سيكون ملعب أمستردام آرينا يوم الثلاثاء مسرحاً لمواجهة بين اثنين من عمالقة القارة الأوروبية.
الأوّل هو صاحب الأرض أياكس أمستردام، النادي الأنجح في تاريخ الكرة الهولندية وأحد أربعة أندية فقط نجحت في الصعود إلى منصّات التتويج في جميع بطولات القارة العجوز.
أما الثاني فهو الضيف إي سي ميلان الإيطالي، النادي الأوروبي الأكثر تتويجاً بالألقاب القارية، فخزائنه تضم 14 لقباً، من بينها سبعة ألقاب في البطولة الأبرز دوري أبطال أوروبا، التي كانت تعرف سابقاً باسم كأس أوروبا أو كأس الأندية الأبطال.
قد لا يبدو الفريقان في أفضل حالاتهما هذا الموسم، فرغم عودة أياكس أمستردام لقمّة الكرة الهولندية في الأعوام الأخيرة بعد فترة طويلة دانت فيها السيطرة لغريمه بي إس في إيندهوفن ونجحت خلالها أندية مثل تفينتي وإي زد ألكمار في الصعود إلى منصّات التتويج، لم يقدّم الفريق شيئاً يُذكر على الساحة الأوروبية منذ سنوات عدّة، والظهور الأخير له في دور الستة عشر من دوري الأبطال يعود إلى عام 2006.
وعاني الفريق كثيراً في العقد الأخير من فقدان نجومه لصالح أندية الدوريات الأوروبية الأكثر ثراءً، كما أن النادي ما زال يعتمد بشكل كبير على أكاديمية الناشئين من أجل توفير لاعبين للفريق الأوّل، وهي بدون شكّ واحدة من أهم مدارس الناشئين في العالم، ولكنها لم تعد كما مضى، فقد بدأت تفقد مكانتها بشكل كبير، بعد أن أصبح هناك أكاديميات مماثلة لها في معظم أندية القارة العجوز تسارع بضمّ أيّ موهبة شابة تظهر في العالم.
وهذا الموسم تأثّر أداء الفريق بشكل كبير بعد رحيل نجميه كريستيان إريكسن وتوبي الديرفيرلد، وبدا ذلك جلياً خلال المواجهة التي خسرها الفريق الأسبوع الماضي أمام غريمه التقليدي بي إس في إيندهوفن برباعية نظيفة، علماً بأن الأخير لعب المباراة بفريق معظم لاعبيه لم يتجاوزا الثالثة والعشرين من عمرهم.
بدوره لم يقدّم ميلان حتى الآن المستوى المنتظر، فهو يحتلّ المركز التاسع بعد ستّ مراحل لم يحقّق خلالها سوى انتصارين، والضغوط تتزايد على مدرّبه ماسيمليانو آليغري من مباراة لأخرى.
كما أن الفريق لم يفز بلقب الـ Serie A سوى مرّتين فقط خلال المواسم الأربعة عشر الأخيرة، وتواجه إدارة النادي انتقادات لاذعة بسبب عدم إنفاقها بالشكل الكافي من أجل ضمّ المزيد من النجوم لصفوف الفريق، إسوة بالعديد من الأندية الكبرى في أوروبا.
ولكن رغم كلّ تلك الظروف يظلّ دائماً للقاءات ميلان-أياكس طابع خاص، فهي تحمل في طياتها الكثير من ذكريات مواجهات سابقة بين الناديين العريقين.
مواجهات كتبت تاريخ الكرة الأوروبية على مدار نصف القرن الماضي، سنحاول من خلال السطور التالية إلقاء الضوء على ثلاثٍ منها.
المواجهة الأولى
نهائي كأس الأندية الأوروبية الأبطال – مايو 1969
ميلان (4) آياكس أمستردام (1)
شاءت الأقدار أن تكون أوّل مواجهة بين الفريقين في نهائي كأس الأندية الأوروبية الأبطال لموسم 1968/1969.
ميلان كان المرشّح الأبرز للفوز باللقاء، فهو الفريق الأكثر خبرة في الساحة الأوروبية بمشاركات تعود إلى سنوات البطولة الأولى، حيث حلّ وصيفاً في نسخة عام 1958 بخسارته أمام ريال مدريد الإسباني بعد وقت إضافي، كما كان أوّل فريق إيطالي ينال لقبها في عام 1963 بفوزه في المباراة النهائية على بنفيكا البرتغالي، حامل اللقب حينها.
والفريق اللومباردي عانى كثيراً بعد لقبه الأوروبي الأوّل خاصة مع رحيل مدرّبه الأسطوري نيريو روكو الملقب بـ"إل بارون" لتدريب تورينو، ولكن بعد أربعة مواسم وبالتحديد في عام 1967، قرّر الأخير العودة لتولّي زمام الأمور في النادي، وكان له دور كبير في عودة الفريق للمنافسة بجدية على جميع الألقاب، حيث قاده في نفس الموسم للقبه الأوّل في الدوري منذ خمسة أعوام وأيضاً للقب كأس الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس.
"إل بارون" لم يواجه ايّ مشاكل مع فريق مدجّج بالنجوم، فإلى جانب عدد من لاعبي المنتخب الإيطالي المتوّج بلقب بطولة أمم أوروبا على أرضه عام 1968، وهم النجم الأسطوري جياني ريفيرا ولاعب الوسط جيوفاني لوديتي والمهاجم بيرينو براتي والمدافعين روبرتو روساتو وآنجيلو أنكويليتي، ضمت صفوف ميلان حينها الجناح الأيسر السويدي كيرت هارمين، والمهاجم ذا الأصول البرازيلية آنجيلو سورماني، بالإضافة إلى النجم جيوفاني تراباتوني، الذي سيصبح فيما بعد واحداً من أبرز المدرّبين في تاريخ الكرة الإيطالية.
وأطاح ميلان في طريقه للمباراة النهائية بمانشستر يونايتد، حامل اللقب من نصف النهائي وقبله سلتيك حامل لقب نسخة 1966/1967.
أما بالنسبة لأياكس أمستردام فكانت الحال مختلفة، فالفريق لم يكن قد ظهر في الساحة القارية إلا قبل سنوات قليلة، بعد أن تولّى تدريبه المدرّب الأسطوري رينوس ميتشيلز في منتصف الستينيات، ونجح في تحويله من فريق يصارع الهبوط في الدوري المحلّي إلى بطل يشارك في أهم البطولات القارية.