سبب الشرك الغلو في الصالحين ومن هنا نعلم أن الشرك إنما حدث في بني آدم بسبب الغلو في الصالحين . - ص 21 - ومعنى الغلو : زيادة التعظيم بالقول والاعتقاد ، ولهذا قال الله تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أي لا تفرطوا في تعظيمه حتى ترفعوه عن منزلته التي أنزله الله ، فتنزلوه المنزلة التي لا تنبغى إلا لله . والخطاب وإن كان لأهل الكتاب ، فإنه عام يتناول جميع الأمة ، تحذيرا لهم أن يفعلوا بنبيهم ، مثلما فعلت النصارى بعيسى واليهود بعزير . ولهذا ورد في الحديث الصحيح عن عمر بن الخطاب ، أن رسول الله كل قال : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا عبد الله ورسوله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . أي لا تتجاوزوا الحد في مدحي ، فتنزلوني فوق منزلتي التي أنزلني الله بها ، كما غلت النصارى في عيسى فادعوا فيه الألوهية . وإنما أنا عبد الله ورسوله ، فصفوني كما وصفني ربى . ولكن أبى الجاهلون والمخرفون إلا مخالفة أمر رسول الله ، وارتكاب نهيه ، فناقضوه أعظم مناقضة ، وضاهئوا النصارى في - ص 22 - غلوهم وشركهم ، وبنوا القباب والمساجد على أضرحة الأولياء والصالحين ، وصلوا فيها- وإن كان لله لكن بقصد التعظيم للمقبورين ، وطافوا بقبورهم ، واستغاثوا ربهم في كشف الملمات وقضاء الحاجات ، ورأوا أن الصلاة في أضرحة الأولياء أفضل من الصلاة في المساجد . وقد ورد في الحديث الشريف عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه ، فإذا اغتم بها كشفها ، فقال- وهو كذلك . "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، يحذر ما صنعوا : ولولا ذلك أبرز قبره ، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أخرجه الشيخان . وجرى منهم الغلو في الشعر والنثر ما يطول عده ، حتى جوزوا الاستغاثة بالرسول وسائر الصالحين ، في كل ما يستغاث فيه بالله ، ونسبوا إليه علم الغيب!! حتى قال بعض الغلاة : لم يفارق الرسول الدنيا حتى علم ما كان وما يكون!! ، وخالفوا صريح القرآن : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وقال تعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - ص 23 - وقال تعالى مخبرا عن رسوله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وإذ علمتم أن الشرك حدث بسبب الغلو في الصالحين ، وأنه إنما جاءت الرسل من أولهم إلى آخرهم يدعون العباد إلى إفراد الله بالعبادة ، لا إلى إثبات أنه خلقهم ونحوه ، إذ هم مقرون بذلك كما قررناه وكررناه . [وإن كان ذلك أيضا جزءا من التوحيد] . ولذا قالوا : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أي لنفرده بالعبادة ونخصه بها من دون أوليائنا . |