بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السنة المطهرة مصدر من مصادر التربية
الحمد لله كما يليق بحقه والصلاة والسلام على محمد خير خلقه الصلاة والسلام عليك يا سيد الأنام الصلاة عليك يا نبي الإسلام
جزاك الله عن أمتك أفضل ما جزي نبياً عن أمته وجعلنا ببركة متابعتك في دار كرامته
كل طالب علم يتأثر بالمنهاج الذي يدرسه، فما ظنكم إذا كان المنهاج الذي يدرس هو القرآن والسنة؟!
وإذا كان كل طالب علم يتأثر بأستاذه الذي يأخذ عنه فما ظنكم إذا كان الأستاذ هو محمد صلى الله عليه وسلم ؟
شخصية النبي صلى الله عليه وسلم منهج تربوي متكامل، وسنته صلى الله عليه وسلم كذلك، ولا أستطيع أبداً أن أقف وأبين من خلال سيرته
وحياته أركان وعناصر وبنود هذا المنهج التربوي الأصيل، بل سأكتفي بمثال واحد تربوي فذ لأبين لكم أن شخصيته صلى الله عليه وسلم
كانت منهجا تربوياً فريدا متكاملا.
حديث رواه أحمد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: [ جاء شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله سؤالاً عجيباًغريباً ]
هل يا ترى جاء الشاب يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد في سبيل الله؟ أم جاء يسأله عن الإنفاق في سبيل الله؟
أم جاء يسأله في أن يخرج معه للغزو؟ كلا ولكنه جاء يسأل سؤالا غريباً، أتدرون ما الذي سأله هذا الشاب؟
جاء ليقول لرسول الله: ( يا رسول الله؟ أتأذن لي بالزنا؟! ) ما غضب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ارتفع صوته، ولا احمر وجهه،
ولا أمر الصحابة أن يحملوه من بين يديه ومن خلفه ليلقوه خارج المسجد ولكنه ابتسم في وجهه ابتسامة حانية مشرقة، ونظر إليه وقال:
( ادن ) واقترب الشاب من النبي صلى الله عليه وسلم، وفي همسات تربوية حانية يقول له المربي الأعظم، والأستاذ الحبيب: ( أترضاه لأمك؟
قال: لا والله، جعلني الله فداك.
قال: فكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لأختك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك.
قال: وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم، أتحبه لابنتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك.
قال: وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، وكذلك لعماتهم وخالاتهم ).
ثم بعد هذا كله مد الحبيب يده الحانية -فإنه بحر الرحمة، وينبوع الحنان، وأستاذ التربية- ووضعها على صدر هذا الشاب،
وتضرع إلى الله بالدعاء
وقال: ( اللهم اشرح صدره، واغفر ذنبه، وحصن فرجه ) أي تربية هذه يا إخوان؟!
وكلنا يعلم قصة الأعرابي الذي جاء ليبول في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وكيف تعامل رسولنا الكريم مع الموقف
وغيرها من المواقف التربوية العظيمة فهو نبي الرحمة، وينبوع الحنان.
والرسول صلى الله عليه وسلم شخصيته منهج تربوي فضلا عن سنته، وإذا كانت العظمة تحب لذاتها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحب لذاته فضلاً عن أنه رسول من عند الله جل وعلا، وهذا الحب بين المربي وطلابه والأستاذ وتلاميذه هو المفتاح الأول للتربية
الصحيحة.
والله لقد أحب أصحاب النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم حبا ليس له في تاريخ العالمين نظير ..
فلقد جاء عروة بن مسعود الثقفي رسول من قبل قريش في صلح الحديبية، وقف يكلم النبي عليه الصلاة والسلام -وكان من عادة العرب
إذا أرادوا أن يتوددوا إلى من يتكلمون معه أن يمد أحدهم يده ليعبث بلحية من يتكلم معه-
فمد عروة بن مسعود يده ليداعب شعرات طيبات من لحية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، وكان المغيرة بن شعبة رضوان الله عليه
يقف عند رأس النبي عليه الصلاة والسلام يظلل عليه من الشمس، وبيده السيف، فإذا مد عروة يده ليداعب شعرات لحية النبي صلى الله
عليه وسلم ضربه المغيرة بنصل السيف على يده وهو يقول:
[ أخر يدك عن لحية رسول الله قبل ألا تصل إليك ]
يعجب عروة بن مسعود ويرجع إلى قومه ليسجل هذه الشهادة، ويقول: يا قوم! والله لقد وقفت على الملوك، ولقد أتيت كسرى في ملكه،
و النجاشي و قيصر، والله ما رأيت أحدا يعظمه أصحابه كما رأيت أصحاب محمد يعظمون محمدا!
والله إذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا تكلم أنصتوا له، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه.
أحبوا النبي صلى الله عليه وسلم حبا ليس له في تاريخ الدنيا ولا في تاريخ العالمين نظير، فشخصية النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن سنته
منهج تربوي أصيل متكامل.
ومن أراد أن يتتبع سيرة المصطفى فسيجد المنهج التربوي الأصيل الذي به وعليه تربى الجيل الأول..
فالتربية بالقدوة من أعظم وسائل التربية، ولذا لما علم الله جل وعلا أن المنهج التربوي لا يمكن أن يتحول في دنيا الناس إلى واقع عملي
إلا بالقدوة، بعث الله القدوة الطاهرة، والمثل الأعلى محمدا صلى الله عليه وعلى وآله وسلم
ووالله لن نصل إلى ما وصلوا إليه إلا إذا عدنا إلى هذا النبع الصافي، وكيف لا وقد رباه الله على عينه ليربي به الدنيا،فأدبه ربه وزكاه
في كل شيء ...
زكاه في عقله فقال: { ما ضل صاحبكم وما غوى } [النجم:2]
وزكاه في صدقه فقال: { وما ينطق عن الهوى } [النجم:3]
وزكاه في صدره فقال: { ألم نشرح لك صدرك } [الشرح:1]
وزكاه في ذكره فقال: { ورفعنا لك ذكرك } [الشرح:4]
وزكاه في طهره فقال: { ووضعنا عنك وزرك } [الشرح:2]
وزكاه في فؤاده فقال: { ما كذب الفؤاد ما رأى } [النجم:11]
وزكاه في بصره فقال: { ما زاغ البصر وما طغى } [النجم:17]
وزكاه في معلمه فقال: { علمه شديد القوى } [النجم:5]
وزكاه في حلمه فقال: { بالمؤمنين رؤوف رحيم } [التوبة:128]
وزكاه كله فقال: { وإنك لعلى خلق عظيم } [القلم:4]
أيها الأخوة ! إن القدوة العملية التي قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بل وللدنيا كلها، يجب علينا أن نقف أمامها طويلاً طويلا،
لنحول فعل النبي صلى الله عليه وسلم الآن إلى واقع، لنقدم القدوة عملية واقعية سلوكية مرة أخرى كما فعل الحبيب مع أصحابه،
بل ومع أمته.
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بالعبادة فكان سيد العباد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بالإنفاق فكان أجود بالخير
من الريح المرسلة أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم بالحلم والرحمة والتواضع فكان سيد هذه الصفات، واحتل
ذروة سنامها.
لا تقل لابنك: صل مع الجماعة وأنت جالس في البيت .. ولا تقل لابنك: لا تدخن، وأنت تدخن في وجهه كل ليلة،
أين القدوة؟
حتى لو امتثل الولد سيمتثل بخلل، وبدون اتزان وتوافق أبداً
وهكذا أيها الأحباب! ما أمرهم النبي بأمر إلا وكان أول الممتثلين له، وما نهاهم عن شيء إلا وكان أول المجتنبين له، وما حد لهم حدا
إلا وكان أول الوقافين عند هذا الحد. فقدم القدوة العملية المشرقة في أروع وأجل صورها!
صلى الله على سيدنا محمد أفضل الصلاة والتسليم ..
دمتم برعاية الله وحفظه
تلخيص لمحاضرة لفضيلة الشيخ : محمد حسان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السنة المطهرة مصدر من مصادر التربية
الحمد لله كما يليق بحقه والصلاة والسلام على محمد خير خلقه الصلاة والسلام عليك يا سيد الأنام الصلاة عليك يا نبي الإسلام
جزاك الله عن أمتك أفضل ما جزي نبياً عن أمته وجعلنا ببركة متابعتك في دار كرامته
كل طالب علم يتأثر بالمنهاج الذي يدرسه، فما ظنكم إذا كان المنهاج الذي يدرس هو القرآن والسنة؟!
وإذا كان كل طالب علم يتأثر بأستاذه الذي يأخذ عنه فما ظنكم إذا كان الأستاذ هو محمد صلى الله عليه وسلم ؟
شخصية النبي صلى الله عليه وسلم منهج تربوي متكامل، وسنته صلى الله عليه وسلم كذلك، ولا أستطيع أبداً أن أقف وأبين من خلال سيرته
وحياته أركان وعناصر وبنود هذا المنهج التربوي الأصيل، بل سأكتفي بمثال واحد تربوي فذ لأبين لكم أن شخصيته صلى الله عليه وسلم
كانت منهجا تربوياً فريدا متكاملا.
حديث رواه أحمد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: [ جاء شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله سؤالاً عجيباًغريباً ]
هل يا ترى جاء الشاب يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد في سبيل الله؟ أم جاء يسأله عن الإنفاق في سبيل الله؟
أم جاء يسأله في أن يخرج معه للغزو؟ كلا ولكنه جاء يسأل سؤالا غريباً، أتدرون ما الذي سأله هذا الشاب؟
جاء ليقول لرسول الله: ( يا رسول الله؟ أتأذن لي بالزنا؟! ) ما غضب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ارتفع صوته، ولا احمر وجهه،
ولا أمر الصحابة أن يحملوه من بين يديه ومن خلفه ليلقوه خارج المسجد ولكنه ابتسم في وجهه ابتسامة حانية مشرقة، ونظر إليه وقال:
( ادن ) واقترب الشاب من النبي صلى الله عليه وسلم، وفي همسات تربوية حانية يقول له المربي الأعظم، والأستاذ الحبيب: ( أترضاه لأمك؟
قال: لا والله، جعلني الله فداك.
قال: فكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لأختك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك.
قال: وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم، أتحبه لابنتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك.
قال: وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، وكذلك لعماتهم وخالاتهم ).
ثم بعد هذا كله مد الحبيب يده الحانية -فإنه بحر الرحمة، وينبوع الحنان، وأستاذ التربية- ووضعها على صدر هذا الشاب،
وتضرع إلى الله بالدعاء
وقال: ( اللهم اشرح صدره، واغفر ذنبه، وحصن فرجه ) أي تربية هذه يا إخوان؟!
وكلنا يعلم قصة الأعرابي الذي جاء ليبول في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وكيف تعامل رسولنا الكريم مع الموقف
وغيرها من المواقف التربوية العظيمة فهو نبي الرحمة، وينبوع الحنان.
والرسول صلى الله عليه وسلم شخصيته منهج تربوي فضلا عن سنته، وإذا كانت العظمة تحب لذاتها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحب لذاته فضلاً عن أنه رسول من عند الله جل وعلا، وهذا الحب بين المربي وطلابه والأستاذ وتلاميذه هو المفتاح الأول للتربية
الصحيحة.
والله لقد أحب أصحاب النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم حبا ليس له في تاريخ العالمين نظير ..
فلقد جاء عروة بن مسعود الثقفي رسول من قبل قريش في صلح الحديبية، وقف يكلم النبي عليه الصلاة والسلام -وكان من عادة العرب
إذا أرادوا أن يتوددوا إلى من يتكلمون معه أن يمد أحدهم يده ليعبث بلحية من يتكلم معه-
فمد عروة بن مسعود يده ليداعب شعرات طيبات من لحية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، وكان المغيرة بن شعبة رضوان الله عليه
يقف عند رأس النبي عليه الصلاة والسلام يظلل عليه من الشمس، وبيده السيف، فإذا مد عروة يده ليداعب شعرات لحية النبي صلى الله
عليه وسلم ضربه المغيرة بنصل السيف على يده وهو يقول:
[ أخر يدك عن لحية رسول الله قبل ألا تصل إليك ]
يعجب عروة بن مسعود ويرجع إلى قومه ليسجل هذه الشهادة، ويقول: يا قوم! والله لقد وقفت على الملوك، ولقد أتيت كسرى في ملكه،
و النجاشي و قيصر، والله ما رأيت أحدا يعظمه أصحابه كما رأيت أصحاب محمد يعظمون محمدا!
والله إذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا تكلم أنصتوا له، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه.
أحبوا النبي صلى الله عليه وسلم حبا ليس له في تاريخ الدنيا ولا في تاريخ العالمين نظير، فشخصية النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن سنته
منهج تربوي أصيل متكامل.
ومن أراد أن يتتبع سيرة المصطفى فسيجد المنهج التربوي الأصيل الذي به وعليه تربى الجيل الأول..
فالتربية بالقدوة من أعظم وسائل التربية، ولذا لما علم الله جل وعلا أن المنهج التربوي لا يمكن أن يتحول في دنيا الناس إلى واقع عملي
إلا بالقدوة، بعث الله القدوة الطاهرة، والمثل الأعلى محمدا صلى الله عليه وعلى وآله وسلم
ووالله لن نصل إلى ما وصلوا إليه إلا إذا عدنا إلى هذا النبع الصافي، وكيف لا وقد رباه الله على عينه ليربي به الدنيا،فأدبه ربه وزكاه
في كل شيء ...
زكاه في عقله فقال: { ما ضل صاحبكم وما غوى } [النجم:2]
وزكاه في صدقه فقال: { وما ينطق عن الهوى } [النجم:3]
وزكاه في صدره فقال: { ألم نشرح لك صدرك } [الشرح:1]
وزكاه في ذكره فقال: { ورفعنا لك ذكرك } [الشرح:4]
وزكاه في طهره فقال: { ووضعنا عنك وزرك } [الشرح:2]
وزكاه في فؤاده فقال: { ما كذب الفؤاد ما رأى } [النجم:11]
وزكاه في بصره فقال: { ما زاغ البصر وما طغى } [النجم:17]
وزكاه في معلمه فقال: { علمه شديد القوى } [النجم:5]
وزكاه في حلمه فقال: { بالمؤمنين رؤوف رحيم } [التوبة:128]
وزكاه كله فقال: { وإنك لعلى خلق عظيم } [القلم:4]
أيها الأخوة ! إن القدوة العملية التي قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بل وللدنيا كلها، يجب علينا أن نقف أمامها طويلاً طويلا،
لنحول فعل النبي صلى الله عليه وسلم الآن إلى واقع، لنقدم القدوة عملية واقعية سلوكية مرة أخرى كما فعل الحبيب مع أصحابه،
بل ومع أمته.
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بالعبادة فكان سيد العباد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بالإنفاق فكان أجود بالخير
من الريح المرسلة أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم بالحلم والرحمة والتواضع فكان سيد هذه الصفات، واحتل
ذروة سنامها.
لا تقل لابنك: صل مع الجماعة وأنت جالس في البيت .. ولا تقل لابنك: لا تدخن، وأنت تدخن في وجهه كل ليلة،
أين القدوة؟
حتى لو امتثل الولد سيمتثل بخلل، وبدون اتزان وتوافق أبداً
وهكذا أيها الأحباب! ما أمرهم النبي بأمر إلا وكان أول الممتثلين له، وما نهاهم عن شيء إلا وكان أول المجتنبين له، وما حد لهم حدا
إلا وكان أول الوقافين عند هذا الحد. فقدم القدوة العملية المشرقة في أروع وأجل صورها!
صلى الله على سيدنا محمد أفضل الصلاة والتسليم ..
دمتم برعاية الله وحفظه
تلخيص لمحاضرة لفضيلة الشيخ : محمد حسان