد اللي صار . قامت لولوه من مكانها , وخذت كل قطع القطن المستعمله , وقالت بهدوء غريب ما كأنه نور تكلمت " تهقين يا نور شنو كانت ردة فعلها لما اعرفت ان ابوها بعد ما توفى ما كان يملك فلس حمر ! , وانه عنده ديون شكثر .." تأففت نور وحطت المخده على راسها عشان تمنع صوت وكلام اختها من انه يوصل لها . لكن الحاجز البسيط ما منع الكلام من الوصول . لولوه كانت مستغرقه بأفكارها وعيـنها يغمرها حــزن غريب , غاب عن نظرات اختها ..قالت " ما اعتقد ان أثر فيها ..زوجها عنده خيــر بعد ..صج انها لما الحين تعيش بشقه ببيت أبو ريلها ..أو بالأصح قصره إلا ان ريلها بيورث كل شي " وخرت نور المخده عن راسها واقعدت , وقالت " لولوه هذي اسمها شماته ,وموزيــن هالشي , حرام " رمت لولوه قطع القطن بالزباله , وتوجهــت للباب , وقالت " مشكـوره على مزيل المكياج " وطلعـــت من الغــرفه ! نور استلقت بغضب على السرير . اما لولوه فتوجهــت لغرفتها , نور ما راح تفهــم هالمسأله , لأنها ما مرت باللي اهي مرت فيـه , ولأنها ما تدري شنو الشي اللي مخليها ما تحترم زيــنه .
ريله قاعده تذبحه من الألم , المفروض ما كان يرهقها . نزل من سيارته . خذا شماغه المحذوف بالكشن الخلفي . حط الشماغ..وعمل جريمبه سريعه . وبدى يمشى بمساعدة عصاه بأسرع ما يمكنه . أول ما دخل المستشفى من باب الطوارئ ..لف نظره بطريقه سريعه عله يشوف امه . وطاحت عينه عليها طالعه من الممر , توجـه لها . منـيره , كانت حاسه بإرهاق , قعدتها مع زينـه قطعت قلبها ,ما قدرت تقعد معاها اكثـر من دون ما تبجي اهي نفسها ,وألحين خلت البنت واهي قاعده تقرى الأدعيه عل وعسى تنقذ زوجها , ودموعها تنزل . تبي تشتري ماي , لها و لزيـنه اللي ريجها ناشف . وحست بأحد متوجه لها , ارفعت عينها وشافت ولدها . رق قلبها لشـوفته , وأرتاحت , وغمرتها المشاعر , كان ودها لو تقدر تروح ترمي روحها عليه , وتضمه وتحبه , ودها لو تسجد شكر لله ان مخليه لها , لا مصاب اصابه خطيره ولا مريض, وواقف على ريوله , وبصحه وعافيه , وجوده دايما يطمنها .. تأملت شكله وكله , اشتاقت له بصوره كبيره , ولدهـــــا ..ولدها الوحيـد . تحاول تشبع عينها من منظره , معرفتها ان زوج زينه اصغر من ولدها , وانه ألحين بغرفة العمليات , خلتها تشـوف ولدها بكل تفاصيله . طوله المميـز اللي يخليه اطول من الرياييل كلهم . عرضـه المناسب مع طوله , جسمه الرياضي . ما كان وسيــم بالمعنى الصحيح للكلمه لكن كان يتمتع بجاذبييه رجوليه طاغيه . يشــبه ابوه بالشكـل , طليقها , لكن الشخصيه مختلفه , ولدها غيــر , غيـــر . وقف قبالها , وحســـت بالدموع تتكون بعينها . باس راسها , ورفع راسها له , ولما شاف الدمعه بعينها عقد حواجبــه , وقال بصوته الرجولي العميق " اشفيج يا منيـره ؟ " كان ودها تستند على ولدها بضعف وتقوله حل المسأله , عالج كل شي , دايما تعتمد عليه من بد الناس كلها ..بعد الله طبعا . احتفظت بقوتها , وقالت بصوت هادي " زيــنه .." ايده المحطوطه ورى راسها نزلــت , وجسمه , و ويهه جمد , ما كان في اي مشاعر . بأختصار قال بصوت زاد عمقه " اشفيها ؟" منيره تدري ان العلاقه بين ولدها , وبين بنت زوجها المرحوم متوتره , مو بس متوتره , إلا متطوره لكره كبيــر من الطرفين . بس ما تقدر تلجأ لغيره . رد كرر نفـس الجمله لما شاف صمت امه , لكن من بين اسنانه " منيــره , اشفيها بنت ريلج ؟ " حطت ايدها على جبهتها بتعب وقالت بصوت مخنوق من غير لا تعطيه اي معلومه عن زينه " زوجها مســوي حادث سياره قـوي بشارع الخليج , واهو ألحين بغرفة العمليات , والوضع يخـــوف " شافها بصدمه .. فــواز الشخص الوحيد اللي ما طرى على باله . وردد بصوت منخفض " فــواز .." صديقـــه بس هالمعلومه ما هونت من الضيـــق والحـــزن اللي بصدره . هـــز راسه بضيق " انا لله وانا إليه راجعون " حــــزن , وحس بكتمه بصدره ..خاصه ان فواز اصغر منه .. الله يعين بس .. وتذكر ابوفواز , وارتباطه بولده .. وقال بصوت واضح عليه الحـزن , وبجديه " وين ابـوه , وين اهله ؟ " قالت له " اهله مو بالكويت , بأمريكا عند اخوه اهناك " وكملت بتعـب " وما بلغنا عمامه , وخواله " هـز راسه بتفهم وقال " لا ما في داعي يتبلغون بشي , ان شاء الله ما فيه إلا العافيه , لما يطلع من العمليات نبلغهم " مرر ايده على لحيته الخفيفه , ما حلق لحيته صار له يومين , بس مرتبها . فـــواز ..فواز ..لازم يعلم ربعهم ..بس لأ مو ألحيــن .. لاحول ولا قوة إلا بالله . مشوا ومنيره شرت الماي وكملو طريجهم وأهم , واهم ساكتين للحظات , وعيونها على ولدها , اللي كان واضح عليه التفكيـر العميق . فواز كان صديقه , وفي شي بعدهم عن بعض , ما تدري شنــو . واضح ان فكـرة ان فواز مصاب , بعدت عقله عن زيــنه .. وقالت بهدوء " ماراح تسأل إذا كانت زينه معاه , إذا مصابه ولا لأ " طلع من افكاره العميقه و قال بجديه " ما في داعي اسأل , ادامج ما تبجيـن ,و لا قلتي من الأول ان فيها شي , يعني اهي سليمه " اسكتت . ادخلوا غرفة الإنتظار , منيره بإيدها الماي اللي يايبته عشانها وعشان زيـنه . وزيــنه ارفعت راسها عن كتاب الأدعيه اللي بإيدها بعد ما حست بدخول احد غرفة الإنتظار . انتقلت عينها من منيـره , للي معاها ..شافته.. وبعدم اهتمام نزلت عينها اللي ردت تغورق بالدموع للكتاب .. الثواني قاعده تمر جنها ساعات .. و زوجها لما ألحين داخل وما في احد يبلغها اي خبـر عنه .. حست بمنيره واهي تقعد قربها وتعطيها الماي .. وحست بالواقف عند راسها .. ما ارفعت راسها له , وشدت على الكتاب اللي بيدها ... سمعته يقول بصوته العميق " ما تشوفون شــر " ردت بإختصار , وبصوت هامس " الشر ما ييك " شاف بنت ريل امه وتأمل منظرها , متغيــره وايد عن اخر مره شافها فيها .. واضح عليها الإنكسار , غيــر عن الغرور , والجمود , وعزة النفس اللي تقابل فيها الكل .....واضح عليها الحـزن على زوجها . فواز ..زوجها . أبعد نظره عنها واهو كاره الوضع ككل , والموقف اللي اهو محطوط فيه . قعد بمكان قريب من باب العمليات , ومد ريله واهو حاس انها قاعده تتشنج . سند العصا على الكرسي القريب .
بعد ساعتين : المستشفى :
زيــنه كانت بالحمام , وشافت ملامحها اللي فيها المكيــاج , نـزلت دموعها .. وافتحت صنبـور الماي , وحطت ايدها بالماي , وكتته على ويها , ورمــت مره ثانيه الماي على ويهها , ومره ثالثه , ومره رابعه . وارفعت راسها . وشافت كحلها السايح , وحمرتها اللي راحت . وخذت الماي مره ثانيه ومشــت الكحل , ومشت حمرتها . وردت رمت الماي على ويهها . حــاسه بخــوف و ما تدري شفيها ؟ ليش جذي ! , دمعتها قاعده تنزل بقوه , المفروض ما تحاتي , ما احد قال شي لها . لما محت اللي تقدر عليه من مكياجها , شافت ويهها .. صدت . منيـره كانت بالحمام معاها, لكن اهي ما قدرت تستحمل الإنتظار , وقالت لمنيـره " انا بروح للإنتظار " طلعت قبل لا تسمع رد , واهي ودها تطيـر لغرفة الإنتظار
............
كان قاعد يطل من الدريشه المحطوطه بغرفة الإنتظار .. وعصاه بيده ..كان قايل لأمه وزينه انهم يتوجهون للبيت بعد ما تأخر الوقت , لكن زيـنه ارفضت وبقوه , واهو ماله كلمه عليها علشان يجبرها , وامه ما تقدر تترك البنت بروحها معاه .. واهو بقرارة نفسـه ما يلومهم ..اهو , واللي علاقته مع الريال انقطعت تقريبا , مو قادر يتركه اشلون اهي مرتــه اللي كانت معاه طول هالسنتين . لف ويهه لما حس بالباب ينفتح , وشاف احد الدكاتره ينقل نظره على الموجودين , تحرك اهو من مكانه بهدوء , واهو يبي يسأله عن فـواز , بعد ما شاف الغرفه , وتأكد ان امه , وزينه ما ردوا بعدهم من الحمام . وألتقت عينه بعين الدكتور . سمع الدكتور يقول بصوت مرهق لكن بصوره عمليه " الأخ من اهل المصاب فواز عبدالعزيز ؟ " رد عليه بقوه " اي نعم يا دكتور , بشـر ؟ " سكت الدكتور للحظات , ومنظره ما كان يطمن ابد , وما يدري ليش نغــزه قلبه بقوه . وحس بالإجابــه ..لكن عقله رافض يصدقها .. وجا الرد اللي اهو كان متوقعه " الإصابه اللي براسه كانت قويه , واحنا سوينا اللي علينا لكن فواز .."وسع صقــر عينه بترقب خاصه ان لهجة الدكتور ما تطمن , اما الدكتور فكمل بعد ما حط عينه بعين صقـر " ما قدر يصمد , وعطاكم عمره ...عظم الله اجركم " وتحرك الدكتور وترك صقـر واقف مكانه , واهو مو مستوعب اللي انقال . مات ..فواز ..مات ..صديقــه . لا حول ولا قوة إلا بالله . لا حول ولا قوة إلا بالله . فواز صغيــر ..شاب ..اصغر منه بثلاث سنوات ..لكن الموت ما يعرف صغيــر . الموت ما يعرف صغيـر . لكن فواز راح واهو مختلف معاه . فواز ...تدافعـــت الذكريات اللي تجمعهم لعقله بقـــوه . من أول ما ألتقى فيه إلى الأن . تنهـد , بعد ما غمض عينه لفـتره , ألحين مو وقته يفكــر , ويستغرق بمشاعره , عنده مهام يسويها . ورد فتح عيونه..لازم يبلغ امه ...و..زين . حط ايده على جبهته , بداية صداع . لف ويهه وشاف اللي قاعده على الكرسي قرب الباب , تشوفه . زيـنه ادخلت وشافت الدكتـور واقف مع صقــر , ريلها ما قدرت تشيلها, ما اعرفت تصلب طولها . قلبها رقع بقــوه . كان تشـوف ردة فعل صقـر , وحاولت تفهم من حركاته شنو الخبـر , لكن ما اعرفت . لما ألتقت عينهم عبــر الغرفه .. حست بالنفس يضيق عليها من الخوف .. يا رب . شافته يبعد نظره للباب , وبعدين يرده لها . صقـر كان يتأمل ان امه تيي ألحين , عشان يبلغها , واهي تبلغ زيـنه . لكن امه ما يت ..واهو ما يقدر ينطر , ويخلي زيـنه تعيش لحظات الإنتظار , اللي تعتبر من اصعب اللحظات , حس انه لازم يبلغها ..وألحين . العلاقه السيئه اللي استمرت جم سنــه , انمحـــت بهاللحظات , اهي بهاللحظات كانت تبي تسمع منه بخوف ولهفه من غير اي اعتبار بشخصيته , واهو مسؤول بأنه ينقل خبـر من أسوأ الأخبار بألطف طريقه ممكنــه . زينه شافته يقرب منها ..وصوت عصاه اللي يطق بالأرض , قاعد يحدث اثر في قلبها .. كل طقــه لعصاه تحسها ترن بصدرها .. ارفعت ايدها وبعدت شعرها واهي تحس بتموت من الألم اللي فيها . نزل لمستواها , ركبه على الأرض وركبه مرتفعه . ما كان قاعد يشوفها , سكوت عم عالمها , وعالمه . لما قال بصوت عميق " زيــن .. ربج ..إذا حب العبد يبتليه .." الله إذا حب العبد يبتليــه . لأ . لأ . يا رب لأ . يا رب لا يكون شي خطيـر , يا رب بدت تأن , ونه اطلعت من اعماق قلبها من الخوف , وبدت الدموع تنزل , بسيلان شديد . اما اهو فكمل من غير لا يهتم بونتها القويه , ولا في دموعها اللي قاعده تنزل " زيــن ..فواز راح للي احن عليه من الناس جميـــع ..فواز عطاج عمره..ادعي له بالرحمه " شــاف شحــوب ويهها , وردة فعلها , وقال بنفس الهدوء الظاهري "عظم الله اجرج " قالت بونــه من اقصى ضميرها " لأ .." بصوت قوي قال لها " قولي انا لله وانا إليه راجعون " هــزت راسها بالنفي ..واهي تنكــر الخبــر , مع عدم استيعاب لكلمة صقــر . ردد كرر كلمته بنفس القوه " قولي انا لله وانا إليه راجعون , إنما الصبر عند الصدمه الأولى " الدموع زادت بالسيلان , تحس انها مو مستوعبــه .. مو قاعده تفهــم . من جم ساعه شافته ما كان فيه شي . رد كرر بقوه اكـــبر " إنا لله وانا إليه راجعون " من غيــر شـعور حقيقي بعظم المصيبه قالت وراه " إنا ..أه ه ه ..لله ..وإنا إليه راجـ..ـعـون " سكتــــوا اثنينهم .. واهو حس بأحد يوقف عند راسهـم , منيــره يــت بالوقت المناسب . رفع راسه لها وشاف نظراتها المشفقه , والمتأثــره . تنــهد ونــزل راســه . وتحرك من مكانــه بصعوبه, وأبتعد عشان يتركهم بروحهم شوي . عشان اهو بعد يستجمع قـوته منيــره اقعدت يم زيــنه اللي بعدها مذهوله , وتشـوف الفراغ . وقالت " بسم الله عليج الرحمن الرحيـم , بسم الله عليج الرحمـــن الرحيم " ضمــت راس زيــنه الساكــته والدموع تنـزل من عينها من غير صوت. بعد لحظات , قالت منيـره بصوت هامس لصقــر من غيـر لا توجه الكلام لزيـنه " صقـر عطني اشماغك , أغطي فيه شعرها , أدامها ادخلت بالعده , على ما نوصل شقتها " هــز راســه بالموافقه .. زيــنه تحركــت , وارفعت عينها لمرة ابوها واهي تقول بغرابه " شعري !؟ " لف عليها , شكلها ما كان يطمــن , ويهها شاحب , خاف انها تغييب عن الوعي . منيـره قالت بهدوء " اي يا زيــنه , شعرج . " اما صقر فرفع ايده لراسه واهو مو منتبــه للعيون اللي تتابع حركته . شال شماغه بهدوء.., ومده لها .. شافت ايده . وارفعت عينها له . واستوعبت هذا منـــــو ؟ دخـــل عقلها التعريف الحقيقي لهذا الشخص , مترافق معاه المشاعر السلبيه كلها . فجأه حســـت بالحقــــــد والكره يملي قلبها تجاه هالشخص !! الحقــد انه اهو اللي نقل لها الخبـــر . تكــــرهه . اهو سبب كل اهمومها , اهو الســــــبب . اهو عاش , والريال اللي يحميها مات .. ما تدري اشلون ركزت على هالشي , وخلت الموضوع المهم , ان فواز راح !! سمعته يقول " تفضلي, غطيها فيـــه " زينــه ابتعدت عن حضن منيره , و قالت بحقــد , ودموعها على خدها تنزل بقــوه " ما ابي شي منــــك " ألتفت لها , وشاف الحقــد اللي بعينها , اللي موجهته له بروحـه .. تجاهله كأنه ما شافه .. رمى الشماغ على حضنها , وقال بهدوء , و وجه كلامه لها بالذات " ما في غيـــــره تغطين شعرج فيه , وانتي دخلتي العده , ان ما كنتي تبيــنه قليـــه على الكرسي " وصـــد عنها ومشــى .. اما زيـــنه , فبأستسلام للواقع , أخـــذت الشماغ , مجبـــوره , واهي تضغط عليه بقـوه . وقالت بحقـد " والله لو ما كنت مجبــوره ما كنت خذيت شي منك..اكرهك ...اكرهك " كمل تجاهله لها الظاهري , واهو يحس بنفسه مقهور . كان ناوي يرد عليها , يهاجم يفرغ شحنة الحزن فيها مثل ما اهي قاعده تفرغها فيــه..لكن قدرته على تمالك اعصابه , خلته يتماسـك , ويكمل طريجــه بالمشي . قبل لا يصد , شاف امه وهي تطالعهم بصدمـــه . ما حب انه يسوي مشــهد بالمستشفى . قال بهدوء " انا راح انتظركم بالسياره " منيـــره الشاهده على الموقف , عورها قلبها بشده ..عليهم الأثنين , وحده فاقده زوجها , والثاني فاقد صديقه . شافت زيــنه اللي واضح عليها الضياع وانها مو معاهم بالواقع . قربت منها , واهي تسمعها تقــول بهمــس ودموعها تنزل " اكرهه , اكرهه , اكرهه " منيـــره تفهمت اللي تمر فيه زينه , خبرتها اللي اكتسبتها من السنين خلتها تعزل مشاعر الأمومه تجاه صقر ورغبتها بالدفاع عنه , لأنها حســت ان زيــنه قاعده توجه مشاعرها تجاهه , عشان ما تفكــر بالواقع اللي اهي فيـــه , عشان تصد الواقع بكل قوتها . عشان ما تعيـش ألم فقد زوجها. زيـنه قاعده تغذي مشاعر الكــره , وتردد كلمات الكره , عشان تمنع مشاعر الألم من السيطره . اقعدت يمها منيــره , قالت زيــنه بصوت يرجــف , والدموع تنزل " انا اكرهه يا منيــره , اكرهه " منيره شافتها بنظرة شفقه . وضمتها لها. الجمود اللي كان حايشها من اول ما اعرفت الخبر تكســر بمشاعر الحقد , وألحيــن مشاعر الألم اغمرتها بقســوه كبيره , و انهارت زيــــــــنه " آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ , منـ..ـيــــــ ...ــــره , آآآآآآآآآآ " هذي المره الثانيــه خلال ساعات تنهار على صدر منيره الحنون . بعد لحظات . منيــره خذت الشماغ من ايد زيـنه , وحطته على راس بنتها اللي ما أولدتها , وغطت شعرها و ويهها فيــه . زيــنه كانت تتردد بعقلها كلمات ...فــــــــــــواز مات , فواز مات , فواز مات .. ونســت صقر واللي قالته لصقر عقلها كان عايش بضباب , وان كلمة مات وفواز مو مرتبطيـن بعقلها .. ما استوعبــت انها راحت للسياره .. ولا انها اركبتها .. كانت بس تبجي , مثل الطفله , بضياع شديد , تدري ان اللي صار شي كبير , وراح يقلب عالمها فـوق حدر , لكن لما ألحين عقلها مو مستوعب شنو يعني . بعدها صارت الأمور سريعه , صقـر اتصل على كل عمام فواز وبلغهم عشان يباشرون الإجراءات اللي اهو ما يقدر يباشرها لأنه مو من الأسره ,و عشان يبلغون الأب . كان بالسياره ينقـل منيره , وزينه لشقتها في بيت حمولتها .. منيره قررت انها تنام اليوم مع زينه المنهاره , واللي تبكي بصمت بالسياره وبين وقت والثاني يصدر منها انين , وتصدر منها شهقات قـويه مؤلمه , وأمه كانت قاعده معاها ورى . الصداع اللي بداه بالمستشفى صار قــوي . اليوم كان طويل , طـــــــويل وايـــــد .
....
بعــد مرور ساعات , كانت نايمه مع منيـره بأحدى الغرف بالشــقه , أثنينهم بنفس الفراش , أو بالأصح كانت تتظاهر بالنــوم . على الرغم من التعــب لكنها مو قادره يغمض لها جفــن . قامت بهدوء بعد ما تأكدت من نوم منيــره , كانت بعدها بنفـس هدومها ما عندها القوه انها تفصخها . راحت لدريشة الغرفه المطله على البوابه الرئيسيه للبيــت .. وبعدت البــرده , كانت تتمنى حدوث معجــزه . تتمنى ان فــواز يطلع لها ألحيــن ويقول لها ان ما فيه إلا العافيـــه . لكن مرت الدقايق وما في أثر لا لفواز ولسيارته . راحت لتليفونها , وبجنــون اللحظه , اتصلت على موبايله . واسمعت صوت الموبايل بأحدى غرف الشــقه . فـواز موجود اهنيــه . فـواز ما طلع . طلعت من غرفتها وجري راحت لغرفة فواز ..لكنها كانت خاليه . دورت على مصدر الصـوت . قربت قربت من احدى الكراسي اللي كان الصوت يصدر منها . واكتشفت وجود كيـس . طاح موبايلها من ايدها . وافتحت الكيس ..كان فيه موبايل فواز وبوكه .. تركــت كل شي وقعدت على الكرسي واهي تضم روحها , وتشد على الشماغ اللي ألحين يحاوط كتوفها , كانت حاسه ببرد شديد . ألحيــــن استوعبـــت ..فواز راح وما راح يرجع . ما تقدر تتصل فيه . ما تقدر تشكي له . ما تقدر تشوفه يضحك . ما تقدر ..ما تقدر . ضمت روحها بقوه اكبر , وضمت ركبتها لنفســها , وبدت تبكي .. , ليش سويت جذي يا فواز ليــــش , ليش تركتني , ليش كنت تسوق السياره مو حرام عليك ليـــش ..انا احتاجك ..
الصقــــــر :
بعد ما وصلهم , كان اللي داخله ضــيق لو توزع على الناس كلها جان فاض , رفيجــه , صديقــه توفى واهم متزاعلين , واهم بينهم حاجــز ما طاح .. واهو يسمع البكي والصياح كان وده يصرخ ويقــول بس ..بس . لكن كتم ..وكتم ..وكتم وألحين بينفجــــر . بدى يمشــي بالســياره اللي قادته لبيـــــت قديم .. لما ســـفط قبال الباب . قعد يتأمل المكان بصمـــت . اهو متأكد ان الشخص اللي فيـــه ما راح يكــون له خلق يسمع . بس يبي يشكي ..وده لو يقدر يشكي نــزل من السياره , وقف عند الباب , رفع ايده بيطق الباب . لكن تراجع بأخر لحظه . نفسيته ما تسمح انه يشوف هالشخـــص ..غير مهتم , غير مستعد للإستماع , وماخذته الدنيا ولهوها عن الجميع وعن الهموم . ما يقدر . رد لسيارته , وركبها .. واهو مو منتبــه ان فيه شخص كان يشوفه من الدريشه اللي فوق . واللي قال بهمس بعد ما شاف السياره تبعد " اشفيك يا صقـــر ؟ ليش ياي بهالوقت ؟ " لكن ابتعد عن النافذه , ونسى الدنيا وما فيها بعد ما نادوه ربعه وكمل السهــره .
ومرت الأيام :
مرت ايام العـزا ببطئ , على الجميع .. زيــنه خلالها ما كانت تقدر تصلب طولها , خاصه بأول يوم, طاحت عليهم .. وما كانت حاسه بمعاناة احد غيــر نفسـها . بعد مرور ايام العزا , وأول ايام العده اللي قضتها بشقتها اللي ببيت ابوفواز , بدت تستوعب اللي يصير حولها . اطلعت من ضباب مشاعرها المره على الواقع الأمر . خالتها ام فواز !! خالتها ام فواز بدت تتصرف تصرفات غريبه ..تتجاهلها ..تعطيها نظرات سيئه ..او تكلمها بأسلوب سئ , وضيق واضح . واهي نفسيتها بدت تسوء من هالمعامله !! ما تدري ليش خالتها تعاملها بهالطريقه , او يمكن تدري .. خالتها تلومها لأن فواز يسوق , تلومها لأنها ما درت عنه وامنعته . خالتها تلومها لعدم وجود اطفال ,يشيلون اسم ولدها المتوفي . وعلاقتهم بالأصل كانت متوتره لأن ابوها فقد كل املاكه , وألحين بما ان فواز , الرابط اللي يربط بينهم اختفى , راح مات !! ما عادت خالتها مجبـوره انها تتعامل معاها بطريقه حسـنه . وبعد اول ايام العده ما قامت تزورها , واكتفوا منيره , وصديقاتها بالزياره . مع مرور ايام العده اكتشفت نعمة النسيان للمره الألف بحياتها . هذي النعمه اللي ما نعرف قيمتها الفعليه , إلا ان فقدنا شخص عزيز .. كان تظن انها ما راح تقدر تعيش من غير ابوها لكن كاهي عاشت ومضت الحياة , وكانت تظن انها ما راح تقدر تعيش من غير فواز لكن كاهي عاشت . العادي والطبيعي انها بجـــت كثير خلال هالفتره لكن الغريب انها خلال هالأشهر مالت العده اضحكت , وابتسمت بعد...واهي اللي ما توقعت انها راح تعرف تبتسم , او تضحك عقب اللي صار .
قبل انتهاء العده بيوميــن :
توها وصلت رفيجاتها للباب , وودعتهم , والأبتسامه على شفايفها , لكن اول ما غادورا اختفت بقدرة قادر . وصكت باب الشقه , وبذهن غايب لفت ويهها , واللي فاجئها ويهها اللي قابلها بالمنظره الجانبيه للباب ..شافت ويهها بالمنظره , وحســت انها تشوف ويه ما تعرفه ..تغيـــرت !! تحس فيها شي ذبـــل . ارفعت ايدها ولمست خدها , واكتشفت ان الصوره اللي مقابلتها ترفع ايدها بعد .. مررت اصبع على شفايفها , على خشمها , على حواجبها , والصوره اللي تقابلها تتابعها بنفس الحركه .. هذي انا .. انا .. وين عــزة النفـس ؟ , وين الكبرياء ؟ , وين الغرور ؟ .. اختفى من ملامحي .. اضحكت بصوت مخلوط مع بكا .. اكيد بيختفي .. اكيــد . وين بيكون لها كبرياء , وعزة نفــس , واهي بيت ما عندها ! وين بيكون لها هالشي , واهي وظيفه ما عندها عشان تسند روحها بالعيشــه ... لما كانت في بيت ابوها , كانت عايشه مدللـه , معززه مكرمه .. ولما اكتشــفت بعد وفاة ابوها انه فاقد كل فلوسه ومن ضمنهم البيت , وفقد كل هالأشياء لـ .. للشخص اللي تكرهه , وتحتقره .. لكن وقتها ما تأثرت لأن فـواز كان موجود , وشقتهم موجوده , لكن ألحين وين تروح ؟ ويــن ؟ ما راح تعيــش عند مرة ابوها الله يرحمه , ما راح تعيش في بيت ولدها لو تموت , كفايه عليها انه شافها منكســره يوم وفاة فواز تذكرت شكله واهو يقولها عن وفاة فـواز , تذكرت نظرات الشفقه بعينه .. تذكرت اشلون سترها بشماغه .. وحست بالغيظ اللي تحســه كلما تذكرت .. ايــــه ..ايـــــه ما راح تسمح له يشوفها مكســوره مره ثانيه . وتمنـــت لو يكون عندها اهل , تمنت لو ان عندها ام وابو , عمام , خوال , اي شـــي ..اي احد عشان يعينها على اللي فيها . وتمنت لو خلصت دراستها الجامعيه اللي وقفتها عقب سفرتها مع فواز , وقفت قيدها وألحين اهي ما عندها الشهاده الجامعيه , كانت ناويه تكمل الدراســه بعد ما تنتهي عطلة الربيع , لكن وفاة فواز ألحين راح تمنعها .. عضت على شفايفها بقسـوه , لازم اتدور لها على وظيفه بشهادتها الثانويه .. راح تعيش اهني , مضطره انها تقعد بهالشقه اللي مو ملكها , وتتحمل كلام خالتها ام فواز اللي صاير مثل السم إلى ان تجمع من الفلوس اللي يمكنها من أجار شقه على الأقل .
حساسة وقلبي ألماسة كتب:وااااااااو روووعة ما شاء الله مع إني كان عندي رواية أقرأها هالأيام بس تركتها وجيت أقرأ رواايتك بصراحة عجبتني البدااية >> مع انها حزينة يلا بانتظارك,,
اي حتى انا كنت اقرئها مرره عجبتني قلت بنقلها لكم بس ان شاء الله النهاية راح تعجبكـ
البارت الثاني *** وينك حبيبي ما دريت اشصار ... الناس حطت دوبها دوبي ***
بعد مرور سنه ونص من انتهاء العده :
كانت قاعده تقرى , أو تحاول تقرى الكتاب اللي بيدها . باجر عليها امتحان .. بيدها قلم اخضر فسفوري اتخطط فيه المعلومات المهمه . لكنها مو قادره تقرى الكلام عدل ,و بعد ما يأست , رمت الكتاب جنبها .. وبدت تتأمل الشوارع والبيوت يمها والسياره تتحرك . الساعه ألحين 8 بالليل . وتوها راده من المكتبه الجامعيه , اللي كانت قاعده فيها على احدى الطاولات المنتشره والمخصصه للدراسه . لو بيدها جان اقعدت اكثر , لكن الساعه 8 وبالشـــويخ وبالليل يعتبرمتأخـــر وايد . ألحين اهي مضطره ترجع لشقتها اللي في بيت ابوفواز ..ومضطره تسمع تعليقات خالتها . تذكرت اليوم شصار ( كانت طالعه للجامعه , ومستعجله , ولما مرت بقرب خالتها , سمعتها تقــول بصوت عالي " يا بخت من زار وخفف " واهي خلت روحها ما تسمع وكملت تمشي ) كرامتها قاعده تتألم مع كل جمله , مع كل تعليق , لكنها مهي قادره تنتفض لها . وقاعده تصبـر روحها بأنها قريب راح تطلع من هالمكان . لكن كل محاولاتها انها تشتغل باءت بالفشل لأنه شهادتها الثانويه قديمه نسبيا . وهذا اللي خلاها تكمل دراستها وتكتفي بالراتب اللي تعطيه الدوله للطالب , وتكتفي بالميراث البسيط اللي حصلته من زوجها , ريلها اللي كان يشتغل مع ابوه , واللي يعتبر مبذر درجـه أولى , وان زادت المصاريف عن راتبه خذا من ابوه , وهالشي ما همها قبل وفاته لكن ألحيــن اهي المتأثره الوحيده من هالتبذير. "مدام ......." ما تلقى رد . فقال بصوت أعلى " مدام زيــــنه " استوعبت ان في احد يكلمها . "همممممم " قال السايق " مدام .. بيت " وتفاجأت انها مستغرقه بالتفكيـر لدرجـة انها ما تدري انهم وصلوا البيت . رفعت راسها وشافــت البيت في سياره غريبه , اكيد خالتها عندهـــا حريم ألحيـــن . افففففففف , راح تضطر انها تدخـــل , وترحــب فيهم , وتجابل . ما راح تدخــل على الحريم , راح تمر من باب غرفة الأستقبال من غير لا تدخل , خاصه انها ما خلصت دراستها للإمتحان , وشكلها ما يساعد , ويهها شاحـب , وتحت عيونها اسود من السهر للإمتحانات , وشكلها تعبان , ومو حاطه مكياج , واهدومها بسيطه جدا جدا , كانت لابسه فستان لتحت الركبـه وردي , وفيه كلف بسيطه على اطرافه لونها بيج , كمه طويل , وجيجي بيجي , وشعرها شايلته بأهمال على شكل ذيل حصان . خذت كتابها وقلمها , وجنطتها ونزلـــت . واهي قاعده تتسحـــب , عشان ما ينسمع صوتها وينادونها عشان تقعد معاهم , ولو ان هذا ظن بعيـــد المنال . استغربت انها لما مرت بقرب غرفة الأستقبال ما سمعت صــوت , لكن ما اهتمت وايد , واستعجلت عشان ما يصير شي فجأه , وينكشـف وجودها . لما دخلت الأصانصير ( المصعد) ارتاحت .. لما وصلت لباب شقتها , بدت تدور على مفتاحها بالجنطــه , وطلعته .. توها بتحط المفتاح بالقفل , انتبهت ان الباب مفتوح . نزلت ايدها ..واهي عاقده حواجبها . اهي متأكده انها قافله الباب . حســـت بالتوتر . عضت شفايفها السفليه بقـوه . حطــت ايدها على الباب ودزته وخذت خطوه , وخطوتين ,وشافت المنظر اللي صدمها .. حرمتيـن قاعدين بصالتها , وحده منهم خالتها غنيـمه . كانت تشوفهم واهي متفاجأه . ما كانوا منتبهيـن لها . سمعت صـوت , فبعدت عينها عن الموجودين بصالتها .. وحست انها بتنهار ألحين .. خالتها كانت طالعه من غرفة نومها مع بنت بعمرها تقريبا , زينه عرفتها على طول , هذي صديقتها سابقاً وخطيبة زياد ...نور, اهي ما قط شافت وقاحه مثل وقاحة خالتها . ما تحـــب تشــوف نور ..أو أخت نــور يذكرونها بموقف سيء بحياتها . زيـنه غرورها اسعفها بهاللحظه بالذات . قالت ببرود " السلام عليكم " الكل ألتفت عليها , واهي تقدمـــت , وحطت اغراضها على الطاوله , وألتفتت على خالتها , وباســت راسها , وقالت " شلونج خالتي ؟ " , وبعديــن ألتفــتت على نور وسلمت ببرود . نور ما كانت مستوعبـه ان خالتها دخلتها شقة فـواز الله يرحمه وزينه !! اهي فعلا لاحظت ان الشقـه مسكونه بس ما خطر في بالها !! انحـــرجت , وبقـــــوه .. خاصه واهي تشوف الغضب البارد بعيون زينه .. خالتها عطتها نظــره , وقالت بجمود " الحمدلله " ألتفتت زينه على الحريم وقالت بغرور , واهي رافعه حاجب " اشوف بشقتي ضيــوف " شددت على لفظ (شقتي) عشان تبين وجهة نظرها . وتوجهــت لخالتها غنيـمه صديقة منيــره الروح بالروح , ما تقدر تتجاهلها ..لأنه خالتها غنيـمه مرأه أقل ما يقال عنها إنها روعـه وسلمت عليها , لكن بعيونها برود .. غنيمه مسـكت كف زيــنه , وشدت عليه بحنان , وتكلمت بلطف , وشفقه " اشلونج يا روح خالتج ؟؟ عساج بخيــر ؟ من زمان عنج " لطف خالتها غنيمه وطيبتها تدل على معدنها الطيــب . زيـنه ما قدرت غير انها تبتسم بهدوء , وتتخلى عن برودها للحظات واهي تقـول " بخيــر يا خالتي " اجابتها كانت مختصـره .. نظرة خالتها غنيمه فيها شفقه , وهذا شي ميـزته بكل وضوح , وخلى كرامتها تنتفض , مهما كان قصد خالتها غنيمه شريف , إلا انها ما تقبل الشفقه , ارفعت راسها بعـزة نفـس , وبتصرف تلقائي .. وألفتت من جديد لخالتها ام فواز وقالت " تفضلي خالتي قعدي , على ما اسوي لكم الشاي والقهـوه " قالت خالتها ببرود " ما في داعي " وألتفتت على الحريم وقالت " تفضلوا معاي يا ام راكان , ننزل تحت نشــرب شاي , ونتكلم عن الشقـــه " مروا من قربها واهي محتفظه بأبتسامتها . لكن لما اطلعوا , اخرجت صـــوت من اعماق صدرها يبيــــــــــن غيظها , وحرتها . الوقحـــــــــــــــــــه . شلــــــون تدخـــل ناس لشقتي من غير علمي ؟ على الأقل تبلغها , تلمح لها .. لوكانت عايشه مع زوجها بروحهم بشقه ملك , وما سمعوا كلام خالتها جان ألحين اهي عندها مكان يضفها من دون منــة هالخاله , وتصرفاتها . المنطق قال لها ( بس هذا بيتها واهي حره تدخل اللي تبي , بالمكان اللي تبي ) وعاطفتها قالت لها ( بس غرفتي ..غرفة نومي .) النار شبت بصدرها . كان المفروض تطلع من هالمكان , بس وين تروح ؟ وترددت بعقلها كلمت خالتها ( يا بخت من زار وخفف ) ههه اهي المفروض تطلع اول ما خلصت العده , وألحين مر عليها سنـه وشي , يعني جزاهم الله خيــر انهم مستحملينها لهالدرجــه . بس.. بس اهي حِسبـــت بنتهم , كانت زوجـة ولدهم المرحوم .. يا رب . هذا مكاني ومكان فواز , يعني المفروض يكون لنا . اشتهــــت تكســـر الشــقه واللي فيها , بس ما تبي تعطي خالتها الرضا بمعرفة انها اقدرت تستفــزها . شلون ألحين , شلـــون ؟
بأحدى قاعات الأفراح :
كان واقف يسلم على أهل العرس , يصافح , ويمشـي , ويردد الكلام المعتاد بتلقائيه " بالمبارك .." " الله يوفقهم يا رب" لما شاف المعرس , وابتســم ابتسامه عريضه . مســك ايده , وشد عليها , وقال " مبــروك يا سلمان , منـــك المال ومنها العيال , الله يتمم لك على خيــر ان شاء الله " الشـاب , كان بمنتصـف العشرينات , ويهــه مريح للغايــه , ابتــسم واهو متوتر " ان شاء الله يا صقــر , الله يبارك فيــك ..مشكــور على الحضـور , وعلى العنوه ادري ان توك راد من السفــر " ربت على كتــف سلمان وقال بهـدوء " أفااا عليك يا سلمان , ما في عنــوه ياالغالي الله يوفقك " ابتسموا لبعــض , وبعدها قال سلمان " تسلـــم يا الصقـــر , تسلم " تحـــرك صقــر وقابل الشخـص اللي له فضل عليه كبيـــر , ما راح ينساه طول عمره . واللي اول ما شافه ابتسم بتقديـــــر سلم عليـــه صقــر , وصافحــــه بوسلمان بحراره . قال بترحيب " صقــــــر " وكمـــل " وينك ما نشوفك يا ولدي ؟ من زمان عنك كلما سألنا قالوا مسافر , تتغلى علينا " صقر ابتســـم بحـــب نادر ما يظهره لأحد وقال " لا عاش ولا كان اللي يتغلى عليك يا استاذ سالم , تدري هالأيام انا قاعد أأسس الكراج اليديد , بس قلت لازم ابارك لك بزواج ولدك " بوسلمان , شاف دخول رجال اخرين للمباركـه , وصقــر شافهم بعد . وكان بيبتعد , لكن بوسلمان شد على ايده وقال " مالي شغل بكراجك اليديد , ربعك موجودين ويقدرون يجابلونه , تعال لي الدوانيه , انت وابراهيم ابي اسمع اخر اخباركم " هز صقـر راسـه بالموافقه , وقال بتقديــر " انت تامــر " قعد بمكان بعيد عن الرياييل شوي , بأخر القاعه تقريبا . عدل غترته البيضا بأيده , تسند ومد ايده على طول ظهر االغنفه , بوضع مريح له . قرب صباب القهوه , ومد الفنجان له , شرب منه وهزه بأكتفاء . وابتسم بعد ما شاف المتوجه له , وقام وقف . تصافحـوا , من اسبوع ما شافوا بعض . ابراهيم قال له " هااااااااا الصقــــــر , الحمدلله على السلامــه , متى وصــلت ؟ " " هلاااا فيـــك , توني من ساعتين تقريبا " اقعدوا , قال صقــر بأبتسامه "شالسالفـــه..ياي بزيك العسكري ؟ " سلم ابراهيم فنجان القهوه لصبابها وقال "يا معــود انت ياي من المطار لي اهني , وانا خلصت مناوبتي , وعلى اولي اهني " ألتفت على صقــر وقال بجديه "وعندنا نفـــس الدافع ....كلنا خايفين من الأستاذ سالم " صقــر شافــه للحظـه وبعديـــن ما قدر يتمالك نفســـه وقعــد يضحــك بقوه , ابراهيم بنفــس الجديه المضحكـه " عليوي , عبيد ,يـوو امبجــر من الخرعـه , وراحوا للكراج بعدها , هاليوم حسسني كأني بالمدرسه من يديد " اقعدوا يتأملون الرياييل اللي داخلين , واهم يعلقون من وقت للثاني على الناس اللي اهم يعرفونهم . قال صقــر " شلون بناتك ؟ " لف عليه ابراهيم وقال ببساطه " على حطتك , لما ألحين محاربيـنك !!! " رفع صقــر حاجب وقال " جذاب لما ألحين مو راضيـن علي " ابراهيم واهو يرد على صقـر برفعـة حاجب قال " ليش انت راضيتهم ؟! " قال صقــر بتحلطم " لأ ما راضيتهم ... هالتوأم بناتك ..." , هــز راســه بعدم رضا , وكمل يقول بضيق " وبعدين انا مو قصدي , نسيــت , هالسفره كانت مفاجئه " . ضحـــك ابراهيم " ههههه اي انضم إلى النادي , دلال , وداليا لما يكونون عند امهم ما في اسنع منهم , ولما يزوروني , ويزورون امي مافي اشطن منهم , وألحين صارلهم ثلاث ايام عندي " صقـر ابتســم , ابراهيم مطلق بنت عمه , وعنده هالتوأم اللي يعرفون يلعبون على الشله كلها . ولا واحد فيهم يقدر على زعلهم . واهو خاصةً ما يقدر عليهم ..لهم مكانه بقلبه ما وصل لها أحد غيرهم قعـــدوا بهدوء , وهذا خلا اطراف من حديث رياييل قاعدين وراهم يوصل لهم . " ...وانت يا حمود مو ناوي تودع العــزوبيـــه ؟ " صمــت من الشخص المدعى حمود . وأهني شخص اخر قال " أووووووه , أووووه صلاح شكله الأخ ناوي " كانت الإجابه ضحكة من واحد منهم اللي قال " اي والله ناوي .. قاعد أسأل عن وحده " صقـــر اللي كان قاعد يسمع الكلام من غيـر قصد ,و بعدم اهتمام .. اشــر بهاللحظـه لعامل كان يمر بصينيه فيها استكانات الشاي , وبدى يشرب من الأستكانه . الشخص الأول قال وبصوته ضحكه " منــو اللي ياب راسك ؟ " سكـــوت كأنه يفكر الشخص اللي قاعد ينسأل , ويقرر يقول أو لأ , وبعديــن قال وبصوته حماس " خــلوني شوي أفكــــر , وأسأل وإن شاء الله تعرفون !" فجأه قـــــــــــال واحد منهم " أنا حـــــــــاس إنه عيـــنك على بنـــــت خالد الـ..صــح ؟؟ " رد هذا اللي أسمه حمود " ما راح أرد !! , قلت لك بعديــــن " ابراهيم ألتفت على صاحبه على طول لأنه يعرف منو بنت خالد أما صقـر فنزل الأستكانه للصحــن بطريقه حاول إنها تكون عاديه , وعــدل جسمــه بالقعده , وما انتبه انه ابراهيم قاعد يتأمل حركاته . جسمه , وشكله كله على بعضه تصــلب وبشده . واحد من الأشخاص الثلاثه قال بتساؤل " بنت خالد الـ....؟! " ابراهيم قال لصقـر بصوت منخفـض " هذي مو بنت ريل أمك ؟ مرة فواز الله يرحمه " ابراهيم كان يسأل هالسؤال واهو متأكد من الإجابه خاصه انه يعرفها من زمن معرفته بصقــر , لأنها بنت ريل ام صقـر , واهم لما كانوا بالثانويه اهي كانت صغيـره , فلما اييون عند صقـر يشوفونها تلعب بالحوش , وغير جذي اهي مرة فـواز الله يرحمـه , صاحبهم . تعابير صقــر , كانت قمه بالقسـوه , وعيــونه كان يشوف فيها الأرض عشان ما احد يقراها ويعرف اللي يدور بخلده , لكن رد "اممممم " ورد يركـز على الحوار اللي يدور وراه . قال الثالث بعدم رضا " مو هذي الأرمله ؟! " صقــر بدى يطق بريله بتوتر , واهو يشرب الشاي . وابراهيم انتبه لحركات صقـر قال بصوت منخفض " خلنا نقــوم " رد صقــر بنفس الصوت الهادي , وبطريقه تعجب " ليش اقـوم !!! " ابراهيم كان بيتكلم , بس صقـر حط ايده على ركبة ابراهيم , بمعنى (لحظه) , وتعابير وجهه متوتره . قال حمود بصوت دفاعي " احتمال ..ليــــــش لأ ؟! " الشخص الثــــــالث قال " انت متأكد من قرارك ؟ " كمـــل " كانت متــزوجـه , وانت ما قط تزوجــت ! " الثاني قال قبل لا يرد صاحبـه اللي اسمه حمود " مو بس جذي , صلاح.. اهي لما ألحين عايشه في بيت اهل ريلها ,بذمتك جم مر على وفاة زوجها ؟ مو شي غريب خاصه ان بعدها صغيره !!! " حمود قاطعه بهجوم وتساؤل " اشتقصــد انت ؟ " رد الشخص بأستهتار "بعد الصج صج....." سكـــت , وانخفــض صوته اكثر لكن هذا ما منع الصوت من انه يوصل " وأنا ما أستبعد إنها تبي تلفت نظر اخوه , أنا سامع إنها معجبـه فيـه, ولا ليش لما الحين قاعده بنفس البيت اللي فيه ريال مو محرم لها...انا سمعتهم يقولون يمكن إنها تبي تاخذه " صقـــــر ضغط على ركبـــة ابراهيم بقســـوه من غيــر شعـــور . كان بيقوم ويذبح اللي قاعد يتكلم . يمكن عمل حركه لأنه حس بأيد على ذراعه . ألتفت على ابراهيم اللي مسك ايده , كان مستعد ينفضها عنه . لكن ابراهيم اللي حس ان صقـر على اطراف فقدان سيطرته , بكل جديه قال بصوت هامس " صقر هد اعصابك , انت جذي بتأكد كلامه , تجاهله , احنا بس سمعناه ,لكن لما تكبر السالفه الكل بيسمع " نفض ايد ابراهيم ... ومن غير كلام تحرك من مكانه , لأنه ان استمر بنفــس المكان بيذبحهم , بينسى الحرام والحلال , وبينسى اهو وين . كلام ابراهيم صحيح اميه بالأميــه , بس القهر اللي بقلبه ما برد و براكيـــن من الغضب قاعده تتفجـــــر داخله . رجع الكلام يتردد بعقله .. يعني هذا سبب بقاءها في شقة ريلها !! هذا اهو السبب . الأفكار والظنون ذبحــته . مو قادر يستحمل النار اللي شبت بصدره , من طاري هالأنسانه !! قاعده في بيت زوج ريلها عشان هالشي , عشان زياد . بنت اللذيــــــــــــنَ . ولاااااااا بعد الرياييل يطرونها بالمجالس , بنت الـ.. اهو لازم ينهي هالمسأله , وألحين !! ابراهيم لحق صقر المعصــب , ووصل له وقعد يماشيـــه , واهو يقول بسرعه , وبجديه واهو حاس بغضب صقـر " صقــر ترى وايد حريم يعيشون في بيوت رياييلهم المتوفيــن , هالشي طبيعي , مالك شغــل فيه " صقــر ما اهتم بهالكلمه ..ولا رد عليها , واهو على اتم الأستعداد انه يسئ الظن فيها , من كرهه لها , وقعد يكرر لنفسـه : المؤمن لا يلدغ من جحر مرتيــن . تخيلاته انها قاعده تحاول تلفت نظــر زياد احرقـته , وخلته من غيــر شعور يقوم من مكانه بغضــــب , واهو مو قادر يشوف جدامه من الحره . ودع الناس بكل احترام وسيطره على النفـــــس . لكن اللي كان شايفه داخل , عرف ان الطالع صاير له شي مضايقه ورافع ضغطه . ركـــب سيارته , وغضبه سيطــر عليه بصوره كبيره . ضغط على دواســة البنــزين , وجدامه وجهه وحده , وهدف واحد .
منيــــــره :
كانت قاعده بحديقتها الداخليه , وتشرب عصير , وتقرى كتاب , خاصه ان الأضاءه ممتازه بحديقتها . مزاجها دايما يروق بزراعة الورود .. اللي يشوف منيـره ما يعطيها عمرها الحقيقي , مهتمه بعمرها , مع انها بأوائل الخمسينات , إلا ان اللي يشوفها يعطيها اصغر من عمرها بكثيـر , من ناحيـة الشعـر , وناحيه الجسم , ومن ناحيـه البشره . محتفظه بجمالها بكامل رونقـه , وحيـويته . اللي يشوف ظهرها المشدود , واسلوبها بالحديث , ما يدري ان المرأه هذي حديثة عهد بغنى . لكن صقــر بعد ربع ساعه بالطريج , ما انتبه لهالأشياء اللي تعود عليها , ما صدق انه اخيرا وصل لوجهته , لأمه .. وكل ثانيه تمر زادت من غضبه .. شافها ترفع راســها منيره قدرت تلمح الغضب بوجه ولدها , وهذا خلاها توقف. ما نطرها تسأل عنه , بدى كلامه بسرعه وقال من بين اسنانه " بنت ريلج , ما تقعد ببيت عمي عبدالعزيز يوم واحد " ارفعت حواجبها بتعجـــــب من هالكلمه .. صقـر ما كان مهتم بهالشي , ما كان مهتم (بزيــنه) , ولا بمكانها , أو هذا اللي تهئ لها طول هالفتره . قدومه بشكل مفاجئ واليوم عشان يقول لها هالجمله بغضـب اثارة استغرابها . وخلاها تقـول بهدوء " ليــــش ؟" طبعا اهي ما قالت له , انها اعرضت على زينه الأنتقال لهالبيت , وان عروضها لاقت الرفض . صوته زادت حدتــه من غير لا يرفع صـوته " ليــــش .....ليـــــش !!!! , وانتي مستانسـه بوجودها هناك يا منيـــره , عاجبج ان الكل يايب سيرتها " سكـــــت ونفســـه قاعد يطلع بقــوه من الغـــضب اللي اهو حاس فيــه كلما تذكر الكلام " يمكن انتي تدرين ان عينها على زياد اخو فــواز وتبينها تاخذه و...." اهني منيـره انزرته وقالت بقســوه " صقـــــر "لكن هذا ما منع انها تنصدم من كلمته . اشدخل زياد بزينه !!! صـقر استوعب اللي قاله , ولف عن امه عشان يتمالك نفسـه , ومرر ايده على شعــره , الخالي من الغتـره ( المرميه بالوقت الحالي بالسيـاره ) منيـره شافت الجانب الأيمن من وجه ولدها , وقربت منه . وقالت بعصبيه " انت صح ما تقول يمـه ....لكن هذا مو معناته اني مو امك , وواجب عليك احترامي " بعد ما حس صقـر انه رد لتماسكه , واجه امــــه , بعد ما خذى كلامها بعيـن الأعتبار وخفف من حدة أسلوبه وقال بقـوه " ابيج تيبينها من بيت عمي عبدالعزيز , يا منيـــره , اظن انها طولت وايد اهناك " منيره اللي بعدها غاضبه من كلمته , ردت تكلمت بغضب واضح بيــــن من اسلوبها بالكلام " اشصاير اليوم ؟ , اشفيــك ؟ انت تدري من فتره انها في بيت عبدالعزيز , شاللي اختلف ألحين ؟ وشسالفة زياد !!! " اللي اختلف اني بأذبحها ان اقعدت مده اطـول . الكلام تردد بأذنــــه .. وبان الغضــــب بقـوه على ملامحه , وبعيـــونه اللي زادت سواد , وقســوه . وقال بنـبره واضح عليها الغيـظ " يعني ما تدرين يا منيـره " امه منيــره بان عليها الغضــــب , وزمــــت شفايفها .. وما ردت , توها بتعطيــه ظهرها . ومســك كتفــها وقال بعد تنهـــد " منيره انا آســــف " ويه منيره ما تغيير , وهذا ادفعــه ان يقول أسمها بنبرة استعطاف " منيـــــــــــره !!! " لما شاف ملامحها ارتخــت .. تركها ومرر ايده على وجهه ..وقال بهدوء " اللي تغييـر اني سمعت كلام ما يسر الخاطر بعرس سلمان , كلام ينال منها , ومن سمعتها , واظن ان العده صار لها فتــره طويله خالصه , ما في داعي تبقى اهناك , في بيت مو بيتها , ومع وجود زياد اللي اهو ريال غريب ومو محرم لها " منيــره انطـــرت لما يخلص كلامه . بدت تحاتي !! معقــول في ريال واصله فيه الدناءه انه يجيب سيرة بنت جدام رياييل .. خافت على زينه من هالكلام .. مع أنها عارفه إنه زينه مو راعية سوالف شطانه وخرابيط , و اهي واثقه من هالشي , لكن مو كل الناس يعرفونها .. إضافه إلى أنه شك ولدها في زينه أصاب جــزء حساس في ذاكرتها ! وردت بقوه وحساسيه " صقـر المفروض انت ما تصدق اي كلام ينقال عنها , لا تنسى انها رابيه تحت عينك , ونظرك ,أصلاً انت ربيتها تقريبا " طلع صـوت ساخر ..ما انسمع من امه .. كان يسخر من الكلام اللي ينـقال (رابيه تحت عيني ونظري) هه . صارت اشياء وايد من وقت ما كان واثق فيها ليلحيــن خلته يؤمن انه كان أعمى بالمسائل المتعلقه فيها بعد عيــنه عن امـه .وبعديــن ردها وقال " منيـره , ما في داعي هالعصبيه , انا ابي اقطع هالكلام , بغض النظر عن مدى تصديقي له " امه تأملته , واهي مو مرتاحه من الوضع ككل . قالت " بس هذا مو بيتها وما عاد بيت ابوها يا صقـر , هذا بيتك انت, مثل ما ذاك البيت مو بيتها , وانت موجود اهني مثل ما زياد موجود اهناك " انا مثل زياد !! أما منيره لاحظت تغير لون عيــون ولدها ..واشتداد سوادها ..شنــو اللي نرفزه ألحيــــــــــن بعــــــــــــد !!! . صقـر ما عبـر هالمره عن غضبه بالكلام , بالعكس تكلم بهدوء , شاف امه ورد قال " هذا البيت إنتي فيه يا منيره وإنتي مرة ابوها الله يرحمه , وكل الناس عارفين هالشي , ما أحد راح يتكلم , وانا ما اعيش بنفس البيت , انا عايش بالمحلق " وبعديـن ابتسم , ابتسامه جانبيه وقال " وبعدين انا خبري إنج تحبين الونس والأوادم , وبدال ما تعرضين علي كل يوم إني انتقل للبيت , طلبي منها إهي ؟! " تجنبت ذكر انها اعرضت على زينه القدوم مع ان الفرصه اتاحت نفسها للمره الثانيه, وان زينه ارفضت العرض. لكن قالت " وان ارفضــت ؟! " بأختصار قال " من مصلحتها انها توافق " طلع المفتاح من سيارته وقال واهو منزل راسه ويشوف مفتاح السياره " منيــره , (زين) أعطيها خمسة ايام ان ما انتقلت لهالبيت .." رفع راسه وألتقت عينه بعين امه " ما راح اكون مسؤول عن تصرفاتي " رفع راسه وشاف تغير ملامح امه للغضب للمره الثانيه . رفع ايده وقال " منيـره مو قصدي اهدد , انا والله ما راح اكون مسؤول عن تصرفاتي , أنا قاعد أقرر واقع " ويهه , اعيــونه , حركاته , كلهم اثبتوا لها انه مو قصده يهدد , لكن مهما كان مو عاجبها الكلام . هـزت راسه بالموافقه , واهو اهني تنهـــد .. ومنيــره بدت تحاتي . وقلبها ما عاد متطمـن . زينه رافضه القدوم لهالبيت والسبب حسب ظنها (صقــر) . وألحين صقر قاعد يهدد . ما تدري اشلون تتوسط بين الأثنين !! والشي الثاني اهي ما راح تسمح لأحد اييب بسمعة زينه , وان كان وجودها ضار بسمعتها فإهي بتكون حازمـه معاها وتأمرها بالأنتقال لهالبيت . قالت بهدوء " انا راح اسوي اللي اقدر عليه " قرب من امه , ورفع ايدها وباسها ..وباس راسها ,وتحرك صوب السياره , وقبل لا يبتعد قال بلهجه غريبه " اليوم تفاهمي معاها ..., وبلغيني ". منيــره تأملت ولدها .. صقـــر اشوراك ؟؟؟؟ بعض المرات احسك رافضها , ورافض حتى سيرتها , و الكره ينطبق على تصرفاتك تجاهها . ومرات احس انك مهتم , وحريص عليها مثل قبل . ليتني اقدر ادخــل لعقـلك وافهــــمك ...ليتني .
زينــــــه :
قاعده على طاولة الطعام بشقتها . سـرحـانه ..بالفراغ !! فجأه انتبهــــت , وشافت الكتاب المحطوط جدامها . وانصدمت لما شافت انها خلال سرحانها اكتــبت على الكتاب اسم (فــواز ) غورقت اعيــونها بالدموع .. وامسحـــتها بشكل سريع , وقلبها ينبض بألم . وينك يا فـواز عشان تشوف اللي قاعد يصير فيني !؟ ردت اسرحــــت لثواني , وبعديـــن انتبهـــت .. لازم اركــز بالمعلومات ..لازم . بدت تعد الصفحات اللي بقــت لها للمره العشرين بالدقايق الأخيــره . ما تغيــر العدد لما ألحين 10 صفحات , مو راضيـه تتحرك ! والمعلومات وايــــد . اي معلومات اي بطيخ !؟ رمـــت القلم .. وحطت ايدها على راسها . شمعنى هاليوم خالتها سوت هالحركـه ؟! وين أروح .. وين اقدر أروح , ما عندي فلوس كافيـه , وما اقدر أروح لفندق لأني مو متزوجـه . بس انها تقعد اهني ما عاد خيار تعتمد عليه .. سمعت تليفونها القريب يرن برنة مسج :
منيــره .. اي موضوع بتتفاهم فيــه , مو وقته .. اهي متوتره بما فيه الكفايه , وعندها مشكله كبيــره , وما تبي منيـره تشوف الحزن والتوتر عليها . وفجأه لقت لها حل لمشكلتها .. ليش ما تروح تعيش عند منيره ! منيره جم مره تعرض علي بس انا ارفض لأني ما ابي اعيش ببيته , وما يحملني معروف كبير ما راح اقدر أوفيـه . اهي تعرفه , وعـــدل بعد , ان راحت تحت سقف بيته بتكون مجبوره تحترمه , وتعامله زيـــن , ومجبوره انها تسمع كلامه . راح يتحكم فيها . راح تكون تحت سيطرته . بس ألحين ما في حـــل . وبعدين منيـره تبيني , واهي تعاملني حسبـة بنتها . مو مهم اهي في بيت منو !! عضــــت على شفايفها , بس كرامتي ما تسمح اني اقولها ابي اعيش عندج . انزيــن لما تخلص مناقشـه الموضوع اللي تبيه , اعرض عليها الموضوع .. لأ ما اقدر اعرض .. انزيــن اشلون ؟ اشلون .. ردت بمسـج مختصــر :
حياج الله يا منيــره :**
وتركت الموبايل على الطاوله , واهي تحاول تقرى كلمتيـن على ما تيي منيـره . ردت تعد الصفحــات اللي بقت لها على ما تخلص الدراسـه لما ألحين 10 صفحات ...!!!!!
بعد نص ساعه صقــر :
نقل سيارته لكراجه الخاص الموجود بالبيت , والخاص بسياراته . والموجود عشان يمارس حبـه الأول ..السيارات , وتصليحها . صحيح انه يمارس هالمهنه كمصدر للرزق , لكن احساسه لما يقابل سياراته اهو ... غيــــر .. كان يروح لعالم ثاني , لكن مو اليوم , اليوم قاعد يشغل ايده عشان يحرق الغضب اللي داخله قبل لا يذبحه , واللي ما انحرق لما لعب الرياضه . كان بالوقت الحالي يصلح سياره شاريها من السكراب . من احلى السيارات لكن الأهمال طالها . لابس جينز قديم ورايح لونه , وبلوزه زرقه راح لونها وعليها بقع سود ما راحت بأخر غسله . كان قاعد يركـب محـرك من جده وجديد , وهذي العمليه صارت تلقائيه من بعد ما كانت تتطلب تركيـز منه , إعادة تفكيكيك وتركيب المحرك . افكاره كانت قاعده تشطح فيـه , واهو قاعد يشتغل !! شنــو اخر هالوضع ؟ والتالي ؟؟ شنو اخرة الهم اللي قاعد يكتم على نفســه كل يوم اكثر من اللي قبله ؟ متى راح يرتاح ؟ متى راح يقدر ينام وباله مو مشغـول ؟ (وإذا ارفضـــت ) هذي كلمة امه . بدت ايده تشتغل بطريقه سريعه , مع ازدياد غيظه . اهم ما لهم كلمه عليها . إذا ارفضت انها تعيش في بيته ! راح يذبحها , راح يذبحها . وقف شغله , واهو يحس بالنفــس يطلع بغضب منه . راح للمسجله الموجوده بالكراج , ورجع شغــل الشريط اللي اهو حاطه . واهو قاعد يرجــع للمحرك .. لازم تكون في بيته .. الكلام اللي اسمعه اليوم ما يبي يسمعه مره ثانيه . اهو صحيح انه ما يواطنها , يحتقرها , يكرها , وما يبيها في بيته لكن للضروره احكام . بنت متربيه عندهم لازم ما يمس سمعتها أي شي .. (تربت تحت عينك ونظرك) (انت ربيتها ) اللي اهو رباها , واللي تربت تحت عيــنه ونظره , ما كانت راح تسوي نص اللي هذي ســوته . زياد !! قاعده تفكــــر بزياد , بتاخذ زياد مثل ما خذت اخــوه . فواز , تظللت عيـنه بالألم , والحزن . صديقه .. اللي فقده من قبل وفاته .. فـــواز يا ليت ننعطى فرصه ثانيه ...ياليت .. كلما ذكــر الماضي , يحس بقلبه يألمه من تأنيـب الضمير ! الله كتــــــب إنك تتوفى وإحنا بأسوأ مرحله من علاقتنا .. الله يرحمـــــك يا فــواز . وتغيرت عينه للغضب . منها , ما عندها اي احساس , توفى زوجها , وألحين تبي تتزوج اخــــوه .. يمكن حتى ما احــزنت على فـــواز . هذي اللي امه تقـول انه رباها . تذكر كلمة الريال الغريب ( ليش عيل قاعده بذاك البيت طول هالمده ؟ ) ما كان المفروض يخلي ابراهيم يمنعه من انه يضرب الحقيـ.. اللي قال هالكلمه .. مو عارف ليش مو قاعد ياخذ الكلام على إنه مجرد كلام , مو حقيقي , إشاعه , كذب , ليش قاعد ياخذه على إنه حقيقه .. لكن يمكن صح كلامه , يمكن اهي قاعده بذاك البيت عشان تبي تتزوج زياد . طلع صــوت من حنجــــرته يكشف يأســه , واحباطه من نفســه ومن افكاره اللي مو قادر يتخلى عنها. اهي اكبرت , مو الطفله اللي كانت !! وفجأه طرت على باله صـورتها واهي صغيره , و تلعب بالحديقه , و قعــد يذكــر براءتها .. طفولتها .. ابتســـــم , لكن فجأه تغيــرت ملامح وجهه . هه البراءه والطفوله !! اهي وين ألحين و وين هالكلمات ! ألحيــن فأعوذ بالله .. فـــــرق السما من الأرض . وين كانت بطفولتها , ألحين اشصارت ؟ ما يبي يفكر بمنو اللي خلاها تتغير وشنو اللي غَيّرها . الأطفال غيــر , الأنسان يتغيــر من مرحلة الطفوله . وده يكــون مع اطفال ألحيــن , وده .. عشان ينسى نفســه بعالم البراءه , ويبتعد عن عالم التعقيــــد والهم . لكن وين , ما كل ما يتمناه المرء يدركه . حس بدخـول احد عليه الكراج ..
كانت قاعده تشرف على عمل الخادمه اللي قاعده تنظف الصاله بعد خروج خطيبة زياد , وامها , وخالتها .. لكن بالواقع ما كانت قاعد تشوف شي من اللي قاعد يصير .. لما ألحيــن مرة ولدي قاعده بشقــته , في بيتي . إذا شافتها نازله ولا طالعه , تحس جنـــه ملح ينكــت على جرح ما بعده برى . لي متى ؟ لي متى ؟ كلما شفتها اتذكر مصابي بفقد ولدي جنــه امـــس . اتذكـــر ولدي اللي مات وانا بعيده عنه ..وهذا شي ينسي !! لكن وجودها حولي يحرك السجيــن بالجـــرح . تنقلت عينها بالصاله . كانت قاعده تشوف اشباح أحفادها اللي كانت تتمناهم من زواج ولدها .. لكن ألحين ولدها توفى , توفى وهذي الأشباح , امنياتها صارت شي مستحيل انه يتحقق . ولدها فواز مات , وما عندها شي من لحمه ودمه يهـــــون عليها فقده . كله من انانية مرته . كله منها , ومن رغبتها بالمحافظه على جسمها , وجمالها . جم مره تسمعها تقــول للحريم ( ما افكر اييب يهال ألحيــن , ابي اتمتع بشبابي ) , (انا اصيــر ام , توني صغيـره , مو وقته اخرب جسمي على الحمل والولاده ) , (لا فواز مثلي ما يبي اعيال ألحين ) لكن اهي تعرف ولدها من صغــره يبي يكون اب , ويحب الأطفال ومتعلق فيهم . اهي جذبت على الحريم يوم قالت لهم ان ولدها ما يبي اطفال . من أول ما اعرفت خبـر وفاة ولدها واهي تحس جنــه قطعه منها منزوعه من مكانها . ولدها , حشاشة يوفها , تحت التراب , بروحــــــــه . هذي مو سنـة الكــــــون , ولدها اهو المفروض يدفنها مو اهي تدفـــنه . اهو اللي يرمي عليها التراب , مو اهي اللي ترميه عليه . ما راح تتخطى وفاة ولدها , ومرته تحت سقف بيتها .. بتزوج ولدها زياد , اهي خاطبه له صار له شهر تقريبا , شلون راح تفرح فيه ما تدري , الفرح غير الفرح بالنسبه لها . بعد فواز , الدنيا بعينها كلها صارت غيـر . بالنسـبه لزينه اهي راح تحط حد للمهزله اللي استمرت سنه وشوي , استقبلتها عندها طول هالفتره , ولي اهني وكثـر الله خيرها . بس خلاص كفايه . تركت الخدم يشتغلون , وتوجهت لأنهاء الوضع . اللي سوته اليوم غلط , لكن ان استمرت زينه بالبيت اكثــر , اهي راح ترتكب الكثير من الأغلاط لأنها كارهتها , وبالتالي راح تتصرف على غير طبيعتها . وبشكل ما راح يرضيها . راحت للدرج , وبدت تصعده بهدوء .. من داخلها مستصعبه اللي راح تسـويه , لكن هذا الشي لراحة بالها , واهي ما عندها اهم من هالراحه . وقفت جدام شقـه زينه , وفواز اللي استباحتها من جم ساعه وطقــت الباب اللي كان مفـتوح . زيـنه , كانت توها طالعه من الحمام وبيدها موبايلها ,من خمس دقايق طرشت وحده من الخدم اتدخل منيره , ما تبي تنزل وتشوف خالتها بالطريج . سمعت صوت الباب , وقالت " حـياج منـ...." وانقطع الكلام , لما شافت زينه اللي دخلت . ارفعت راسها بعـزة نفـس . وكرامه عاليه . وببرود " هلا خالتي , امري !!! " من غير ما تكلف روحها وتعزمها للداخل . قالت خالتها شيخه " انا عندي كلمتيـن وبطلع " خافت . طريقه خالتها بالكلام مو مريحه . ملامحها اللي دربتها فتره , اظهرتها غير متأثره . قالت بطريقه حاولت تطلع عاديه " تفضلي قولي ! "
منيــــــــــره :
منيره بعد ما وصلتها الخادمه عند باب الشقــه , دخــلت . وسمعت شيخـــه تقــول " أبيج تطلعين من هالشقــه .." منيـــره انصدمت !! و وقفت مكانها .. رد الصوت يقــــول " وبأسرع وقت ممكـــن " من متى هالشي كله كان قاعد يصير , معقول زيـــنه كانت تتعرض لهالكلام , وساكته , وما علمت أحد ....معقـــــول !! ما راح تسمح لأي احد يكلم بنت ريلها الله يرحمه بهالطريقه . دخــلت ببرود , ومن غير لا تسلم , قالت وبويهها ابتسامه بارده , واهي توجه كلامها لشيخه " لا تحاتين يا شيــخه زيــنه بتطلع من هالشقه " شيخه التفتت بعنجهيه لمنيــره , وبعدم اهتمام . اما زيـــنه اللي كانت ماسكه روحها بقــوه عشان ما تصيــح من الإهانه اللي توجهت لها , والطرده , لما شافت منيره اكرهت عمرها ان اهانتها صارت علنيــه , وبنفس الوقت كانت بترمي روحها على مرة أبوها. لكنها وقفت مكانها , وخلت المواجهه تصير بين الحرمتيـن الكبار , واحتمت بمنيره من غير قصد . شيخه تمالكت نفسـها بسرعه , وارفعت حاجب , وقالت " اي خليها تطلع يا منيــره , هذي الشقه راح اخليها حق ولدي زياد , وحرمتــه , واظن ان هذا من حقي !! " منيــره واجهتها وقالت " اي بس اللي سويتيه كله ما كان له داعي لأن ..." قطعت منيره كلمتها , و وجهت الكلام لزيــنه وعينها بعين شيخه " زيونه ما قلتي لخالتج على وعدنا " وعدنا ؟؟؟؟؟ أي وعــــــد ؟؟ لكنها تصرفت بفطنـــه , وما بينت جهلها بهالوعـــد.. وقالت بصوت مخنوق , بس ما احد انتبه لهالشي , لأن البرود اللي اهي انشهرت فيه بالسنين الأخيره , كان واضح عليها " لأ ..." قاطعتها منيـره وقالت " خلاص ما في داعي تقولين لها , انا بقـول لها " وقالت بطريقه حلوه " زينه اهي ما قعدت طول هالسنـه إلا لأني قلت لها , وأسفين إذا ثقلنا عليج ". كملت منيره بنفس الحلاوه "وانا قاعده احضر لها جناح بس تدرين انا مرأه كبيره وأخذ وقتي على ما احضر الشي , ما اقدر كل يوم اطلع وأروح !!!! , وأثثه بذوقي وهذا الشي خذا مني وقت طويل ,وتواعدنا انا وزينه انها بتنتقل لبيتي بعد الأمتحانات " زينه تفاجئت ان منيـره تقول عن نفسها مرأه كبيره , أصلا دم ضروسها احد يتكلم عن عمرها , عشان جذي اهي ما تحب الألقاب ! تغيرت نبرة منيره للبرود وكملت تقول " لكن عقب اللي سمعته منج يا شيخه البنت ما لها قعده بهالبيت ولا دقيقه وحده " زيــنه اخـــترعت .. صار الواقع ..وأسرع مما كانت متـوقعه . راح تكون في بيت صقــر . ماتبي .. اليوم , لأ ما تحضـرت نفسيا لهالشي . بس عزة نفســها , و ولائها لمنيـره خلاها عاجـزه انها تنقض كلامها انقلت نظرها لخالتها اللي صار ويهها احمـــر , يمكن من الإحراج أو الخجل من تصرفاتها السابقه طول السنـه , أو يمكن من الغضب ان احد شهد هالمناقشـه اللي طلعتها بصوره مو حلوه , ما تدري , وما تبي تدري .. شيخه تمالكت نفسـها بسرعه , وقالت بصوت فيه غرور " ما كنت ادري , انا بس كنت ابي اعطيها خبــر , زياد بيتزوج قريب " وكملت اهي تشـوف زينه بكـره " واهي تقدر تقعد لأخر الأمتحانات , مهما كان فإهي أرمـله ولدي .." ورجف صوتها بأخر كلمه ..وسكتت منيـره مهما كان فإهي ام ..وقلبها بهاللحظه شعـر بالشفقه الكبيره . زيــنه تخــبت ورى منيــره , واهي تحس بدموعها بتفلت , وتنهي مشهد الكبرياء اللي تحاول انها تأديه , اهي بشــر , وخالتها قاعده تضرب فيها من غير احساس بأنسانيتها . ابتسمت منيــره كأنه ما صار شي " ما عليه يا شيخـه , ادامكم تحتاجون للشقـه فبنتنا بتطلع منها , حصــل خيــر " وكملت " وألحين إذا ممكن تخلينا بروحنا " انقلت شيخه نظرها ما بين الجزء الظاهر من زينه , وما بين منيـره . وقالت " اكيــــد " لما اطلعــــت ....الغضــب اللي كانت منيـره مسيطره عليه كله طلع . و ألتفتت على زيـــنه وقالت بعصبيه " من متى هالشي يصير ؟؟؟؟؟ " زيــنه اللي نالت كفايتها هاليـوم , ما كانت تبي تصيــر لها مواجهه مع منيــره , ما تقدر تستحمل .. حاولت تغيير الموضوع , لكن بدال ما تكلحها عمتها .. فقالت ببرود " منيـره انا ما أقدر ...." وقبل لا تكمل جملتها , وقاطعتها منيــره بغضــب " وريلج فوق رقبتج بتيين معاي , ما اكو ما اقدر " حاولت زيــنه انها تشرح شنــو تقـصد بكلمه (ما أقدر ..) اهي ما تقدر تروح اليوم .. وقالت بنفس البرود والجمود مغلف وجهها " منيـره فهميني ..." منيــره عقـب اللي صار كانت غاضبه من زيـنه , قالت بنرفزه " انا عارفه ان السبب في انج ما تبين تنتقلين اهو صقــر .." منيــره تدري !!!! كمـلت منيــره " ادري إنكم فجأه صرتوا ما تواطنون بعــض , لكن بيت ولدي اهو بيتي , وانا ابيج فيـــه , واهو ما عنده مانع , واسمعيني عدل يا زيـــنه , نقاش بهالموضوع ما ابي , ألحيــن تروحـــين لغرفتج وتزهبين جنطه , وانا راح ايي بوقت ثاني اخذ باجي اغراضج .....بيت انتي انطردتي منه , ما راح تقعدين فيه ثانيه وحده " ارتاحت زيــنه من الكلام .. منيــره ما تعرف عن شي . بس تعرف انهم يكرهون بعــض . بس حســــت ان كرامتها بالحضيـــض , متمرغـــه , مطــروده , وبتلجأ لبيت شخص ما يحبها .. وراح يستحملها عشان امه . حـــست بقهــــر , وبالدموع تتجمع بعيونها . منيــره اللي تدري ان زيــنه منهانه لكن قاعده تغلف هالشي بالبرود , تحس انها مكسـوره , قالت لها بحنان " زيـنه حبيبتي ...روحــي ألحين و زهبي جنطتج ..عشان نروح " زينه وقفت بمكانها وما تحركت , وقالت بقـوه " إذا رحت معاج ..ما ..ما راح تقـولين لأحد باللي صار اهني ..صح " منيره سواءً تقصد زيـنه بهالأحد صقـر أو غيـره فمنيـره ما راح تقـول حق أحد ! وكان ردها قــوي بأن قالت " لج مني وعد ما احد راح يعرف باللي صار اهني " حســت زينه بغصه من رد منيره , هـزت راسها بالموافقه بطريقه تأكد ثقتها بكلمة منيـره , وبعدها تحركت للغرفه . شافتها تمشي وقبل لا تدخل الغرفه تذكرت شغله وقالت لها " زيــنه " ألتفتت زينه على منيــره وسمعتها تقــول " اخر مره احد يهينج , أو يقول لج شي من غير لا تقولين لي " ابتسمت زينه من بين دموعها المتجمعه بعيونها , منيــره إنسانه قويه , والأنسان اللي تحسه بحالة ضعف لازم توقف معاه . وقالت " ان شاء الله " تنهدت منيـره براحه وهدت اعصابها وقالت " ان شاء الله "
صقـــر :
حس باللي دخــل , ألتفت للباب ,وشاف ابراهيم . رد للمحرك اللي جدامه وكمل شغله . ابراهيم قــعد على كرسي وقال " هديــت ألحين يا صقـــر ؟ " من سنين واهو مو هادي , بس يقــدر يجاوب بكل صراحه ويقـول لا والله ما هديــت , انا على اعصابي . جاوب بالحقيقه اللي يقدر يقولها " راح اهدى لما يصير اللي في بالي " سأل ابراهيم واهو يشوف ايد صقـر اللي قاعده تشتغل على المحرك " واللي اهو ؟؟" وقفت الأيد للحظه , وبعدين جاوب بأقتضاب " انها تنتقل لهالبيت " ابراهيم اللي علاقته مختلفه مع صقــر , مع انه انضم للشله متأخر , قال " أه , وان ارفضـت ؟؟؟ " ترك صقــر الأشياء اللي كانت بأيده , ورماها على الطاوله بعصبيه . نفــس الفكره كانت تتردد بعقله , ومو عارف لها جواب , ان ارفضـت !!! اللي يعرفه ان ما راح يقبل الرفض , وان شي سيء راح يصير بس شنو ...ما يدري بعد السؤال مش ايده بفـوطــه , اللي توصخــت من الزيــت اللي شاله ونقله لمكان اخر في كراجه . خذا غطا ورماه على المحرك , وقال لأبراهيم " خلنا نمر على الضاحيه ...مشتهي عصير (عوار قلب ) .....ونروح لبناتك لازم اراضيهم " هــز ابراهيم راسه , وقال بصوت منخفض لكن وصل لصقــر " ألعن ابو التصريفه " ابتسم صقر ابتسامه جانبيه .. جوابه بكل بساطه , راح أذبحها .....بس هالجواب ما تقوله لشرطي !!
زينــــه :
بدت تلم اهدومها المعلقه بالكبـــت , وترميهم بسرعه لحقبيتها .. شافت شي احمر ..لفت نظرها بأخر الخزانه . مدت ايدها له .. شماغ !! شيسوي هالشماغ عندها !! لفـواز... لأ ..لأ وتذكرت ليلة وفاة فواز . وتلقائيا شدت على الشماغ , هذا شماغ صقـــر . قربته من ويهها تبي تشم الريحه ؟؟؟ وبغضب من نفسها رمت الشماغ بالحقيبه , وقبل لا تستنشق الريحـــه . ليش ابي اشم ريحة الشماغ , اشفيني مو صاحيــــه !!!! اهي اكيد يـــنت .. وبعدين شيسوي هالشماغ عندها لما ألحيـــن !!! لازم ترده لصاحبه بأقرب فرصــه . حســت بصوت عند باب حجـرة نومها ..وبعجله راحت لجنطتها وادعســـت الشماغ بين الملابس عشان ما تشوفه منيره .. ليش سوت جذي ...؟؟؟؟ اهي نفسها ما تدري ؟؟ وكملت شغلها بعجله تحط الأغراض . منيــره ادخلت للحجره , واهي قاعده تنقل الكتب اللي تحتاجهم زينه لهالسنه الدراسيه لحقيبه صغيره , وبعدين بدت تنقل اشياء زينــه الخاصه والأساسيه والموجوده على التسريحه . من غير ما تنتبه لوجه زينه الأحمر .. وقالت " نقلتي اغراضج المهمه للجناط ؟ " زينه تتأكد ان الضروريات موجوده , هـزت راسها بأي .. بدوا يسكرون الحقائب ..عشان ينقلونها للصاله . ارفعت زينه راسها وشافت صورة فواز , و اوقفت . وقالت بقلبها (مع السلامه فواز ..أه ه ه ه ه ه..قاعد يصير فيني اشياء ما هقيتها بيوم بتصير ..واضطرتني اني اترك بيتك ..لكن ما راح اتركك ابد من الدعاء .. الله يرحمك ) منيره ألتفتت لها بتعجــب , وبعدين ألحقت نظرات بنت زوجها ..وشافت صورة فواز الله يرحمه.. وألتفتت لزينـه وقالت بحنان " إذا تبينها ..روحي اخذيها حبيبتي " هـزت زينه راسها بالرفض , وقالت بهمس " لأ ..ما في داعي ..راح تقلب المواجع " وبجذي تكون طوت صفحـه وبدت بصحفه جديده بحياتها , بدت مرحله ما تدري شنو بيكون فيها .. بالسياره سمعت منيــره تقول " عطيني مفتاح شقتج , بروح من الصبح عشان ألم اغراضج الباجي " سلمت منيــره المفتاح , وداخلها غصـــه .. خلاص افقدت اخر شي مادي يربطها بذاك المكان اللي كان يسمى بيتها . وبتروح لبيت الطفوله .. بيت يملكه من تعتبره اكثر شخص تكرهه بهالدنيا ..
في المطار (أبو صقـر) :
وصـل لأرض الوطـن , ومعاه بعض من أصدقاءه .. شافهم بملل . راح للجوازات , اختمــوا على جوازه . ابتســم للموظف , وكمــل طريقه . كشــت بربعــه. وقــف ينتـظر حقيبته ..وبهالأثنــاء أفكاره قاعده تنطلق لصقـر .. يحس إنه مشتاق لصوت ولده ! ولده !! ما يدري إن كان يعتبر ظالم أو مظلوم بمعاملته لهالولد . ما راح يتصل عليــه , صقـر ما يدري أصــلاً إنه سافـر , ما في داعي يفتح لنفسـه هالباب , لكـــــــــن باجـــر بيشــوفه بيحـرص على هالشي . بضيــق تابع قـدوم الحقيبه ..تقدم , وطلعها من مكانها . خذا أغراضه , وتحــرك للخـروج , من غير لا يودع أصدقائه . أهم متعوديــن على حركاته الغريبه . موجود معاهم وينطــلق لعالمه الخاص .
صقــــــــــــــــــر :
وافقت . قرى الكلمه مره . مرتين . ثلاث . اربع . المسج من منيــره يقــول انها وافقت !!! وافقت !!!! ليش وافقت !؟ أصلا شلون وافقت بهالسهوله !! مستحيل !! بهالســهوله , اهو كان متأكد ان المسأله ما راح تكون بهالبساطه . أهو يعرفها عدل لدرجـة ان جازم ان الموافقه وراها سالفه , زيـــنه تكــرهه .. مو بس جذي تحتقـــــــره . شد على اسنانه .. اهي تحتقــره , وهذا شي اكيــد , شالسالفه !! ليش تبي تكون تحت سقف بيته ؟؟ لا يكـــون زياد بيجي وراها , ويخطبها ! بس ...بس خلاص... المهم انها راح تكون عنده , وان كانت في بيته يقدر يمنع , ويقدر يوافق على اشياء وايد . حـــس بداخله بالرضـا من النتيجه اللي توصـــل لها. سمع صــوت ابراهيم قــربه يقــول " اشفيـــك جنك عتوي كلى عشاه " ابتسم ابتسامه جانبيه , وطلع صـوت ساخر ..وقال " صار اللي ابيه يا ابراهيم ..صــار " أول شي ما فهم ابراهيم , وبعدين ابتسم وقال " والحيـــن اشبتســوي يا العتوي ؟ " ألحين بتكون حقيقي تحت نظري , وبرد اعلمها الأصول اللي نستها من جم سنـــه , وراح اعرف وقتها اشياء خافيه عني كثير . بشــوف هالمره من اللي كلمته بتمشــي , انا ولا انتي يا زيــنه . قال بغموض " ان غدا لناظره لقريب " رفع ابراهيم حاجب وقال " جني قاعد اسمع مقطع من قصـــه اسمها ( الحب والحرب ) ؟ لا يكون هذي السالفه " صدرت ضحكـــه قــويه من صقــر , وبعديـــن قال بسخريه " لا يالطيـــب , هذي القصه , قصة (الحرب ) وبس "
البارت الثالث *** بلمك وأنثرك وأجمعك وأرجع وأنثرك بإهمال ***
لما أدخلت السياره , للبيت اللي كان بيـــت ابوها , عورها قلبها . وايد اشياء تغيــرت , من أول ما انتقلت الملكيــه لصقــر , وكلما زارت البيت يختلف عليها .. عشان جذي عقب ما توفى أبوها ما قامت تزور هالمكان إلا ان كانت مضطره . البيت يقع على أرض واســـعه , واهو في وسطها , بعد البوابه الرئيسه موجوده حديقـــه و ممر طويل بالسياره للبيت . البيت نفســه اختلف بالشكل الخارجي , انصبغ بلون ثاني , وانضاف له خشــب , بشكل راقي وحلو كزيـنه . حتى دوانية ابوها هدمها ..وصار مكانها حديقـــه . صــدت عن البيت , وشكله الجديد . اتحس انها من باب الولاء لأبوها لازم ما تعجب بالشكل اليديد , هذا البيت اللي خذاه صقــر , واللي ابوها باعه مجبـــور , ومغصوب . عضت شفايفها , ما صدقت انها ألحيـن بهالمكان , وبهالوقت من حياتها . نزلت من السياره , ظهرها مشدود , وراسها مرفـوع , تأملت الباب بغرور .. حتى الباب تغيـــر !! اطلعوا الخدم من الباب الرئيسي , لأجل يشيلون الحقيبه . أدخلت بعد منيــره للبيــت . وقالت بصوت هادي " منيــره " لفت منيــره عليها , وكمــلت " احـس اني تعبانه " منيــره كانت تدري ان التعـــب نفسي مو جسدي ..فأسكتت وما علقت . اما زيــنه فكملت " ويــن غرفتي ؟ " ابتســمت لها منيــره بهدوء " غرفتج اهي نفســها ما تغيـــرت , تبين اقول حق الخدم ايبـون لج عصير تشربينه أو شي !؟ " هـزت زيــنه راسها بهدوء وقالت " لأ , مشكــوره " أصعدت على الدرج المعروف لها ..ووقفت جدام غرفتها وأدخلت , تنـــهدت بتــــعب شديد .. فراشها الواسع , وخزاناتها , التسريحه , وبرداتها ..ما تغيير فيها شي..منيره مع كل التغييرات ما حركة قشه بهالمكان ! كل شي مثل ما تركته اخر مره شافت غرفتها . وهذا حسسها بالإرتياح على الأقل هذا المكان تعرفه , وتحس بالأنتماء له , غرفتها .. انقلت نظرها على كل شي موجود كأنه الزمن وقف بهالغرفه .. حست بألــــم بقلبها ..ردت لهالبيت ..بعد ما كانت مجرد زائره فقط طول مدة زواجها . بعد جم سنـة زواج ردت اهني ..! تحس جنها مشــــت , ومشــــت وردت لنقطة البدايه . شالت الجناط المحطوطه عند الباب , وطلعت الملابس اللي تبيها . وطلعت كتابها .. لكن التعب كان ماليها , مو قادره تركــــز . خاصه انها تكره هالبيــت ألحيــن , وتكره كل الذكريات اللي لها فيه . انســـدحــت على الفــراش . وضمــت كتابها . تبي تغفي شوي , وبعد شوي راح تقـــوم . خذت موبايلها وضبطت ساعاتها على الساعه 12 . بعد ربع ساعه ادخــلت منيـره للغرفـه , وشافت زينه نايمه .. تنهــدت براحــه . مرتـــاحه وايد انها صارت في بيتها , ألحيـن تقدر تتأكد انها بخيـــر . ألقت نظره سريعه على الغرفه , ما قط دخــلت هالغرفه بوقت غياب زيـنه عنها , احتراماً منها لخصوصية زيـنه , دايماً كانت تعتبر هذي الغرفه خاصه لزيـنه حتى بعد ما صار البيت ملك لولدها , ما في احد يدش هالغرفه إلا الخدم للتنظيف فقط لا غيــر... قـربت منها , واقعدت على الفراش , واضح عليها التعب . شافت الدمعه الجامده على خد زيــنه , ما مسحتها , ولا تحركــت , خافت انها تقعدها من النوم..واهي تبيها ترتاح . قامت من قرب السرير , وخذت اللحاف , وغطتها فيه , وتوجهــت للباب واطلعت . واهي تقـول بعقلها ( ان شاء الله ترتاحيـن بوجودج عندنا اهني , ان شاء الله )
نور :
كلما تذكر الموقف اليوم تتوتر .. حتى امها كان واضح عليها الضيـق من بعد ما طلعوا من بيت خالتها شيخه . يمكن راح تتصل على خالتها منيره , وتقول لها , أو تعتذر منها على اللي صار بزينه . يا ربي انحطوا بموقف بايخ . يعني خالتها شيخـه من صجها تسوي هالشي فيهم الله يهداها . واضح من تصرف زينه انها ما تدري ان فيه احد بيدخل شقتها .. تخيلت نفسها بنفـس موقف زيـنه وتضايقت , مستحيل راح تقعد في بيت خالتها شيخـه , على الرغم من اعجابها بالشقـه , لكن مستحيل راح تثق بأستقلالها , وتحس بالأمان واهي تدري ان خالتها شيخه احتمال تدخل بأي لحظه , أو تدخل ضيوف . من الواضح ان العلاقه مو جيده بين الطرفين . خالتها شيخه انسانه غريبه , واهي مو حمل هالشخصيات . اهي ودها بأمان وسلام بحياتها الزوجيــه , واهي تدري ان زياد ممكن يوفرلها هالشي . بس خالتها !! امها غنيمه طول عمرها تقـول البنت ما تتزوج الريال بس ..تتزوج اهله بعـــد !! يعني اهي راح تتزوج خالتها شيخـه , واهي من ألحين ما تتوافق مع شخصيتها . الله يعينها . لأنها بهالمرحله ما تقدر تتخلى عن زياد . صار له مكانه بقلبها .. الله يخليه لي . كأنه حـس فيها لأن بهاللحظه بالذات , رن تليفونها , ونور اسمه شاشة الموبايل . اضغطت الزر الأخضر للإجابه واسمعت صـوته يقــول " ألو " الألو الخاصه فيه , فيها لكنه امريكيه تزرع الأبتسامه بوجهها دايما . قالت برقـه , واهي مستلقيه على فراشها وتلعب بشعرها " هلا والله " قال لها بصوت فيه حنان " هلا فيج حبي " وسكــــــــت ابتسمت اهي لأنها تعرف انه لما يرد من المستشفى بعد المناوبه لازم يتصـل فيها , لأنه يكون تعبان , ولأنه غالبا ما يكون عنده وقت يتصل خلال اليوم . وغالبا يكون ما له خلق يسولف , فيقعدون ساكتين يسمعون انفاس بعض إلا إن كان واحد فيهم وده يقول شي . اهي تحترم الصمت , وزياد يحترم هالشي بعد . قالت له " ها توك راد من المستشفى " تنهد وقال " اي بالطريج , عاد تصدقين مالي خلق اسـوق , احس جني ما راح اوصـل للبيــــت " اهي بتلقائيــه وخوف " اسم الله عليك , ان شاء الله راح توصل بالسلامه " ضحــك بتعــب وقال " فديـــت اللي خايف علي والله " سكــــت وبعدين قال " انا داق هالمره عشان شي ....اممممم ...بس التعب نساني شنــــو ابي منج !! " سكتت تنطره يقـول اللي يبيه , وبعديــن لما لاحظت انه ما تكلم قالت " امـــر ! " وكأنه تذكــر قال " اي اي اي , شــلون زيارتج اليوم لبيتنا ؟؟؟ عسى استانستي ؟؟" وقفت ايدها عن اللعب ببلوزتها .. ومن غيــر اي شعور زفــرت بضيق . واهو سمع هالزفــره بصوره واضحــه جدا ! وهالشي اثار استغرابه !! عقــد زياد حواجبه باستغراب , وقال " نور , اشفيــج ؟ " تمالكت نفسـها واستوعبت اللي سوته .. وقالت بمرح مصطنع " لا حبيبي ما فيني شي ..الحمدلله الروحه كانت ..." قاطع كلامها زياد وقال بضيق " نور , قــولي الصـج شصاير ؟؟ ما في داعي تخشيـن علي , انتي تدرين اكره ما علي التخشش والأسرار " تذكرت نصيـحه ثانيه لأمها ( لا تشكيـن اهل زوجج , لزوجج , لأن هالشي بيخليه بدور المدافع حتى لو كنتي على حق و راح يمتعض منج ويتضايق ) ترددت أول شي وبعدين اعملت بنصيـحة امها " لا يا زياد ما فيني شي " صـوته صار اكثر جديه " نور انا حاس ان فيج شي , بتقـولين ولا اسأل امي , أو خالتي غنيمه " اهني اخترعـــــت , وحاولت اتغلف اللي صار بأحسـن شي ممكن . وقالت " لا ...لا ...لا تقــول حق احد .." وكمــلت " المســأله وما فيها , انه خالتي يزاها الله خيـر كانت تبي توريني الشقــه اللي اقترحـت ان نسكـن فيها انا وانت .." سكــــتت بضيــق بعديــن قالت بصوت منخفـض شوي " ودخلنا بهالشقـه ولفينا فيها , ودرنـــا ..وامممم ...و....دخلــت زيـــنه ..مرة اخوك , والواضح انها ما كانت تدري ان في احد راح يدخل شقتها بذاك اليــوم ...وامممم ..و صراحه هالشي فشلني و وترني , ما ادري ..بس يمكن انا فاهمه غلط , يمكن زينــه تدري ...وانا فسـرت برودها المعتاد على انه جهـــل بزيارتنا " طــول هالفتره زياد كان ساكـــــت مصــدوم من تصـرف امه اهو ما قط اوحى لأمه انه راح يعيش بشقة فواز , اصلا مستحيل يعيش بشقه اخوه سكنها , وتعيش فيها ارملـته بالوقـت الحالي . هالشي عيـــب حتى انه يفكــر فيـــه . استحى من زيـنه مرة اخـوه , واستحى من خطيبـته .. امه قصـــت ويهه . نور لاحظت سكــوت خطيبـها وقالت بتساءل وخوف من انه حس بأهانه " زيـــاد !!! " " هلا " ردت تقــول والخوف يسيطر عليها " انت معصب علي ؟؟ " تنهد وقال واهو يهـز راسه " لأ ...لأ حصـــل خيــر يا قلبي , انتي لا تفكرين بالموضوع ألحيــن " وكمـــل بهــدوء " انا ألحين وصــلت البيـــت يا نور " اهم شي قال لها قلبي , اهي ارتاحــت اشوي من هالكلمه .. وقالت بهـدوء " عيل اخليك , عشان ترتاح ..." ابتسم , وقال " تصبحيــن على خيـــر ..احبــج " ارتاحــت اكثر من اعتراف الحب .. وقالت برقــه " حبتك العافيـــه " ضحــك بهدوء " ما ادري متى بتقولين لي ..وانا بعد !! " قالت بتزمـــت لطيف " لما نتزوج يصير خيــر " انتهـــت المكالمه .. واهو بعده متضايق من تصرف امه . لكن اهو عارف انه راح يكلمها , وان كلمها بيختار الوقت المناسب بدقـــه خاصه ان امه عانت وايد بعد وفاة فــواز ., ما راح يعيش بشقة فواز هذا شي اكيد . وراح يبين لأمه ان مرة فواز اخــوه لازم ما تنهان , لأن فواز بحياته اكيد ما كان راح يسمح بهالشي . الله يرحمك يا فواز . أو إنه الأحسن إنه يكلـــم أبوه ؟؟ لا ابوه مسافر وما يصلح يضايقه بهالسوالف ! يا ليتك يا فواز تدري اشصار فيني وفي امي وفي ابوي في غيابك .. نـزل من سيارته , واهو يفـكر بالطريقه اللي يقدر يفتح فيها الموضوع مع أمه . موضوع إنه زيـنه اهي أرملة أخوه , والمفروض إنها تعبـر عن حبها لولدها المتوفي بإكرام زوجتـه . البيــت كان مظلم من الداخل , وتوقع إنه الكل نايم , لكن توقعه ما كان بمحله , لأنه واهو قاعد يصعـد الدرج سمع صـوت يصدر من الصاله تحـت . والغريـب إنه صـوت بكى . للوهله الأولى تصور إنه قاعد يتخيل , ويتوهم من التعب . لكن لما صدر للمره الثانيه . نزل ..ودخـل للصاله , المضاءه على خفيف . وشاف أمه . ما يعـرف شلون يواسي أمه , اللي على الرغم من مرور سنه ونص مو قادره تتخطى وفاة ولدها . واهو عارف بقرارة نفسه إنه ما يقدر يعوض غياب فواز , لكن أحياناً يحس إنه لازم يحاول . قـرب من أمه , وقعـــد يمها على القنفـه ..أمه ما حاولت تخفي بكاها ودموعها , بالعكـس زاد تأثرها ودموعها , وشهقاتها . أول ما حط إيده على كتفها , ضمــته , كأنها كانت تنتظـر هالشي ! وقالت بصياح " بعــ...ـض المــرات أتخيـ..ـل إني أسمــع صـوته " حــس بعيـونه تغــورق بالدموع . الألم بصوت أمه يذبحـه خاصه إنه ما يقدر يســوي شي . عجــز يمنع دموعه من التساقط الكثيــف ..أمه قاعده تتكلــم عن أخــوه الوحيــد ..أخوه الحبيـــب . " اتخيــ..ـل ضحكته ..بعــض المرات اشـ..ـوف الدري أتوقع نـزوله ..لكن مو قاعد ينــزل يا زياد " " طردت زيــنه ,,طردتها ." انصـــــــــــــدم , جفــت الدموع . كان بيبتعد عن أمه ويقــولها ليــــــــــــــــش .. لكن استوعــب أنه أمه راح تتكلم من نفسها , وإنه إن تركها بتنهار أكثـر , فضمها أكثـر . وهذا خلاها تكمـــل والبكي يقطع كلامها " ما أقـ..ـدر أستحمل أشــ..ـوفها , تذكرني بولـــ..ـدي , اللي راح بشبــــ..ـابه " وكمــلت " أتـذكـ..ـر إنها احرمتني من الأحفـ..ـاد " وانهارت بكي .. ولما هــدت أمه ..همـس لها " بس هذي كتبة ربج يمــه " ردت بنفس الهمس " أدري ..أه ه ه ه بس هالشي مو قاعد يمنع احساسي " زيــنه ما عندها أهــــل . كان خايف على أرملة أخوه . بس لازم يقرب من هالموضوع بخفـه عشان أمه ما تعصب أو ترد تنهــار . قال بهمس " وين راحــت ؟ " غمــضت شيخه عينها بتعـب عقب إنهيارها ..وقالت " منيره كانت قاعده تزهــب لها غرفه في بيتهم ..مو مهم وين تروح ؟ ..المهم إنها راحــــت " عرف زياد إنه عليه واجـب .. إنه يروح لأرملة أخـوه ..ويحاول يردم الشق اللي سببته أمه .
زيــــــــــنه :
قامت من نومها , ما تدري شنو اللي صحاها , لكن الغرفه كانت غارقه بالظلام , و احد مغطيها باللحاف . ردت غمضت عيونها . وردت افتحتها لما اسمعت الصوت اللي شكت انه قعـــدها . بدت تتحسس الفراش عشان تمسك مصدر الصوت , ولما امسكـــته , افتحت عينها . الساعه 12 ونص ! اهي حاطه منبه عشان الساعه 12ونص !!!! ليــــش !! عيونها تعبانه , تحس انها تغمض من نفســها . واااااي دايــخه , بس في شي ناغزها ان وراها شي , بس شنو ما تذكر .. قاومت نفســها , واقعـــدت على الفراش , واهي مغمضه عيونها على أساس تريحهم , وقعدت تبعد شعرها عن ويهها بغضــب , خاصه ان شعرها طال بالفتره الماضيـه , وواصل إلى نص ظهرها تقريبا , أو اقل شويــه , واهي من زمان ما طولته جذي . لمست ايدها الفراش , تدور على شباصـتها , لما لقتها اربطت شعرها . ونزلت ريلها عن الفراش ..واهي لازالت مغمضه عيونها . أفتحت عيونها . وبعد ما تعودت عيونها على الظلام لاحظت ملامح غرفتها القديمه . عضت شفايفها ..وصدر منها صــوت احباط .. يعني كل اللي صار ما كان كابوس تقدر تصحى منــه . لأ اهو الواقع .. كل يوم لما تقعد من النوم , من وقت وفاة فواز واهي تحس ان كل اللي قاعد يصير كابوس , وكل يوم الكابوس يزداد بشاعه ..لكن بالحقيقه اهي مو بكابوس , اهي قاعده تعيش واقعها . ألحين اهي في بيت صقــر , هل راح يزداد الوضع بشاعه اكثر من جذي . مستحيـــــل !! ما تظن .. طق المنبه مره ثانيه من الموبايل .. راحت له ..الظاهر ما سكرته امساعه . شافت الكتاب ,أووووووه صح عليها امتحان !! اهئ اهئ .. ألحيــن وقت الدراســه !! بتروح الحمام تغسل ويهها , وعقبها راح تاخذ الكتاب وتروح للصاله تدرس . آه الله يعيني مالي خلق حدييييييييي وهي طالعه من الحمام وماخذه بإيدها الكتاب سمعت صـوت سياره ..ولفت على مصدر الصوت ..وقادتها رجلها للنافذه .. ابعدت الستاره اشوي . ولاشعوريا , ارفعت كتابها وضمته لصدرها .. اهي غرفتها مطله على الفناء الخلفي الواسع للبيت .. المكان اللي موجود فيه الملحق المتغيــر كليا , واللي شكله كأنه بيت صغير , و كراج كبير , والدوانيه اللي سواها صقر لنفسه .. واللي فيه بعد.. البوابه اللي غالبا ما يدخـــل منها صقــر !! كل هالإضافات صارت بعد ما صار حضرته صاحب هالبيت . مالكه الحالي , وألحيـن أضافها اهي بعد و ضفها الفقيره المسكيــنه عشان يكسب فيها اجـــر .. يا ترى يدري إني موجوده ؟ ولا لما ألحين منيره ما قالت له ؟ شنو بتكون ردة فعله إن عرف بوجودي ؟! شافته يوقف سيارته . وينــزل منها . رفع راســه للبيــــت كأنه يحاول يشوف شي .. تقدر بعقلها تتخيـــل ملامحه بالضبط على الرغم من الفتره الطويله اللي ما شافته فيها , وعلى الرغم من أن الظلام والبعد ما بين النافذه وبين مكانه مخلي ملامحه ضبابيه . حست كأنه قاعد يشوفها , تحس كأنه عيــنه على غرفتها . ورجعت لورى تلقائيا !!! , لكن بعدين استوعبــت انه مستحيل يشوفها , ما كانت راح تبين , اهي متأكده من هالشي . فارجعت لمكانها تتأمله واهو يتوجــه للملحــق , مكانه ألحين , ومكانه من قبل لا يكون مالك البيت . حســت بغصـه في بلاعيمها , وحرقه في عيونها . ما تبي تغمض عينها عشان ما تنـزل الدموع . اللي يبينا عيت النفس تبغيه *** واللي نبيه عيا البخت لا يجيبه هذا البيت اللي اهي كاتبته على حافة النافذه من سنين طويله اهو اللي برز من بين عدة أبيات اهي كاتبتهم بنفس المكان..تحس كأنه من عُمر ثاني ..من عالم ثاني . مررت اصابعها على الحروف المكتوبه باللون الأسود . وأزاحت نفس الأصابع الستاره عن الحائط . مكتوب على هذي الطوفه بأيدها أبيات عديده من الشعر اللي تعبر عن عدة حالات نفسيه إهي مرت فيها خلال السنين الطويله اللي احتلت فيها هالغرفه . أظافرها احتكت بالأبيات العديده بنيـه إنها تمحيها من الوجود , وما انتبهت للصوت البشع اللي طلع . سندت راسها على الكلمات ,و أدفئت انفاسها الحروف الجامده . ونزلت دمعه يتيمه من عيونها .
صقـــــر :
كان مستلقى على فراشـــه , مو مســـتوعب احداث اليوم , كان راسه متوجـه للدريشه المفتوحـه بغرفته , قاعد يتأمل البيـــت . موجوده في بيته , موجوده في بيته , اللي احلفت انها ما ترجع له , كاهي ارجعــت له . ومشـــت كلمته اهو .. هه . على الرغم من تعبــه ورجوعه من السفر مو قادر ينام من الأفكار . شاف ساعته ولاحظ ان الوقت مر بسرعه من لحظة رجعـته من الدوانيــه . ولاحظ الألوان اللي تارســه ايده , ابتسم ..دلال وداليا استانسوا على ايده وقعدوا يرسمون عليها ..وهذا كان سبب سخرية الشباب منه بالدوانيه .. سمع صــوت الأذان الأولي لصلاة الفجــر . تنهد وقام من فراشـــه , واهو يحس ان جسمه راح يتكسر من التعــب . راح يتسبح قبل الصلاة عشان ينتعش , ويصحصح . تحت ذرات الماي , كانت افكاره تنطـــلق لها . وده لو يقدر يحطها بغرفه ويقفل عليها , ويستجوبها , إي يستـجوبها ويسأل عن كل شي ..كل شي لعيـــــن سـوته من وقت وفاة زوجها .. زاد من قــوة الماي اللي قاعد يطيـــح على راســــه بقـوه ألحيـــن . وده لو يكون له سلطه عليها . وده لو يأمرها وتسمـع كلامه , واهي مجبـوره . لكنه عارف ان ما بيده شي , طول عمره ما له صفه عليها . رفع راسه للماي واهو مغمض عيونه . وبعدها رفع ايده الثنتيــن ورجع شعـــره , وحرك راسه يمين ويسـار تحت ذرات الماي , يحاول يسترخي . بس وين يستـرخي ..وشلون ؟ طلع من الحمام , وبدل بســرعه عشان يلحق على صلاة الفجر بالمسجد بعد مارجع من الصلاة, راح يسترخي شوي بغرفته بالملحق , وبعد كم ساعه , قام و توجـــه للبيت عشان يتريق مثل العاده مع منيره .. وأثناء مشيه بالحديقه رفـع راســـه وشافها تمشي.. انصدم من شوفتها , أنه يدري ويسمع أنها موجوده غيــــــر عن النظر , أخر مره شافها كانت بغرفة المستشفى , يوم وفاة فواز. تباطئت خطواته وعيونه تتابعها بطريقه لا إراديه . هبت نسمه هوا خفيفه حـركه شعرها وخلت خصله منه تجي على وجهها تلثم خدها وشفايفها الورديه بتمرد . لاحظ شبح الإبتسامه على شفايفها , وكيف انها ابعدت خصلتها برقه . سنــه تقريبا مرت من أخر مره شافها ..ولازالت على نفس جمالها , وعلى نفس هالة الرقه والبراءه..قست نظرته للحظــــه.. هذا الشكل بس ..من الداخل غيــر تزاحـــــمت بعقله الكلمات اللي انقالت امــس , حس بنفســه كنه عاش اللحظه من جديد ..غمض عيـــنه عشان يتمالك نفســـه ..ورد فتحهم .. كلام أمس لما ألحيــن طازج بعقله شد على ايده اليميـن وورجع يفكها , ورد شد على ايده وورجع يفكها .. لما عرف أنه يقدر يتمالك نفســه , وأنه يقدر يتعامل معاها من غير ما يفقد اعصابه.. رد تأمل شكلها . نقل نظره على فستانها القصير الواصل لتحت الركبه بشوي , والكاشف عن ساقها , ورفع نظره لذراعها المغطاة لأنزل من الكوع بشوي , والباقي مكشوف. حتى الشكل ما فيه براءه ! نقل نظره عليها بأشمئزاز .. شكلها هذا ينرفـــزه ويقززه , ويثير اعصابه !! وانا عشان جذي ابيها عندي , عشان ارد اعلمها , عشان افهمها الصح والخطأ .. عشان ابعدها عن زياد !! نقل نظره بغضب على ملابسها اللي متأكد إنه زياد أكيد شافها فيها مليون مره , الكل شاف جمالها اللي ما تبي تخفيه عن الأنظار , الكل .. وتعمقت نظرة الأشمئزاز . زيــنه فجأه حـــست فيـــه ..ما تدري شلون عرفت بوجوده , من الطاقه السلبيه الصادره منه , ولا في شي ثاني ...ما تدري .. بس للحظه انتقلت عينها له وأنخطفت انفاسها للحظه . خطوتها توترت .. شافته ينقــل نظره على ملابسها , وفي عيونه و وجهـه نظرات اشمئزاز .. بــعدت عيـــنها عنه , لأنه قلبها بدى يطق أسرع من المعدل الطبيعي ! ما كانت تبي تشـوفه , ما تبي تشــوفه بهالسرعه وقبل توجهها للإمتحان . ما شافته من فتــره طويله , وألحيــن إنها تشـوفه قبل لا تتحضر نفسيا شي ما كانت مستعده له . تكرهه , من كل قلبها تكرهه .. تكره طوله , تكره رجولته , تكره قوة شخصيته اللي تفرض وجودها بكل مكان من غير ما ينطق , تكره أنه يملك القدره على توصيل إحتقاره وإشمئزازه من غيـر كلام ... إغتاظت إنه نظرته حسستها بعدم الثقه بشكلها . نزلت عينها بنظره سريعه لملابسها الراقيه والبسيطه , ليش قاعد يشوفها بهالأشمئزاز .. بعدين سكتت روحها بغضـــب . اهو منو عشان تهتم برايه ..اهو ولا شي بالنسبـــه لها .. ما انتبهت انها أوقفت عن المشي , إلا لما لاحظت إنه تحرك متوجه لها , ارفعت راسها بتكبر وبرود , وبصوره دفاعيه . اهو توجه لها ببرود بعد ما خبي اشمئزازه , وغضبه من ملابسها . سمعت صوته القوي والعميق يقول لها " السلام عليكم " بعدت عينها عنه كأنها مو مستحمله تشوفه " وعليكم السلام " تدري إنها لازم تشكره على الضيافه , بس ما تقدر , ما تقدر ترغم نفسها إنها تقوله هالشي !! وكل أفكار الشكر طارت من عقلها ..لما قال بصوت منخفض ساخر "الحمدلله على السلامه " الصقر قال الكلمه اللي ظلت تتكرر طول الليـل , طول الليل من أول ما وصل له المســج , ردت الفراشه الجميله له ! ..لبيـــته ..الحمدلله على السلامه يا فراشه . زينه اسمعت كلمة الحمدلله على السلامــه ,و أرفعت نظرها لعيونه بطريقه سريعه ..وأفهمــــت قصده كان قصده واضح ..قصده قمه بالوضوح كلمته كانت اعلان نصره وهزيمتها .. لأنها ردت ..ردت لهالبيت اللي أقسمت إنها ما ترد له أبد .. ردت عقب السنين الطويله واهي مهزومه مالها مكان , ولا لها شهاده , ومعتمده كليا عليه .. شدت على الكتاب اللي بيدها بقســوه . أما اهو فعيونه انتقلت لأيدها وشاف الضغط اللي قاعده تمارسه على الكتاب اللي لو ما كان جماد كان صرخ من الألم . إيه يا زينه الحمدلله على السلامه , أخيرا رجعتي للبيت اللي هجرتيه من سنين زينه اللي كانت تحاول تتماسك ..رفعت حاجب وقالت بصوت هامس وبأستهزاء " سلامه ...!! " وجودها عند صقـر أبعد ما يكون عن السلامه . تغيرت نظرة عيــنه للسواد وقال ببرود " رديتي حق بيتج ..أكيد سلامه" ردت بغضب فلت منها للحظه " تقصد بيتك !! " قال بأسلوب متملل ساخر " بيتي ! , بيتج ! , بيت منيره ! ..اللي أهو..... المهم انج رجعتي له " إهي كانت منصدمه من روحها .. شخصيتها الملتهبــه أخرجت من الغطاء الجليدي اللي اهي محتميه فيه من فتـره طويله !! هالشخصيه اللي ما تطلع إلا إن كان اهو موجود , اهو الوحيد اللي يقدر يستفزها ويستفز هالشخصيه إنها تطلع . ما راح تسمح له إنه يعاملها بهالطريقه ..راح تتجاهله ..ما راح تتكلم معاه .. ألتقت عيونهم ..وصـــدت .. واهو بدى يتأملها .. توها بتتحرك , لما سمعت صوته يتخلى عن السخريه ويقول لها بجديه " طالعـــه ؟ " نقل نظره على اهدومها ..بطريقه وضحت رايه بهالنوع من الملابس ! ارفعت راسها له , وانتبهت لطريقته بالنظر لهدومها , واغاظها هالتصرف بطريقه إهي ما كانت متصورتها , ألتقت عينها بعيــنه كان ودها لو تقوله مالك شغل لكنها تمالكت نفسـها , وفجأه حست بالرضى , ما يقدر هالشخص إنه يتدخل بهدومها , إهي حره وهذا خلى عيونها تشع برضى واهي تقول ببرود " اي " سكـــتت وبعدين قالت بهدوء " عن إذنك " تحــركت مبتعـــده عنه واهي فرحانه إنه كرهها واحتقارها له ما أثر فيها لدرجة إنها تتخلى عن برودها , أما اهو فتابعها بنظره إلى إن وصلت للسياره ,و عقـــد حواجبــه بغضب لما لاحظ إنه حضرتها بتروح مع السايق بروحها !! وهذا خلاه يوقفها للمره الثانيــــه بصوته القوي وبطريقه عاديه , وخطواته اللي جت وراها " مع منــو بتروحيـــن ؟" لفـــت عليه بغرور وتكبر, وقالت ببــرود " عفــواً !! " بنــفس البرود والقوه وقف قبالها , وهالشي خلاها ترفع راسها لأنه طويل وايد بالنسبـه لها , فإهي راسها تقريبا يوصل لكتفـه , وهذا الشي يؤثر على ثقتها بنفسـها !! قال بصقيع جليدي يصدر منه " مع منـو بتروحيــن ؟؟ " عيونه نقلت عدم رضاه , لأنها بدت تتحول للأسود القاتم ! بدت تتوتر , صقـر ما يرفع صـوته , صقر يبين غضبه بصوته , ونظرة عيـــنه . لكن مظهرها ما عكس ردة فعلها .. فإهي بكل هدوء وبرود جاوبت " عفــوا يا صقــر ..أنت فهمت غلط إن كنت تظن إن وجودي في بيتك يعنـ..." قاطع كلامها بعد ما قرب خطوه منها , وقال بجمود " إنتي اللي فاهمه السؤال غلط ! , انا قلت " وعيـــنه بهاللحظه زاد سوادها "....مع ....منـــو ...بتروحيـــن ؟ " أثنينهم اعرفوا ان المسأله تحولت من مجرد سؤال لتحدي . وإهي كان جدامها خيارين . يا إنها تفرض نقطتها بإنه ما له دخل فيها , وتضيع إمتحانها !!! لأنه أهو ما راح يخليها تمشي جذي ! يا إنها تجاوب , وتخلص وتلحق على الإمتحان .. طالت لحظه السكوت ..وطالت لحظة صراع الإرادات القاسي بين الإثنين ! وبالنهايه اللي خسـر إهي . ابتســمت ابتسامه ما وصلت لعينها , ابتسامه كلها برود , وتكلمت كأنها تخاطـب طفـل ما يفــهم شي " مع فاروق مثل ما أهو واضح ..لأني رايحه حق سيارة فاروق !! " كان قاعد يبتسم بسخريه على اسلوبها ,لكنه كمل بجمود وقسوه علمتها أنها من الأفضل لها الإجابه " بس فاروق ؟! " ردت ببرود "شالسؤال ..." قاطع كلامها بقسوه " بس ؟! " ارفعـــت نظرها لعيــونه , وانكســرت عيونـــها من قوة نظرته . حست كأنها طفله , قاعد أبوها أو اخوها يقومونها , واهي اكرهت هالشي ..لأنها مو طفله ..مو ياهل . وقالت ببرود " اي " كان قاعد يتأمل قمه راسها المنخفض بعد ما انكسرت نظرتها , وبعيونه نظره لو شافتها زينه بهالوقت جان استغربت . حط ايده بمخباته , وشد على القماش . اما اهي فما حست ولا شافت نظراته ! بس حست لما تركها وراح حق فاروق ,و قال له " انطــر اهني لا تتحرك إلا لما أنا اقـولك " رد السايق بإطاعه تامه " انزيـن بابا " انقلت نظرها بينـــهم بصــدمه , وبدت تخترع .. امتحانها . شلون يعني . حســت نسمها بدى يروح وإهي تتخيل إنه تعب الكورس كله راح يضيع عليها , بس وجهها كان قمه بالهدوء , كان ودها تتكلم بس ما كانت واثقه بصوتها . وبعدين عصبت ليش ما يتكلم معاها اهي ..ليش يكلم السايق !!!!! رد لها وقال بجمود " ميري بتروح معاج " ردت بكل تظاهر بالبرود تقدر عليه " راح اتأخر عن موعدي " ما كان منتبه لكلامها لأنه فجأه صــرخ " ميري ....ميري " اهي انقـزت مخترعة من صرخته اللي ماكانت موجهه لها , ولا كانت متهيئه لها , وبعديـــن ألتفتت لجهة البيت لما شافت اعيــونه موجهها الى هناك , وشافت الشغاله . اللي جت تركض . رد عيــونه لها وقال ببرود " ميري بترافقج بكل طلعاتج , إن كنتي بتطلعيـن مع السايق ...." وقف عن الكلام للحظات بعد ما شاف الأستنكار بعيونها , لكن كمل بعدها " بهالبيت في قواعد وقوانين وأنتي مثل سكانه الثانين راح تلتزميــن فيهم وأولهم هالشي " الأستنكار ظل موجود بويهها لكن ما انطقت بولا كلمه ما كانت واثقه من قدرتها على السيطره على صوتها إن تكلمت , بس كانت قاعده تشوفه بجمود . أهو كان بكل بساطه يبي يخلص هالحوار فتحـــرك من مكانه وقال بعد ما عطاها ظهره (لكن مو قبل لا تشوف السخريه بملامحه ) " موعدج لا تتأخرين عنه " قال بصوت عالي لفاروق " فاروق روح مع ميري , وأخذوا ماما زيـن , ما تجي أنت و ميري إلا وماما معاك " الإستنكار من أسلوبه وأوامره خلاها بحالة جمود مو قادره تتحرك. مو مصدقه أنه بكل غرور يصدر أوامره ويتوقع منها أنها تنفــــــذ . اصدر أمره واهو يدري إنها تكرهه وتحتقره . يتكلم معاها كأنه أمس شايفها وقاعد يتعامل معاها بناء على هالشي , ما كأنه صار لها فتره طويله من أخر مره شافته فيها . ما كأنه وضعهم ما يسمح بالتعامل الراقي مع بعض ! وما يسمح إنه يتكلم معاها أصلاً . ما كأنها مرأه ناضجه سبق لها الزواج ! انقلت نظرها بين ظهر صقـر المتوجه للبيت وبين السايق . ما تصدق انها مجبـوره تنفذه , ما تصدق !! ما تبي تنفـــــذ الأمر ! ما راح تنفذ .. بس امتحانها .. بس بعد اهو ما له كلمه عليها , ما له كلمه عليها . قال شنو !!!! قال قانون ...قال .. كان ودها تعاند , بس ما تقدر ..السايق مو سايقها , والسياره مو سيارتها , البيت مو بيتها . مو بس جذي إن عاندت , فإهي قاعده تعاند روحـها .. اهو ما راح يتأثر إن عاندت اهي اللي بتخسر .. هذي واهي توها جايه للبيت وصار لها جذي , وهذي اهي توها جايه بدا يتحكم .. بعدين شبيصير فيها ؟!!. مع كل اللي يدور بنفسها ويهها ما كان ينقل أي من مشاعرها !! اما صقـــر فكانت عيـونه زايد سوادها , أول ما ابتعد هنأ نفسه إنه ما صرخ فيها بغضــب , لأنه هذا كان احساسه أول ما شافها . كل اللي صار أمــس بالعرس تردد بعقله , كل حرف من كل كلمه , مو قادر يمحي شي . وشوفته لها اليوم كانت اختبار فعلي لقدرته على السيطره على اعصابه ونفســه .. زيــــــاد ما راح يطولج يا زيـــنه , ما راح يلمس شعره من راسج , وانا راسي يشم الهواء , ما راح أسمح للناس إنها تتأكد من صحة الإشاعه اللي كانت منتشره. راح تعرفين إن في من يحكم على تصرفاتج واللي اهو أنا ..واليوم الدرس الأول هذا أول الغيث يا زيـــنه . وشوي شوي بتتعلمين الأشياء اللي الظاهر انج نسيتيها .
كانت قاعده تاكل الفطور . زيـــنه توها اطلعت لأمتحانها . ما كانت متطمنه عليها , صايره وايد تسرح وما تركــز من وفاة زوجها !! واللي مضايقها انها حست إنه زينه ما كانت مرتاحه انها تاخذ السايق . اهي قالت لزينه انها بتروح لشقتها اليوم وبتاخذ كل اغراضها , وهالشي قابلته زيـنه بهـزة موافقه من غير ما تتكلم .. دخـــل صقــر عليها , واهو لابس جينز وتيشرت مثل كل مره لما يروح لكراجاته .. ودخوله العادي عليها , خلاها تتضايق ..وتقول بصرامه " ما تدري ان في وحده بهالبيت انت مو محرم لها ..قبل لا تدخل لازم تتنحنح ..." كان واضح عليه تعكــر المزاج .. لون عيــنه صاير يخرع ..مثـل ابوه !!!! ردت تاكل واهي ما تحب تفكــر بناصــر ..لأنها اهي اللي بيتعكــر مزاجـها قعد صقــر , وقال بصوره مقتضـبه " شفتها تطلع مع السايق وميري " عقــدت منيـره حواجبها " ميري !!!!! " صـب لروحــه حليــب وقال " ايي ميري ..." رفع عيــنه لأمه , وقال ببرود " لا يكون كنتي تبينها تطلع من السايق بروحهـا ان شاء الله !! " ابتسمت منيـره برقـه لولدها , دايما جدي , ويفكـر بأشياء ما تفكـر اهي فيها وقالت " ما فكــرت بالموضوع ! " حط له جبن بالخبـز وقال " مره ثانيه لا تخلينها تروح مع السايق بروحـها .." ورفع عيـونه وألتقـت بعين امه " لا تنسيـن الحديث اللي يقـول لا يخلو رجل بأمرأه إلا وثالثهما الشيطان " سكتت منيــره , وبعدين قالت " لا تصير معقد ..اقصاه هندي " صقر شاف امـــه بغضب , يكـــــره هالعباره لما يسمعها من بعض الناس , فلما سمعها من امه تنرفز وقال " هالهندي ريال ..ومتزوج وعنده عيال ...و منيره الحديث عام لجميع الرجال , ما قال الحديث إلا الهندي عادي تقعدون معاه !! " منيــره صار ويهها احمـــر وما علقت . تدري ان معاه حـق , بس اهي كانت تبي تعطي تبرير لتصرفها . اما صقـر فما اصـر على الموضوع وتسـند على الكرسي , وبيده ابيالة الحليب , وقال " وين بتروح بهالوقت ؟ " ردت امـه بهـدوء " عندها امتحان بالشويخ ! " بتعـجب قال " امتحان !!! شأمتحانه ؟؟" رفعــت امها عيـونها لولدها وقالت " رجعت قيدها بالجامعــه , قاعده تكمل دراسـتها " هز راسه واهو يقـول " فهمــت " واهو مو فاهم ..من متى صار عندها طموح ..اهو اخر مره سمعها تتكلم عن الجامعـه , كانت قاعده تذكـر رغبتها بتركها !! وألحين تبي تكمل دراستها ...ليش ونـزل عيــنه لسطح كوب الحليب اللي اهو قاعد يهــزه . معـقوله قاعد تكمل دراستها عشان تكســب اعجاب زياد ! زياد دكتـور ودارس بالخارج , يمكــن تبي تلفت انتباهه .. من اول ما تزوجت واهي موقفه قيدها ..او هذا اللي اعرفـه ..وفجـأه ردت ! اففففففففففف شالأفكار ..يمكن تبي ترد عشان تشغــل روحها أو اي شي .. انزين وزياد ..شعلاقته فيها ..ما راح يرتاح إلا إن عرف اشبينها وبين زياد . حط كــوب الحليب بغضــب من افكاره. اهي مو مهمه عنده . مو مهمه خل تتصرف التصرفات اللي تبيها , المهم انها ما تسئ لسمعتنا . قام واهو يقــول " الحمدلله "
إبـــراهيـــــــــــم :
صحى على صـوت بكي بنــت من بناته .. يالله صباح خيــر وفاتحة خيــــر . قام بكســـل . ألحيــن صــوت امه بعد بدى يعلى . فتح الباب , وراح لغرفة بناته . داليا كانت واقفه تشـوف اختها واهي تتعبــر و واضح عليها انها راح تبجي اهي بعد ! اما دلال فكانت تصيــح , وتشيل الشباصات عن شعرها واهي تقول " أأأأ ماما ما تسـوي شعري جذي " امه واضح عليها انها افقدت اعصابها .. وما كانت منتبهـه له لأنها مستغرقه بالكلام مع حفيدتها . "شالفرق يعني !!, ليــش خربتي شعرج , بتتأخرين عن الروضـه ؟ " شدت دلال على شباصتها بقـوه اكبر وبعناد..واخترب شعرها . داليا لما شافت ابوها , راحت امســكت ريله وضمتها خايفه من اللي قاعد يصير ..مع ان هالحدث متكرر من أول ما جوا لعنده ..لازم في شي يعكـر مزاج البنات الصبح , ويخليهم يبجـون . حط ايده على راس بنتـه بحنان .. وقال بصـوت واضح عليه النعاس " ما عليه يمــه ..انا بجابلهم ألحيــن " تفاجأت امه من وجوده , وارفعــت عينها وشافت ولدها عند الباب , كان واضح عليه التعـــب , وهذا خلاها تقــول " بس يا ابراهيم .." ابتســم لها وقال " لا بس ولا شي يا طويلة العمــر , انتي توكلي على الله وحضري لنا الفطـور من ايدج الحلوه على ما نيي " اطلعــت امه واهي تهــز راسـها بغضب وتنطق اسم بدريه (طليقته) بجمله فيها دعاوي وعصبيه . لما اطلعت وتسكــر الباب . شاف دلال واقفه بعيـد عنه , واهي تشــوفه بخـوف , لكن الحمدلله انها اسكتت عن الصياح . داليا بعد ابتعـدت عنه بعد ما اطلعت جدتها , وراحــت لأختها , وضمتها .. دايما يفاجئــونه بحبـهم لبعض , على الرغم من اختلاف شخصياتهم , إلا ان رابط التواءم موجود .. قعد على ركبـته بالأرض ورفع ايده لهم ..بدعوه للضم معروفه . لكن فجأه اضربت ايده موجـه ألم من كتفــه , أوصلت لرقبته ..شهــق بألم مكبــوت .. شحــب ويهه , ونــزل ايده .. حس بالراحه لما نزل ذراعه , حط ايده على كتفــه , الألم المفاجئ نساه بناته , لكن رفع راسه لهم فجأه لما استوعب وجودهم . وقفوا يشـوفونه بخوف ,اهو ابتسم بضعـف , ورفع ايده اللي ما تعوره , ركضوا بناته لصدر ابوهم , ضمــوه . تربــع اهو على الأرض وابتســم وبدى يلعب بشعرهم , واهم قاعدين بحضنـه , بعد ما رفع ايده اللي عورته فجأه بحرص , وحمد ربه ان مافي ألم . وقال لدلال " اشفيــج بابا ..ليش قاعده تبجيــن ؟" حطت ايدها على شعرها. وشفايفها بدت ترجــف للمره الثانيـــه . وقالت بصـوت مخنوق " ماما عوده ما تعرف تسـوي شعري مثل ماما بدريه , شعـري مو حلــو , بس ماما بدريه تعرف تسويه ....بس ماما" وانقــلت نظرها لأختها وقالت " صح داليا , ماما عوده ما تعرف تسوي شعرنا ...صح " ألتفت لداليا اللي اهي بعد ردت تتعبــر , وشفايفها ترجــف وقالت " اممممممم " بدريه , كله منج يا بدريه !! ولا انا شعرفني بهالسوالف ؟ وشعرفني اتعامل مع البنات . قال فجــأه " شرايكم اسوي لكم شعركم على طريقــتي الخطيره " شافهم يشوفون بعض وبعدين ايشوفونه . وبعدين خفــض صــوته بهمــس متآمر جذب انتباهم وخلاهم يقربون راسهم منه " طريقتي هذي ما احد يعرفها , واللي شافها قال انها عجيــبه , تبون تجربونها " بحماس هــزوا راسهم بالموافقه .. كبت ابتسامته وقال بجديــه " منو تبي تبدي أول ؟ " اثنيـــنهم قالوا بحماس ومع بعــض " انا ...انا ....انا " ضحــك بصــوت عالي ..وسوا شعـــرهم ..بالدور . واشرف على ريوقهم , لأنه ما راح ياكلون إلا واهو قاعد .. و وصلهم للروضـه , ونــزل معاهم للباب , دخلــت دلال بحماس , أما داليا فشافت اختها , وبعدين رفعــت راسها لأبوها , فنــزل لها على ركبته وقال " ليش مو قاعده تروحيــن ؟ " "يبــا ..." ابتســم لها وقال " نعــم " نــزلت عيــنها وبعديــن ارفعتهم " يبا ..وين ماما ؟ أبيــــهااااااا " دلال بهاللحظه تدخلت ونادت على اختها " داليا ..داليا يلاااااا تأخرنا " اركضــت داليا لأختها . لكن مو قبل لا يضمها ابراهيم لصدره . اهو بعد يبي بدريه تاخذ البنات ..المسؤوليه كبيره عليه ..واهو مو عارف اشلون يتعامل معاها , اهم غالبا معاه بس يوم الخميس والجمعه ..لكن ألحيـن صارلهم غير هاليوميـن يوم السبت والأحد ..واللي اهو اول يوم دراسه ! ما يدري اشفيها تأخرت هالأسبوع , وما خذت البنات , وكلما يتصل عليها ما ترد عليه !! ما احد من بيت عمه يرد عليه , واهو يستحي يروح لبيتهم عشان يقـولوهم يلا اخذوا بناتي , تأخرتوا !!! شاف الساعه ..ادخــلوا بالوقت المناســب . يمديــه ينام جم ساعه قبل لا يبدي شفــته بالدوام . تحــرك بالسيــاره . حط ايده على كتفــه اليمين , اليوم مو طبيعي الحركات المفاجئه قاعده تذبحـه , الظاهر نايم غلط .
زيـــــــــــــنه :
اطلعت من الإمتحان .. خذت كتابها اللي حطته بقرب القاعه . يا رب انجح , يا رب . الحمدلله ان اللي صار امس واليوم ما اثروا على تركيـزي . كانت تشـوف بنات ينتظرون صديقاتهم , وشباب ينتظرون ربعهــم .. واهي .. اهي ما احد ينتظرها . طول هالكورس والكورس اللي فات ما كونت صديقات , ما اعرفت شلون تكونهم .. والبنات علاقتها معاهم سطحيـه , وكل وحده لها مجموعتها . تحركت واهي مو منتبهه لنظرات الشباب اللي تلاحقها , وتشوفها باعجاب. بدت تشوف البنات اللي بالكليه , في عدة بنات مو متحجبات مثلها , ولابسيـن جينزات , أو لابسيـن تنانير قصيـره . مو بس اهي .. عصــبت من نفســها ..قبل الموقف اليوم ما كانت تفكــر بعدد البنات الغير متحجبات اللي بالكليه .. كله منــه ومن نظراته المحتقــره لها . اصلا مو من حقــه يشوفها جذي كانت افكارها غاضبه وساخطه من الموقف اللي حصــل , لازم توضح له ان ماله حق يتأمر . بس لازم توصــل له انه ما له امــر عليها , وما له كلمه , ومو من حقــه يتحكم فيها , راح تعلمه هالشي ولو كان هذا اخر شي تسويه بحياتها . معقـوله أول مايلتقون عقب مده يصير جذي !! المفروض أثنينهم يتعاملون ببرود , بجمود ...مو جذي اهي وأهو من زمان ما ألتقوا ..من زمـــــان . ولما ألتقوا صاروا يتعاملون كأنهم أمس ملتقيـــــــن !! حست بألم بصدرها , ومغص ببطنها ما تبي ترجع لهناك ..ما تبي ترجع لبيته . تبي تموت ! تبي تمـــوت وترتاح .. طول عمرها مدللـه , حتى لما بدت تتعامل بغرور , وبرود كانت مدللـه . ألحيـــن الدلال راح , والفلوس راحـــت , والعــز راح , واهلها راحوا , وزوجها راح , والأمان راح , وعــزة النفـس راحت ....ما بقى إلا اهي و.. اهو واهي مو عارفه تتعامل مع نفســها أو معاه. بس لازم تبدي من جديد , هذا قرارها وراح تنفــذه . ارفعـــت راسها بغرور , مهما انسلب منها اشياء , ما راح تسمح لأحد يسلب منها حقها بأنها تعيش مرفوعة الراس . شافت السياره اول ما اطلعت للمواقــف , وشافت ميري موجوده . رد لها نفـــس الغيــظ اللي كانت حاسـه فيـه , ودها لو تقـدر تكســر كلمته وتقــول للسواق رد وتعال بروحــك , بس مو ذنب السايق ان معـزبه واهي مو طايقين بعض . اول ما اركبت السياره , اتصـلت على صديقتها من سنين منال اللي ردت بسـرعه .. وقالت بلهفــه " هاااااااااا بشــري شلون الأمتحان ؟ " ردت زيــنه ببرود " ماشي الحال " سكتت منال , وزينـه احبست انفاسها , صديقتها عندها القدره بمعرفة دواخلها من مجرد الأستماع لصوتها . واثبتت منال صحـة ظن زيـنه بأن قالت " زوزو اشفيــج , صوتج مو عاجبني " لفت زيــنه للدريشــه عشان ميري ما تشوف ويهها وقالت بهدوء " ما فيني شي .." ردت منال بأصرار " زوزوووو ..." كملت زيــنه بغشمره واهي تغني اغنية ذكرى , عشان تصـرف الموضوع " ما فيني شي ..جرح في طرف اصبعي " ابتسمت منال , زيــنه بلحظات تنسى برودها وترد صديقتها السابقه , لكن هاللمحات نادره وبعيـده قالت منال " زفتي بالأمتحان !!" انكرت زينه بهدوء " لأ الحمدلله.. قدمت زين " ردت منال " خالتج ام ريلج, قالت لج شي " زينـه ما صدقــت شلون منال حطت ايدها على الجرح تقــريبا . لكن هالشي ما كان صعـب على منال , خاصه انها كانت شاهده على جم تعليق لخالة زينه.. وتمنت لو اجذبت وقالت ان ضيقها من الأمتحان , ما لها خلق تشكي وتقول اللي صار . منال اهي الشخص الوحيد اللي زيـنه تثق فيــه وتطمن له , واللي تقدر تتعامل معاه على طبيعتها من غير لا تتصنع البرود من وقت للأخر , ودها لو تشكي .. وفجأه قالت , وبأندفاع مفاجئ " طلعت من بيتها " كان الرد شهقــــه ورد بمنتهى القـــوه من منال " شنــــــوووووو ؟ طلعتي من شقتج ؟؟ انزيــن متى ؟ وليش ما قلتي لي ؟ وانتي ألحيــن وين ؟ تبيني امرج ؟ " سندت زيــنه راسها على الدريشــه بتعــب " منــال ...منال " سكــوت على الطرف الثاني , وهذا خلا زيـنه تكمل " لا تحاتيـــن , انتقلت لبيت ابـو..." قطعت كلامها وقالت ببرود " انتقلت للبيت اللي كان بيت ابوي ...مع منيــــره " منال استغربت وكان ردها الصمت للحظه , زينه انتقلت لبيت صقـر وبعديــن قالت " بس يا زيـــنه , هذا بيت ...بيته ألحيـــن " هاء الغائب ..لو ما كانت زيــنه بمزاج مكتئب من الأساس جان اضحكـت على استعمال هاء الغائب بأشاره لصقـر . لكن جاوبت بأختصار وقالت بأشمئزاز " اي بيتـه " زيــنه ما تقدر تراعي مشاعر منال , اللي صقـر ولد خالتها !! منال قالت بأستغراب " بس يا زيــنه ..بس انتي حلفتي انج ما راح تعيشيـــن , وتناميــن في بيــت اهو صاحبـه لما عرفتي انه ملك بيت أبوج " قالت زينه بسخريه مضحكه " الظاهر لازم اصوم ثلاث ايام " منال ما اضحكت , ولا اهي زينه كانت شايفه ان هالشي يضحك .. منال قالت بتردد "زيــنه انتي وايد تغيرتي " عورها قلبها بشــده وبدى يضغط عليها بألم , أه ه ه ه ه ه ه تغيــرت ..اهي تدري ..تدري إنها تغيرت طلع نفــسها بتحشرج وقالت ببرود " حكم الظروف يا منــال " وسكتت وبعدين كملت " وبعدين انا عايشه مع منيــره , واهو لما ألحين يعيش بالملحــق " منال قررت انها ما تصعب المسأله على رفيجتها اكثر . صقر انسان محــترم لأقصى درجــه بالأسره والكل يحبه ويعتمد عليه ,إلا زينه . زينه كانت قاعده تفكر بتعب , ودها يكون عندها شخص تقدر تتكلم معاه براحه , واهي مهما كان ما تقدر تتكلم مع منيره , عن ضيقها , وعصبيتها من البيت ومن صقر .. وقالت بطريقه مفاجئـه " تعالي لنا يا منال " ردت بأستغراب وقالت " اليـوم ؟! " زينه بعد ما اندفعــت بالعـزيمه , حست انها فعلا تحتاج لمنال , وقالت بهدوء " اي يا منال , يا ليتج تيين اليوم " " بس انتي بأيام امتحانات ؟" ارفعت زينه ايدها لشعرها , تبعده عن ويهها , وقالت " بس باجــر ما علي شي " سكتت وبعدين قالت بعدم ثقه ملازمينها صارلهم فتره " بس إذا ما تبين .." انكــرت منال هالشي على طول وقالت " لا والله ودي ..حدي ولهانه عليج "
منيـــــــــــــــــــره :
بعـون من الخدم , قدرت تلم كل اهدوم زيــنه , كل شي يخصها من هالشقــه .. كافة الأدله على وجود زينـه خالد انمحــت . في وايد أشياء بالشقه قاعده تثير تساؤلها ..من أول ما نامت عند زينه بيوم وفاة فواز واهي حاسه إن الشقه فيها شي غريب .. بس مهما كانت غرابة هالأشياء ما راح تسأل زينه عنهم أكيد ! بعد ما أمرت الخدم بأنهم ياخذون الحقائب للسياره , ظلت اهي بالشقـه وبين ايدينها ألبومات الصـور . صـور عرس زيـنه وفـواز . فتحـــت الغلاف الفخـــم , و شافت صـوره للعروســه . بملامحها الجميــله , ومكيــاجها الكامل , وفستانها الروعــه . مررت ايدها على الملامح الحلـوه , بذهــن غايــب . على الرغم من جمال الصـوره إلا ان في شي ناقصـها ..كلما شافت هالألبوم تحس ان في شي ناقـص , بس مهي عارفه شــنو . افتحت صفـحه ثانيــه , زيـنه بهالصـوره كانت تبتســم .. وبعدها زيـنه مع ابوها .. زيـنه مع منال . زيـنه مع صديقاتها . زيــنه معاها اهي . زيـنه بالزفـه . زيــنه على الكوشـه . زيــنه بروحـها .. زيــنه بروحها .. وبهالصـور كلها كانت تبتســم وكانت ايه بالجمال , طيـــب ليش اهي حاسه ان في شي مو طبيعي . وبعدها بدت صور زينه واهي مو مبتسمه , بالعكس تنظر للكاميرا نظرات جميله وبوضعيات مغريه ومركزه بقوه..تذكر هالصور بالأستديو اللي مسويته المصوره بالغرفه ..وتذكر ان المصوره كانت سعيده بالعروسه ..لكن اهي ما كانت عاجبتها هالصور ..يمكن لأنها مو متوافقه مع شخصية زينه اللي تعرفها , وبعد لأنه على الرغم من جمالها ..في شي ناقص شاللي ناقص ؟؟ شـــنو ؟؟ غيــرت بالصفحات , وشافت صــور لزيــنه واهي على الكوشـه , و واضح انها سرحـانه , ومو منتبه للتصـوير , بهالصـوره ما كانت زيـنه مبتسمه وملامحها فيها مشاعر مو مفهــومه . هذي الصــوره اهي منيـره مختارتها , واصرت على وجودها بالألبوم , اثناء اختيارهم للصور عند المصـوره . ما تدري ليش ؟ يمكـن لأنها تحس ان الصوره فيها سـر , وانها ان كملت تشـوفها بتحـل هالسـر ! يمكــــن ! تنهــدت لأن السر لما ألحين ما انكشف , وبدت تصفح وتشــوف الصـور . بعد ما خلصت من الألبوم الأول , افتحت الألبوم الثاني , اللي يجمع المعاريس فقط , وهذا الألبوم عشان فواز يقدر يشوفه . بدت الصـور اللي تجمع زيـنه مع زوجها الله يرحمه , مع فـواز . تغيرت ملامح زيـنه بهالصـور.. شكلها اكثــر استرخاء صارت اكثـر طبيعيــه ..مع ان نظرة عيـنها ظلت غامضـه . كانت تضم فـواز , وبصــور كان يبـوس راسها , وبصـور ماسك خصـرها . سكــرت الألبوم بضيــق .. الله يرحمك يا فـــواز , شوفته بهاللحظات نســتها انه بالوقــت الحالي هالريال تحت الثرى . زيـنه ما تبي هالألبومات عندها في البيت . بس ما تقــدر ما تاخذهم معاها , خاصه ان في صـور لزيــنه , من الأفضل لها انها تاخذ الألبومات , وتخشــه عندها بغرفتها , أو تتخلص منها بمعرفتها . ما تضمن ان خلته اهني انه ما يضيع , أو يطيح بأيد ريال ما يحل لبنت زوجها . افتحت الخزانات عشان تتأكد إنها ما نســت شي , وانتبهت لشي ما كانت منتبهه له , كيس اســود , كبيــر , و واضح إنه مليان !! ما تدري الفضول , أو الرغبه بالتأكد من إنها ما نست شي . المهم إنها طلعت الكيس , وأفتحتــه .. وانصدمــــــــت. كان الكيس كله باللون الأبيض !! لأنه فيه فستان زيــــنه , فستان عرسها ! افتحت الكيـــس اكثــر , وامسكت اطراف الفستان . وشوي شوي طلعته , وكانت تشــوفه بصدمه كان الفستان قمــــه , جميـل بصوره خياليه , تذكـر ان زيـنه اهي اللي اصرت على المصمم , واهي اللي اصرت على هالفستان , اللي كأنه فستان اميره من اميرات الخيال , وهالشي صدمها . زيــنه مو جذي ..أو بالأصح ما كانت جذي , زينه بالعاده تحب البساطه الأنيقه . الحفلـه كانت كبيره , كل شي فيها فخــم , كل شي فيها دليل على الغنى الفاحش والثراء , الحفـله ما كانت تشابه زيــنه , الحفله كانت دليل على ان زينه تغيـرت ..و يمكن التغيير للأبد . ردت بأفكارها للفستان اللي تعرض للإهمال من صاحبته , لكن الإهمال ما أثر على القماش وجماله .. ليش يا زيــنه راميـه الفستان بهالمكان ؟؟؟ نادت وحده من خدمها , وأطلبت منها تشيــل الفستـان , راح تنقله للبيت , وتعطيه زيــنه , الفستان كان تحفـه فنيــه , حرام يروح جذي .. بعد ما تأكدت للمره الأخيــره انها ما نسـت شي مهم بهالشقــه .. توجهــت للباب , وبعد ما اغلقــته احمدت ربها ان بيتها مفتوح لبنت زوجها , ولا منة شيخه . ألحين ما في اي سبب يخلي زينه ترجع لهالمكان ..حست براحه تغمرها انتهت من شي كان شاغلها طول الليل . تكره ان يكون عندها عمل معلق .. واهي قاعده تنـزل الدرج , قابلت شيخه , اللي وصلتها للشقـه , وغابت . قالت شيخه بصــوره بارده , لكن عينها كانت ترف بصوره مو طبيعيه " تبـــون أي مساعده من الخدم " ردت عليها منيره بهدوء " لأ خلصنا ..مشكــوره " وكملت منـــيره طريجها بالنزول .. وأما شيخه فقالت بصوت منخفض يرتجف " إنتي ما راح تعرفين أنا ليش سويت إلا إذا فقدتي ولدج مثل ما أنا فقدت ولدي " شيخـــه كانت بحاله نفسيــه ما تسمح لها تراعي فيها مشاعر الأخرين . أما منيـــره فتفاجأت من هالكلمه , وحســـت بخوف ملا قلبها بصوره مو طبيعيه ..ولفت بعصبيه على شيخه وقالت " أســـــــــــــم الله على ولـــدي ...لا تيبيـــــن طاريه كلش ..إذا بتقوليـــن هالكلام ..كلش " قالت شيخه برجفــه " حتى من طاري المـــوت خفتي عليه ..و ولدج ولد ناصر ..اللي .. " شحـــــــب ويه منيـــره بصوره مو طبيعيه . من طاري الموت , ومن طاري ناصـــر , ومن الكلام ككل . قاطعتها بقوه " لا تتكلمين عن ولدي ..ولا تيبين طاريه أبدا ..ولدي ما له علاقه بهالموضوع " وكملت " وما أظن إن زيــنه لها علاقه " قالت شيخه برجفـه "مالها علاقه!! اهي احرمتني من الأحفاد , و ولدي ميــــــت ..تعرفيـــن شنــو يعني ميـــت.. وزيــنه ..." منيـره ما عاد فيها تستحمل الموقف طلع على السيطره , فقاطعة شيخه للمره الثانيه " خلاص يا شيخـــه ..خلاص اظن انج قلتي ما فيه الكفايه " وتحركت بسرعه من غيــر لا تلتفت على شيخه . قلبها يرقع ومتوتره بطريقه كبيره من اللي صار ..
نـزل من سيارته , واهو متحمــس . السيارات وعلاقته فيهم قديــمه , ومن المراهقــه .. جدام السيارات يغيب ذهنه عن كل شي , كل مشاكله , يتحـول من ريال عمره بالثلاثينات لمراهق مسج علي اللي يقـول فيه ( وصلت السياره ..بكراج الشويخ) , حمسه وايد مالك هالسياره , يبي يحـط عليها علامه أو شعار.., وكان بيطلعها من الكويت للحصـول على هالشعار. لكن طول هالفتـره , صقر كان يتمنى ان يجيبها لهم بالكراج , لأنه كراجه إضافه إلى اختصاصه بمكانيكا السيارات كان مختص بتصميم شعارات للسيارات وتطبيقها على السيارات , إضافه إلى تغيير لون السياره , وعمل تغييرات داخلها و خارجها بكل طريقه ممكنه وبصوره حلوه . وتحقق له اللي يبي .. ما يدري شاللي غير بال صاحب السياره وخلاه يجيب السياره لكراجه , ومو مهتم انه يعـرف , اللي يهمه ان السياره صارت بكراجه بوغيتي فيرون.. يالله شكثــر يعشـق هالسياره , على كثـر ما شافها على كثـر ما تسحـره اكثـر واكثـر . بسنيـن عمله بالكراج , شاف كل انواع السيارات , وبسفراته بعـد , بس عشقـه للبوغيتي تغلب على كل سياره , لما يشوفها كل مره يحس جنه يشوفها لأول مره . اهو راح يتأكد ان هالسياره , بتطلع من كراجـه بأحلى صـوره . دخــل الكراج , واهو يدور بعـيـونه على علي .. طلع علي من غـرفه , وقال " السياره تحـــت " قال صقـر بسرعه " مشاري زهــب العقـــد ؟! " رد علي واهو يتحــرك لجهة صاحبــه " يالواثق ؟! " صقـر استمر يشوف صاحبــه بفروغ صبـر وحماس لأنه راح يشتغل على هالسياره , وهالشي خلى علي يبتسم ويقــول " إيه المحامي زهــب العقــد وطرشـه , موجود بالورشه تحــــت " ابتســم صقـر ابتسامه عريضــه , وقال " ممتاز " وكمل " صاحب السياره ؟ " ابتسم علي " تحت معاها " واهو قاعد يتحـرك مع علي بسـرعه " يا اخي ..شكثـر انا حاب هالريال .. ياب لي البوغيتي , عندي أفكار ..ما تصلح إلا لها " سمع ضحـكة علي .. نــزل الدرج وعلي وراه . السيارات الغاليـــه واسعارها أكثـر من المعدلات الطبيعــه تنحـط بالدور السفلي , كراجهم يوفـر عنايه خاصه لكل عملائه وبالأخص للعملاء اللي سياييرهم غاليه , وهذا الشي خلى سمعـة كراجـهم واصله لأغلب دول الخليج ,وخاصه إنه عندهم بالكراج قسم لتزين السيارات وقسم للتصليح . واهو ينـزل بدت تطلع السياره جدامه ..وقال بصــوت منخفض "روعـــــــــه " نــزل , رحــب بفارس مالك السياره بكل جديه توحي بالثقـه واختفت كل ملامح الحماس اللي كان حاس فيها. " حياك الله اخ فارس , احنا اكثـر من سعداء بأنك اخترت كراجنا حق سيارتك , ونتمنى نكون عند حسن ظنك , معاك صقر ناصر" شد فارس على ايد صقـر , وقال " الصقــر تشرفنا ...صيتك واصل لأماكن بعيـده " وكــــمل بجديـه " وانا بعد اتمنى انكم تكونون على مستوى السمعه اللي وصلتني عنكم ....." نقل نظره على الكل ورد نظره لصقر وقال بجديه " ياريت انت اللي تباشر الموضوع " " أبشـــر , بيصير لك اللي تبيــه " ولف بعدها على ربعـــه ورفع حاجب , وقال بغشمــره " سمعتوا يا الربع , انا المســؤول " علي قال بنفـس الغشمـره ولكن على شكل جدي " وانت كله جذي حظك , يا اخي سلفنا بعضه " الكل ضحــك وبما فيهم فارس .. واثنينهم بدوا يتأملـون السياره , لف بعدها صقر على فارس , وقال " شنو فكـرتك للرمـز اللي تتكلم عنـه ؟ " هـز فارس راسـه وقال " ما ادري ..او بالأصح عندي افكار , بس حسيتها تقليديه , وعشان جذي ييت لك انت بالذات ....... انا شايف شغلك بسيارة معــن , ابــداع فني يا اخي , ابداع " حط صقـر ايده على صدره بشكل سريع تعبير عن الشكـر , ونزلها , واهو مشغول بالسياره , لأنه عقـله قاعد يشتغل بعجله , وقاعد تتشكل بمخـه افكار بس قال بطريقه سريعه " سيارة معـن الشباب كلهم اشتغلوا عليها مو بس انا " رد شاف فارس كمل بجديه " ومعن كان ريال صبور" ضحك فارس اللي فهم ان صقر قاعد يلمح انه ما يستعجل , واهو فعلا ما كان مستعجل كان يبي الشكل يكون ممتاز .. يا واحد من العمال , وجـذب اهتمام علي وعبدالله , اللي اصعـدوا لفوق بعد ما استأذنوا من صقـر , وفارس .. دار صقر حول السياره وبعدين توجـه للمكتب الموجود بالورشه , سحب نظارته الطبيه , وقلم رصاص , ودفـتر .. وتســـند على المكـتب , واهو مقابل السياره .. لبس نظارته , وبدا يتأمل السياره , كل هذا تحت عيــن فارس .. كان صقــر يطق القلم بالدفتــر برتابه معيــنه , وفجأه بدى يرســم , وبســـرعه خارقه .. واهو يقــول بذهن غايب " هذا رسم اولي .." ايده كانت تتحــرك , واهو يقــول " طبعا قابل للتغيــر , خلال الأسبوع كل شي احتمال يتبدل , وانا راح اغيــر واعدل فيــها .... واطـــور بطبيعـة الحال " صقر صفح الصفحــه وكمل يرسم , وفارس يشوف ايده بأنبهار واهي تتحرك ..لكن قال بعقله (اكيد الرسمه شخابيط !!!! ) تحرك فارس بالورشــه , وشاف مجلد , وقال لصقــر " عادي ؟ " صقـر ما سمعه ولا كان منتـبه له , افكاره كان مرتكـزه على تصـوير فكـرته بأوراق . وفارس خذا صمـت صقـر بمبدأ ( السكوت علامة الرضا ) بدى فارس يقـلب بالأوراق الخاصه بالمجلد , وبدى يشـوف التصاميـم , والسيارات اللي محطوط عليها التصميم .. كان كل تصيمــم احلى من الثاني ..كل هالتصاميم كانت من صقــر ..بالمجلد كان إضافه للتصميم , ينذكر اي سياره طبق عليها التصميم , و فكرة منـو , ومنو اللي نفذها بكل صفحه. افكــار عجيــبه . شـاف سيارة معــن اللي اسحـرته بأحدى الصفحات , هذي السياره اللي خلته يغيـر رايـه , ويقـرر ان يحط رمـز لسيارته بالكويت .. خلص من المجلد وصقـر بعده قاعد يرســم .. صقر وقف رسم وبدى يتأمل عمله بعيـن النقــد , ورد على الصفحــه الأولى . فارس قرب منــه , وصقر بعده يتصــفح , وبعديــن رفع راســه , ورفع النظاره لشعره فـوق , وقال " تفضــل , إذا في شي مو فاهمه , اسأل " فارس كان اقل ما يقـال عنــه مبهــور . كان صقــر راسم اللوغـــو , ورسم موقــعه بالسيـاره بالضبط , ومعطي الشكل من بعيـد وقريب ..يعني شغل احترافي بمعنى الكلمه صحيح كان الرسم بالرصاص , لكن كان مبهـــر .. ما قدر يتكلم , وصقــر خذا هالشي على انه عدم فهــم , فبدا يشـــرح , قصــده من اللوغـو , و ويـن بيكــون موقعــه , وليش اختار هالمكان بالذات .. واللون اللي اهو ناوي عليه ..وختم الكلام , بأنه هذا بس فكره اوليه , يعني تفكيـر مبدئي مو نهائي .. بعد ما شرح , عم السكــوت , صقر خلا فارس يفكر بروحـه , , وتحرك وحام حول السياره , وبعدين أشر والقلم بأيده ,و لف على فارس , وبدا يمشي للخلف , ويهه مقابل لفارس , ورفع ايده اللي فيها القلم وأشر على السياره اللي بيمينه , واهو يتحرك قربها واهو يقــول بثقــه حــلوه " شفت اشكثــر سيارتك حـلوه ... انا أقدر أخليها أحلى , وأحلى , لكن احتاج الضوء الأخضر منك , وانك تكون واثق فيني " فارس ابتسم وقال بأسلوب غشمـره " يعجبني الواثـــــق ! " ابتسم صقـر بثقــه وكمل كلامه , واهو يأشر بالقلم على فارس , وقال بجديه "انت فكر بالموضوع , وعطني رايك ؟ " ابتســم فارس وقال " تظن عقب اللي شفتــه بأقدر أغير رايي ..اللوغو اللي انت سويته أبيه على سيارتي . " صقــر وبأبتسامه مشى للأمام لفارس .." على بركــة الله " عقــب ما وقعـوا على العقد , واهم قاعديـن يشربون قهـوه , قال فارس بهـدوء " تدري انك مصمم فنان , ما قط شفـــت بجمال افكارك حتى بأمريكا لما أطلعت على شغل بعض الكراجات ..انت معقول تنافسهم , وسيارة معن ..ما شاء الله إضافه للفكره الحلوه كان شغلكم نظيف " ابتسم صقـــر .. وكمل فارس " ما كنت خايف اني اتراجع وتخسر انت صفقه , إذا فكرت بالموضوع ؟ " قال صقـر بجديه " إذا كنت بتغيــر رايك فأحسن انك تغيره واحنا بالبــر , أما إذا بديت اشتغل بسيارتك , فجأه غيرت رايــك , فهذا بيشكل لي مشكله " رد فارس عليه , واهو يتأمل اللوغو اللي عمله صقــر "ما شاء الله صـراحه انت فنان " رفع راسه لصقـر , وكمل " غريب شلون وظفت مهارتك بالرسم بالمجال الغريب هذا " " مو غريب ولا شي , وايد ناس عندهم نفس هالمهاره , وموظفينها بهالطريقه " " بنفـــس مهارتك ماشاء الله , لأ ما اعتقـد اني شفــــت " منع صقــر من الرد , صوت موبايل زبونه ..واللي جا منه خبر ان وسيلة النقل لفارس وصلت عند باب الكراج .. قاموا من كرسيـهم بهدوء واهم متوجهيـن للأعلى , ولباب الكراج بالتحديد . لما وصـلوا لباب الكراج , قال له صقر " هذي التصاميـم الأوليه .. بأفكـر بالموضوع اكثــر , وأشوف شنو يطلع معاي , وراح افكـر بالألوان بعد ... وان شاء الله اخلص لك الموضوع على الوقت اللي اتفقنا عليه بالعقد" قال فارس " تشرفت بمعرفتك يا أخ صقـر , وراح اكون بأنتظار النتيجه النهائيه بفارغ الصبـر" كان في سياره تنتظر فارس عند باب الكراج , وقبل لايصعد فارس السياره , جا واحد من برا الكراج بسياره . واول ما شاف صقر صاحبها ..تنـــرفـز بس ما بين هالشي من ملامحه !! ألتفت على فارس بأبتسامه متغيــره , وقال " نشــوفك على خيـــر " بعد ايده عن المصافحه , واهو يحس بغضب داخلي عميق .. علي كان يشـوف صقـر واهو يودع الزبـون . كان متأكد وضامن ان صقـر بيوقع العقــد , صقــر مصمم بارع , إضافه إلى انه ميكانيكي بارع , واكثـــر من بارع ..وصاحب شهاده عاليه بهالمجال , وخبـره . صقر تابع بنظره انصراف الزبون , وغيابه عن النظر , ألتفتت على اللي متــوجه له . كان يعرف هالشخـص , ويعـــرفه عــدل , وهالشي اللي خلاه يعـرف ان وجوده وراه طلب فـلوس , او واسـطه ! بهاللحـظه قرب احد العاملين بورقه تحتاج لتوقيع صقر ..اللي قراها , وتحرك من مكانه..واهو يوقع الورقه , قال بصــوت منخـفض " الغدا على حسابي اليـوم , بلغ الجماعه " قال هالكلام على العاده .. ! صقر بعد ما سلم الورقه للعامل , رد رفع راسـه , وشاف الشخص واقف قباله . عطاه نظـره من فـوق لي تحت , وقال بصوت محايد " ها أسامه , زايرنا ! " أسامه اللي كان كاشخ , وشكله ما يوحي انه طرار درجه أولى , ابتسم. وقال بدفاشه " ياي عشان تصلح لي سيارتي , قاعده تطلع اصوات " ضحـك صقر بسخريه من انعدام الأسلوب , شنو معقول يسوي مع ناس جذي , بس شلون يشره عليهم ! تكلم أسامه بنفـس الأسلوب الدفـش والأمر وبصوت عالي نسبيا " ترى ابـوك يقــول ببلاش ..يعني ما راح ادفع شي ..ببلاش , واهو بيدفع لك بس انا ما راح ادفــع " كان رد صقـر على الأسلوب والكلام بنظره جامده , تعــود على هالحركات من أبوه ومن أسامه . أسامه لما شاف ردة فعل صقـر , كأنه بدى يحاتي , وعدل اسلوبه فقال بنبرة استعطاف "انت تدري انا ريال فقير , ويالله عندي اللي يكفي اهلي " أسامه مو فقيــــر , أسامه بخيل ! وأبوه ناصر يدري بهالشي . رد صقـر بهدوء , وبرود " حياك معاي " وتحــرك من مكانه ..وأسامه قعد يلحقـه ..واهو يتلفت كأنه مسطــول بالمكان , اللي كان أرقى من الكراجات المعتاده . ألتفت صقــر يتأكد ان أسامه يلحقـه , وصعـد لمكتبــه فــوق , مسك الباب للي يدخـل , وسكــره بعد ما دخــل أسامه . وراح قعــد على الكرسي ورى المكتب , والريال قاعد يتلفت . وبعدها قال أسامه بحسد " والله وعرفت تدبـــر عمرك , وتطلع لك فلوس , بعد ما كنت حافي منتــــف" كان صقــر شكله يوحي بالأسترخـاء , متســند على الكرسي براحه , وايده مسترخيــه على مسند الكرسي , والأيد الثانيـه , ماسك فيها قلم , وقاعد يطقطق فيه على المكتــب . اهو تعلم من الخبره إنه يكون جاف , وواضح مع هالأشكال فقال بهدوء " إذكر ربك " رفع أسامه ايده بدفاع وقال بنفس الدفاشه " ما شاء الله ما شاء الله , ما قلنا شي " ابتسم صقر بتسليه وقال "المهم وين أبوي ناصر ؟ " تحرك أسامه ورمى روحـه على احد الكراسي , وقال " ما راح تضيفني اول ..قهــوه , عصيــــر , شاي ؟ " رد بهـدوء " جاوب على سؤالي ؟ ..........لو سمحـــت " لف أسامه بكســل " انــزين ..انــزين ..ابوك الله يطول بعمــره , توه راد من شرق اسيا ...امس بالليـــل ..من ماليزيا بالتحديد " مسافر ! هــز راسه بقلة حيله , كان المفروض يتوقع ان ابوه مسافر ! ماليزيا ..ماليزيا !! من ويـن له الفلوس ؟؟ مسافر من غيــر لا يقـول لأحد !! حتى لو بيقــول ما راح يقــول له اهو بالخصوص . فجأه حس بالغضب .. انتبه من افكاره على طقـة باب المكتــب , وقال أسامه بلقافــــه " ادخـــل " صقــر رفع حاجب من تصرف أسامه ! دخل واحد من العمال بقهـوه , وقال له صقــر " يعطيـك العافيـه " . بعد ما طلع العامل , رجعت افكاره لنفس النطاق , أبوه ...وماليزيا ! قال صقــر بهـدوء " ماليـزيا !!! من غير لا يقول لأحد ؟!" جاوب أسامه بعدم اهتمام واهو يشرب القهـوه " قال لنـــا ! " اي ابوه قال لهم , اكيــــد قالهم , قال لربعه واهو في احد اهم من ربعه بحياته ! حس بالغيــــــــــــظ من الوضع كله . سرح صقـــر بأفكاره. وانتبه على كلمة أسامه ".. وسيارتي " لكن رد عليه بهدوء وقال " اهو اشفيها سيارتك بالضبط ؟ " وما صدق أسامه ان صقر قال هالكلمه , فبدى يعدد مشاكل السياره القديمه .. وبعد ما انتهى قال له صقـر " راح اكـلم أبوي , وأرد لك خبـر , واحتمال أطــول" اضاءت عيـون أسامه بالجشـع , وقال " طول كثر ما تبي , أدامها ببلاش " وقبل لا يطلع أسامه ومن عند الباب قال " ابوك يقولك تعال له اليوم ! يبيك بموضوع .....المغــرب أنسب وقت ! " رفع صقر راسه عن الورقه اللي بيده , وشاف أسامه يطلع .. ابوه طالب مقابلته , وموصي أسامه على هالشي !! ليــش ما يتصـل ! بس أكيـــــــد عنده مشكله أو سالفه
منيــــــــــــــره :
أول ما أوصلت , عطت امر للخدم بأنهم يوصلون الحقائب لغرفة زينه , مع فستان العرس و الألبومات الخاصه بالعرس . ردت للصاله على دخـلة زيــنه , اللي كان واضح عليها التفكيـر والإنشغال ومو منتبهه لوجود أحد , ما حبت منيـره تفاتحها باللي صار اليوم واللي خلاها اهي نفسها بمزاج متوتر وغاضب . هالموقف أفسد عليها يومها ! عقدت حاجبها . بس ردت ملامحها بشكل طبيعي , وقالت بهدوء " زيــنه " ارفعــت زينه عينها بتفاجأ ووقفت , كان واضح عليها الإنشغال وإن منيره بكلمتها جذبت أنتباهها من اعماق الأفكار , وقالت " هلا منيــره " قالت بلطف " شلون امتحانج ؟ " ابتسمت زينه ابتسامه ما وصلت لعيونها " الحمدلله " ردت منيره الإبتسامه وقالت " تعالي شربي معاي جاي الضحى " زيـنه ما كانت تقدر تستحمل روحها , تحس تبي تقعد بروحها ما لها خلق احد , برودها قاعده تفقده بسرعه من أول ما ادخلت هالبيت , أو بالأصح من أول ما توفى فواز . بس قالت " يلا ..آممم بس اغيــر اهدومي , وايي لج " اصعدت لغرفتها , وشافت اجناطها , تنفست بضيق تبي تنســـدح , وتختفي بعالم الأحلام . ذاك العالم اللي ولا شي فيه جد , ما فيه ألم حقيقي , ما فيه شي حقيقي .. يا ليت .. اقطعت أفكارها , اعوذ بالله من الشيطان , أعوذ بالله . رمت كتبها , على الفراش .. حطت ايدها على رقبتها تدلكها , وبعدين ارفعـــــت شعرها من تحت ولفت جسمها . تجمد كل ما فيـــها . فستان عرسها ! وما إنتبهت لألبومات العرس . فستــــــــــــان عرسها !!! صدت عن الفستان , نزلت ايدها عن شعرها . حست بكتمه بصدرها , شيسوي هالفستان اهني ؟؟ حافظه هالفستان , حافظه كل تفاصيله .. جماله ظل على لسان الحريم شهــور , قربت ومررت ايدها على القماش . عضت على شفايفها . ما تبي تشــوف هالفستان , ما تحبـــــه . غمضـت عينها , وشدت بيدها على القماش .. شلون لقوه , اهي خاشته بالجيس وداخل الكبت اللي بدارها . ابتعدت عن الفستان بصدود .. وتوجــهت للباب , ايدها كانت ترجـف , لكن تحاول تمسك اعصابها , افتحت الباب , نادت " ميري .." سمعت صوتها ولاحظت رجفته .. حاولت تتمالك نفسها وقالت " ميري ...ميري " وادخلت غرفتها وتركت الباب مفتوح .. بعد لحظات اسمعت صوت ما ألتفتت وقالت " شيلي " وأشرت بأيدها من غير لا تشوف الفستان ومن غير لا تشوف اللي داخل عليها .. " شيلي الفستان , وديــــــه تحت " لما لاحظت إن الخادمه ساكته ألتفتت , وشافتها مسطله قبال الفستان , قاعد تلمس القماش واهي فاتحه حلجها..وهذا استفزها . قالت ببرود " ميري ..الفستان شيليه..وديــه تحت.. تحت " ميري أوقفت بلقافه " هزا فستان واجد هلو ..ليش وديه " زينه انصدمت من السؤال !! وتنــرفزت , وقالت ببرود " انتي اشعليج ليش وديــــه !! , اشدخلج ؟؟ ..بس وديه " قالت ميري بصيغه تحلطم , مستفـزه " جيــن ماما ..جيــــن " وكملت بنفسيه " وين ودي ؟ " قطيعه ..قطيعه تقطعها هالميري , هذا اللي ناقصها .. ردت زينه عليها بأختصار " بالكبت اللي بالمخزن " اطلعت ميري واهي تتحطلم بصوت منخفض .. أما زينه فلما شافت ميري تطلع , خذت نفس عميق , وقعدت على طرف الفراش . بخروج فستان العرس , تحس كأنه هم وانزاح . بعد ما كانت قاعده رمت حالها على الفراش ورجلها بعدها ملامسه للأرض ..غمضت عينها . أ ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه
قبل سنوات (يوم العـــرس ) :
كانت قد أنتهت من المكياج , وتوها أتركتها منــال عشان تنادي المصـوره . قاعده قبــال المرايــــــه , طـول اليــوم واهي متــوتره , كان أي واحد يكلمها تتنرفز عليــه , وتنـزره .. لكن لما شافت صورتها المعكوسه . كانت كأنها حلمانه وصحــت ! وصدمــها شكلها ..هذي مو أنـــا ؟ هــزت راسها برفض لهالشكــل . كان كل شي مبالغ فيــه .. مكياجها وخطــت العيــن , والحمـره حمـــــــــــره . شعــرها . نـزلت عيـونها للفستان ما يشابهها . ما عـرفت روحهــا ..ما عمرها سوت جذي . أنقــــــــــلت النـظر على إنعكاس الغـــرفه . وتــذكرت الكوشه اللي اتفقــت مع المصمم على إنجازها . هــذي مو إهي .. ما تقـــدر تنــزل للنـــــــــاس . ردت للمنظــــره تشـــوف شكلها ..آآآآآآ حطــت إيدها على قلبها آآآآآآآ ..ما أعرف منو هــذي ؟ ما تقــــدر , إهي بجــذي راح تحكــــم على روحـها الحقيقيــه بالإعدام . بدت تحس باللي إهي ســوته . أنا شنو ســويت بعمــري . أنا ما أقدر أتـــزوج ؟؟ بـــــدت الهستيريا تتملـــــكها , إهي ما تعـــرف هذي اللي بالمنظــره . اهــي تحــب الأشياء البسيطه , ما تحــب الشكــل اللي قاعد يشــوفها بالمنظره . ما تقــدر تتزوج من فواز .. قرارها إنها تتزوج من فواز أو أي أحد غلط , واهي بهالتعــب النفسي . راح تتعــب فواز معاها بهالطريقه . الفـــــزع خلاها على أعصــابها .. ما أقدر , هذا راح يكون أكبر غلط بحق نفســي. شــلون أتزوجــه وأنا كنت أحــب صديقـه , وانا كنت أتمنى صديقـه . دخـــل أبوها , ولفــــــــــت عليــه بســرعه , جا وراها , وحط إيده على جتفها , شافت أبوها . شافته بالمنـظره . نـزل راسه وحــبها , وقال " مبـــروك زيـونه " ألتقــت عينها بعيــون أبوها من خلال المنـظره . أرجفت شفايفها " يبـــه ..يبـــه ما أقدر أتزوج " إبوها اللي كان مبهــور فيها ومبتســـــم , ضحــك وقال " شالكــلام يا زيــنه ؟ " كل ما فكــرت بشكـل أكبـر تتكتشف إنها فعــلاً غلطانه ..بهستيريا قالت" يبــــــه ما أقدر أتزوجـــه , تصــرفي بيكــون غلط " أبوها إنصـــدم من كلامها . تكــلم معاها أبوها بجديه " إنتي زوجتــه " لفـــــــــت بمقــعدها لأبوها وتعلقت بدشداشته . أبي أتطلق , الزواج واهي بهالوضع من التفكيـر بيكون أكبر غلطه بحياتها . " طلقني منـــه يبــا ..أنا غلطـــت ..ما أٌقدر أكمـل هالزواج " ارتخـــت ملامح أبوها وقال " عادي حبيبتي كل عروس تحاتي قبــل ما تنتقـل لبيـت ريلها" تحس تصرفها غلــط . مو بهالوقت تتزوج , ولا من هالريال اللي راح تتزوجـه ..غلط . يمكــن تتزوج بس بعديــــــــن مو ألحيــن , مو ألحيـن والجـرح بعـده متقيـــــح . قالت وعيـونها مزغلله من الهستيريا " يبــ...ـا , ما أٌقـــدر أتزوج صاحبـــه " عصـــــــــــب ومسكــــــها من كتــوفها وقال " إشلـــــــــون تفكريــــــــــن فيــه عقــب اللي سواه فيــنا " اللي ســـواه ! رجــــــــع لبالها كل اللي عمــله فيها وبأبوها .. إهي وقـــفت قلبها عن حبــه , ما تهتم فيـــه .. لكن مو معقـوله تنسى إنها راح تظلم فـواز معاها . بحــزن هــزت راسها برفـض " مو قاعده أفكـر فيــه ..بس ..بس ما أبي أتزوج ألحيــن , أنا تسـرعت , ماأقدر أتـزوج " ضغط على كتفها بقســـــوه " تقــدريـــن , أدامـــج بنتــــــي فأنتي تقــدرين " وكمــل " لا تفشليني يا زيــنه , لا تنزليـــن راسي جدام الناس " شافت عيـون أبوها الجــديه .. تقــطع قلبــها وحــــــست بتأنيــب الضميــر , اهي مو قاعده تفكــر إلا بنفسها . أما أبوها فكمل يقـول " لا تخليــني حجوه في حلوج الناس , لا تشمتيـن صقـر فيني " وقال " إنتي مو قاعده تفكريـــن فيـه صح ؟ " قســـــت نظرتـــها : لأ , إهي ما راح تخلي أحد يتشمت بأبوها ..كفايه اللي سـوته بحق نفسها وبحـقه . لازم تقسي قلبها , لازم تدوس على روحها عشان تعـوض على أبوها . فــواز خــوش ريال ..وحتى لو كان صديق صقـر تقـــدر إنها تتزوجـه وتعيش سعيـده ,خاصه إنها شالت صقـر من قلبها . وقست نظرتها أكثـــر ..مو بس شالته من قلبـها صـارت تكرهه . هذا اللي صـار كان مثــل ما قال أبوها (خــوف العروس) قالت ببرود " لأ " ابتســـــــــم لها , ورفعها عن الكرسي وضمــها لصــدره , لكنها أعجــزت عن إنها تضــم أبوها . حســت بجانــب أخر منها يمــوت بهاللحظه . بعــدها أبوها وبأبتسامه قال " صايره شحلاتــــــــــج ما شاء الله عليــج " أبتعــدت عن أبوها وشـافت روحـها بالمنــظره . حلـوه , فبعـــد ما دققت النـظر بالمنـظره إنتبــهت إلى شكـلها من الناحيـه الجماليه. اذا أبوها يقـول هالكلام فلازم تصــدقه , ناس وايد تقول إنها حلوه . لكن صــدت عن صورتها الغريبـه وكــــــــرهت هالفستان اللي أدى إلى هالضعف , ونساها للحظه إنها لازم تكـون أقوى واحســن , واجمل , وما تبيـن ضعفها . عشان أبوها وكرامتـــه وكــــــرامتها راح تثبت للكــل إنها ما تفكـر فيه . وإنها تخطت هالمرحله اللي كان اهو شمسها واهي اللي تحوم حوله وتدور رضاه . رجعت بذاكرتها لأهانتها العلنيــه . قســت قلبها . ودخــلت المصـوره ..اللي انبهرت بعروستها .
الوقت الحاضر :
إبراهيم :
كان قاعد بالمخفــر وموبايله على إذنه , واهو يطق بأصبعه على الطاوله اللي جدامه . مو قاعده ترد !! تنهـــد بغضــب , وزادت على ضربات اصابعه على الطاوله بتوافق مع مزاجه المتوتر . واهو وطليقته العزيزه متفقيـن إن الحوار بيكون بينهم مفتوح عشان خاطر بناتهم اللي وعوا على الدنيا وامهم وابوهم منفصلين , لكن بدريه بكثير من الأوقات تختار إنها تتجاهل اتصالاته . سكر موبايله ورماه على الطاوله بضيق ..أووووووف . بناته مو مرتاحين بالبيت معاه , وأكبر دليل زيادة البجي والدلع والعصبيه . خذا الموبايل للمره الثانيه بيتصل على أخوها ! لأن المدام أصلاً مو قاعده تتصل على البنات . بعد فتره طويله ..تم الرد عليه .. "هلا " الصوت كان قمه بالجفاف . رد أبراهيم بطريقه عاديه واهو متجاهل نبرة ولد عمه " هلا فيك زود " سمع طلال يتكلم "حطـه اهني ..اي اهني " كان الصوت بعيد جزئياً.. وهذا خلا ابراهيم يقول " نعــم ..!!" طلال رد بنفس الجفاف " مو قاعد اكلمك ! " وبعدين كمل " اشتبي !؟ " كان وده يصرخ على ولد عمه , ويقـوله يعني مو ملاحظ إنكم ما تردون على تليفوناتي ,بس أمر نفســه بغيظ , لأ.. إقصر الشر يا ابراهيم , ولا تتهاوش مع الريال ..الكل يعرف ابراهيم أنه حار ومو من النوع اللي يسكت ببساطه . بس هالمره سكت لأنه ما يبي يكبر السالفه ..مو من مصلحته . بس هذا ما منع انه يتكلم بجفاف " وين بدريه ؟ " كان واضح أن اخو بدريه بدى يحس بالسأم لأنه صوته معبر عن هالشي بكل وضوح " ليش تسأل ؟ " وهذا خلا ابراهيم يرد بعصبيه " لأن البنات يبونها , وأهي لا حس ولا خبـر " " بدريه مسافره " هذا الخبر اللي تلقاه كان مثل الكف على الوجه ! بدريه مسافره !! " شلون يعني ..ما فهمـــت ..شنو يعني ؟ " كان رد طلال بجفاف وسأم " يعني قصــت تذكره وراحت المطار وركبت الطياره ..وفووووووو الطياره طارت فوق المدينه " ابراهيم بدى يضحك لأن من الواضح أن طلال قاعد يستخف دمه . وبعد ما انتهى من الضحك قال " لا يا طلال ...صـــج ..وين بدريه ؟ " تلقى صمت من الطرف الثاني وبعدين إجابه مستهزأه " شايفني ياهل عشان اتغمشر معاك بهالسوالف ..بدريه مسافره " اهني ابراهيم ما قدر يتمالك نفســه , بدت حقيقة الوضــع تنــزل عليه , السيده بدريه المحترمه سافرت , وخلته مع البنات واهو مو عارف يتعامل مع الوضع , خاصه مع بداية الدراسه ..هذي شلــون تتصرف جذي ..وبدى يقــول بغضـــب " شلــون ..شلــون تســـافر من غيـــر لا تقـــولي ..شلــون ..." قاطعه طلال وقال " لا يكـــون نسيـــت نفســـك يا ابراهيم , اهي مو مسؤوله منك , أنت طليقها , واهي ألحيـــن حرة نفسها , تقدر تسافر وترد على كيفها وما ترد لك خبــر دام احنا راضيــن " رد ابراهيم بنفـــس الغضـــب " طلال عدل اسلوبك , وتكلم مثل الرياييل , واحترمني مثل ما أنا محترمك " " اسمع يا أبراهيم ..انا مشغول , واظن أني رديت على سؤالك في شي ثاني بعد " " طبـــــــــــعاً في شي ثاني , وين مسافره ومتى بترد ؟ " طلال بعد ما رد السأم لصوته قال " ما أدري على كلا السؤالين " بكل غضب وغيظ رد ابراهيم " انا ماني عارف اختك اشلون تفكـر ..تسافر وتخلي بناتها عندي من غير لا تراعي إن ألحين فترة دراسه " اكتست نبرة طلال بالبرود "أي دراسه , أي بطيـخ البنات بالروضـه , و أظن انك ابوهم , واهي ما اتركتهم عند غريب ..يلا سلام " طوووط طووووط طووووط . نــزل التليفون من اذونه وبدى يشوفه بأستغراب . الخـــــــايس سكر التليفون بويهي ..سكره بويهي . نــزله الموبايل على الطاوله . شيسوي ألحيـــن ؟ شلـــون .. يقول حق دلال وداليا , ولا يسكت !! شلـــون تسوين جذي فيني يا بدريه..شالأنانيه ؟