فوجئت بصديقي الحميم يعود على عجل من عمله في الخليج، ويترك وراءه وظيفة مرموقة سافر لها خصيصا (كي يحسّن دخل الأسرة) حسبما قال، ويؤكد لي أن عودته جاءت بعدما اكتشف أن انشغاله عن أبنائه في الخارج لجمع المال لمستقبلهم، هو الخطأ بعينه، لأنه في هذه الفترة التي غاب فيها انحرف ابنه الذي أغدق عليه المال بدون تربية ورعاية عن جادة الصواب وتعرف على قرناء السوء وانتهى به الحال لقيادة السيارة بطريقة هوجاء وقتل أسرة بأكملها ليقبع الآن في السجن تحت رحمة حكم قضائي بالقتل الخطأ قد يودي بمستقبله الذي سافر والده لتأمينه له!!.
كنت أستغرب في وقت سابق سرّ غياب جاري سنوات طويلة في الخارج بحجة العمل، وترك أولاده بدون توجيه سليم، وهو يقول لي أنه يحضر لهم كل ما يشتهونه ويشعر بذلك أنه أدّى واجبه نحوهم، ولذلك لم أندهش حينما علمت لاحقا – بعد طول سنوات غياب الأب- أن أحد الأبناء أصبح مدمنا للمخدرات، والثاني فاشلاً في دراسته.
والأكثر غرابة أن بعض الأبناء أصبحوا لا يتعرفون على آبائهم ولا يشعرون بأي مشاعر طبيعية تجاههم بسبب غيابهم الطويل عنهم سنوات وعدم الحضور إلا للزيارة، حتى أصبح وجودهم عبئاًً يتمنّى الأبناء أن تنتهي فترات إجازاتهم أو بقاءهم القليلة في البيوت ليعودوا إلى (الحرية) التي يعيشون فيها قبل عودة الآباء.
كي لا نظل نبكي على اللبن المسكوب، أصبح الحديث لا يدور الآن بين خبراء التربية والمجتمع وعلم النفس حول نصح الآباء بالتواصل مع الأبناء وتخفيف فترات غيابهم عن المنزل لأنه أصبح من مقتضيات هذا العصر أن يعمل الآباء من النهار إلى الليل أو في عدة وظائف لتوفير لقمة العيش، بحيث أصبحت الجهود تنصب أكثر على السعي لطرح حلول أخرى تقوم على توجيه نصائح للآباء بشأن كيفية تلافي هذا في ظل انشغالهم.
بداية يشدد خبراء التربية والمجتمع على أن مشكلة انشغال الآباء في الأعمال لدرجة تجعلهم يرون أولادهم إلا قليلا، ما يزيد من عبء المسؤولية على الأم كما يفقد الأولاد ارتباطهم بآبائهم، هو خطأ فادح يدل على عدم ترتيب الأولويات عند مثل هؤلاء الآباء.
ويؤكد أكثر من خبير ل(الأسرة) أن تنشئة الأولاد بشكل سليم تحتاج إلى التعايش والتواصل المستمرين بين الآباء والأولاد، وأن غياب الآباء وانشغالهم بأعمالهم عن أولادهم يضعف هذه الرابطة ومن ثم يضعف دور الآباء في تربية الأولاد ويلقي بعبء ثقيل على الأمهات وخاصة في مراحل المراهقة، لذلك لابد من تعاون الآباء مع الأمهات في هذا الدور الخطير.
الأم بدل الأب
لأن الأب قد ينشغل كثيراً في عمله، فيكون البديل المؤقت أو الدائم هو الأم، يشدد خبراء التربية والنفس على ضرورة الاهتمام بتكوين الأم العلمي والنفسي كي تقوم ببعض أدوار الأب المفقودة في ظل انشغاله، والأمومة على صعيد الممارسة لا علاقة لها بالدرجة العلمية أو التعليمية للأم، ولذا بإمكانك أن تجد أمَّا أمية لا تقرأ ولا تكتب وأبناؤها على أحسن هيئة في التدين والأخلاق، والتفوق الدراسي، كما تؤكد الدكتورة (منى البصيلي) المعالجة النفسية.
فتعليم الأم أمر في غاية الأهمية مع ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصال من إنترنت وفضائيات وغيرهما من التقنيات التي يتعامل معها الطفل وتؤثر فيه؛ بحيث لابد للأم.. من التعرف على هذه الأمور التي يتعاطاها طفلها، حتى تمارس دورها كمرشد وموجّه ومقوّم للسلوك، وكل هذه الأدوار في ظل هذه المعطيات تمكَّن الأم من المتابعة التي تجدّد بها نفسها وثقافتها. تتابع أبناءها وهم يتعاملون مع هذه المستجدات، وتقودهم إلى بر الأمان، وذلك شريطة أن يكون بينها وبين أولادها جسور من الود، بمعنى أن تكون قريبة منهم.
وهنا لابد أن نذكر أنه بالإمكان أن تكون الأم أستاذة جامعية أو مهندسة كمبيوتر، ولكنها بعيدة عن أبنائها، فبالتالي لن تستطيع أن تمارس أدوارها التوجيهية والتربوية المنوطة بها، وعلى الجانب الآخر قد تجد أمَّا لا تقرأ ولا تكتب ولكنها قريبة من أبنائها تشاركهم كل شيء، تجد ابنها يتعامل مع الحاسوب فتحاول أن تفهم منه طبيعة ما يقوم به، فيبدأ يقص عليها الأمر فتكون بذا متابعة إياه فلا يحيد عن الصواب.
وتؤكد الدكتورة (فيروز عمر) المستشارة الاجتماعية على ضرورة أن تهتم مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات أهلية ومؤسسات تربوية بتقديم برامج تساعد الأم على تربية الأبناء في ظل انشغال الآباء، وتؤكد أنّ هذا تحد جديد أمامها عليها أن تثبت وجودها فيه.
بينما تقول الدكتورة (هبة العيسوي) أستاذة الطب النفسي: لا بد أن تكون الأم متعلمة حتى تقوم بأدوارها التربوية على ما يرام، وتركز هنا على ما تسميه مصطلح (التفكير التكنولوجي) الذي يتزامن مع معطيات عصر المعلومات وكافة المتغيرات المستجدة على ساحة المجتمع المحلي والعالمي.
كنت أستغرب في وقت سابق سرّ غياب جاري سنوات طويلة في الخارج بحجة العمل، وترك أولاده بدون توجيه سليم، وهو يقول لي أنه يحضر لهم كل ما يشتهونه ويشعر بذلك أنه أدّى واجبه نحوهم، ولذلك لم أندهش حينما علمت لاحقا – بعد طول سنوات غياب الأب- أن أحد الأبناء أصبح مدمنا للمخدرات، والثاني فاشلاً في دراسته.
والأكثر غرابة أن بعض الأبناء أصبحوا لا يتعرفون على آبائهم ولا يشعرون بأي مشاعر طبيعية تجاههم بسبب غيابهم الطويل عنهم سنوات وعدم الحضور إلا للزيارة، حتى أصبح وجودهم عبئاًً يتمنّى الأبناء أن تنتهي فترات إجازاتهم أو بقاءهم القليلة في البيوت ليعودوا إلى (الحرية) التي يعيشون فيها قبل عودة الآباء.
كي لا نظل نبكي على اللبن المسكوب، أصبح الحديث لا يدور الآن بين خبراء التربية والمجتمع وعلم النفس حول نصح الآباء بالتواصل مع الأبناء وتخفيف فترات غيابهم عن المنزل لأنه أصبح من مقتضيات هذا العصر أن يعمل الآباء من النهار إلى الليل أو في عدة وظائف لتوفير لقمة العيش، بحيث أصبحت الجهود تنصب أكثر على السعي لطرح حلول أخرى تقوم على توجيه نصائح للآباء بشأن كيفية تلافي هذا في ظل انشغالهم.
بداية يشدد خبراء التربية والمجتمع على أن مشكلة انشغال الآباء في الأعمال لدرجة تجعلهم يرون أولادهم إلا قليلا، ما يزيد من عبء المسؤولية على الأم كما يفقد الأولاد ارتباطهم بآبائهم، هو خطأ فادح يدل على عدم ترتيب الأولويات عند مثل هؤلاء الآباء.
ويؤكد أكثر من خبير ل(الأسرة) أن تنشئة الأولاد بشكل سليم تحتاج إلى التعايش والتواصل المستمرين بين الآباء والأولاد، وأن غياب الآباء وانشغالهم بأعمالهم عن أولادهم يضعف هذه الرابطة ومن ثم يضعف دور الآباء في تربية الأولاد ويلقي بعبء ثقيل على الأمهات وخاصة في مراحل المراهقة، لذلك لابد من تعاون الآباء مع الأمهات في هذا الدور الخطير.
الأم بدل الأب
لأن الأب قد ينشغل كثيراً في عمله، فيكون البديل المؤقت أو الدائم هو الأم، يشدد خبراء التربية والنفس على ضرورة الاهتمام بتكوين الأم العلمي والنفسي كي تقوم ببعض أدوار الأب المفقودة في ظل انشغاله، والأمومة على صعيد الممارسة لا علاقة لها بالدرجة العلمية أو التعليمية للأم، ولذا بإمكانك أن تجد أمَّا أمية لا تقرأ ولا تكتب وأبناؤها على أحسن هيئة في التدين والأخلاق، والتفوق الدراسي، كما تؤكد الدكتورة (منى البصيلي) المعالجة النفسية.
فتعليم الأم أمر في غاية الأهمية مع ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصال من إنترنت وفضائيات وغيرهما من التقنيات التي يتعامل معها الطفل وتؤثر فيه؛ بحيث لابد للأم.. من التعرف على هذه الأمور التي يتعاطاها طفلها، حتى تمارس دورها كمرشد وموجّه ومقوّم للسلوك، وكل هذه الأدوار في ظل هذه المعطيات تمكَّن الأم من المتابعة التي تجدّد بها نفسها وثقافتها. تتابع أبناءها وهم يتعاملون مع هذه المستجدات، وتقودهم إلى بر الأمان، وذلك شريطة أن يكون بينها وبين أولادها جسور من الود، بمعنى أن تكون قريبة منهم.
وهنا لابد أن نذكر أنه بالإمكان أن تكون الأم أستاذة جامعية أو مهندسة كمبيوتر، ولكنها بعيدة عن أبنائها، فبالتالي لن تستطيع أن تمارس أدوارها التوجيهية والتربوية المنوطة بها، وعلى الجانب الآخر قد تجد أمَّا لا تقرأ ولا تكتب ولكنها قريبة من أبنائها تشاركهم كل شيء، تجد ابنها يتعامل مع الحاسوب فتحاول أن تفهم منه طبيعة ما يقوم به، فيبدأ يقص عليها الأمر فتكون بذا متابعة إياه فلا يحيد عن الصواب.
وتؤكد الدكتورة (فيروز عمر) المستشارة الاجتماعية على ضرورة أن تهتم مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات أهلية ومؤسسات تربوية بتقديم برامج تساعد الأم على تربية الأبناء في ظل انشغال الآباء، وتؤكد أنّ هذا تحد جديد أمامها عليها أن تثبت وجودها فيه.
بينما تقول الدكتورة (هبة العيسوي) أستاذة الطب النفسي: لا بد أن تكون الأم متعلمة حتى تقوم بأدوارها التربوية على ما يرام، وتركز هنا على ما تسميه مصطلح (التفكير التكنولوجي) الذي يتزامن مع معطيات عصر المعلومات وكافة المتغيرات المستجدة على ساحة المجتمع المحلي والعالمي.