تضيق الحروف بحزنها لتسعد الاخرين
في دهاليز وجداننا يختبئ الحزن القاتم في عتمة عالمنا الداخلي ،كلما أراد هذا الحزن أن يخرج لمتنفس ضوء قمعناه .
في كلّ حزن نمرّ به ونتخطاه ،نظن أننا تجاوزنا التفكير به ،ونتفاجئ ذات حزن آخر أننا لم نتجاوز يوما أحزاننا ولكننا قمعناها حتى لا نتذكرها فقط .
ماذا لو نشرنا أحزاننا شراعاً لسفينة الحياة ،ومن ثمّ لونّا هذه الأحزان حتى باتت لناظرها سعادة تستفزّ عتمة الحزن …
لما نتجاهل أحزاننا ونكبت طاقة الحزن داخلنا ؟
نعم للحزن طاقة رهيبة ،من الممكن أن تحرك دواليب أفكارك ،ومن ثم تنشيط عزيمتك ،والسير على خطوات نجاحك …
حينما تحزن ويتركك الحزن وحيداً ،اخرج ما في جعبة داخلك ،ثم ابدأ بترتيب أحزانك وآلامك وسعادتك ولحظات انتشاءك ،رتبهم ترتيباً تنازليا ،من أوج السعادة وقمة الحزن يكمن النجاح داخلك .
هذا الحزن الذي تجاوزته دون أن تمتص طاقته ،خسارة في تاريخ نجاحك !
راجع أحزانك وامتص طاقة هذا الحزن ،لوّن حزنك بما يُغري الحياة ،ويتحرش بعتمتها …
هذا الفراغ الذي يتركه الحزن داخلك ،ينتظر منك أن تلونه .
منّا من يملأ حزنه بالحروف ،فتضيق الحروف بحزنها وتسعِد الآخرين !
منّا من يرسم حزنه بفرشاته ويلونها بلحظات سعادته !
منّا من يبني أحزانه ويجعل قرميدها السعادة !