كيف تُصلح ذاكرتك
كيف تُصلح ذاكرتك ..؟
تُصلح ذاكرتك
في عصرنا الذي يتسم بإيقاعه السريع والمتلاحق، بات كثير من الناس يشكون من ضعف ذاكرتهم وكثرة نسيانهم، فأحياناً نجد أنفسنا في المطبخ مثلاً، ولا ندري ما الذي دفع بنا إلى هناك، وأحياناً أخرى، نبحث عن مفتاح السيارة أو المنزل، بينما هو في أيدينا، وفي أحيان أخرى قد تنسى اسم شخص قد تكون تعرفت إليه للتو .
وفي الغالب يكون التفسير المألوف لهذا النوع من فقدان الذاكرة المفاجئ هو التقدم في السن، أو ببساطة امتلاء الذاكرة وتكدسها بالمعلومات .
بيد أن الدكتور مايكل غروس، مدير وحدة فسيولوجية الجهاز العصبي في مستشفى كليمنتين تشرشل في ميد ليسكس بالمملكة المتحدة، يرى أن فقدان الذاكرة المفاجئ، والذي يحدث على فترات، يمكن أن يكون نتيجة لشيء آخر يحتاج إلى فحص طبي، خاصة لدى صغار السن .
ويقول الأطباء إن مرض “العتة” “dementio”، قد يكون مسؤولاً عن فقدان الذاكرة المفاجئ والعارض .
والعتة هي مصطلح شامل لمجموعة من الأعراض التي تتضمن عطب الذاكرة، ووهن التفكير العقلاني، وتدهور المهارات اللغوية و”مهارات فكرية أخرى” .
وعلى أية حال، توجد أسباب أخرى كثيرة للإصابة بفقدان الذاكرة قصير المدى “تتراوح بين قلة تناول اللحوم والسفريات الطويلة” .
و تالياً يستعرض الخبراء بعض الأسباب أو العوامل المحتملة لفقدان الذاكرة الذي يتسبب في مواقف محرجة وما ينبغي القيام به لتلافي هذه العوامل .
تُصلح ذاكرتكعدم كفاية الحامض في المعدة
يقول الخبراء إن فيتامين “بي 12” “B12” الذي يوجد في أطعمة مثل اللحوم، والأسماك ومنتجات الألبان، “والمعروف بدوره المهم في إنتاج خلايا الدم الحمراء”، قد يكون مفيداً لصحة الذاكرة .
وقد وجدت دراسة أمريكية حديثة أن نقص فيتامين “بي 12” له علاقة بمشكلات الذاكرة والتفكير . والنظرية هي أن “بي 12” يلعب دوراً في حماية “الغمد المياليني” “وهي طبقة عازلة تحمي أعصاب الدماغ” . وأي تلف يحدث لهذه الطبقة يؤدي لإبطاء نبضات الأعصاب ويؤثر سلباً في الذاكرة .
ويقول الدكتور أنطون إيمانويل اختصاصي الجهاز الهضمي في مستشفى كلية لندن: “يحدث نقص فيتامين “بي 12” عندما يعجز الجسد عن امتصاص ما يكفي من الفيتامين عبر الأمعاء الدقيقة” .
ويضيف: إن هذا الفيتامين يوجد في الأطعمة مثل اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان، ولذلك فإن على النباتيين أن يحرصوا على التأكد من تناول كفايتهم منه . ومن الأسباب الأخرى المحتملة لضعف الذاكرة، مرض الأنيميا “فقر الدم”، “وهو مرض متعلق بخلل في مناعة الجسم الطبيعية، وعلى أثره ينخرط الجسم في مهاجمة خلايا البطن، وبذلك يحول دون امتصاص الأغذية” . ومن الأسباب الشائعة الأخرى التي تؤدي أيضاً للإصابة بضعف الذاكرة المؤقت، مرض “كروهن” وهو مرض أو شكل من أشكال التهاب الأمعاء يؤثر سلباً في امتصاص الغذاء .
كذلك لابد من الإشارة إلى حقيقة علمية بسيطة ومعروفة، مفادها أن التقدم في السن، يعتبر من أكثر الأشياء التي تفضي للإصابة بفقدان الذاكرة “عندما نتقدم في السن، تفقد المعدة تدريجياً مقدرتها على إفراز مستويات عالية من الحمض المعوي الذي يعتبر أساسياً في امتصاص الفيتامين”، وهذا قد يؤدي لتشخيص خاطئ “تشخيص وإصابة كبار السن بالعتة، بينما هم في الحقيقة يعانون نقص فيتامين بي 12” . ويمكن التوصل للتشخيص الصحيح بإجراء فحص دم “وتناول متمم غذائي سيحل الإشكال فوراً” .
تُصلح ذاكرتكضغط الدم المرتفع
إذا كنت دون ال 45 عاماً، وتعاني كثرة النسيان، فمن المستحسن أن تجري فحصاً لضغط الدم .
وقد كشف بحث أجري في جامعة ألاباما أن الذين يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم - من بين المشاركين في البحث - كانوا أكثر أرجحية للتعرض لمشكلات ذاكرة ومهارات تفكير، مقارنة بمن كان ضغط دمهم طبيعياً .
وكلما زاد ارتفاع ضغط الدم تزداد أرجحية التعرض للمشكلات .
ويقول الأطباء إن ضغط الدم المرتفع يتلف البطانات الداخلية للشرايين، ويفضي ذلك في النهاية لجعل جدران الشرايين سميكة ومتيبسة .
وتقول البروفيسورة فينيلا كيركهام، أستاذة الأمراض العصبية في مستشفى جامعة ساوثهبتون بإنجلترا: “هذا الضيق والتيبس الذي يحدث للأوعية الدموية يقلل كمية الدم التي تنساب للدماغ، وتصل إلى منطقة تسمى الحُصين “المنطقة المرتفعة من القرن الصدغي لبطين الدماغ”، وهي منطقة تلعب دوراً مهماً في عمل الذاكرة” . ويقول الأطباء إن التقدم في السن، لا يحول دون وقف التدهور، فإذا حرصت على ممارسة الرياضة بانتظام، واتبعت نظاماً غذائياً صحياً، وأنقصت وزنك، ستتضافر كل هذه الإيجابيات، وتحسن ذاكرتك - و”صحتك العامة أيضاً” .
تُصلح ذاكرتكقصور الدرقية
إذا كنت تعاني الإرهاق وزيادة الوزن والكآبة وتشعر بأن ذاكرتك ليست مثلما كانت في السابق، فربما تكون مصاباً بقصور الدرقية، وهو مرض يصيب النساء أكثر من الرجال وبمعدل 15 من كل 1000 امرأة .
وتحدث هذه الحالة - التي تتطور تدريجياً على مدى أشهر عدة - عندما تعجز الغدة الدرقية عن إفراز “هرمون الثيروكسين” .
ويقول البروفيسور ريتشارد روس أستاذ علم الغدد في جامعة شيفيلد: يلعب هذا الهرمون دوراً مهماً للغاية في مقدار الطاقة التي يستخدمها الجسم، فإذا لم يكن هناك مخزون كاف منه في الجسم تكون كل حركات وأنشطة الجسم واهنة ومتثاقلة، بما في ذلك وظائف الدماغ، وبالطبع سيؤثر ذلك في الذاكرة . . والتذكر .
ويقول الأطباء إن أسباب قصور الدرقية تشمل حالات اختلالات المناعة الذاتية “مثل هاشيموت”، وعندما يبدأ الجسم في مهاجمة نفسه، وتشمل أيضاً التعرض لفيروس وقد تنجم أحياناً من دواء أو علاج معين .
ويمكن تشخيص واكتشاف هذا المرض بإجراء فحص دم بسيط، ويعالج بعقاقير تسمى ليفوثايروكسين، وهي بدائل هرمونية فعالة تخفف الأعراض بسرعة كبيرة .
تُصلح ذاكرتكالستاتينات (مثبطات الكوليسترول الضار)
هنالك معلومة رائجة في الأوساط الطبية، تقول إن العقاقير المثبطة للكوليسترول مفيدة للذاكرة، بيد أن مراجعات حديثة - لأبحاث علمية - أجرتها مكتبة كوكران المرموقة، خرجت بنتائج معاكسة .
وفي هذه الدراسة، راجع الباحثون بيانات ومعلومات مستخلصة من تجارب أجريت على 14 عقاراً، وشملت 34000 مريض، ووجدوا أن بعض المرضى الذين تناولوا هذه الأدوية والعقاقير كانت لديهم مشكلات تتعلق بتذكر أحداث “قريبة العهد” .
ويقول الدكتور غروس إن سبب تعرض البعض لإشكالات “تتعلق بالذاكرة”، وعدم حدوثها لدى البعض الآخر، قد يكون ببساطة “جينياً” .
ويقول الأطباء إن الأمر المعروف هو أن مثبطات كوليسترول معينة، تكون أكثر أرجحية للتسبب بمشكلات مقارنة بمثبطات أخرى، وكلما ازدادت قابلية المثبط لإذابة الدهون “ما يعني اختراقه لأغشية الخلية بسرعة وبقاءه في دهون الجسم واستمراريته في التأثير فيها، وبالتالي وكما أسلفنا، كلما ازدادت قابلية المثبط لإذابة الدهون، يزداد نزوعه لعبور الحاجز الذي يحمي الدماغ من أي سموم قد تكون موجودة في الدم . ويعد عقار “سيما فاستاسين” من أكثر العقاقير “المثبطة” المذيبة .
تُصلح ذاكرتكسن اليأس
تؤكد الأبحاث الطبية أن زيادة النسيان في مرحلة معينة من السن، تعتبر من الشكاوى الشائعة لدى النساء .
وقد أكدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا أن تناقص مستويات الأستروجين يعتبر مشكلة، خاصة في المرحلة التي تسبق الوصول إلى سن اليأس مباشرة، والتي تسمى “مرحلة ما قبل سن اليأس” .
ويقول البروفيسور روس: “إن الأستروجين قد يكون له تأثير وقائي في النواقل العصبية، والتي تلعب دور “الساعي” في الدماغ” .
ولحسن الحظ، فإن فقدان الذاكرة لا يكون دائماً، وأن تناول هرمونات الأستروجين أو البروجسترون - التي تستخدم علاجاً بديلاً للهرمون - في هذه المرحلة العمرية، يكون مفيداً .
تُصلح ذاكرتكالصداع النصفي
إذا كنت عرضة لمرض الصداع النصفي فقد تكون مهدداً بحالة تعرف ب”فقدان الذاكرة الشامل العابر” وهي حالة شائعة أكثر بين من تجاوزوا سن ال 50 . وفي هذه الحالة، يفقد المصاب مقدرته على تذكر الأحداث القريبة - التي حدثت في ال 24 ساعة السابقة أو أطول من ذلك قليلاً - ويتواصل هذا النسيان الشامل لساعات عدة، حيث لا يستطيع المصاب بهذه الحالة تذكر أو إدراك أين يقف، أو كيف وصل للمكان الذي يمكث فيه، لكنه يستطيع تذكر من هو والناس الذين يعرفهم .
وتقول البروفيسورة كيركهام: “يعتقد العلماء أن هذه الفجوة في الذاكرة تحدث نتيجة لخلل جيني يمكنه أن يسبب انتشاراً لنبضات الأعصاب في الدماغ . وإلى جانب تحفيزها للصداع النصفي قد تتسبب هذه النبضات في شل الذاكرة مؤقتاً لكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك في الوقت نفسه .
ومثلما هو الحال في الصداع النصفي قد تحدث الكآبة المرتبطة بانتشار النبضات العصبية في الدماغ بسبب الانغمار المفاجئ في ماء بارد أو ساخن، أو بسبب محنة عاطفية شديدة، أو حتى نتيجة اتصال جنسي .
ولحسن الحظ فإن هذه المشكلة ليست شائعة ونوبات فقدان الذاكرة الناجمة منها لا تحدث في الغالب إلا مرة واحدة .
ويقول الاطباء إن الذاكرة ينبغي أن تعاود نشاطها خلال 24 ساعة .