منقول السلام عليكم هل تريد منزلاً أو مسكناً في الجنة؟ .. هل تتمني غرفة أو خيمة في الجنة؟..
هل تشتهي بيتاً أو قصراً في الجنة؟
إن أردت ذلك صدقاً من قلبك، فعملت عملاً من هذه الأعمال ابتغاء وجه ربك، لنلت المرغوب، ولتحقق المطلوب، بإذن علام الغيوب.
والآن : صدق أو لا تصدق:
* يمكنك أن تعمل عملاً يستغرق نحو 30 دقيقة فيُبنى لك به بيت في الجنة بإذن الله.
* ويمكنك أن تعمل عملاً يستغرق نحو 20 دقيقة فيُبنى لك به بيت في الجنة بإذن الله.
* ويمكنك أن تعمل عملاً يستغرق نحو 15 دقيقة فيبني لك به منزل في الجنة بإذن الله.
* ويمكنك أن تقول قولاً يستغرق نحو 3 دقائق فيبني لك به قصرٌ في الجنة بإذن الله
* ويمكنك أن تقول قولاً يستغرق نحو 15 ثانية فيبني لك به بيت في الجنة بإذن الله
* ويمكنك أن تعمل عملا يستغرق نحو 3 ثوان فيبني لك به بيتٌ في الجنة بإذن الله
أراك الآن قد اشتقت لمعرفة تلك الأفعال ، والوقوف على تلك الأقوال ، التي بها تُنال الآمال، ببيوت وارفة الظلال في جنة جلّت عن مثل ومثال، وتعالت عن حيز الفكر والخيال، بإذن الله الكبير المتعال .... وإليك هذه الأعمال.
1- الإيمان بالله تعالى : فإن من عاش مؤمناً ومات مؤمناً كان له خيمةٌ في الجنة بإذن الله ، ولم لا؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً ، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً)) [متفق عليه].
2- الإيمان بالله والعمل الصالح : وقد قال الله تعالى : {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ : 37] ، قال ابن كثير في تفسير (3/714) : ((أي في منازل الجنة العالية آمنون من كل بأسٍ وخوف وآذى ومن كل شر يُحذر منه)).
3- الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله : وقد قال الله جل في علاه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[الصف : 10 – 12]
* قال ابن كثير في تفسيره (4/464) : ((أي إن فعلتم ما أمرتكم به ودللتكم عليه غفرت لكم الزلات، وأدخلتكم الجنات والمساكن الطيبات والدرجات العاليات)).
4- الإيمان بالله وتصديق المرسلين : وقد قال النبي الآمين: ((إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا : يا رسول الله ، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال : بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين) [متفق عليه].
5- تقوى الله ، وقد قال تعالى : {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} [الزمر : 20]
* قال ابن كثير في تفسيره (4/64) : ((أي مساكن عالية طباق بعضها فوق بعض)).
6- سؤال الشهادة بصدق : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)) [مسلم]
* قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (1/285) : ((فإذا سأل الإنسان ربه وقال : اللهم إني أسألك الشهادة في سبيلك – ولا تكون الشهادة إلا بالقتال لتكون كلمة الله هي العليا – فإن الله تعالى إذا علم منه صدق القول والنية أنزله منازل الشهداء وإن مات في فراشه)).
فكيف يزهد في هذا الأجر أحد من الإخوان ، وإن الدعاء ليستغرق نحو 5 ثوان ؟!
7- بناء مسجد لله ولو كمفحص قطاة : ولم لا؟! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من بني لله مسجداً ولو كمفحص قطاة أو أصغر بني الله له بيتاً في الجنة)) [صحيح الجامع : 6128] (ومفحص قطاة: يعني الحفرة التي تضع فيها القطاة بيضها، والقطاة نوع من اليمام ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/679) : قوله ((من بني مسجداً)) التنكير فيه للشيوع. فيدخل فيه الكبير والصغير).
* قلت : ويدخل في الأجر من تصدَّق ولو بلبنة أو بثمنها لبناء بيت الله ، والله أعلم.
8- الغدو إلى المسجد والرواح : لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من غدا إلى المسجد أو راح أعدّ الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح)). [متفق عليه]
* وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/183) : والنُزُل (بضم النون والزاي): المكان الذي يُهيأ للنزول فيه، (وبسكون الزاي): ما يُهيأ للقادم من الضيافة ونحوها.
* وقال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (3/202) : ((وظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح، سواءً غدا للصلاة أو لطلب علم أو لغير ذلك من مقاصد الخير أن الله يكتب له في الجنة نزلاً)).
9- سدُّ فُرجة في الصلاة : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سدَّ فُرجةَّ بني اللهُ له بيتاً في الجنة ورفعه بها درجة)) [الصحيحة : 1892]
فكيف يزهد في هذا الأجر من الإخوان وإن سد الفرجة ليستغرق نحو 3 ثوان ؟!
10- صلاة اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة : لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من ثابر على على اثنتي عشرة ركعة من السُنة بني الله له بيتاً في الجنة : أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبل الفجر)). [صحيح الجامع : 6183]
وعن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال : حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسارُّ إليه ، قال : سمعتُ أم حبيبة تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيتٌ في الجنة)) [مسلم]
قالت أم حبيبة : فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال عنبسة : فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة.
وقال عمرو بن أوس : ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة.
وقال النعمان بن سالم : ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس.
فكيف يزهد أحدٌ في أجر هذه الطاعة ، وإنها لتستغرق نحو نصف ساعة؟!
11- صلاة الضحى أربعاً وقبل الظهر أربعاً : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى الضحى أربعاً وقبل الأولى أربعاً بُنى له بيتٌ في الجنة)) [الصحيحة : 2349]
* قال الألباني : والمراد بالأولى : صلاة الظهر فيما يبدو لي ، والله أعلم.
فيكف يزهد أحد في هذه الطاعة ، وإنها لتستغرق نحو ثلث ساعة ؟!
12- قراءة سورة الإخلاص عشر مرات : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ (قل هو الله أحد) حتى يختمها عشر مرات بني الله له قصراً في الجنة)).
فقال عمر رضى الله عته : إذن نستكثر قصوراً يا رسول الله؟ فقال : ((الله أكثر وأطيب)) [الصحيحة : 2/137]
فكيف يزهدُ أحدٌ في هذا الأجر الفائق، وإن قراءتها عشراً لتستغرق نحو 3 دقائق؟!
(13 – 16) طيب الكلام ، وإطعام الطعام ، وإدامة الصيام، وصلاة القيام: وقد قال سيد الأنام صلى الله عليه وسلم : ((إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ فقال : لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام)).
*قلت: وطيب الكلام معروف، وهو من حسن الخلق، وإطعام الطعام عام ويشمل إطعام الرجل زوجه وبنيه، وآبائه وإخوته وأقربائه وأضيافه وجيرانه، وإطعام اليتامي والمساكين والفقراء والمحتاجين، ... الخ، وإدامة الصيام معروفة، وصلاة القيام أقلها ركعة فلا يبخلن أحدكم على نفسه ولو بركعة يوتر بها، ولو بعد العشاء وكفاه قول سيد الأنبياء : ((إن الله وترٌ يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن)) [صحيح الجامع : 3860]
فمن يشترى الدار في الفردوس يعمرها *** بركعة في ظلام الليل يُحبيها
(17 – 19) ترك المراء وترك الكذب وحسن الخلق:: وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أنا زعيمٌ ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً وبيتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)). [صحيح أبي داود : 4015]
(والزعيم : هو الضامن، وربض الجنة : ما حولها، والمراء : هو الجدال)
فقد ضمن النبي صلى الله عليه وسلم بيتاً في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان الحق معه، وبيتاً في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح أحياناً وما يقول إلا الصدق، وضمن النبي بيتاً في أعلى الجنة لمن حسن خلقه، فطوبي لمن حسن خلقه.
20- الصبر على موت الولد: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد)) [الصحيحة : 1408]
21 ، 22- عيادة مريض أو زيارة أخ في الله: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه منادٍ بأن طبت وطاب ممشاك وتبوّأت من الجنة منزلاً)). [صحيح الترمذي : 1633]
فكيف يزهد أحدٌ في هذه الطاعة، وإنها لتستغرق نحو رُبع ساعة؟!
23- دعاء السوق: وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة وتحط عنه ألف ألف سيئة وبني له بيتاً في الجنة)). [صحيح الترمذي : 2726]
فهل ستنهض الأنفس المتوانية، لتنال بيتاً في جنة قطوفها دانية، بدعاء يستغرق نحو 15 ثانية؟
أظنك قد عرفت الآن أنك:
* في 30 دقيقة يمكنك صلاة 12 ركعة كل يوم وليلة (السُنن المؤكدة) ليبني لك بيتٌ في الجنة
* وفي 20 دقيقة، يمكنك صلاة 8 ركعات (أربع ركعات من الضحى، وأربع ركعات قبل الظهر) ليبني لك بيت في الجنة.
* وفي 15 دقيقة، يمكنك عيادة مريض أو زيارة أخ في الله ليبني لك منزل في الجنة.
* وفي 3 دقائق يمكنك قراءة سورة الإخلاص عشر مرات ليبني لك قصر في الجنة.
* وفي 15 ثانية، يمكنك الدعاء بالدعاء المأثور إن مررت بسوق أو دخلته ليبني لك بيت في الجنة.
* وفي 5 ثوان يمكنك سؤال الله الشهادة بصدق ليبلغك الله منازل الشهداء
* وفي 3 ثوان يمكنك أن تسد فرجةً في الصلاة ليبني لك بيتٌ في الجنة
و في ذلك فليتنافس المتنافسون
(1) لقد شوقتم إلى الفضائل فهل اشتقتم؟، وزجرتم عن الرذائل وكنتم في سُكر الهوى فهل أفقتم؟، فلو حاسبتم أنفسكم وحققتم، لعلمتم أنكم بغير وثيق توثقتم، فاطلبوا الخلاص من أسر الهوى فقد جدّ الطالبون.
و في ذلك فليتنافس المتنافسون
(2) إخواني، توانيم وسير الصالحين حيث وصفت أعمالهم وبعض أعمالكم كدرٌ خبيث، وكم نصحناكم ولربا ضاع الحديث، فهل أراكم تتفكرون.
و في ذلك فليتنافس المتنافسون
(3) أيقظنا الله وإياكم لمصالحنا، وعصمنا من ذنوبنا وقبائحنا، واستعمل في طاعته جميع جوارحنا، ولا جعلنا ممن يرضى بالدون.
و في ذلك فليتنافس المتنافسون
وأخيراً : إن أردت أن تحظى بمضاعفة هذه الأجور والحسنات فتذكر قول سيد البريات : ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) [مسلم]
وأدعو الله أن يغفر لكل من دلّ على هذا الخير واتقاه، سواء بكلمة أو موعظة ابتغي بها وجه الله، كذا من علقها على بيت من بيوت الله، ومن طبعها رجاء ثوابها ووزعها على عباد الله، ومن بثها عبر القنوات الفضائية، أو شبكة الإنترنت العالمية، ومن ترجمها إلى اللغات الأجنبية، لتنتفع بها جميع الأمة الإسلامية، ويكفيه وعد سيد البرية : ((نضر الله امرءاً سمع منا شيئاً فبلّغه كما سمعه، فرُبَّ مبلغ أوعى من سامع)) [صحيح الجامع : 6764]
هل تشتهي بيتاً أو قصراً في الجنة؟
إن أردت ذلك صدقاً من قلبك، فعملت عملاً من هذه الأعمال ابتغاء وجه ربك، لنلت المرغوب، ولتحقق المطلوب، بإذن علام الغيوب.
والآن : صدق أو لا تصدق:
* يمكنك أن تعمل عملاً يستغرق نحو 30 دقيقة فيُبنى لك به بيت في الجنة بإذن الله.
* ويمكنك أن تعمل عملاً يستغرق نحو 20 دقيقة فيُبنى لك به بيت في الجنة بإذن الله.
* ويمكنك أن تعمل عملاً يستغرق نحو 15 دقيقة فيبني لك به منزل في الجنة بإذن الله.
* ويمكنك أن تقول قولاً يستغرق نحو 3 دقائق فيبني لك به قصرٌ في الجنة بإذن الله
* ويمكنك أن تقول قولاً يستغرق نحو 15 ثانية فيبني لك به بيت في الجنة بإذن الله
* ويمكنك أن تعمل عملا يستغرق نحو 3 ثوان فيبني لك به بيتٌ في الجنة بإذن الله
أراك الآن قد اشتقت لمعرفة تلك الأفعال ، والوقوف على تلك الأقوال ، التي بها تُنال الآمال، ببيوت وارفة الظلال في جنة جلّت عن مثل ومثال، وتعالت عن حيز الفكر والخيال، بإذن الله الكبير المتعال .... وإليك هذه الأعمال.
1- الإيمان بالله تعالى : فإن من عاش مؤمناً ومات مؤمناً كان له خيمةٌ في الجنة بإذن الله ، ولم لا؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً ، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً)) [متفق عليه].
2- الإيمان بالله والعمل الصالح : وقد قال الله تعالى : {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ : 37] ، قال ابن كثير في تفسير (3/714) : ((أي في منازل الجنة العالية آمنون من كل بأسٍ وخوف وآذى ومن كل شر يُحذر منه)).
3- الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله : وقد قال الله جل في علاه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[الصف : 10 – 12]
* قال ابن كثير في تفسيره (4/464) : ((أي إن فعلتم ما أمرتكم به ودللتكم عليه غفرت لكم الزلات، وأدخلتكم الجنات والمساكن الطيبات والدرجات العاليات)).
4- الإيمان بالله وتصديق المرسلين : وقد قال النبي الآمين: ((إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا : يا رسول الله ، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال : بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين) [متفق عليه].
5- تقوى الله ، وقد قال تعالى : {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} [الزمر : 20]
* قال ابن كثير في تفسيره (4/64) : ((أي مساكن عالية طباق بعضها فوق بعض)).
6- سؤال الشهادة بصدق : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)) [مسلم]
* قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (1/285) : ((فإذا سأل الإنسان ربه وقال : اللهم إني أسألك الشهادة في سبيلك – ولا تكون الشهادة إلا بالقتال لتكون كلمة الله هي العليا – فإن الله تعالى إذا علم منه صدق القول والنية أنزله منازل الشهداء وإن مات في فراشه)).
فكيف يزهد في هذا الأجر أحد من الإخوان ، وإن الدعاء ليستغرق نحو 5 ثوان ؟!
7- بناء مسجد لله ولو كمفحص قطاة : ولم لا؟! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من بني لله مسجداً ولو كمفحص قطاة أو أصغر بني الله له بيتاً في الجنة)) [صحيح الجامع : 6128] (ومفحص قطاة: يعني الحفرة التي تضع فيها القطاة بيضها، والقطاة نوع من اليمام ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/679) : قوله ((من بني مسجداً)) التنكير فيه للشيوع. فيدخل فيه الكبير والصغير).
* قلت : ويدخل في الأجر من تصدَّق ولو بلبنة أو بثمنها لبناء بيت الله ، والله أعلم.
8- الغدو إلى المسجد والرواح : لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من غدا إلى المسجد أو راح أعدّ الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح)). [متفق عليه]
* وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/183) : والنُزُل (بضم النون والزاي): المكان الذي يُهيأ للنزول فيه، (وبسكون الزاي): ما يُهيأ للقادم من الضيافة ونحوها.
* وقال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (3/202) : ((وظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح، سواءً غدا للصلاة أو لطلب علم أو لغير ذلك من مقاصد الخير أن الله يكتب له في الجنة نزلاً)).
9- سدُّ فُرجة في الصلاة : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سدَّ فُرجةَّ بني اللهُ له بيتاً في الجنة ورفعه بها درجة)) [الصحيحة : 1892]
فكيف يزهد في هذا الأجر من الإخوان وإن سد الفرجة ليستغرق نحو 3 ثوان ؟!
10- صلاة اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة : لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من ثابر على على اثنتي عشرة ركعة من السُنة بني الله له بيتاً في الجنة : أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبل الفجر)). [صحيح الجامع : 6183]
وعن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال : حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسارُّ إليه ، قال : سمعتُ أم حبيبة تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيتٌ في الجنة)) [مسلم]
قالت أم حبيبة : فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال عنبسة : فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة.
وقال عمرو بن أوس : ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة.
وقال النعمان بن سالم : ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس.
فكيف يزهد أحدٌ في أجر هذه الطاعة ، وإنها لتستغرق نحو نصف ساعة؟!
11- صلاة الضحى أربعاً وقبل الظهر أربعاً : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى الضحى أربعاً وقبل الأولى أربعاً بُنى له بيتٌ في الجنة)) [الصحيحة : 2349]
* قال الألباني : والمراد بالأولى : صلاة الظهر فيما يبدو لي ، والله أعلم.
فيكف يزهد أحد في هذه الطاعة ، وإنها لتستغرق نحو ثلث ساعة ؟!
12- قراءة سورة الإخلاص عشر مرات : وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ (قل هو الله أحد) حتى يختمها عشر مرات بني الله له قصراً في الجنة)).
فقال عمر رضى الله عته : إذن نستكثر قصوراً يا رسول الله؟ فقال : ((الله أكثر وأطيب)) [الصحيحة : 2/137]
فكيف يزهدُ أحدٌ في هذا الأجر الفائق، وإن قراءتها عشراً لتستغرق نحو 3 دقائق؟!
(13 – 16) طيب الكلام ، وإطعام الطعام ، وإدامة الصيام، وصلاة القيام: وقد قال سيد الأنام صلى الله عليه وسلم : ((إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ فقال : لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام)).
*قلت: وطيب الكلام معروف، وهو من حسن الخلق، وإطعام الطعام عام ويشمل إطعام الرجل زوجه وبنيه، وآبائه وإخوته وأقربائه وأضيافه وجيرانه، وإطعام اليتامي والمساكين والفقراء والمحتاجين، ... الخ، وإدامة الصيام معروفة، وصلاة القيام أقلها ركعة فلا يبخلن أحدكم على نفسه ولو بركعة يوتر بها، ولو بعد العشاء وكفاه قول سيد الأنبياء : ((إن الله وترٌ يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن)) [صحيح الجامع : 3860]
فمن يشترى الدار في الفردوس يعمرها *** بركعة في ظلام الليل يُحبيها
(17 – 19) ترك المراء وترك الكذب وحسن الخلق:: وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أنا زعيمٌ ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً وبيتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)). [صحيح أبي داود : 4015]
(والزعيم : هو الضامن، وربض الجنة : ما حولها، والمراء : هو الجدال)
فقد ضمن النبي صلى الله عليه وسلم بيتاً في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان الحق معه، وبيتاً في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح أحياناً وما يقول إلا الصدق، وضمن النبي بيتاً في أعلى الجنة لمن حسن خلقه، فطوبي لمن حسن خلقه.
20- الصبر على موت الولد: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد)) [الصحيحة : 1408]
21 ، 22- عيادة مريض أو زيارة أخ في الله: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه منادٍ بأن طبت وطاب ممشاك وتبوّأت من الجنة منزلاً)). [صحيح الترمذي : 1633]
فكيف يزهد أحدٌ في هذه الطاعة، وإنها لتستغرق نحو رُبع ساعة؟!
23- دعاء السوق: وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة وتحط عنه ألف ألف سيئة وبني له بيتاً في الجنة)). [صحيح الترمذي : 2726]
فهل ستنهض الأنفس المتوانية، لتنال بيتاً في جنة قطوفها دانية، بدعاء يستغرق نحو 15 ثانية؟
أظنك قد عرفت الآن أنك:
* في 30 دقيقة يمكنك صلاة 12 ركعة كل يوم وليلة (السُنن المؤكدة) ليبني لك بيتٌ في الجنة
* وفي 20 دقيقة، يمكنك صلاة 8 ركعات (أربع ركعات من الضحى، وأربع ركعات قبل الظهر) ليبني لك بيت في الجنة.
* وفي 15 دقيقة، يمكنك عيادة مريض أو زيارة أخ في الله ليبني لك منزل في الجنة.
* وفي 3 دقائق يمكنك قراءة سورة الإخلاص عشر مرات ليبني لك قصر في الجنة.
* وفي 15 ثانية، يمكنك الدعاء بالدعاء المأثور إن مررت بسوق أو دخلته ليبني لك بيت في الجنة.
* وفي 5 ثوان يمكنك سؤال الله الشهادة بصدق ليبلغك الله منازل الشهداء
* وفي 3 ثوان يمكنك أن تسد فرجةً في الصلاة ليبني لك بيتٌ في الجنة
و في ذلك فليتنافس المتنافسون
(1) لقد شوقتم إلى الفضائل فهل اشتقتم؟، وزجرتم عن الرذائل وكنتم في سُكر الهوى فهل أفقتم؟، فلو حاسبتم أنفسكم وحققتم، لعلمتم أنكم بغير وثيق توثقتم، فاطلبوا الخلاص من أسر الهوى فقد جدّ الطالبون.
و في ذلك فليتنافس المتنافسون
(2) إخواني، توانيم وسير الصالحين حيث وصفت أعمالهم وبعض أعمالكم كدرٌ خبيث، وكم نصحناكم ولربا ضاع الحديث، فهل أراكم تتفكرون.
و في ذلك فليتنافس المتنافسون
(3) أيقظنا الله وإياكم لمصالحنا، وعصمنا من ذنوبنا وقبائحنا، واستعمل في طاعته جميع جوارحنا، ولا جعلنا ممن يرضى بالدون.
و في ذلك فليتنافس المتنافسون
وأخيراً : إن أردت أن تحظى بمضاعفة هذه الأجور والحسنات فتذكر قول سيد البريات : ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) [مسلم]
وأدعو الله أن يغفر لكل من دلّ على هذا الخير واتقاه، سواء بكلمة أو موعظة ابتغي بها وجه الله، كذا من علقها على بيت من بيوت الله، ومن طبعها رجاء ثوابها ووزعها على عباد الله، ومن بثها عبر القنوات الفضائية، أو شبكة الإنترنت العالمية، ومن ترجمها إلى اللغات الأجنبية، لتنتفع بها جميع الأمة الإسلامية، ويكفيه وعد سيد البرية : ((نضر الله امرءاً سمع منا شيئاً فبلّغه كما سمعه، فرُبَّ مبلغ أوعى من سامع)) [صحيح الجامع : 6764]