[b style="color: rgb(51, 51, 51); font-family: 'Times New Roman'; font-size: medium; text-align: center; background-color: rgb(255, 255, 255);"]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله،أيُّ الصدقة أعظم أجراً؟قال أن تصدَّق وأنت صحيح شحيح،تخشى الفقر وتأمُلُ الغنى،ولا تُمهل حتى إذا بلغت الحُلقوم،قُلت لفلان كذا ولفلان كذا،وقد كان لفلان).
المعنى العام:
يحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه عن صحابي جليل جاء يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر الصدقات أجرا،وأفضلها عند الله سبحانه وتعالى قبولا وأعظمها ثوابا.هذا الصحابي الجليل هو أبو ذر الغفاري رضي الله عنه،كما جاء في بعض الروايات،والظاهر أن هذا السؤال قد تكرر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.ويجيب عليه الصلاة والسلام هذا السائل الطامع بمزيد الفضل عند الله تعالى والقرب منه،بأن أفضل أنواع الصدقات وأعظمها أجرا،أن ينفق الانسان في حال صحته وقوته،عندما يكون مطلق التصرف في ماله،لا يشاركه فيه أحد،وفي نفس الوقت تكون نفسه طامعة بهذا المال،وقلبه معلقا به،ويده منقبضة عن إنفاقه،تبخل في إعطائه،وتشح بالجود به.قال الله تعالى وآتى المال على حبه).وما ذاك إلا لأن طبيعة الانسان أنه يحسب حساب الفقر فيما إذا أنفق،ويخاف أن تفوته الثروة ويضيع المال من يده،بينما هو يطمح في الغنى وسعة الرزق وبحبوحة العيش.وإنما كان الانفاق في هذه الحالة أكثر ثوابا وأعظم أجرا،لما فيه من مجاهدة النفس وصدق النية والعزم على إرضاء الله تعالى ونيل الفلاح عنده،قال الله تعالى ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).ويحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السائل،وكل من يرغب في الأجر مثله،يحذره من الاهمال في الخير،والتسويف والاهمال والتأخير في أعمال البر،حتى إذا لاح له شبح الموت أصبح سخيا كريما،ومنفقا جواداً،يوزع المال على هذا وذاك.ويبين له أن الصدقة في هذه الحالة لا يساوي فضلها فضل الصدقة في حال الصحة لأنه ربما يعجز في هذه الحالة عن تحقيق مراده وبلوغ غايته،فربما منعه الورثة من التصرف،لأن المال أصبح حقا لهم،وصار لهم فيه نصيب،ولم يبق حقا خالصا له كما كان حال الصحة.وعلى كل حال فصدقته الآن لا تدل على صدق نيته ورغبته في الخير،وإخلاصه في إنفاقه لله تعالى،لأن حاله حال من انقطع أمله من الدنيا وأيس من الحياة،وزهد في المال وخاصة أنه يعلم أن المال سيصير ملكا لغيره،ولم يبق له شيء من فائدته ونفعه.
فقه الحديث وما يرشد إليه:
١-الحث على الانفاق في سبيل الله تعالى والمبادرة إلى فعل الخيرات والاعمال الصالحة،وعدم التأخير والتسويف.
٢-اغتنام الفرص،ومنها ما جاء في الحديث(اغتنم خمسا قبل خمس:حياتك قبل موتك،وصحتك قبل سقمك،وفراغك قبل شغلك،وشبابك قبل هرمك،وغناك قبل فقرك).
٣-المريض مرض الموت لا يبقى مطلق التصرف في ماله،بل يمنع من التبرع إلا في حدود ما سمح الشارع به وهو الثلث،وكذلك إذا أراد أن يوصي بشيء إلى ما بعد الموت،يسمح له في حدود الثلث من تركته،وإن أوصى بأكثر من ذلك لا تنفذ الوصية في الزيادة،إلا إذا أجاز الورثة ورضوا بتنفيذها جميعها.
٤-حرص الصحابة رضي الله عنهم على فعل الخيرات،وبحثهم عن أفضل الاعمال وأحسن القربات.
٥-مجاهدة النفس للتخلص من الشح والبخل الذي تميل إليه،وإنما تكون هذه المجاهدة بالتخلق بآداب القرآن،والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في سيرته وتقليد أصحابه رضوان الله عليهم في اتباعه،وترويض النفس شيئا فشيئا على السخاء والانفاق.
٦-أن ينفق المسلم من أحب الأموال إليه،قال تعالى(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
٧-بحث المسلم عما يفيده ويقربه من الله تعالى،وسؤاله أهل العلم عن العمل الصحيح.[/b]
المعنى العام:
يحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه عن صحابي جليل جاء يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر الصدقات أجرا،وأفضلها عند الله سبحانه وتعالى قبولا وأعظمها ثوابا.هذا الصحابي الجليل هو أبو ذر الغفاري رضي الله عنه،كما جاء في بعض الروايات،والظاهر أن هذا السؤال قد تكرر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.ويجيب عليه الصلاة والسلام هذا السائل الطامع بمزيد الفضل عند الله تعالى والقرب منه،بأن أفضل أنواع الصدقات وأعظمها أجرا،أن ينفق الانسان في حال صحته وقوته،عندما يكون مطلق التصرف في ماله،لا يشاركه فيه أحد،وفي نفس الوقت تكون نفسه طامعة بهذا المال،وقلبه معلقا به،ويده منقبضة عن إنفاقه،تبخل في إعطائه،وتشح بالجود به.قال الله تعالى وآتى المال على حبه).وما ذاك إلا لأن طبيعة الانسان أنه يحسب حساب الفقر فيما إذا أنفق،ويخاف أن تفوته الثروة ويضيع المال من يده،بينما هو يطمح في الغنى وسعة الرزق وبحبوحة العيش.وإنما كان الانفاق في هذه الحالة أكثر ثوابا وأعظم أجرا،لما فيه من مجاهدة النفس وصدق النية والعزم على إرضاء الله تعالى ونيل الفلاح عنده،قال الله تعالى ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).ويحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السائل،وكل من يرغب في الأجر مثله،يحذره من الاهمال في الخير،والتسويف والاهمال والتأخير في أعمال البر،حتى إذا لاح له شبح الموت أصبح سخيا كريما،ومنفقا جواداً،يوزع المال على هذا وذاك.ويبين له أن الصدقة في هذه الحالة لا يساوي فضلها فضل الصدقة في حال الصحة لأنه ربما يعجز في هذه الحالة عن تحقيق مراده وبلوغ غايته،فربما منعه الورثة من التصرف،لأن المال أصبح حقا لهم،وصار لهم فيه نصيب،ولم يبق حقا خالصا له كما كان حال الصحة.وعلى كل حال فصدقته الآن لا تدل على صدق نيته ورغبته في الخير،وإخلاصه في إنفاقه لله تعالى،لأن حاله حال من انقطع أمله من الدنيا وأيس من الحياة،وزهد في المال وخاصة أنه يعلم أن المال سيصير ملكا لغيره،ولم يبق له شيء من فائدته ونفعه.
فقه الحديث وما يرشد إليه:
١-الحث على الانفاق في سبيل الله تعالى والمبادرة إلى فعل الخيرات والاعمال الصالحة،وعدم التأخير والتسويف.
٢-اغتنام الفرص،ومنها ما جاء في الحديث(اغتنم خمسا قبل خمس:حياتك قبل موتك،وصحتك قبل سقمك،وفراغك قبل شغلك،وشبابك قبل هرمك،وغناك قبل فقرك).
٣-المريض مرض الموت لا يبقى مطلق التصرف في ماله،بل يمنع من التبرع إلا في حدود ما سمح الشارع به وهو الثلث،وكذلك إذا أراد أن يوصي بشيء إلى ما بعد الموت،يسمح له في حدود الثلث من تركته،وإن أوصى بأكثر من ذلك لا تنفذ الوصية في الزيادة،إلا إذا أجاز الورثة ورضوا بتنفيذها جميعها.
٤-حرص الصحابة رضي الله عنهم على فعل الخيرات،وبحثهم عن أفضل الاعمال وأحسن القربات.
٥-مجاهدة النفس للتخلص من الشح والبخل الذي تميل إليه،وإنما تكون هذه المجاهدة بالتخلق بآداب القرآن،والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في سيرته وتقليد أصحابه رضوان الله عليهم في اتباعه،وترويض النفس شيئا فشيئا على السخاء والانفاق.
٦-أن ينفق المسلم من أحب الأموال إليه،قال تعالى(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
٧-بحث المسلم عما يفيده ويقربه من الله تعالى،وسؤاله أهل العلم عن العمل الصحيح.[/b]