[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[b style="-webkit-box-shadow: none !important; color: rgb(0, 0, 0); font-family: Verdana, Arial, Tahoma, Calibri, Geneva, sans-serif; font-size: 21px; text-align: center; background-color: rgb(3, 2, 2); "]
ما هو يوم الحشـــــر ؟
يوم الحشر هو اليوم الذي يقف فيه الخلائق جميعاً من آدم الى انتهاء النصب والتعب على ظاهر هذه الأرض سواء منهم من مات على فراشه أو مات غرقاً في البحر أو ابتلعته أفعى أو نهشته حيه أو أحرق بالنار وذري رماداً في الهواء , يعيدهم الذي أوجدهم من العدم ونما أجسادهم بضروب من النعم ﴿ زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئن بما عملتم وذلك على الله يسير ﴾ ﴿ واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب يوم يسمعون الصيحه بالحق ذلك يوم الخروج ﴾ والصيحه أو النفخه في البوق أو الصور هذه كلها مسميات لشىء واحد هو ذلك الشىء الذي سيمسك به ملك يسمى " اسرافيــــل " وينفخ فيه نفخه أولى لأنه هناك نفختان , نفخه أولى ونفخه ثانيه , النفخه الأولى يقول الله تعالى فيها " ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله " الأولى فيها استثناء فهناك الجنه وهناك النار وهناك عجب الذنب الذي خلق منه الإنسان والذي يعود فيه ثانيه , وهناك ملك الموت , هناك اسرافيل الذي رآه الرسول عليه الصلاة والسلام , رآه ليلة الإسراء والمعراج قد قدم رجلاً وأخر أخرى ماسكاً البوق بيده وقد حنى جبهته وبصره شاخص الى السماء , شاخص الى عرش الله عزوجل يخشى أن تطرف عينيه فيخرج الأمر بالنفخ بالبوق من الواحد الأحد سبحانه وتعالى , ولهذا قالت السيده عائشه " يارسول الله مالي أراك قليل المنام كثير القيام ؟ فقال : يا عائشه كيف أنام وصاحب الصور قد التقم قرنه , قد قدم رجلاَ وأخر الأخرى , قد حنى جبهته وبصره شاخص الى عرش الله تعالى ينتظر الإذن من الله تعالى للنفخ في البوق " هكذا كان رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يريد أن يشعرنا بهذا المعنى , كان يريد منا أن نحيا النفخه في البوق , كان يريد منا أن نستشعر هذا اليوم , كان عليه الصلاة والسلام كما قال " بن كثير " في كتابه " البدايه والنهايه " قال عليه الصلاة والسلام "والذي بعثني بالحق نبياً ان صاحب الصور قد التقم بوقه يخشى أن تغمض عيناه فيخرج الإذن بالنفخ في البوق من الله عزوجل , وهذه هي النفخه الاولى , ثم تجىء النفخه الثانيه كما قال الله تعالى ﴿ ويوم ينفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض الا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فاذا هم قيام ينظرون ﴾ , النفخه الثانيه : فيها يموت ملك الموت ويموت اسرافيل الذي ينفخ في البوق ويقف الله عزوجل في علياءه , يقف الله عزوجل في كبرياءه , يقف وينادي كنت أنا الله الذي لا إله إلا انا وأبقى أنا الله الذي لا إله إلا أنا , أين الملوك ؟ أين أهل الإستبداد ؟ أين فرعون ذو الأوتاد ؟ أين الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك صوت عذاب ان ربك لبالمرصاد ؟ أين هؤلاء الناس ؟ ثم ينادي المنادي من قِـبَل الله تعالى " أيتها العظام النخره , أيتها الرمم الباليه , أيتها اللحوم المتناثره قومي لفصل القضاء بين يدي الواحد الأحد سبحانه وتعالى , فيقوم الناس للعرض على الله عزوجل , وأول من ينشق عنه القبر , أول من يخرج من قبره ؟ أول من يخرج الى الحشر هو شارع المله ومبين الحل من الحرمه عليه الصلاة والسلام أول من يخرج هو نبينا عليه الصلاة والسلام وساعة أن يخرج من قبره الشريف يجد في انتظاره مايزيد عن سبعون ألف ملك ينتظرونه عليه الصلاة والسلام كما روى الإمام " أحمد " والإمام " بن ماجه " ينتظره مايزيد على سبعون ألف ملك كلهم يريد أن يتشرف برؤيته ويتكحل بالنظر إلى حضرته عليه الصلاة والسلام فأول من يخرج الى الحشر هو عليه الصلاة والسلام أتدرون مالذي يطلبه من الله تعالى ؟ لا يسأل عن فاطمه ابنته ولا يسأل عن خديجه زوجته ولا يسأل عن صفيه عمته انما يقف أمام الله تعالى وهو يبكي ويتضرع ويقول : " اللهم اني لا أسألك فاطمه ابنتي ولا خديجه زوجتي ولا صفيه عمتي ولكن أسألك أمتي أمتي يارب العالمين " اللهم صلي وسلم وبارك عليك يارسول الله , فينادى من قـِبَل الله عزوجل يامحمد : وعزتي وجلالي لأقسمن القيامه بيني وبينك أنت تقول أمتي أمتي وأنا أقول رحمتي رحمتي " اللهم ارحمنا في هذا اليوم يارب العالمين , فإذا قام يبدأ الناس بالخروج من قبورهم لايدرون الى أي جهه يقصدون ولا إلى أين يتحركون ؟ إلا واحد فقط هو الذي يعرف طريقه وهو الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم " ان المؤمن اذا خرج من قبره وجد ملكين على باب قبره يثبتانه ويؤمنانه حتى يدخلاه إلى جنة الله عزوجل " ويقول عليه الصلاة والسلام " والذي بعثني بالحق نبياً ان المؤمن أعرف بمكانه وأهله في الجنه من معرفة أحدكم بمكانه وأهله في الدنيا "
ضرورة الحشر ووجوب الحشر :
فقد قال العبقري الراشد " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه وأرضاه , لولا هول المحشر لكان الأمر على غير ماترون !!! هو يقول لولا أن هناك حشر , لولا أن هناك بعث , لولا أن هناك عرض على الله سبحانه وتعالى لكانت الدنيا أصبحت غابه يعتدي القوي فيها على الضعيف , ويأخذ الظالم منها كل مايريد من المظلوم , لكن هول الحشر هو الذي جعل عمر يَعُف عن المال الحرام , هو الذي جعل عمر يمشي بثوب مرقع وتحت رجليه كنوز كسرى وقيصر !! هذا الإحساس بأن هناك حشر , هذا الإحساس الذي نسأل الله تعالى أن يرطب به قلوبنا , هذا الإحساس بالحشر لأن كثير من الناس الآن لا يشعرون بالحشر , كثير من الناس الآن جعلوا الآخره دبر آذانهم وتحت أقدامهم , هذا الإيمان بالحشر هو الذي جعل المؤمن اذا عرضت عليه الدنيا واذا عرضت عليه المناصب , اذا عرض عليه الجاه , واذا عرضت عليه الدنيا مجتمعه ركلها برجله خشية أن يفضح أمام الله تعالى يوم القيامه , هذا الإيمان بالحشر , فلا يمكن أن يكون الأمر على أساس الدنيا وفقط , لا يمكن أن تكون هذه الدنيا سوق ينتهي وانتهى الأمر , أيعقـل هذا ؟ أيعقل أن ينتهي الأمر بانتهاء هذه الدنيا وقد سرق السارق وخان الخائن ونهب الناهب وظلم الظالم وغصب الغاصب ؟ هل يمكن أن ينتهي الأمر بمجرد أن نموت وفقط ؟ هل يعقل أنه ليس هناك حشر وبعث الى الله عزوجل ؟ ان بعض الظالمين وبعض المجرمين استطاع بحيلته أن يهرب من العداله , استطاع بمنصبه أن يهرب من العداله ؟ استطاع بعرشه أن يهرب من عدالة الأرض كما يقال في المثل " حاميها حراميها " هذا الظالم , هذا الحرامي , هذا المستبد وهذا المغتصب إذا أفلت من عقاب الأرض فهل يمكن أن يفلت من عقاب الله عزوجل ؟ هل يمكن أن ينتهي أمره بموته وفقط ؟ وهذا ليس كلام أهل الإيمان فقط بل أنا قرأت مره في كتاب لــ" كانــت " الشاعر الألماني والفيلسوف الأشهر يقول فيه : لابد من فصل ثانٍ لهذه المسرحيه , لأننا نرى في الدنيا ظالماً ومظلوماً , غالباً ومغلوباً ولا نجد الإنتصاف , فلابد من يوم يكون فيه الإنتصاف , وعفوكم يا أخوه اذا ضربت لكم المثل حتى نقرب هذه العقيده بشىء في حياتنا , اذا دخلت تشاهد فيلماً سينمائياً , لابد لهذا الفيلم من نهايه , ثم جاء المؤلف وقطع الفيلم من المنتصف , ستتكلم ساعتها وتقول : أين نهاية الفيلم؟ ما الذي جرى لأبطال هذا الفيلم؟ أنت تنتظر من المؤلف أن يسرد حسابات الأبطال أنت تنتظر من المؤلف أن يحسن الخاتمة ، أنت لابد أن تنتظر خاتمة أهل الخير و خاتمة أهل الضير, فإذا كان هذا في مصنف من البشر فكيف الحال برب القوى و القدر سبحانه و تعالى؟ لابد إذن من حشر , لابد من عرض على الله عز وجل ثم ياأيها الأخوة ما صفة أرض المحشر؟
صفــة أرض المحشر:
النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أرض المحشر: يا رسول الله أخبرنا عن أرض المحشر فقال: إنها كالفضة المذابة ، بيضاء نقية لم ترتكب فيها خطيئة قط " و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعً صفصفا لا ترى فيها عوجاً و لا أمتا " فلا يوجد فيها نتوء و لا توجد فيها منخفضات , هذه الأرض التي سوف يحشر فيها الناس , الأمريكاني و الفرنسي و الإيطالي و العربي و الصالح و الطالح و الراشد و الفاسد سوف يحشروا جميعاً كما قال عليه الصلاة و السلام " يحشر الناس حفاة عراة غرلا " و غرلاً أي غير مختونين قالت عائشة رضي الله عنها : وا سوءتاه من يوم القيامة يا رسول الله و ينظر بعضهم إلى بعض؟ ( أي ينظر الرجال إلى النساء ؟ ) فقال عليه الصلاة و السلام: الأمر أعظم من ذلك يا عائشة فكل مشغول بنفسه ، فقيل يا رسول الله و ما شغله ؟ قال: " لكل امرئ منهم يومئذٍ شأن يغنيه "، كل امرئ في حاله كل امرئٍ ينظر هل هو من أهل النجاة أم من أهل الهلاك؟ نسأل الله تعالى أن ينجينا في هذا اليوم , في هذا اليوم يحشر الناس جميعا حتى الوحوش تحشر كما قال الله سبحانه و تعالى: " و إذا الوحوش حشرت " لماذا؟ لأنه ربما بعض هذه الوحوش لها حقوق على بني آدم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عذبت امرأة في النار بسبب هرة حبستها لا هي أطعمتها و سقتها و لا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض "حتى جاء عن المعصوم عليه الصلاة و السلام أن الوحوش تحشر منكسة لرؤوسها حيية (عندها حياء من العلي القدير) لأن الله تعالى يغضب في هذا اليوم غضباً عظيماً جداً ثم تسجد سجدة طويلة فيقال لها: لما سجدت؟ لماذا سجدت أيتها الوحوش؟ فتقول: سجدنا على أن الله لم يخلقنا من بني آدم و إنما جعلنا من جملة الناظرين على فضيحة بني آدم , نسأل الله أن يسترنا في هذا اليوم هذه صورة أرض المحشر.
ما صـور الناس في الحـشر؟
نريد أن نعرف ما صورتنا نحن يوم الحشر؟ و أين سنكون في يوم المحشر؟ يقول عليه الصلاة و السلام " يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف: صنف ركباناً (تجيء راكب و هؤلاء هم الذين حملوا هم الدين و حملوا هم اليقين هؤلاء الناس الذين حاولوا أن يتعبوا أنفسهم من اجل دين الله تعالى الذين ركبوا على المتاعب من أجل أن يأتوا إلى بيت الله عز وجل) حتى قال عليه الصلاة و السلام: عندما يحشر المؤمن يجد من يقول له ( شخص واقف أمامه على هيئة نور ) أركبني يا عبد الله فيقول: سبحان الله كيف أركبك ؟! فيقول له: أنا عملك الصالح لطالما ركبتك في الدنيا آن لك أن تركبني في هذا اليوم يقول عليه الصلاة و السلام : فيركب على عمله الصالح فلا ينتهي حتى يضعه في مقعده من الجنة ، اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين " يحشر الناس ثلاثة أصناف صنف ركبان و صنف مشاه (وهم الذين خلطوا عملاً صالحا و آخر سيئا) ثم صنف يحشرون على بطونهم قيل يا رسول الله كيف يمشون على بطونهم ؟ فقال عليه الصلاة و السلام : إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر أن يمشيهم على بطونهم " و الذي يمشي على بطنه هو الذي كان يعيش لبطنه و حسب الذي كان لا يبالي بزخرفة بيته و لو بدماء أمة محمد الذي كان لا يبالي ببناء مجده و لو على أنقاض أمة محمد الذي كان قصير النظر و لا ينظر إلا إلى بطنه لا ينظر إلا إلى هذه الدنيا هذا يحشر يوم القيامة على بطنه ثم انظر إلى صورة أخرى يعرضها عليك المعصوم عليه الصلاة و السلام يقول عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه البخاري و مسلم " يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق راغبين وراهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير ثم تحصد بقيتهم النار تبيت معهم حيثما باتوا و تقيل معهم حيثما قالوا و تمسي معهم حيثما أمسوا " هناك ناس يوم القيامة يأتون و معهم النار، النار تبيت معهم و تمسي معهم لأنهم كانوا في الدنيا و ليعوذ بالله نار إذا دخلوا بيت الله حولوه إلى نار, إذا عاشوا في الأرض عاشوا فيها فساداً ثم أنظر إلى هذه الصورة الثالثة الذي يقصها علينا أيضا رسولنا عليه الصلاة و السلام قال: " يحشر كل إنسان يوم القيامة على ما مات عليه ، فمن مات يقرأ القرآن بعث يوم القيامة يقرأ القرآن ومن مات و هو يذكر الله حشر و هو يذكر الله سبحانه و تعالى ومن مات و هو محرم كما قال عليه الصلاة و السلام: "من مات محرماً حشر يوم القيامة ملبياً يقول لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك "، " و نحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً و بكماً و صما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا " قيل يا رسول الله : من الذي يحشر أعمى؟ قال: هذا الذي جار في أحكامه و قضائه ، يا رسول الله من الذي يحشر أصم أبكم ؟ قال: هؤلاء هم أكلة الربا , هكذا قال عليه الصلاة و السلام و قال : " يحشر الناس يوم القيامة كأمثال الذر تطأهم الناس بأقدامهم لهوانهم على خلق الله عز وجل قيل : يا رسول الله : من هؤلاء؟ قال : هؤلاء هم المتكبرون" ، هؤلاء الذين كانت تنتفخ لهم الكفوف من كثرة التصفيق لهم في الدنيا هؤلاء يجيئون يوم القيامة إن ظلموا إن استبدوا يجيء بهم يوم القيامة تحت نعال الناس يوم يتعلق المظلوم بالظالم و يقولون :" ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن و الإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين" , هذا هو يوم الحشر و هذه هي ضرورة يوم الحشر و هذه هي صورة يوم الحشر و هذه هي كيفية أرض المحشر.
ما الـذى ينجيـنا من هـذا اليـوم ؟
﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ﴾ و الله يا أخوة أخ من إخواننا في باكستان لما حصل زلزال باكستان , يحلف بالله العظيم أن زوجة أخيه كانت تغتسل فخرجت و عندها طفل صغير في البيت فلما أحست بالزلزال خرجت كما هي و حملت ابنها في يدها من شدة الخوف فلما خرجت إلى خارج البيت نظرت فإذا هي قد حملت حذاءها وتركت ولدها الرضيع من شدة الهول !! هذا من زلزال بسيط ﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعه شىء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعه عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ﴾ علينا أن ننظرمالذي ينجينا من هذا الحشر ؟ مالذي يهون علينا هذا اليوم ؟ نسأل الله تعالى أن يهونه علينا , لكن.. مالذي يسعدنا في هذا اليوم ؟ مالذي ينجحنا في ذلك الإختبار ؟ الفارق كبير جداً بين امتحانات الدنيا وامتحانات الآخره , امتحانات الدنيا يمكن أن يكون لها ملحق أو دور ثاني ويمكن أن ترسب وتعوض العام في عام آخر ولكن امتحان الآخره لاملحق فيه , لاتعويض فيه , هناك يوم يسمى " يوم الحشر " سوف يمتحن فيه الناس أجمعين عربهم وعجمهم , أسودهم وأبيضهم , سوف يقاضون لفصل القضاء بين يدي الله عزوجل, هل زرعوا ؟ فهم يحصدون , هل غرسوا فهم يجتنون ؟ أم تراهم ضيعوا وأضاعوا ؟ هذا اليوم لابد أن يسأل الإنسان فيه مالذي ينجيني من أهوال الحشـر ؟ واسمع الإجابه من المعصوم محمد عليه الصلاة والسلام يقول " يحشر الناس يوم القيامه أجوع ماكانوا قط , أظمأ ماكانوا قط , أعرى ماكانوا قط , أنصب ماكانوا قط , فمن أطعم لله أطعمه الله في ذلك اليوم , ومن سقى لله سقاه الله في ذلك اليوم , ومن كسا لله كساه الله في ذلك اليوم , ومن عمل لدين الله أراحه الله في ذلك اليوم " ويقول عليه الصلاة والسلام " من أطعم مسلماً لقمه من حلاوه خفف الله عنه مرارة الحشر يوم القيامه " فالحشـر له مراره وله صعوبه ويقول عليه الصلاة والسلام " من كسا مسلماً أو أطعمه لله أو سقاه لله إلا كان حقاً على الله أن يؤمنه يوم الحشر " بهذا ننجو من الحشر ونتقي أهواله , أيها الأخوه تحدثنا اليوم عن الحشر , عن ضرورة الحشر , عن صورة الحشر , عن أهوال يوم الحشر , عن صورة الناس في المحشر , عن أرض المحشر , عن المنجيات من أهوال هذا اليوم , عن هذه الأسئله السداسيه كانت خطبتنا اليوم , أيها المسلمون : البر لا يبلى والذنب لاينسى والديان لا يموت, اعمل ماشئت كما تدين تدان أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ادعـوا الله وانتـم موقنـون بالإجــــابه [/b]
[b style="-webkit-box-shadow: none !important; color: rgb(0, 0, 0); font-family: Verdana, Arial, Tahoma, Calibri, Geneva, sans-serif; font-size: 21px; text-align: center; background-color: rgb(3, 2, 2); "]
ما هو يوم الحشـــــر ؟
يوم الحشر هو اليوم الذي يقف فيه الخلائق جميعاً من آدم الى انتهاء النصب والتعب على ظاهر هذه الأرض سواء منهم من مات على فراشه أو مات غرقاً في البحر أو ابتلعته أفعى أو نهشته حيه أو أحرق بالنار وذري رماداً في الهواء , يعيدهم الذي أوجدهم من العدم ونما أجسادهم بضروب من النعم ﴿ زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئن بما عملتم وذلك على الله يسير ﴾ ﴿ واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب يوم يسمعون الصيحه بالحق ذلك يوم الخروج ﴾ والصيحه أو النفخه في البوق أو الصور هذه كلها مسميات لشىء واحد هو ذلك الشىء الذي سيمسك به ملك يسمى " اسرافيــــل " وينفخ فيه نفخه أولى لأنه هناك نفختان , نفخه أولى ونفخه ثانيه , النفخه الأولى يقول الله تعالى فيها " ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله " الأولى فيها استثناء فهناك الجنه وهناك النار وهناك عجب الذنب الذي خلق منه الإنسان والذي يعود فيه ثانيه , وهناك ملك الموت , هناك اسرافيل الذي رآه الرسول عليه الصلاة والسلام , رآه ليلة الإسراء والمعراج قد قدم رجلاً وأخر أخرى ماسكاً البوق بيده وقد حنى جبهته وبصره شاخص الى السماء , شاخص الى عرش الله عزوجل يخشى أن تطرف عينيه فيخرج الأمر بالنفخ بالبوق من الواحد الأحد سبحانه وتعالى , ولهذا قالت السيده عائشه " يارسول الله مالي أراك قليل المنام كثير القيام ؟ فقال : يا عائشه كيف أنام وصاحب الصور قد التقم قرنه , قد قدم رجلاَ وأخر الأخرى , قد حنى جبهته وبصره شاخص الى عرش الله تعالى ينتظر الإذن من الله تعالى للنفخ في البوق " هكذا كان رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يريد أن يشعرنا بهذا المعنى , كان يريد منا أن نحيا النفخه في البوق , كان يريد منا أن نستشعر هذا اليوم , كان عليه الصلاة والسلام كما قال " بن كثير " في كتابه " البدايه والنهايه " قال عليه الصلاة والسلام "والذي بعثني بالحق نبياً ان صاحب الصور قد التقم بوقه يخشى أن تغمض عيناه فيخرج الإذن بالنفخ في البوق من الله عزوجل , وهذه هي النفخه الاولى , ثم تجىء النفخه الثانيه كما قال الله تعالى ﴿ ويوم ينفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض الا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فاذا هم قيام ينظرون ﴾ , النفخه الثانيه : فيها يموت ملك الموت ويموت اسرافيل الذي ينفخ في البوق ويقف الله عزوجل في علياءه , يقف الله عزوجل في كبرياءه , يقف وينادي كنت أنا الله الذي لا إله إلا انا وأبقى أنا الله الذي لا إله إلا أنا , أين الملوك ؟ أين أهل الإستبداد ؟ أين فرعون ذو الأوتاد ؟ أين الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك صوت عذاب ان ربك لبالمرصاد ؟ أين هؤلاء الناس ؟ ثم ينادي المنادي من قِـبَل الله تعالى " أيتها العظام النخره , أيتها الرمم الباليه , أيتها اللحوم المتناثره قومي لفصل القضاء بين يدي الواحد الأحد سبحانه وتعالى , فيقوم الناس للعرض على الله عزوجل , وأول من ينشق عنه القبر , أول من يخرج من قبره ؟ أول من يخرج الى الحشر هو شارع المله ومبين الحل من الحرمه عليه الصلاة والسلام أول من يخرج هو نبينا عليه الصلاة والسلام وساعة أن يخرج من قبره الشريف يجد في انتظاره مايزيد عن سبعون ألف ملك ينتظرونه عليه الصلاة والسلام كما روى الإمام " أحمد " والإمام " بن ماجه " ينتظره مايزيد على سبعون ألف ملك كلهم يريد أن يتشرف برؤيته ويتكحل بالنظر إلى حضرته عليه الصلاة والسلام فأول من يخرج الى الحشر هو عليه الصلاة والسلام أتدرون مالذي يطلبه من الله تعالى ؟ لا يسأل عن فاطمه ابنته ولا يسأل عن خديجه زوجته ولا يسأل عن صفيه عمته انما يقف أمام الله تعالى وهو يبكي ويتضرع ويقول : " اللهم اني لا أسألك فاطمه ابنتي ولا خديجه زوجتي ولا صفيه عمتي ولكن أسألك أمتي أمتي يارب العالمين " اللهم صلي وسلم وبارك عليك يارسول الله , فينادى من قـِبَل الله عزوجل يامحمد : وعزتي وجلالي لأقسمن القيامه بيني وبينك أنت تقول أمتي أمتي وأنا أقول رحمتي رحمتي " اللهم ارحمنا في هذا اليوم يارب العالمين , فإذا قام يبدأ الناس بالخروج من قبورهم لايدرون الى أي جهه يقصدون ولا إلى أين يتحركون ؟ إلا واحد فقط هو الذي يعرف طريقه وهو الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم " ان المؤمن اذا خرج من قبره وجد ملكين على باب قبره يثبتانه ويؤمنانه حتى يدخلاه إلى جنة الله عزوجل " ويقول عليه الصلاة والسلام " والذي بعثني بالحق نبياً ان المؤمن أعرف بمكانه وأهله في الجنه من معرفة أحدكم بمكانه وأهله في الدنيا "
ضرورة الحشر ووجوب الحشر :
فقد قال العبقري الراشد " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه وأرضاه , لولا هول المحشر لكان الأمر على غير ماترون !!! هو يقول لولا أن هناك حشر , لولا أن هناك بعث , لولا أن هناك عرض على الله سبحانه وتعالى لكانت الدنيا أصبحت غابه يعتدي القوي فيها على الضعيف , ويأخذ الظالم منها كل مايريد من المظلوم , لكن هول الحشر هو الذي جعل عمر يَعُف عن المال الحرام , هو الذي جعل عمر يمشي بثوب مرقع وتحت رجليه كنوز كسرى وقيصر !! هذا الإحساس بأن هناك حشر , هذا الإحساس الذي نسأل الله تعالى أن يرطب به قلوبنا , هذا الإحساس بالحشر لأن كثير من الناس الآن لا يشعرون بالحشر , كثير من الناس الآن جعلوا الآخره دبر آذانهم وتحت أقدامهم , هذا الإيمان بالحشر هو الذي جعل المؤمن اذا عرضت عليه الدنيا واذا عرضت عليه المناصب , اذا عرض عليه الجاه , واذا عرضت عليه الدنيا مجتمعه ركلها برجله خشية أن يفضح أمام الله تعالى يوم القيامه , هذا الإيمان بالحشر , فلا يمكن أن يكون الأمر على أساس الدنيا وفقط , لا يمكن أن تكون هذه الدنيا سوق ينتهي وانتهى الأمر , أيعقـل هذا ؟ أيعقل أن ينتهي الأمر بانتهاء هذه الدنيا وقد سرق السارق وخان الخائن ونهب الناهب وظلم الظالم وغصب الغاصب ؟ هل يمكن أن ينتهي الأمر بمجرد أن نموت وفقط ؟ هل يعقل أنه ليس هناك حشر وبعث الى الله عزوجل ؟ ان بعض الظالمين وبعض المجرمين استطاع بحيلته أن يهرب من العداله , استطاع بمنصبه أن يهرب من العداله ؟ استطاع بعرشه أن يهرب من عدالة الأرض كما يقال في المثل " حاميها حراميها " هذا الظالم , هذا الحرامي , هذا المستبد وهذا المغتصب إذا أفلت من عقاب الأرض فهل يمكن أن يفلت من عقاب الله عزوجل ؟ هل يمكن أن ينتهي أمره بموته وفقط ؟ وهذا ليس كلام أهل الإيمان فقط بل أنا قرأت مره في كتاب لــ" كانــت " الشاعر الألماني والفيلسوف الأشهر يقول فيه : لابد من فصل ثانٍ لهذه المسرحيه , لأننا نرى في الدنيا ظالماً ومظلوماً , غالباً ومغلوباً ولا نجد الإنتصاف , فلابد من يوم يكون فيه الإنتصاف , وعفوكم يا أخوه اذا ضربت لكم المثل حتى نقرب هذه العقيده بشىء في حياتنا , اذا دخلت تشاهد فيلماً سينمائياً , لابد لهذا الفيلم من نهايه , ثم جاء المؤلف وقطع الفيلم من المنتصف , ستتكلم ساعتها وتقول : أين نهاية الفيلم؟ ما الذي جرى لأبطال هذا الفيلم؟ أنت تنتظر من المؤلف أن يسرد حسابات الأبطال أنت تنتظر من المؤلف أن يحسن الخاتمة ، أنت لابد أن تنتظر خاتمة أهل الخير و خاتمة أهل الضير, فإذا كان هذا في مصنف من البشر فكيف الحال برب القوى و القدر سبحانه و تعالى؟ لابد إذن من حشر , لابد من عرض على الله عز وجل ثم ياأيها الأخوة ما صفة أرض المحشر؟
صفــة أرض المحشر:
النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أرض المحشر: يا رسول الله أخبرنا عن أرض المحشر فقال: إنها كالفضة المذابة ، بيضاء نقية لم ترتكب فيها خطيئة قط " و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعً صفصفا لا ترى فيها عوجاً و لا أمتا " فلا يوجد فيها نتوء و لا توجد فيها منخفضات , هذه الأرض التي سوف يحشر فيها الناس , الأمريكاني و الفرنسي و الإيطالي و العربي و الصالح و الطالح و الراشد و الفاسد سوف يحشروا جميعاً كما قال عليه الصلاة و السلام " يحشر الناس حفاة عراة غرلا " و غرلاً أي غير مختونين قالت عائشة رضي الله عنها : وا سوءتاه من يوم القيامة يا رسول الله و ينظر بعضهم إلى بعض؟ ( أي ينظر الرجال إلى النساء ؟ ) فقال عليه الصلاة و السلام: الأمر أعظم من ذلك يا عائشة فكل مشغول بنفسه ، فقيل يا رسول الله و ما شغله ؟ قال: " لكل امرئ منهم يومئذٍ شأن يغنيه "، كل امرئ في حاله كل امرئٍ ينظر هل هو من أهل النجاة أم من أهل الهلاك؟ نسأل الله تعالى أن ينجينا في هذا اليوم , في هذا اليوم يحشر الناس جميعا حتى الوحوش تحشر كما قال الله سبحانه و تعالى: " و إذا الوحوش حشرت " لماذا؟ لأنه ربما بعض هذه الوحوش لها حقوق على بني آدم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عذبت امرأة في النار بسبب هرة حبستها لا هي أطعمتها و سقتها و لا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض "حتى جاء عن المعصوم عليه الصلاة و السلام أن الوحوش تحشر منكسة لرؤوسها حيية (عندها حياء من العلي القدير) لأن الله تعالى يغضب في هذا اليوم غضباً عظيماً جداً ثم تسجد سجدة طويلة فيقال لها: لما سجدت؟ لماذا سجدت أيتها الوحوش؟ فتقول: سجدنا على أن الله لم يخلقنا من بني آدم و إنما جعلنا من جملة الناظرين على فضيحة بني آدم , نسأل الله أن يسترنا في هذا اليوم هذه صورة أرض المحشر.
ما صـور الناس في الحـشر؟
نريد أن نعرف ما صورتنا نحن يوم الحشر؟ و أين سنكون في يوم المحشر؟ يقول عليه الصلاة و السلام " يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف: صنف ركباناً (تجيء راكب و هؤلاء هم الذين حملوا هم الدين و حملوا هم اليقين هؤلاء الناس الذين حاولوا أن يتعبوا أنفسهم من اجل دين الله تعالى الذين ركبوا على المتاعب من أجل أن يأتوا إلى بيت الله عز وجل) حتى قال عليه الصلاة و السلام: عندما يحشر المؤمن يجد من يقول له ( شخص واقف أمامه على هيئة نور ) أركبني يا عبد الله فيقول: سبحان الله كيف أركبك ؟! فيقول له: أنا عملك الصالح لطالما ركبتك في الدنيا آن لك أن تركبني في هذا اليوم يقول عليه الصلاة و السلام : فيركب على عمله الصالح فلا ينتهي حتى يضعه في مقعده من الجنة ، اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين " يحشر الناس ثلاثة أصناف صنف ركبان و صنف مشاه (وهم الذين خلطوا عملاً صالحا و آخر سيئا) ثم صنف يحشرون على بطونهم قيل يا رسول الله كيف يمشون على بطونهم ؟ فقال عليه الصلاة و السلام : إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر أن يمشيهم على بطونهم " و الذي يمشي على بطنه هو الذي كان يعيش لبطنه و حسب الذي كان لا يبالي بزخرفة بيته و لو بدماء أمة محمد الذي كان لا يبالي ببناء مجده و لو على أنقاض أمة محمد الذي كان قصير النظر و لا ينظر إلا إلى بطنه لا ينظر إلا إلى هذه الدنيا هذا يحشر يوم القيامة على بطنه ثم انظر إلى صورة أخرى يعرضها عليك المعصوم عليه الصلاة و السلام يقول عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه البخاري و مسلم " يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق راغبين وراهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير ثم تحصد بقيتهم النار تبيت معهم حيثما باتوا و تقيل معهم حيثما قالوا و تمسي معهم حيثما أمسوا " هناك ناس يوم القيامة يأتون و معهم النار، النار تبيت معهم و تمسي معهم لأنهم كانوا في الدنيا و ليعوذ بالله نار إذا دخلوا بيت الله حولوه إلى نار, إذا عاشوا في الأرض عاشوا فيها فساداً ثم أنظر إلى هذه الصورة الثالثة الذي يقصها علينا أيضا رسولنا عليه الصلاة و السلام قال: " يحشر كل إنسان يوم القيامة على ما مات عليه ، فمن مات يقرأ القرآن بعث يوم القيامة يقرأ القرآن ومن مات و هو يذكر الله حشر و هو يذكر الله سبحانه و تعالى ومن مات و هو محرم كما قال عليه الصلاة و السلام: "من مات محرماً حشر يوم القيامة ملبياً يقول لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك "، " و نحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً و بكماً و صما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا " قيل يا رسول الله : من الذي يحشر أعمى؟ قال: هذا الذي جار في أحكامه و قضائه ، يا رسول الله من الذي يحشر أصم أبكم ؟ قال: هؤلاء هم أكلة الربا , هكذا قال عليه الصلاة و السلام و قال : " يحشر الناس يوم القيامة كأمثال الذر تطأهم الناس بأقدامهم لهوانهم على خلق الله عز وجل قيل : يا رسول الله : من هؤلاء؟ قال : هؤلاء هم المتكبرون" ، هؤلاء الذين كانت تنتفخ لهم الكفوف من كثرة التصفيق لهم في الدنيا هؤلاء يجيئون يوم القيامة إن ظلموا إن استبدوا يجيء بهم يوم القيامة تحت نعال الناس يوم يتعلق المظلوم بالظالم و يقولون :" ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن و الإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين" , هذا هو يوم الحشر و هذه هي ضرورة يوم الحشر و هذه هي صورة يوم الحشر و هذه هي كيفية أرض المحشر.
ما الـذى ينجيـنا من هـذا اليـوم ؟
﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ﴾ و الله يا أخوة أخ من إخواننا في باكستان لما حصل زلزال باكستان , يحلف بالله العظيم أن زوجة أخيه كانت تغتسل فخرجت و عندها طفل صغير في البيت فلما أحست بالزلزال خرجت كما هي و حملت ابنها في يدها من شدة الخوف فلما خرجت إلى خارج البيت نظرت فإذا هي قد حملت حذاءها وتركت ولدها الرضيع من شدة الهول !! هذا من زلزال بسيط ﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعه شىء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعه عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ﴾ علينا أن ننظرمالذي ينجينا من هذا الحشر ؟ مالذي يهون علينا هذا اليوم ؟ نسأل الله تعالى أن يهونه علينا , لكن.. مالذي يسعدنا في هذا اليوم ؟ مالذي ينجحنا في ذلك الإختبار ؟ الفارق كبير جداً بين امتحانات الدنيا وامتحانات الآخره , امتحانات الدنيا يمكن أن يكون لها ملحق أو دور ثاني ويمكن أن ترسب وتعوض العام في عام آخر ولكن امتحان الآخره لاملحق فيه , لاتعويض فيه , هناك يوم يسمى " يوم الحشر " سوف يمتحن فيه الناس أجمعين عربهم وعجمهم , أسودهم وأبيضهم , سوف يقاضون لفصل القضاء بين يدي الله عزوجل, هل زرعوا ؟ فهم يحصدون , هل غرسوا فهم يجتنون ؟ أم تراهم ضيعوا وأضاعوا ؟ هذا اليوم لابد أن يسأل الإنسان فيه مالذي ينجيني من أهوال الحشـر ؟ واسمع الإجابه من المعصوم محمد عليه الصلاة والسلام يقول " يحشر الناس يوم القيامه أجوع ماكانوا قط , أظمأ ماكانوا قط , أعرى ماكانوا قط , أنصب ماكانوا قط , فمن أطعم لله أطعمه الله في ذلك اليوم , ومن سقى لله سقاه الله في ذلك اليوم , ومن كسا لله كساه الله في ذلك اليوم , ومن عمل لدين الله أراحه الله في ذلك اليوم " ويقول عليه الصلاة والسلام " من أطعم مسلماً لقمه من حلاوه خفف الله عنه مرارة الحشر يوم القيامه " فالحشـر له مراره وله صعوبه ويقول عليه الصلاة والسلام " من كسا مسلماً أو أطعمه لله أو سقاه لله إلا كان حقاً على الله أن يؤمنه يوم الحشر " بهذا ننجو من الحشر ونتقي أهواله , أيها الأخوه تحدثنا اليوم عن الحشر , عن ضرورة الحشر , عن صورة الحشر , عن أهوال يوم الحشر , عن صورة الناس في المحشر , عن أرض المحشر , عن المنجيات من أهوال هذا اليوم , عن هذه الأسئله السداسيه كانت خطبتنا اليوم , أيها المسلمون : البر لا يبلى والذنب لاينسى والديان لا يموت, اعمل ماشئت كما تدين تدان أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ادعـوا الله وانتـم موقنـون بالإجــــابه [/b]